العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > دورات رياض الجنة (انتهت)

الملاحظات


دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-08, 06:41 PM   #1
أم كلثوم
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2008
المشاركات: 405
أم كلثوم is on a distinguished road
افتراضي تفريغ الشريط السابع

الشريط السابع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
مرحبا بكم أيه الأحبة واسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا المجلس خالصا لوجهه الكريم ومقربا إلى مرضاته وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته . . .
مازلنا أيها الأحبة نتكلم عن أهمية الإيمان بأسماء الله الحسنى وذكرنا في ذلك أمرين . . .
و أما الأمر الثالث مما يدل على أهميتها : فإن إحصائها والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم . . .
فإن المعلومات سوى الله تبارك وتعالى إما أن تكون خلقا له وإما أن تكون أمراً ،،،
ومصدر الخلق والأمر جميعا ناشئ عن أسمائه الحسنى ومرتبط بها.
فالأمر كله مصدره أسماء الله جل جلاله والخلق كله كذلك فإذا أحصى الإنسان أسماء الله كما ينبغي للمخلوق أحصى جميع العلوم بهذا الاعتبار ، وذلك كما ذكرت أن إحصاء أسمائه وإحصاء لكل معلوم لأن المعلومات من مقتضاها ومرتبطة بها .
فما نشاهده في هذا الكون مما يتعلق بالخلق فإنه ناتج عن أسمائه تبارك وتعالى ...وإذا تأملت هذا ظهر لك كل الظهور وإذا نظرت إلى ما أمر به وشرعه ، فإنه ناتج أيضا عن أسمائه الحسنى ، انظر إلى اسم الله مثلا الخالق أو الرازق أو الكريم و انظر إلى ما تشاهده من هذه المخلوقات .
انظر إلى أسمائه العليم والخبير واللطيف ، انظر إلى أسمائه تبارك وتعالى التي تدل أيضا على علمه كالسميع والبصير ، فتجد ذلك الأمر الذي ذكرته ظاهرا في هذا كله ،فكل ما شرعه تبارك وتعالى يدل على أنه عليم ، وأنه حكيم يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها .
وإذا تأملت في أحوال هذا الخلق الدقيق والجليل سواء في العالم العلوي كسير الأفلاك والكواكب وما جرى مجرى ذلك أو نظرت إلى خلق الإنسان وما فيه من الدقة العجيبة ، أو نظرت إلى تصريف أمر الكائنات ، من الدواب بجميع أشكالها وأنواعها وصنوفها رأيت أن ذلك صادر من أسمائه تيارك وتعالى ، من الذي يرزقها ، من الذي يقيمها ، من الذي يدبر شئونها ،من الذي أوجدها ابتداء ، من الذي يعلم أحوالها وتقلبها ، ومن الذي أعطى هذا العطاء ومنح هذا المنح ، فصار الخلق يتقلبون بألوان الأفضال والنعم التي يغدقها الله عز وجل عليهم صباح مساء.
من الذي علمهم العلوم والمعارف ، حتى صار الإنسان يسخر كثيرا مما في هذا الكون ولا يزال يكتشف أشياء وأشياء فيكون ذلك سبيلا إلى مزيد من الانتفاع بما وهب الله عز وجل ومنح ، كل هذا صادر عن أسمائه الحسنى جل جلاله.
الأمر الرابع مما يدل على أهمية معرفتها:
أن معرفتها وفهمها وسيلة إلى معاملته ، بثمراتها من الخوف والرجاء والمحبة والمهابة إلى غير ذلك مما يمكن أن نعبر عنه بتحقيق العبودية كما سيأتي شرحه وإيضاحه في الكلام عن الثمرات بشيء من البسط لكن هنا نشير إلى جانب يتعلق بما يدل على أهمية معرفة الأسماء الحسنى ، فالله تبارك وتعالى خلق الخلق من أجل أن يعبدوه "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
ولا يمكن للخلق أن يعبدوه إلا بعد أن يعرفوه ، فلا بد من معرفته لتتحقق الغاية المطلوبة من الخلق والحكمة من إيجادهم وهي أن يعبدوا ربهم وفاطرهم جل جلاله فالاشتغال بمعرفته سبحانه وتعالى اشتغال العبد بما خلق له، وإذا ترك العبد هذا و ضيعه فإنه يكون قد أهمل ما خلق له، والوسائل لها أحكام المقاصد، وكثير من الناس يسألون عن سؤالات تتعلق بإصلاح أحوالهم وقلوبهم وأعمالهم، وتتعلق بسيرهم إلى الله عز وجل والجد و التشمير في طاعته، فنقول لهم : اعرف ربك معرفة صحيحة بأسمائه و صفاته.
أولئك الذين يتعلقون بالمخلوقين تعلقاً لا يصلح إلا أن يكون لله تبارك وتعالى، فيشغلهم ذلك التعلق عن ربهم و يصير ذلك المخلوق يهيمن على تفكيرهم ويجدون من انشغال القلب وألمه ما لا يقادر قدره ، مثل هؤلاء يقال لهم العلاج بمعرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه و صفاته.
الذين يخافون من المخلوقين خوفاً لا يصلح إلا لله عز وجل مهما كان هذا المخلوق .
لكن من الناس من يقول أخاف من الظلام، ما السبيل؟؟
أذهب إلى الأطباء النفسيين، أو أحضر في هذه الدورات التي تعالج جوانب الشخصية، أو أقرا في الكتب المنتشرة في المكتبات التي يقولون أنها تعالج هذه الجوانب السلبية في نفس الإنسان، يقول مع أن قرأت الكثير من هذه الكتب ولا أجد كتابا ًفي المكتبات إلا قرأته، ومع ذلك يقول لم أنتفع بشيء، فالسبيل هو أن يعرف الله جل جلاله، ولهذا وجد بعض السلف وهو نائم في مكان خالٍ موحش، في ظلام الليل في البرية، فقيل: أتنام هنا وحدك؟ فقال : من عرف الله لم يلتفت إلا ما سواه، ملأ الخوف من الله عز وجل قلبه فلم يعد فبه محل لهذه المخاوف والأوهام، التي يتوهمها كثير من الناس.
أولئك الذين يتحسسون أبدانهم فإنه مريض كأنه فيه علة فيه مرض فيه ورم و ليس به بأس.
من الناس لايكاد و يمر يوم إلا و هو يرسل رسالة يطلب الدعاء من أشياء موهومة ليست حقيقية، ليس به علة ولا بأس ولكنه يتوهم هذا ويبكي، هؤلاء يحتاجون إلى معرفة الله عز وجل ، وان الله إذا أراد أن يمس العبد بضر فلا كاشف له إلا هو، وإذا أراده بخيرٍ فلا راد لفضله،إلى غير ذلك ما يطول وصفه، ولعلي أتحدث عنه بشيء من البسط كما ذكرت إن شاء الله في الكلام على ثمرات الإيمان بأسماء الله الحسنى .

فالمقصود أيها الأحبة: أن معرفة هذه الأسماء الحسنى، والصفات العلى، تحدث خشية ورهبة في قلب العبد، من علم أن الله بكل شيئ عليم وأنه لاتخفى على الله خافيه من أعمال العباد وآمن بذلك ، فإنه يكون أكثر مراقبة لله عز وجل وخوفاً و رجاءً ممن لا يعلم هذا.......
أولئك الذين يعانون من ذنوب في الخلوات , كيف السبيل بالتخلص منها ؟
إنه بمعرفة الله معرفة صحيحة بأسمائه و صفاته، فمن عرفه اتقاه، ولهذا قال الله تعالى:
{ إنما يخشى الله من عباده العلماء}
وقد فسر ذلك كبير المفسرين " أبوجعفر الطبري" رحمه الله ، بأن هؤلاء العلماء هم علماء بقدرته على مايشاء من شيء، وأنه يفعل ما يريد ، لان من علم ذلك ، وأيقن بعقابه على معصيته، فخافه ورهبه خشية منه أن يعاقبه .
ولهذا قالوا: العلم الخشية، يعني الذي يورث العبد خشية المعبود تبارك وتعالى.
كما ذكر" العز بن عبد السلام " ، رحمه الله قريبا من هذا المعنى وهو أن فهم معاني أسماء الله تبارك وتعالى يكون وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمهابة و المحبة والتوكل.

الامر الخامس ( مما يدل على اهميتها وينبئ عن شدة الحاجة إليها ) :
هو انه لا شيء اطيب للعبد ولا أهنا ولا انعم لقلبه وعيشه من محبتة فاطره وباريه ودوام ذكره والسعي في مرضاته ، وهذا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله :
هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه ، وله خلق الخلق ولأجله نزل الوحي وأرسلت الرسل وقامت السموات والارض ووجدت الجنة والنار ووضع البيت الحرام ووجب حجه على الناس إقامة لذكره الذي هو من توابع محبته والرضا به وعنه ، وعلى هذا الأمر العظيم أسست الملة ونصبت القبلة ، فكل من عرف الله احبه ، وكلما كان حبه اقوى كانت اللذة اعظم كما سياتي إيضاحه اكثر في الثمرات أكثر من هذا إن شاء الله ........
والحب نابع من العلم بالمحبوب ومعرفة جماله الظاهر والباطن ، فاعرف الخلق بالله أشدهم حبا له ، ولا سبيل للحصول على هذه المعرفة إلا من اب العلم بأسماء الله وصفاته ........
ومن كان في قلبه أدنى حياة ومحبة لربه ، وإرادة لوجهه فطلبه لهذا العلم بالاسماء والصفات وحرصه على معرفته وزيادة التبصر به فيه وسؤاله واستكشافه عنه يكون اكبر مقاصده واعظم مطالبه واجل غاياته ، فهو كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله : ليست القلوب الصحيحة والنفوس المطمئنة إلى شيء من الأشياء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر ولا فرحها بالظفر بمعرفة الحق فيه وكل ذلك يضفي على القلب النور والبصيرة التي تحصنه من الشبهات والشهوات .......

فأين أصحاب القلوب المشوشة والقلوب الفارغة والقلوب المشغولة عن الله تبارك وتعالى ..غما بحب المال أو بحب إمراة أو بغير ذلك مما تتعلق به القلوب فيصرفها ويشغلها عن المالك المعبود جل جلاله .

الامر السادس :
أن معرفة أسماء الله وصفاته هي الأساس الذي يبنى عليه عمل الإنسان ومن خلالها تتحدد العلاقة التي تربط بين العبد وربه وعلى ضوئها يعبد المسلم ربه ويتقرب إليه .......
ولهذا كان اصل علم السلف وعملهم يقوم على امرين :
- العلم بالله تعالى
- العمل له

الامر السابع :
إن هذا الطريق وهو طريق معرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه الحسنى وصفاته العلى هو طريق الكمّل من الناس ، ولهذا كان ذلك طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ....... وهم اكمل الخلق واعلمهم بالملة ثم على نهجهم سار الصديقون والسابقون والمقربون والعلماء وكل من سلك صراط الله المستقيم ......
فكل من سلك صراط الله المستقيم فإنه على هذه الجادة وهذا المهيع وهذا الطريق الموصل لله جل جلاله .

فهذه طريقة الكمّل من السائرين إلى الله كما يقول الحافظ ابن القيم ، وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن ، فالله عز وجل يقول " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها " والدعاء بها كما سبق يتناول دعاء المسالة ودعاء العبادة والثناء .
والله تبارك وتعالى يدعو عباده على ان يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها و يأخذوا بحظهم من عبوديتها .
يقول ابن القيم رحمه الله :
أما الخواص فعمدة إيمانهم محبة تنشأمن معرفة الكمال ، ومطالعة الأسماء والصفات ...........
ويقول في موضع ىخر : باب الأسماء والصفات غنما يدخل منه إليه خواص عباده واوليائه وهوباب المحبين حقا الذي لا يدخل منه غيرهم ولا يشبع من معرفته أحد منهم ، بل كلما بدا لهم علم ازداد شوقا ومحبة وظمأً ... وهذا هو سلوك الأكياس الذين هم خلاصة العالم والسالكون على هذا الدرب أفراد من العالم .........

إنه طريق سهل قريب موصل آمن ، أكثر السالكين في غفلة عنه ولكنه يستدعي رسوخا في العلم ومعرفة تامة به ، وبالجملة أيها الأحبة : فاالإيمان بالصفات ومعرفة الاسماء وإثبات حقائق ذلك وتعلق القلب بها وشهوده لها هو مبدا الطريق ووسطه وغايته ، وهو روح السالكين وحاديهم إلى الوصول ومحرك عزماتهم غذا فتروا ، وهو منير الطريق ةمثير الهمم إذا قصروا فإن سيرهم إنما هو على الشواهد فكما أن من لا شاهد له فلا سير له ولا طلب ولا سلوك له .واعظم الشواهد صفات محبوبهم ونهاية مطلوبهم وذلك هو العلم الذي رفع لهم في السير فشمّروا كما يقول الحاظ ابن القيم رحمه الله .
وبهذا نكون قد انتهينا من القضايا الدالة على اهمية معرفة الاسماء الحسنى .
ننتقل إلى الأمر السابع عشر وهو الأمر الأخير من هذه المقدمات وهو ما يتصل بثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى .
وهذا من اجل واهم ما يذكر في هذه المقدمة .

.............................
يتبع إن شاء الله



توقيع أم كلثوم


إذا سـرّ بالسراء عمّ سرورها *** وإن مسّ بالضـراء أعقبها الأجـــر

وما منهما إلا لـه فيه نــعمة *** تضيق بها الأوهام والبــر والبحــر



أم كلثوم غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[السلسلة الصوتية] كيف تتعلم قراءة القرآن ؟ - للأستاذ الشيخ _ أحمد عامر الكلمة الطيبة مكتبة طالبة العلم الصوتية 11 24-03-07 12:55 AM


الساعة الآن 03:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .