إن كتاب الله عز وجل حياة للقلوب كما أن الروح هي حياة للبدن ، وجاء تسمية هذه السلسلة بروائع البيان في بدائع القرآن لان القرآن من أوله لأخره بديع ورائع وعظيم . والهدف منها ثلاث أمور :
1- الأمر الأول هو فهم مفهوم الحياة في القرآن : فقد وضح الله عز وجل في القرآن أن الحياة ثلاث انواع فأما الأولي فهي الحياة الدنيا والثانية فهي الحياة الأخري وبينهما الحياة البرزخية التي لم يذكر عنها الأ اليسير ، وقد بين لنا الله عز وجل الحياة الدنيا والحياة الأخري أعظم بيان حتى يدرك المرء مذا تعني له هذه الحياة وما الذي سينتقل لة بعد الممات .
2- الأمر الثاني من أهداف هذه السلسلة أن نتعلم كيف نعيش مع القرآن ، وهي امنية كل مسلم ، فيريد أن يكون القرآن محيطاً به في كل أموره فيكون مصحفاً يمشي على الأرض ويكون خلقه القرآن كما كان سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم خلقه القرآن ، ولكنه يحتاج إلى قلب يقظ ويفتح قلبه ليدخل هذا الروح للقلب .
3- الأمر الثاني من أهداف هذه السلسلة أن نبني بيتا في أرض القرأن إذا نظر إلى اساسه فهي من القرآن وبنيانه واعمدته واحجاره وملاطه ودهانه فإذا هي كلها من القرآن .
ولابد أن تدرك أن هذا الأمر ليس هين ولكنه جليل ومكسب عظيم في الحياة الدنيا .
وسبب عدم ادراك أهمية كيف نعيش مع القرآن ، لانه لم يدرك من يخاطب القرأن ، فهو يخاطب المؤمن والكافر والمشرك والملحد وأهل الأهواء من المسلمين ، والقرآن طريقته في الحوار تختلف مع كل منهم ليردهم إلى الصراط المستقيم ، فلابد أن ندرك معاني خطاب القرآن والى من يوجه القرآن خطابه .
والخطاب هنا في هذه السلسلة لعموم المسلمين الذين لهم اهتمام بعلوم الشرع .
ثم يأتي الحديث عن القواعد الخمس الكبري التي لابد أن يدركها من يريد أن يعيش مع القرآن ويأتي ذلك على مستويين ، المستوى الأول لعموم المسلمين الذين لهم الحق في ايضاح لهم ما في كتاب الله عز وجل من أوامر ونواهي وما فيه من السعادة المترتبة على العمل به ، والمستوى الثاني لطلبة العلم وكيف يستفيد من كتاب الله ويدرك معاني القرآن ادراك تام كامل لان الكثير منهم يقرأ كتاب الله عز وجل ولا يدرك تمام المعنى لذا قل تعظيم القرآن في قلوب طلبة العلم ، لانه لا يستشعر ما هو القرآن ومن الذي تكلم به وعن ماذا تكلم ودون أن يدرك وجه الاعجاز في بيان ما نزل به القرآن وهو معجز وعظيم في كل سوره ، وبدأ نزوله بقصار السور والقرآن فيه الهداية التامة التي يحتاج اليها الناس جميعا ، فقد قال الله تعالى لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ( وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى ) فنحن بدون كتاب الله في ضلال ، فإذا ادركنا ذلك سننتقل إلى الدرجة الثانية
وهي المستوي الثاني :
وفيها ندرس المراحل السبعة لطالب فهم القرآن وإذا ادركنا ذلك فسنجد فرق شاسع بين ما نفرأه الأن وبين ما ندركه بعد ذلك ، فنقرأ ونستشعر عظمة القرآن . تلك هي الخطة العامة التي سنسير عليها .
الأهداف : التي نتطلبها لتعلو الهمم لتحمل الجهد لادراك هذه الحقائق الكبيرة وهذا لعموم المسلمين .
1- أنا نريد أن ندرك مفهوم الحياة في القرأن لنعيش مع القرآن ، فقد تكلم الله عز وجل عن الحياة الدنيا في القرآن مئة وأحدى عشر مرة وتكلم عن الحياة الأخرى مئة وأحدى عشر مرة ، فجاء ذلك التساوي للننظر إلي الحياة الدنيا أنها دار عمل واننا مكلفين فيها ، وأما الحياة الأخرى فجاء ذكرها بنفس العدد للإخبار أن تلك حياة لنعمل لها ولكن لكل قدرة .
وذكر الحياة الدنيا بين لنا كيف نعيش حياتنا كلها وكيف نتعامل مع الأخرين من المؤمنين وأهل المعاصي والمشركين وطريقة التعامل الأهل وشركاء العمل وغيرهم .
وذكر الحياة الأخرى فبين لنا عظم الجزاء في تلك الدار والأهوال ما بين بعث الروح إلى أن ينقسم الناس ما بين أصحاب الجنة وأصحاب الجحيم ، والحديث عن هذه الأهوال اكثر من الحديث عن الجنة والنار .
وتوصف الحياة الدنيا بالفانية والمتاع والذائلة ، أما الحياة الأخرى فتوصف بالخلود والباقية ، ليترتب عليه أن يكون أمر الدنيا يسير وان الأجر عظيم وأني سأعمل مدة قليلة فأجد وأجتهد في الخير ولا يأتيك أمر من الندم من أنك ستتعب نفسك فالجزاء المنتظر في الحياة الأخري يجعلك تثابر على العمل الصالح وتهون الدنيا وتعظم الأخرة .
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .