العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-14, 03:56 PM   #1
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي /أنسٌ ووحشة .. للمعلمة الفاضلة عطاء الخير/

أخافُ من حياة ٍ بلا ألوان ٍ مشرقة ٍ,وتراني أصنعُ ألواني بيدي, فإن عجزتُ عن ذلك, خشيتُ من سكون ٍ يقودني إلى موت ٍبطيء ,فأفزع ُ إلى مولاي راجيةً, أن يمُنّ عليّ بالأنس ِمن سياج وحشة ٍقد هجمتْ هجوماً على نفسي, فأبعدتْ بها عن كلِّ أنس ٍ.

تسابقُ أفكاري دموعاً مختنقةً, تتوارى بي عن كلِّ عين ٍ,فأُعلّلُ النّفس أنّ هذه دارُ بلاءٍ وابتلاءٍ ووحشة فصبراً .
ومهما كان فيها من أُنس ٍ, فلابدّ من لحظات ِ خلوة ٍ وانفراد ٍ بنفس ٍ قد أبعدتْ بصاحِبها عن ربهِ فيهولهُ ما يرى ُمن أوزار ٍ محمولة ٍ قد غيّرتْ من هيئتها وأوحشتْ من منظرها, فغدتْ بأبشع ِ منظرٍ .
لمّا نذوقُ مرارةَ الوحشة ِ ندركُ حقيقةَ القربِ والبُعد ونُعاينُها ,
وهذه حسنةٌ محمودةٌ ,فالضّدُ يُظهرُ حُسنَهُ الّضدُّ وبضدِّها تتميزُ الأشياءُ.
فمَا أجملَ شعورَ القرب ِ والأنس ِ, وما أسوأ شعورَ البُعد ِ والوحشة ِ!

ألا يكفيكَ أن تشعرَ أنّ دنياك َ كلّها لا تساوي شيئاً في عينكَ مهمَا تزيّنتْ لكَ وتزخرفتْ, إن أنتَ أبعدتَ في السّير ِ وأخطأتَ المنزلَ .وعلى النّقيض ِ,حينما تشعرُ بالأنس ِوالقرب,
يكادُ قلبكَ يخرجُ من صدركَ طرباً وفرحاً ,كأنّما قدْ رُكبتْ لهُ أجنحةٌ فيكاد ُيطيرُ بكَ سروراً ويعلو بكَ عن كلّ مُنغّص ٍومكدّرٍ ,فتتضاءلُ همومُكَ وأنكادُكَ في عينكَ. ويتّسعُ صدرُك للدنيا باتساع ِدُنياكَ ,
فيالله ِ كيفَ ضاقَ صدرٌ بانشراحٍ لشعورِ وحشةٍ ,
وكيفَ اتّسعَ وانشرح َ حتى خفّ بصاحبهِ عن الأرضِ فتكادُ تُطوى دُنياهُ تحت قدميه ِ!

تُنعّمُ القلوب ُوتُعذّبُ ,وتذوقُ من هذا وذاك ,لِتعلمَ حقيقةَ النّعيم ِوالعذابِ والأنسِ والوحشة ِوتُعاينهُ في دار الفناءِ قبلَ دار البقاءِ, فتبذلُ كلَّ سبب ٍ لجلب ِأسبابِ النعيمِ ومدافعةُ نقيضهِ.

لكن يبقى سؤالٌ يدورُ في الذهنِ :
هل لقلوب ٍ لم تذُقْ من الأنس ِإلاّ مُرورَ طيفٍ, أن تدركَ حقيقةَ الأنس ِ والوحشةِ!؟
أم أنّ الأمرَ يستوي عندها إذ أنّ حالها كحالِ َمريضٍ سقيمَ الفمِ لايُميزُ بينَ ملوحةَ الماء وعذوبته, فمرارةُ فيه ِالسقيم ِ, قتلتْ كلّ الطُعوم والمذاقات؟!
هل لقلب ٍ لم يُبصرْ من ضياءِ الشمسِ إلا ُشعاعاً بارداً عندَ المغيبِ أن يعي الفرقَ بينَ حرارةَ الشروقِ وبرودة َالغروب ِ؟

دائماً تلحُّ عليّ فكرةٌ ,وهي أن أخلو بنفسي ولو لبضعِ ساعات ٍمن يوم , بعيداً عن صخبِ الحياة ِوضوضائها, بعيداً عن كلِّ صوت ٍ وصورةٍ مشتتة ٍ ,بعيداً عن كلِّ رسمٍ وشخص ٍ ,وقدْ جربتُ ,وأتمنّى أن تجربوا لتدركوا أنّ الوحشةَ متمكّنةٌ ,وأنّ الغربةَ شديدةٌ ,وأنّ الامتحانَ شاقٌ ,
وأنّنا قد خلّطنا حتى عَميَ منّا البصر وتعسرتْ علينا الرؤيةَ فأظلمتْ من قلوبِنا الصدور وتعثّر منا الخطو فحرام ٌ وحلالٌ ومنكرٌ ومعروفٌ!
فاعوّج بنا الطريقُ واستوحشتْ أجسادنا من أرواحنا فشعرنا بالغربة ففرت تفتش ُعن أنيس ورفيقٍ

إنّ الأنسُ بالله ِمن نعيمِ القلب الذي ينعم ُ به ِالله ُعلى من وفقهُ لذلك .
فلا يفوتنّكَ هباتُ الله ِ وعطاياهُ فلنداوم الطرقَ ولنكثرَ اللجأ ولنحملَ عدّة الصّبرَ..
اللهم آنس وحشتنا بالقرب منك






توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .