|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-08-08, 01:14 PM | #12 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
تابع الشريط الثالث --الوجه الأول
الفصل الثاني
كيفية الطلب والتلقي المتن : كيفية الطلب ومراتبه: “من لم يتقن الأصول، حرم الوصول”[1]، و”من رام العلم جملة، ذهب عنه جملة”[2]، وقيل أيضاً:”ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم”[3]. وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج. قال الله تعالى: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً). وقال تعالى: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً). وقال تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته). شرح الشيخ نعم حلية الطلب , وهذه أيضا مهمة , يبني الانسان طلبه على أصول ولا يتخبط خبط عشواء , يقول : من لم يتقن الاصول حرم الوصول , وقيل بعبارة أخرى : منفاته الأصول حرم الوصول , والأصول هي العلم والمسائل كأصل الشجرة وأغصانها , إذا لم تكن الأغصان على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك , فلا بد للانسان أن يبني علمه على أصول . فماهي الأصول ؟ هل هي الأدلة الصحيحة ؟ أو هي القواعد والضوابط ؟ أو هذا وهذا ؟ الثاني هو المراد , تبني على أصول من الكتاب والسنة , وتبني على قواعد وضوابط مأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة ,وهذه من اهم ما يكون لطالب العلم . مثلا المشقة تجلب التيسير , هذا أصل من الأصول مأخوذ من الكتاب والسنة يقول تعالى : وما جعلنا عليكم في الدين من حرج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمران بن الحصين : صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب وقال : إذا ما أمرتم بأمر فآتوا منه ما استطعتم . لو جاءتك ألف مسألة بصور متنوعة لأمكنك أن تحكم على هذه المسائل بناء على هذا الأصل , لكن إن لم يكن عندك هذا الأصل وتأتيك مسألتان لأشكل عليك الأمر . يقول : من رام العلم جملة ذهب عنه جملة , إذا أراد الانسان أن يأخذ العلم جميعا فإنه يفوته العلم جميعا , لابد أن تأخذ العلم شيئا فشيئا , كسلم تصعد عليه من الأرض الى السطح , فليس العلم مأكولا كتبت فيه العلوم تأكله وتقول خلاص هضمت العلم , العلم يحتاج الى مرونة وصبر وثبات وتدرج . وقيل أيضا ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم , يعني كثرة ما تسمع من العلوم توجب أن تضل في فهمها , فالانسان إذا ملئ سمعه وبصره مما يقرأ ربما تزدحم العلوم عليه ثم تشتبه و يعجز عن التخلص منها يقول : وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن... فالشيخ المتقن أعلم منك بقليل , لأن بعض الناس إذا رأى طالبا من الطلبة يتميز عنه بشئ من التميز جعله شيخه وعنده شيوخ أعلى بهذا بكثير ولكن يجعل هذا الصغير شيخه لأنه أفاده بمسألة من المسائل , وهذا غير صحيح , بل اختر المشايخ ذوي الإتقان وأيضا نضيف الى الاتقان وصف آخر , وهو الأمانة , لأن الاتقان قوة والقوة لا بد لها من أمانة , ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) , ربما يكون عالم عنده قاتقان وسعة علم وعنده قدرة على التقسيم والتفرق وعنده كل شئ لكنه ليس عنده أمانة فيضلك من حيث لا تشعر . قوله : ، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج. : أي لا تأخذ العلم بالتحصيل الذاتي , يعني أن تقرأ الكتب دون أن يكون لك شيخ معتمد , ولهذا قيل : من دليله كتابه خطؤه أكثر من صوابه , أو غلب خطأه صوابه . وهذا هو الأصل . من اعتمد على التحصيل الذاتي في قراءة الكتب يجد بحرا لا ساحل له , ويجد عمقا لا يستطيع التخلص فيه , أما من أخذ عن شيخ فإنه يستفيد فوائد عظيمة : الأولى : قصر المدة , والثانية : قلة التكلف , والثالثة : أن ذلك أحرى للصواب . لان هذا الشيخ تعلم ورجح وفهم فيعطيك الشئ ناضجا وإذا كان عنده أمانة فإنه يمرنك على المطالعة والمراجعة. أما من اعتمد على جهوده لا بد أن يكرس جهوده ليلا ونهارا , ثم إذا طالع الكتب التي يقارن فيها بين أقوال العلماء,فما الذي يدله على ان هذا أصله , فيبقى متحيرا , ولهذا نرى أن ابن القيم عندما يناقش قولين لأهل العم , فانه إذا ساق أدلة هذا القول وعلله , فتقول خلاص هذا هو القول الصواب , ولا يجوز العدول عنه بأي حال من الأحوال, ثم ينقض ويأتي بالقول المقابل ويذكر أدلته وعلله فتقول هذا هو القول الصواب , الأول ما عنده علم لكن لا بد أن تكون قراءتك على شيخ متقن وأمين . قال : وآخذا الطلب بالتدرج ثم استدل بالآيات : قال الله تعالى: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً). وقال تعالى: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً). قوله" لولا نزل عليه القرآن جملة واجدة " المعروف كلمة ( نزّل ) لما ينزل شيئا فشيئا , وأن ( أنزل ) لما نزل جملة واحدة , فلم وردت كلمة نزّل وليس أنزل ؟ يقول : قالوا ذلك باعتبار واقع القرآن , أنه منزل شيئا فشيئا , وقوله ( كذلك ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف والتقدير أنزلناه كذلك , وجملة ( نثبت ) تعليل متعلق بالفعل المحذوف , وقال تعالى : " الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به " ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده , الذين آتيناهم الكتاب : أي أعطيناهم إياه , وأنزلناه إليهم , يتلونه حق تلاوته , والتلاوة هنا تشمل التلاوة اللفظية والتلاوة الحكمية . التلاوة اللفظية : أن يقرؤوه بألسنتهم , التلاوة الحكمية : أن يصدقوا بأخباره ويلتزموا بأحكامه , وقوله : ( حق تلاوته ) من باب إضافة الصفة الى الموصوف , [1] -”تذكرة السامع والمتكلم”(ص144). [2] - “فضل العلم” لأرسلان (ص144). [3] - “شرح الإحياء”(1/334). يتبع الوجه الثاني >>>>>
التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 14-08-08 الساعة 01:17 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
~ مكتبة طالب العلم ~ | بشـرى | مكتبة طالبة العلم الصوتية | 8 | 18-02-07 05:40 PM |