30-10-08, 12:25 PM
|
#11
|
|نتعلم لنعمل|
|
فوائد الدرس السادس - القاعدة الرابعة من قواعد فهم القرآن
* ما هي الفوائد المستنبطة من تفسير قوله تعالى :﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ﴾؟
إن القرآن ثقيل متين كبير ليس بالهين ,( فإن) إذا جاءت بعد أمر أو نهي فإنها تفيد التعليل , فقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه في سورة المزمل بقيام الليل أي العبادة لكي يستعد ويتهيأ لأن الله سيلقي عليه قولا ثقيلا متينا ليس بالهين وهو القرآن العظيم , فهذا يدل على أن القرآن عظيم يحتاج إلى استعداد تام لفهمه وتدبره , فإذا شعرنا بعظمة القرآن فهذا يساعدنا على فهمه فهما تاما.
*ما هو أثر معرفة أن هذا الكتاب عظيم ثقيل على المسلم؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه "
أي عندما يعلم المسلم أن هذا الدين متين عظيم كبير ليس بالهين , فإنه يستقر في قلبه أنه لن يستطيع تلقيه في مدة قصيرة ويجب عليه التمهل في أخذه وتلقيه , وليس المهم دراسته في مدة قصيرة , بل المهم تدبره وفهمه فهما صحيحا تاما , فهو كتاب عظيم حوى جميع الكتب السماوية السابقة , فيجب إعطاءه قدره وما يستحق لأنه كتاب له قدر عظيم فلا فوز ولا نجاة ولا رفعة ولا علو في الدرجات العليا إلا بالقرأن العظيم.
*لماذا يجب التدرج وعدم الاستعجال في تعلم كتاب الله عز وجل؟
التدرج سنة كونية شرعية ضرورية , ولا بد منه مع كتاب الله عز وجل بشكل خاص , فالتدرج مطلوب في كل أمور الحياة التي تخص المسلم وخاصة تعلم القرآن الكريم وطلب العلم , فيجب عدم الإستعجال في تلقي القرآن الكريم لأن الإستعجال شر محض على المسلم ووبال على طريقته في تعلمه لكتاب الله عز وجل , وعلى منهجه في كيفية أخذه لهذا القرآن العظيم , فمن أراد العلم جملة ذهب عنه جملة , فالتدرج أساس كل شئ حتى نتلقى القرآن تلقيا تاما متكاملا , ونفهمه فهما صحيحا .
* كيف يمكن أن نستدل على أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت بالتدريج؟
إن أول أوامر الله كانت العلم ومن ثم الدعوة ومن ثم العبادة التي تعين على العلم والدعوة , وأول ما أمر الله به نبيه ((إقرأ)) أي العلم ومن ثم التوحيد فقد تكاثرت الآيات التي تتحدث عن التوحيد ونفي الشرك عنه عز وجل , حتى يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن التوحيد أعظم العلم ومن ثم نزل الأمر بمكارم الأخلاق كصلة الرحم والإحسان لليتيم وغيرها , فلم تكن أوامر الرسول في بادئ الأمر هي الصلاة والصيام وتحريم أكل الربا وغيرها , بل كانت بالتوحيد وصلة الرحم ذلك لأن الناس لن يقبلوا دعوته إلى التوحيد حتى يكون هناك ما يجعلهم يقبلون دعوته وهو أن يكون حسن الخلق واصلا لرحمه عافا عن المظالم عدلا مع الناس.
|
|
|