حلقـات التحفيـظ .. إلى أيـن ؟!

[أم خــالد]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد

بداية سأشرح لكم سبب كتابتي لهذا الموضوع..

تأملت في حال مراكز التحفيظ* خلال السنوات الاخيرة وأظنها كانت أفضل حالا مما هي عليه اليوم, فلقد أنتجت بعض مراكز التحفيظ جيلا جديدا من حفظة القرآن, وغالبية هذا الجيل همهم الأكبر الحفظ ثم الحفظ ثم الحفظ واقامة الحروف

فلضيق الوقت واستعجال الدارسين وذويهم على اتمام الحفظ وعدم القدرة على التركيز على امرين معا وغيرها من الاسباب المزعومة تم حذف مادة التفسير في بعض المراكز, بل وظهرت طرق جديدة مثل ما يسمى بالحلقة المفتوحة (يقتصر التعليم على طالبة واحدة تخصص لها ساعة من الزمان تسمع حفظها وتنصرف)

ومن الاسباب تسليم ادارة المراكز لكوادر لديها قصور في ادراة مراكز التحفيظ ويتجلى ذلك عندما يتم الاستغناء عن الشيخ المشرف أو الموجه

يصرفون جزءا كبيرا من أعمارهم وطاقاتهم في سبيل الحفظ وتعلم التجويد

إن العمر محدود, وصرف جهدك وتركيزك على أمر واحد ولسنوات واحد يحرمك من أمور أهم, وهذا من مداخل الشيطان على الصالحين

لقد ظهرت وللأسف على هذا الجيل سمات اذكر منها:

• ضعف التوحيد
• عدم التخلق بالقران
• عدم فهم القران
• مظنة انهم لهم الفضل والسبق
• المنافسة المذمومة
• ترك التفقه في الدين والعزوف عن حلق العلم
• الانصراف عن العمل التطوعي
• الانتكاس
• عدم فهم الغاية من إنزال القران
• عدم تأدية حق القران
• عدم القيام بالقران
• غياب دورهم الفاعل في المجتمع
• ظهور الرتابة والملل في حلقات التحفيظ, وقدر جر هذا الأمر بعض المراكز الى ادراج نشاطات لا تليق بالمكان..
• تسرب الطلاب من الحلقات
• غياب القدوات (المعلمين الربانيين) في الحلقات

إن ظهور هذه الامراض أمر طبيعي, ولكن لا بد من علاجها وفهم خطورتها فأين الطبيب !

لماذا تصرف الجهود على ما هو دون الغاية؟

لماذا لا يتم تعليم القرآن على منهج السلف؟

لماذا صار بنا الحال الى مجرد الاستئناس بذكره دون تطبيقه مع أنه الاساس!

لماذا لا تخرج مراكز التحفيظ داعيات بالقرآن؟ معلمات قرآن على طريقة السلف؟

إن حالنا اليوم يشبه كثيرا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم..

فعن أبي الدرداء، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ، ثم قال : " هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء " ، قال : فقال زياد بن لبيد الأنصاري : يا رسول الله ، وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن ؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ، فقال : " ثكلتك أمك يا زياد ، إني كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة ، هذا التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغني عنهم ؟ " . قال جبير : فلقيت عبادة بن الصامت ، فقلت له : ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء وأخبرته بالذي قال ، قال : صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس : الخشوع ، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا " .

هذه دعوة لمراكز التحفيظ من ادارات ومعلمات (خاصة) وطالبات للعودة الى منهج السلف في تعلم القرآن وتعليمه, وكم نحن في امس الحاجة الى ذلك

لقد كان الصحابة لايتجاوزون العشر آيات حتى يعلموهن ويعملوا بهن, وفي رواية الخمس ايات .

هكذا حققوا مقاصد القرآن ..

هكذا يؤصل المؤمن الحق ...

إنه طريق واضح ميسر لمن أخلص وتابع..

لقد طرحت بحوث و مناهج جاهزة للتطبيق لجميع الفئات وهي موجودة في الشبكة..

ابحثوا عنها اختاروا ما يناسبكم..

وللتيسير سأطرح سلسلة من المواضيع تخدم هذه الدعوة في الملتقى, وسيكون هذا الموضوع مرجعًا لها إن شاء الله (إن سمح لي بذلك)

بارك الله لي ولكم في القران العظيم وجعلنا من أهل الله وخاصته

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في بلدي ولست مطلعة على نظام الحلقات في البلدان الاخرى وان كنت لا أستبعد تشابه الحال