العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > دورات رياض الجنة (انتهت)

الملاحظات


دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-08, 08:19 PM   #1
سلوى حسين
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي تفرغ الدرس الرابع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي طالبات سلسلة اسماء الله الحسنى
ترقبوا غدا بإذن الله تعالى تفريغ الدرس الرابع حيث تم تفريغه وباقي التدقيق
ونسأل الله التوفيق والسداد والنفع والفائدة للجميع
بدر الدجى انتظرك سوف ارسله وعليك تكملة المهمة يالغالية وبارك الله فيك



توقيع سلوى حسين
الحياة اقصر مما تتصور فلا تغرقها بهموم زائلة
فلا تبكي ولا تشكي لعبد مهما بلغت منزلته
وانما حلق بذكر الله وتلذذ في سجدة طويلة تبث فيها شكواك لتغسل مافي قلبك من هموم وتغمرك فرحا ورضا وسعادة وسرور بما اعد الله لك في الجنان
اللهم اعطنا ولا تحرمنا

سلوى حسين غير متواجد حالياً  
قديم 16-03-08, 09:47 PM   #2
أم رحمة
نفع الله بك الأمة
افتراضي

الله ينور قلبك ويفتح عليك
زمن الغربة
يا رب يحميك ويحفظك
أم رحمة غير متواجد حالياً  
قديم 16-03-08, 10:12 PM   #3
سمية ممتاز
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن الغربة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي طالبات سلسلة اسماء الله الحسنى
ترقبوا غدا بإذن الله تعالى تفريغ الدرس الرابع حيث تم تفريغه وباقي التدقيق
ونسأل الله التوفيق والسداد والنفع والفائدة للجميع
بدر الدجى انتظرك سوف ارسله وعليك تكملة المهمة يالغالية وبارك الله فيك
حياك الله يالغالية
أنا بانتظار رسالتك حبيبتي
بارك الله فيك



توقيع سمية ممتاز
,,


سمية ممتاز غير متواجد حالياً  
قديم 17-03-08, 08:01 AM   #4
سلوى حسين
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي طالبات السلسلة هذا هو التفريغ
ولكني افضل ان يتم تحميل ملف الوورد لانه منسق
وشكلة يشجع على القراءة او انتظروا بدر الدجى تنسقة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
أما بعد ...
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وأسال الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا المجلس نافعا مباركا مقربا إلى وجهه الكريم ، وان يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .
أيها الأحبة :
ذكرنا في المجالس الثلاثة السابقة خمس قضايا مما يتعلق بهذه المقدمات وفي هذه الليلة نذكر القضية السادسة وما يتيسر ذكره بعدها بإذن الله تبارك وتعالى .
فالسادس أيها الأحبة :
هو في الكلام على الحكمة على من حصر الثواب المخصوص الوارد في الحديث الذي اشرنا إليه سابقا (( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )).
ما الحكمة من حصر الثواب المخصوص بهذا العدد المعين ؟
العلماء تكلموا في هذه المسألة ، وحاول بعضهم أن يستنبط توجيها لذلك . ولكن ذلك لا ينبني على دليل ، ومثل هذه الأمور إنما تؤخذ عن المعصوم صلى الله عليه وسلم .
والله تبارك وتعالى لم يخبرنا عن شيء من هذه العلل التي ذكرها العلماء رحمهم الله .
ولهذا يقال وهو قول الأكثرين بان ذلك تعبد لا يُعْقلْ معناه كما في عدد الصلوات الخمس ، لا يُعْقلْ معناه بالنسبة إلينا وإلا فلا شك أن له معنى وان الله تبارك وتعالى يعلمه ولكن نحن لا نعقل ذلك لا تصل إليه عقولنا والتعليلات كما هو معلوم
- منها ما يكون خفيا على العباد أي أن العلة يقال عنها تعبدية لا تظهر للناس فهذه الواجب فيها التسليم والانقياد والتصديق وتفويض ما خفي علينا إلى عالمه جل جلاله . والنوع الثاني وهي العلل المستنبطة وهذه أيضا على مراتب
- منها ما يكون ذلك ظاهرا
- ومنها ما يكون ظهوره اقل ، فتارة نجزم بان هذه هي العلة كعلة مثلا تحريم الخمر – نقول العلة في ذلك الإسكار – لا للونه ولا لرائحته ولا لأنه يلقي بالزبد وإنما لأنه يسكر فحيث وجدت العلة وجد التحريم في كل مشموم أو مطعوم أو مشروب أو يتعاطى بطريقة أخرى كالوخز بالإبر فهذا كله يحرم مما يحصل به تغيير العقل .
