18-07-08, 12:58 AM | #1 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
\\تفريغ دروس التفسير الصوتية للإستاذة عطاء الخير \\
الدرس الأول تفسير سورة الفاتحة الجزء الأول بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لهذه الأمة وجاهد في الله حق جهاده وتركنا على المجحة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك , صلى الله عليه وسلم أما بعد : يطيب لي يا أحبة أن ألتقيكم على مائدة التفسير , وعمدتنا في ذلك كتاب تفسير السعدي وسيكون منهجنا : دراسة تفسير سورة الفاتحة ثم جزء عمَّ ثم نبدأ بتفسير سورة البقرة ثم نكمل وهكذا .... وذلك رغبة في فهم معنى آيات الفاتحة وسور جزء عمّ َ لأننا نحتاج إلى فهم بعض الأمور فيها خصوصا أننا نقرأ منها في الصلاة , قد تكون هناك معلومات أخرى تضاف إلى كتاب تفسير السعدي من تفسير ابن كثير أو تفسير الشيخ ابن عثيمين لجزء عمَّ والفاتحة أو تفسير ابن القيم أو غيرها من التفاسير التي أضافت من اللطائف التي من الممكن أن نستأنس بها أثناء دراستنا . فأرجو تجديد النية في حضور المجلس ويكون لدينا الجد والاجتهاد حتى يترتب على هذا التدبر للقرآن العمل به , فهذا الكتاب ما أنزله الله تعالى إلا للتدبر ثم هذا التدبر وسيلة للعمل به أسأل الله تعالى التوفيق ... و نبدأ على بركة الله بسورة الفاتحة . يقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضَّالِّين * بداية : سميت هذه السورة بالفاتحة لسبب: يقول بعض العلماء لأن القرآن افتتح بها , وقد قيل أن هذه السورة أول سورة نزلت كاملة ونريد أن نخرج من دراستنا لسورة الفاتحة بأن هذه السورة يجلّ قدرها في نفوسنا ,وإن كان كلام الله عز وجل عظيم وجليل في نفوسنا , ويكفي أنه كلام الرب عز وجل , ولكن سبحان الله بالنظر الى هذه السورة نجد أن فيها من الأسرار والأمور والدروس العظيمة التي نحتاجها , وعلينا أن نخرج بدروس كثيرة نستفيد منها . قال العلماء أن هذه السورة تشمل على مجمل معان القرآن الكريم , أي الموضوعات التي يتحدث عنها القرآن بتنوع أساليبه :إما أن يأتي ذاكرا التوحيد ناقضا للشرك , وإما أن يأتي مبينا للأحكام , وإما أن يأتي مبينا للجزاء والحديث عن الآخرة وهذه السورة سبحان الله تناولت واشتملت على مجمل معاني القرآن في التوحيد والأحكام والجزاء وطرق بني آدم : طريق المنعم عليهم وطريق المغضوب عليهم وطريق الضالين . وسميت بأسماء كثيرة : الشافية – السبع المثاني – أم الكتاب – الكافية – الرقية (استنادا للحديث الذي ورد فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما أدراك أنها رقية ؟) الصلاة ( لأن الصلاة لا تصح إلا بها ) - أم القرآن (الأم هي المرجع وسميت الفاتحة بأم القرآن لأنها تناولت هذه المواضيع الثلاث : التوحيد والأحكام والأجزاء ) ولا شك يا أحبة أن تعدد الأسماء يأتي من وراءه فائدة ولعظمة هذا الشئ وأهميته , وهذا يلفت النظر إلى مزيد من العناية والاهتمام
مثلا وصف الآخرة بــ : القارعة والصاخة والطامة ويوم القيامة والساعة .... هذا يدل على عظم الشئ المسمى ويلفت النظر إلى أن نهتم أكثر وكذلك القرآن وصف : النور والهدى والذكر ......مما دل ذلك على عظم هذا الكتاب ومكانته إذن هذه السورة لها مكانة عظيمة وموضوعاتها دائرة على التوحيد والأحكام والجزاء و... وسنرى ذلك من خلال وقوفنا على آياتها . هذه السورة لها مميزات تتميز بها عن غيرها : ** أن الصلاة لا تصح إلا بقراءتها ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) فهي ركن في الصلاة ** أنها رقية إذا رقي بها الإنسان أذهب الله عنه ما بجد بحسب يقين العبد وقبول هذا المحل .فهي لها أثر عظيم وسبحان الله العظيم لو أدركنا المعاني الجليلة في هذه السورة لأدركنا لماذا عدت رقية ولماذا وصفت أنها الشافية وتكفي عن غيرها . فإذا وافقت راقيا موقنا ما غادرت هذا السقم حتى أثرت فيه فأزالته بتوفيق من الله عز وجل . لذلك الإنسان لما يرقي بهذه السورة يحتاج إلى حضور ويقين في قلبه عندما يقرأ بهذه الآيات العظيمة التي فيها من أوصاف الرب عز وجل صفات كثيرة ونذكر هنا قصة الصحابي الذي طلب الضيافة من سيد القوم فرفضوا فمضى في طريقه , فلدغ السيد فجاء قومه يسألون ذلك الصحابي : لعل فيكم راقٍ ؟؟؟ فأتى الصحابي وقرأ عليه الفاتحة _فهو متأمل لهذه المعاني _ فبرأ السيد فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما أدراك أنها رقية ؟؟؟ فالرسول الكريم أقره على أن الفاتحة رقية . وجميل أننا نطبق هذه السنة ونرقي أنفسنا بها ,تضع يدك على موضع الألم بيقين فتجد أثر ذلك , ولكن مشكلتنا أنه في تعاملنا مع آيات الكتاب أن اليقين عندنا ضعيف ونثق بالأسباب الحسية , وإن كانت مشروعة , (المسكنات ) ونعتبرها أرجى لنا من كتاب الله تعالى وهذا واقع ليس كلام نقوله , فلنعمق الصلة بالله تعالى ويكون يقيننا شديد ,فنحن نحدث بأشخاص يضع يده على موضع الألم فلا ينتهي بقراءة الفاتحة إلا وقد زال الألم وهذا لقوة اليقين وقبول المحل وقوة إيمان قلب هذا الراقي سبحان الله ,فكان أثرها عظيم على الموضع الذي يقرأ به . والناس اليوم تركوا هذه السنة وابتدعوا أمور ما أنزل الله بها من سلطان في سورة الفاتحة , فجعلوا يقرؤون بها في الزواج وعلى روح الأموات ويختمون بها الدعاء ويقرؤونها في المناسبات ويبتدئون بها الخطب ..... وكلها أمور لم يأت بها رسول الله فإنه لم ينقل إلينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بها على الأموات ولم يكن يزوج الصحابة بقراءة الفاتحة و..., فيجب علينا أن نترك هذه البدع المحدثة ونتبع السنة الصحيحة ونلزمها ,وإن كان هذا الأمر يعد عبادة ونرجو منها أجر , فالعبادات مبنية على التوقيف والإتباع , أي أنها موقوفة على دليل شرعي من الكتاب والسنة ولا نقول أنها بدعة حسنة وما شابه , مادام أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأت بها ولم يردنا نص من الكتاب ولا دليل في السنة ,إذن نقف حيث وقف القوم وما نقل إلينا , فلا نستدرك على النبي الكريم ولا نزيد على الشرع , ونكتفي بإحياء هذه السنة المهجورة بأن نرقي أنفسنا وأهلنا بالفاتحة , وترك هذه الأمور المحدثة . يتبع >>> التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 20-10-08 الساعة 02:28 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[تفريغ] تفريغ الدروس الصوتية لمادة حلية طالب العلم | سـمـا | أرشيف الفصول السابقة | 7 | 19-12-13 11:35 AM |