- وهناك علل أبانها الشارع ونص عليها وهذه لاشك إننا نعلمها من بيان الشارع لها .
سابعاً : في ذكر الروايات التي سردت الأسماء الحسنى .
حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم
: (( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )) رواه عن أبي هريرة رضي الله عنه خمسة من التابعين والكلام فيه وفي تخريجه يطول ، ولكن ذلك لا حاجة إليه ، لإن الحديث مُخَرَجٌ في الصحيحين .
والحديث إذا أخرجه الشيخان – أعني البخاري ومسلم – رحمهم الله فإنه يكون قد جاوز القنطرة . لا نحتاج أن نذكر إسناده أو نتكلم على هذه الطرق أو نشرحها فهو مخرج في الصحيحين .
لكن الكلام أيها الأحبة على الروايات التي جاء فيها بعد هذا الحديث سرد للأسماء الحسنى فتلك في غير الصحيحين .
وهذه الروايات لاسيما رواية الترمذي ، انتشرت بين الناس وصار بعض المصنفين يضع ذلك في أول كتابه ، وطبعها آخرون وصارت تعلق على الجدران ، وأعتمدها بعضهم فيما يضعه في أول العام من التقاويم والرزنامات ونحو ذلك .
وصارت بذلك السياق يقرأها الصغير والكبير ، العامة والخاصة ، وكثير من الناس لا يميز .
فهذه الروايات حديث أبي هريرة الذي جاء فيه سرد هذه الأسماء ، جاء من ثلاثة طرق
الأول هو طريق عبد العزيز ابن الحصين
وهذا أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ، والحاكم في المستدرك
الطريق الثاني وهو طريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني
وهذا الطريق أيضا هو عن أبي هريرة ، فهذا أخرجه ابن ماجه
الطريق الثالث وهو المشهور جدا وهو طريق الوليد ابن مسلم الدمشقي وهذا مخرج عند الترمذي وابن مندى في التوحيد والبيهقي في السنن والاعتقاد وفي كتابه أيضا في الأسماء والصفات ، وهكذا أخرجه الحاكم والبغوي في شرح السنة وغير هؤلاء.
فهذه الطرق الثلاثة أيها الأحبة ليس شيء منها في الصحيحين .
الطريق الأول مداره على عبد العزيز أبن الحصين ، وعبد العزيز أبن الحصين هذا ضعّفهُ أهل العلم في الرواية ، حتى قال الأمام مسلم صاحب الصحيح قال عنه : ذاهب الحديث ، وضعفه أيضا ابن معين وآخرون بل قال الحافظ أبن حجر رحمه الله : متفقٌ على ضعفه .
والطريق الثاني وهو عن عبد الملك بن محمد الصنعاني وهذا أيضا لا يحتج بحديثه كما قال ذلك الأئمة النقاد .
والطريق الثالث مداره على الوليد بن مسلم الدمشقي .
والوليد أين مسلم الدمشقي معروف بالتدليس ، بل اشتهر وعرف وكثُرَ تمثيل العلماء به على شر أنواع التدليس وهو تدليس التسوية .
قال عنه الحافظ أبن حجر رحمه الله ثِقَةٌ لكنه كثير التدليس والتسوية . فهو عندهم ثقة إذا صرح بالسماع ، وهو في هذا الحديث قد صرح به حيث عبر ( بـ... أخبرنا ) .
والوليد أبن مسلم الذي جاء في روايته عند الترمذي وغيرها كما عرفتم سرد الأسماء الحسنى ، جاء في بعض الروايات عنه الحديث مجرداً عن ذكرها .
إذا ليست كل الروايات عن الوليد أبن مسلم فيها سرد الأسماء الحسنى ، وإنما ذلك في بعضها ، فكان تارةً يرويه مع سرد الأسماء وتارةً يرويه من غير هذا السرد .
الحديث ضعّفه أهل العلم من جهات متعددة ، تكلموا عليه من جهة المتن ، وذكروا أموراً قادحة ، فمن ذلك ما ذكره الحافظ أبن حجر رحمه الله في الفتح يقول : وليست العلة عند الشيخين – يعني البخاري ومسلم – تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه – في الحديث – والاضطراب ، كما سيأتي الاضطراب في المتن وتدليسه واحتمال الإدراج وغيرها من العلل .
أما الاختلاف بين الروايات والاضطراب بينها فهذا حاصل بين الطرق الثلاثة التي أشرت إليها – التي فيها سرد الأسماء الحسنى – فلم تتفق روايتان على الأسماء المذكورة اتفاقا كاملا بل تفاوتت ، كما أن الروايات عن الوليد بن مسلم نفسه بينها اختلاف واضطراب .
فالرواية المشهورة عن الوليد بن مسلم وهي التي أخرجها الترمذي قد خالفها رواية أخرى عند الطبراني عن الوليد بن مسلم ، ففي رواية الطبراني وقع اختلاف بينها وبين رواية الترمذي في عدة أسماء فمثلاً : القائم الدائم بدل من القابض الباسط في رواية الوليد نفسه أختلف الشديد بدل الرشيد ، الأعلى ، المحيط ، مالك يوم الدين ، بدل من الودود المجيد الحكيم ، وهكذا أيضا عند أبن حبان الرافع بدل المانع وفي صحيح أبن خزيمة في رواية صفوان أيضا مخالفة في بعض الأسماء قال الحاكم بدل الحكيم ، القريب بدل الرقيب ، المولى بدل الوالي ، والأحد بدل المغني هذا كله عن الوليد أبن مسلم .
أما رواية الوليد أبن مسلم عن زهير أبن محمد التميمي وقع فيها مخالفة في 23 أسما ليس في رواية زهير أبن محمد التميمي - الفتاح ، القهار ، الحكم ، العدل ، الحسيب ، الجليل ، المحصي ، المقتدر ، المقدم ، المؤخر ، البر ، المنتقم ، المغني ، النافع ، الصبور،البديع ، الغفار ، الحفيظ ، الكبير ، الواسع ، الأحد ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام – وذكر بدلاً منها
الرب ، الفرد ، القاضي ، القاهر ، المبين ، السابق ، الجميل ، البادي ، القديم ، البار ، الوفي ، البرهان ، الشديد ، الواقي ، القدير ، الحفاظ ، العادل ، المعطي ، العالم ، الأحد ، الأبد ، الوتر ، ذو القوة – هذا كله من روايات الوليد أبن مسلم ، الرواية جاءت عنه بهذا الاختلاف والتفاوت ، فضلا عن الروايات الأخرى .
ولهذا ذكر بعض أهل العلم أن هذا السرد في رواية الوليد أبن مسلم أنها من جمعه هو هو الذي جمع هذه الأسماء وكان سردها بعد رواية الحديث فتارةً يتغير اجتهاده فيذكر بعض الأسماء بدلاً مما ذكره في مقام آخر فجاءت متفاوتة .
الشاهد أن هذه الأسماء المسرودة الراجح أنها ليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هي مدرجة .
ومعنى مدرجة أنها جاءت بعد صياغة الحديث أي بعد رواية الحديث من غير فاصل يبين أنها ليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم أي من قول الراوي مثلاً
تعرفون الإدراج فيلتبس على السامع هل هذا من جملة قول النبي أو هذا من إضافة الراوي .
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مثلاً المشهور في الوضوء لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن أمته يأتون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء )) قال فمن أستطاع منكم أن يطبل غرته فليفعل . هل هذا القول من أبي هريرة أو من قول النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بعض أهل العلم قالوا هذا مدرج من قول أبي هريرة رضي الله عنه هو الذي فهم هذا ولذالك كان يغسل اليد حتى الإبط والقدم حتى الركبة فهم هذا وهذا الفهم رده عامة أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم فهذا يقال له إدراج ، وهكذا حينما يذكر الراوي الحديث ثم بعد ذلك يذكر جملة من عنده فيسمعها بعض من يسمعها ويظنونها من جملة الحديث مثال : ((من طال قيامه بالليل حسن وجهه بالنهار ))فظن بعضهم أنها من الحديث فرواها معه .
فالحاصل أن العلة الأساسية عند بعض أهل العلم كالحافظ أبن القيم رحمه الله هي الإدراج ، قال هذا مدرج ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الذي عليه عامة أهل العلم أن ذلك من قبيل المدرج وبذلك قال الداوودي و البيهقي والشيخ تقي الدين ابن تيمية وأبن كثير والحافظ أبن حجر وأبن الوزير اليماني الصنعاني ومن المعاصرين الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله ، مع أن هذا الحديث قد صححه جماعة من أهل العلم كالقرطبي والنووي والشوكاني .
إذا الخلاصة التي نخرج بها هو أن سرد الأسماء الحسنى بعد الحديث المخرج في الصحيحين هي مدرجة وليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا تصح عنه صلى الله عليه وسلم ولا تعتمد هذه الأسماء على أنها من أسماء الله وإنما ينبغي أن تجرى عليها القواعد التي ذكرت في ضوابط الأسماء على اختلاف في بعض الضوابط كما ذكرنا ، وبهذا اختلف أهل العلم في بعض الأسماء المذكورة في هذه الروايات هل هي من أسماء الله أم لا .. وهل الرشيد والبار والعادل والباقي من أسماء الله أم لا إلى غير ذلك .
ثامنا : مضان الأسماء الحسنى ::
إذا كان هذا الحديث الذي فيه السرد لا يثبت أين نجد هذه الأسماء الحسنى ؟
هل نجتهد ؟ وفي ماذا نجتهد ؟ هل نجتهد باستنباط الأسماء من معانٍ تمليها علينا عقولنا أنها معانٍ كاملة ؟ أو نجتهد في تتبعها من الكتاب والسنة ؟
الجواب هذا هو المتعين أن تطلب في الكتاب والسنة فهي مخبوءةٌ فيها كما يقول أبن العربي المالكي رحمه الله : (( كما خبئت الساعة التي في يوم الجمعة وليلة القدر في شهر رمضان من أجل الاجتهاد في طلبها وهكذا )) هذه الأسماء الحسنى يحتاج العبد أن يجتهد يتتبع في القرآن يبحث عن هذه الأسماء وكذلك أيضا يتتبع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأسماء .
وأكثر ما كان يفعله أهل العلم قديماً أنهم كانوا يتتبعون من القرآن أما السنة فيصعب عليهم تتبع الأسماء لكثرة دواوين السنة وما إلى ذلك .
أما اليوم فيمكن أن يجد الإنسان على الأقل الأسماء التي وردت في القرآن يمكن أن يطلبها عن طريق هذه البرامج في الحواسيب ويأتي هذا الاسم أين ورد في الأحاديث ثم بعد ذلك يتطلب الأسماء الأخرى التي لم ترد في القرآن مثل ( الستير ، الحيي ، السبوح ) فذلك يؤخذ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبهذا نكون أيضا عرفنا العلة في عدم التنصيص عليها ، لماذا لم تذكر لنا هذه الأسماء ؟ من أجل أن نجتهد في طلبها وتحصيلها .
تاسعا : ما هي الأصول التي ترجع إليها هذه الأسماء ؟ ::
الحافظ أبن القيم رحمه الله لما تكلم عن سورة الفاتحة في مدارج السالكين ، ذكر أن الأسماء الواردة في أولها وهي الثلاث في أولها (( الله ، الرحمن ، الرب )) أن هذه الأسماء يرجع إليها جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى ، فهو يقول :
بأن اسم الله متضمن لصفات الإلهية
وأن اسم الرب متضمن لصفات الربوبية
وأما اسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان والجود والبر
ويقول ومعاني الأسماء الحسنى جميعا ترجع إلى هذه الأشياء الثلاثة .
هذا ما قاله في كلامه عن التفسير في سورة الفاتحة
وسيأتي في الكلام على بعض هذه المقدمات إن شاء الله كلاما آخر له في ذكر بعض الأسماء مثل (( الحي القيوم ))لما أختار أنه الاسم الأعظم ، قال بأن هذين الأسمين ترجع إليهما جميع معاني السماء الحسنى .
وعلى كل حال يمكن أن يقال كما قال بعض أهل العلم أن اسم الله ترجع إليه جميع الأسماء كما سنذكر في الكلام عن الاسم الأعظم ، ترجع إليه لفظاً ومعنى وهذه أحد وجوه الترجيح التي ذكرها من اختار أنه الاسم الأعظم .
القضية العاشرة ::
وهي تفاضل هذه الأسماء ....
تكلم من تكلم في كلام الله عز وجل هل هو متفاضل أو غير متفاضل ؟
والذين شغبوا على هذه المسألة هم طوائف من أهل الكلام غالبا ، فكلام الله عندهم لا يتفاضل وهذا غير صحيح فتعرفون الأحاديث الواردة في (( قل هو الله أحد )) أنها تعدل ثلث القرآن وما جاء في أعظم آية في القرآن وأفضل سورة إلى غير ذلك ، فلا شك أن سور القرآن وآيات القرآن تتفاضل وهذا الذي عليه أهل السنة والجماعة إلا من شذ .
أسماء الله تبارك وتعالى القول فيها كالقول في سور القرآن وآياته فالذين اعترضوا هناك على التفاضل اعترضوا أيضا على الأسماء هنا وزيادة ، وأعني بالزيادة هو أن من علماء أهل السنة والجماعة من توقف في هذه القضية أيضا وقال لا تتفاضل ، لا لأن كلام الله لا يتفاضل ولكن لمعنً آخر سيتبين
فالذين اعترضوا وقالوا إن أسماء الله لا تتفاضل هؤلاء عامتهم من أهل الكلام والذي عليه جمهور أهل العلم وهو اعتقاد أهل السنة في الجملة أن أسماء الله تتفاضل وان أوصافه أيضا تتفاضل ، وهذا هو قول الصحابة رضي الله تعالى عنهم والتابعين وأهل الحديث وهو قول كثير من أتباع الأئمة الأربعة وهو مقتضى ما جاءت به النصوص
الحافظ ابن القيم رحمه الله حينما يشرح هذه المسألة يبين عن أمور ينبغي أن يتفق عليها ، يقول مثلاً : فالمستعاذ به أفضل من المستعاذ منه (( أعوذ برضاك من سخطك )) فالرضا أفضل من السخط .
ويقول وهذا كما أن صفة الرحمة أفضل من صفة الغضب ولذلك كان لها الغلبة والسبق كما ذكرنا في الليلة الماضية في التعليق على رياض الصالحين في قول النبي صلى الله عليه وسلم : أن رحمتي سبقت غضبي .
وهكذا أيضا كلامه تبارك وتعالى فهو صفته فكلامه الذي يثني به على نفسه تبارك وتعالى ويذكر أوصاف الكمال ويذكر توحيده أفضل من كلامه الذي يذم به أعداءه ويذكر أوصافهم ، ولهذا كانت سورة الإخلاص أفضل من سورة المسد ( تبت ) كله بالغ درجة الكمال ليس فيه نقص ولكن مراتب الكمال يتفاضل وكانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن وكانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن . بأي اعتبار ؟الموضوع الذي تتحدث عنه هذه الآية ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا يُعرف عن الصحابة والتابعين أحدٌ ينازع في هذه القضية ، بل قال بأن الآثار متواترة عنهم في تقرير هذا الأصل .
يقول وإنما اشتهر القول بإنكار تفاضله بعد المائتين ، يعني بعد انقراض زمان القرون المفضلة .
وشيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله وهكذا أبن القيم يذكرون بأن الناس تنازعو في كثير من آيات الأحكام اختلفوا في الأحكام الشرعية ولم يتنازعوا في آيات الصفات والمقصود بالناس الذين بهم العبرة من الصحابة رضي الله عنهم السلف الصالح ما تنازعوا في آيات الصفات وأخبارها بل اتفق الصحابة والتابعون على إقرارها مع فهم معانيها واثبات حقائقها فهو يستنبط من هذا ... أن هذا النوع الذي لم يختلفوا فيه هو أعظم النوعين ، يعني بهذا الاعتبار هي أعظم من آيات الأحكام هذا استدلال من جهة النظر ، الأدلة النقلية مضت وهذا دليل من جهة النظر .
والعناية بآيات الصفات أعظم لأن ذلك من تحقيق الشهادتين واثبات الأسماء الحسنى من لوازم التوحيد ، فالله تبارك وتعالى بينها بياناً شافياً لا يقع فيه لبس أما آيات الأحكام فيقول عنها بأنها لا يكاد يفهم معانيها - كما ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق – إلا الخاصة من الناس ، استنباط الفقيه
من الذي يستنبط الحكام ؟ الفقهاء وليس كل أحد ، ويقول وأما آيات الصفات فيشترك في فهم معناها العام والخاص ، إذا سمع أن الله سميع بصير ما يلتبس عليه ، إن الله قوي عزيز ، رحيم .
ففهم أصل المعنى لا يلتبس أما الكنه والكيفية فهذه قضايا غيبية لا تصل إليها عقول الناس .
الصحابة رضي الله عنهم أشكل عليهم قوله تبارك وتعالى (( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )) ولم يشكل عليهم (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان)) .
وهكذا سائر آيات الصفات ، ثم إن آيات الأحكام فيها إجمال (( أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )) ما هي الأنصبة وما هي الأوقات ما هي المقادير ما هي الأموال الزكوية وهكذا الصلوات ما أوقاتها ما شروطها ما أركانها على وجه التفصيل فهذا فيه كثير من الإجمال والله عز وجل يقول (( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك )) لم يبين هنا قدر الصيام ولا قدر الصدقة الإطعام قال أو نسك ذبيحة لكن السنة بينت هذا الإجمال صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة
أما آيات الصفات وأحاديث الصفات فليس فيها مجمل يحتاج إلى بيان من خارج .
الحادي عشر :
وهو الكلام على الاسم الأعظم :::
ما هو الاسم الأعظم لله عز وجل ؟الكلام في هذه القضية مرتبط بالكلام على ما قبلها من تفاضل الأسماء الحسنى .
فالذين نفوا التفاضل نفوا وجود الاسم الأعظم ، فقالوا كيف يقال هذا اسم أعظم وكل أسماء الله موصوفة بذلك فليس بعضها بأفضل من بعض ، الذين نفوا كالأمام الطبري على الأقل نحن نذكر قول من يعتد به هذا شيخ المفسرين أبو جعفر أبن جرير رحمه الله نفى أن يكون لله عز وجل أسما أعظم ، وقال كل أسماء الله عز وجل موصوفة بذلك ومن قال بهذا أيضا أبو حاتم أبن حبان هؤلاء الذين قالوا بهذا إضافة طبعا إلى أئمة بعض الطوائف المبتدعة من أهل الكلام فالذين قالوا بهذا من أهل السنة قلةٌ قليلة والذي عليه جماهير أهل العلم أن لله اسم أعظم ، كما سيتبين وذلك لورود النص الصريح بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا صرح به الأئمة بذكره في مصنفاتهم كابن ماجة وابن أبي شيبة والبغوي والطحاوي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن مندى وابن القيم وغير هؤلاء بل منهم من عقد له باباً مستقلاً اسم الله الأعظم ، والأحاديث التي وردت في هذا منها أحاديث صحاح ثابتة :
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كحديث بريده الأسلمي عن أبيه أنه قال (( سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعوا وهو يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا سأل به أعطى ، فصرح النبي صلى الله عليه وسلم بالاسم الأعظم .
الثاني حديث أنس رضي الله تعالى عنه أنه كان مع النبي صلى الله جالسا ورجل يصلي ثم دعى هذا الرجل – اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد دعى باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سأل به أعطى .
الحديث الثالث : حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (( وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) وفاتحة سورة آل عمران (( الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم ))
وهناك حديث آخر وهو حديث أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن اسم الله الأعظم لفي سور من القرآن ثلاث ، البقرة وآل عمران وطه ))
هذه الأحاديث تثبت أن لله اسما يوصف بذلك الاسم الأعظم ولكن ما هو هذا الاسم الأعظم من بين هذه الأسماء ما تحديده ؟ العلماء اختلفوا فيه على نحو أربعين قولا كما اختلفوا في ليلة القدر فقد ذكر الحافظ في الفتح في ليلة القدر أربعين قولا مع أن الشهر ثلاثون يوما لا يزيد عن الثلاثين ، اختلفوا فيها على أربعين قولا .
ما هذا الاسم الأعظم ؟
هناك أقوال بعيدة جدا ، لكن الأقوال القوية المشهورة ثلاثة :
القول الأول :- هو الذي اختاره ابن القيم رحمه الله بان الاسم الأعظم هو الحي
القول الثاني : - انه لفظ الجلالة الله هو الاسم الأعظم وهذا ما قال به جماعة كثيرة من أهل العلم كابن المبارك الدارني والطحاوي والطرطوشي من المالكية وابن العربي المالكي .
الذين قالوا بأنه ( الحي القيوم ) كابن القيم رحمه الله استدل بأدلة منها ما هو ضعيف فلا حاجة لإراده ، ومنها ما له وجه من النظر فمن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر اشتد عليه أمر أو كرب كان يقول يا حي يا قيوم برحمتك استغيث فيقول في الكرب سيدعو بالاسم الأعظم .
طبعاً كما تعلمون هذا ليس بالضرورة وإنما هذا جواب من قال إن الاسم الأعظم هو الله
أو غير ذلك مما ذكر ليس بالضرورة أن يكون هذا الدعاء بالاسم الأعظم .
وكذلك أيضا قال بأن مدار الأسماء الحسنى هذا دليل من النظر حين نقول هذا دليل من النظر هذا ليس من المنقول ليس من قال الله وقال رسوله وإنما دليل من جهة المعقول استنتاجي استنباطي يقول مدار الأسماء الحسنى كلها على هذين الاسمين الذي أشرت إليه حينما ذكرت مدار الأسماء الحسنى ، حين ذكر لنا على الأسماء الثلاثة بسورة الفاتحة هنا قال على هذين الاسمين الحي القيوم
ويقول واليهما ترجع معاني الأسماء الحسنى
الحي يقول الحياة مستلزمه لجميع صفات الكمال طبعا المقصود أي حياة ؟ الحياة الكاملة أما حياة المخلوق الضعيف فلا تستلزم جميع صفات الكمال ، أما حياة الله كاملة من كل وجه فهي تستلزم حتى تكون حياة لائقة بجلالة وعظمته تكون مستلزمه لجميع صفات الكمال فلا يتخلف صفة من صفات الكمال عن الحياة إلا ويكون ذلك لضعفها لضعف الحياة .
انظر إلى الصفات التي تتخلف صفات الكمال التي تتخلف عن حياتنا لتعرف بذلك عجزنا وضعفنا ، وأما القيوم فهو يرى أنه متضمن لكمال غناه ولكمال قدرته فهو القائم بنفسه فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه غني عن المخلوقين ، ثم هو مقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته يقول فأنتظم هذان الاسمان جميع صفات الكمال بهذا الاعتبار
طبعا احتج بهذا بأن الاسم القيوم ورد مكرر في بعض الأحاديث السابقة يعني الأحاديث التي ذكرناها آنفا
الحي القيوم إذا نظرت إليها .. في حديث عبد الله أبن بريده عن أبيه ماذا قال ؟
قال (( اللهم أني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت ..........إلى آخر الحديث )) هل ذكر الحي القيوم ؟ لا هذا نقض من المعارضين لهذا القول ، قالوا لم يرد لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لقد سال الله باسمه الأعظم فما جاء في هذا ،
إذاً (الحي القيوم ) ليس هو الاسم الأعظم .
لكن حديث أنس جاء فيه الحي القيوم (( يا حي يا قيوم ) )
و حديث أسماء قالت اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (( وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ))وآية آل عمران (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) الآية الأولى ليس فيها الحي القيوم فهذا أيضا يضعّف القول بأنه الحي القيوم لاحظ مع أن من أشهر الأقوال في الاسم الأعظم أنه الحي القيوم ، وحديث أبي امامة لم يحدد قال إن اسم الله الأعظم لفي سور القرآن ثلاث البقرة ، وآل عمران ، وطه مثل ابن القيم رحمه الله يقول كل الآيات التي في السور التي ذكرت فيها الحي القيوم ، في سورة البقرة آية الكرسي ، وفي آل عمران (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) وفي سورة طه (( وعنت الوجوه للحي القيوم )) لكن هل النبي صلى الله عليه وسلم نص على هذه الآيات الثلاث ؟ لا هُمْ استخرجوها باجتهادهم ولهذا خالفهم آخرون كما سيأتي كالطحاوي رحمه الله في استخراج هذه الآيات .
فالذين قالوا إن اسم الله الأعظم هو الله قالوا إنه المذكور في جميع هذه الأحاديث لاحظتم ..!
وهل هذا الكلام فعلا دقيق ؟ هل هذا هو المذكور في كل هذه الأحاديث ؟ الآن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أسماء بنت يزيد لما قال بأن الاسم الأعظم في هاتين الآيتين (( وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) هل فيها لفظ الجلالة الله ؟ اسم إله غير اسم الله هذا اسم آخر الآية ليس فيها لفظ الجلالة الله ، فالذين اعترضوا قالوا هذا الاسم غير موجود هنا في هذه الآية .
استدل أيضا من قال بأنه لفظ الجلالة الله قالوا هذا الذي قاله جماعة من الصحابة كابن عباس وجابر ابن زيد وقال به جماعة من السلف ومن بعدهم كالشعبي وابن المبارك وعليه جمهور العلماء . طبعا هذا يجاب عنه أنه خالفهم آخرون ولم يجمع الصحابة على هذا الاسم وقالوا أيضا احتجوا بدليل من النظر قالوا هذا الاسم له خصائص ومزايا معنوية ولفظية لا توجد في غيره منها :
- أن هذا الاسم مختص لم يطلق ولا يجوز أن يطلق على غير الله عز وجل فهو مختص لفظا ومعنى .
ما معنى مختص لفظا ومعنى ؟
يعني من حيث التسمية اللفظ لا حظ ولا نصيب للمخلوق أن يسمى بهذا الاسم الله
لكن المخلوق ممكن أن يسمى حكيم عزيز (( وقالت امرأة العزيز ))
ومن جهة المعنى لا نصيب للمخلوق في صفة الإلهية .
هل المخلوق له شيء من الإلهية ؟ أبدا فليس للمخلوق حظ في هذا الاسم لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى .
- وقالوا أيضا أن جميع الأسماء الحسنى والصفات ترجع إليه لفظا ومعناً
ما معنى ترجع إليه لفظا ومعناً ؟
قالوا لفظا تأتي دائما معطوفةً عليه ولا يُعْطف على شيء منها تبدأ به تقول هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن .
وأيضا من جهة المعنى قالوا كل معاني الأسماء الحسنى ترجع إلى هذا الاسم فالربوبية هي من أوسع الصفات لكن الذي يكون إلهاً لابد أن يكون ربا
ولهذا قالوا بأن الإلهية متضمنة للربوبية فالذي يكون إلها لابد أن يكون هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر المعطي المانع ، فترجع إليه لفظا ومعناً
والله عز وجل يقول : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) فأضاف سائر الأسماء إليه وهذا القول كما ترون هو أقواها أدله لكن يبقى الإشكال عليه انه لم يرد في الآية في حديث أسماء لم يرد في الآية الأخرى .
وعلى كل حال من هنا قال ابن جرير رحمه الله بأنه لا يوجد دليل على الاسم الأعظم هذا رجل دعى بدعاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم دعى الله باسمه والأعظم ورجل آخر دعى بدعاء آخر فقال الرسول صلى لله عليه وسلم دعى الله باسمه الأعظم وقال في هاتين الآيتين وقال في ثلاث سورة فيمكن أن يكون الاسم الأعظم لا يقصد به واحد من الأسماء وإنما في كل مقام ما يناسبه فإذا دعى الإنسان وتخير من أسماء الله الحسنى ما يناسب المقام فهو دعاء بالاسم الأعظم هكذا قال بعض أهل العلم هذه الأدلة إذا تأملتها لا نجد اسم محدد اتفقت عليه ولا اسم ..
وإذا جمعت الأسماء الواردة فيها فانك لا تجد اسم متكررا في جميعها . وجملة الأسماء التي وردت في الأحاديث , حديث بريده , انس , حديث أسماء لفظ الجلالة الله و الأحد الصمد المنان والحنان وبديع السموات والأرض على انه من الأسماء ذو الجلال والإكرام والحي القيوم و الرحمن و الرحيم با الإضافة إلى ذكر كلمة التوحيد وفيها لا اله فلفظة إله إلا الله ولهذا هل نستطيع أن نجزم أن الاسم الأعظم هو الاسم المعين الفلاني ؟ بناءا على ما سمعنا من الأدلة ؟ الجواب لا لا نستطيع ..
هل لله اسم يمكن أن يقال عنه بأنه الاسم الأعظم بعينه من بين سائر الأسماء ؟ الجواب نعم هذا الذي دلت عليه الأدلة .
فيستطيع الإنسان إذا أراد أن يدعوا أن يجمع هذه الأسماء التي وردت في هذه النصوص ويدعو ربه بها فيقول مثلا : يا الله , يا احد , يا صمد , يا منان , يا بديع السموات والأرض , يا ذا الجلال والإكرام , يا حي , يا قيوم , يا رحمن يا رحيم , يا حنان
فإذا جمع هذه التي وردت في الأحاديث الذي جاء التصريح معها بالاسم الأعظم فيكون فد أصاب الاسم الأعظم وذا شي ليس بالعسير ..
ومن الاعتراضات التي ذكرها بعض العلماء أن الله هذا الاسم لفظ الجلالة انه الاسم الأعظم قالوا هذا لا يكاد يدعوا احد إلا يقول : اللهم يعني يا لله , فلو كان هذا هو الاسم الأعظم لصار على لسان كل داعي ولكن الشارع أخفاه من اجل الاجتهاد في طلبه ..
وكما أشرت أن من أهل العلم كالطحاوي من قال : إن الآية التي في طه ليست (( وعنت الوجوه للحي القيوم )) وإنما (( وان تجهر في القول فانه يعلم السر وأخفى الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى )) هذا مرتبط بالأسماء الحسنى فقال هذا أولى في أن يكون هذا هذه هي الآية المقصودة (( الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى )) وعلى كل حال يمكن أن يقال ما سبق والعلم عند الله تبارك وتعالى ..
الثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاني عشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر :
الأدب في مراعاة هذه الأسماء الحسنى :
الله تبارك وتعالى يوصف من كل صفة كمال بأكملها واجلها وأعلاها هذا هو الواجب واللائق فيوصف من الإرادة بأكملها وهو الحكمة وحصول كل ما يريد بإرادته كما قال (( فعال لما يريد )) نحن نتكلم عن إرادة الله عز وجل فإننا نثبت له أكمل ما يكون من المعاني الداخلة تحتها هذا هو اللائق انه فعال ما يريد ..
الإنسان يريد لكن هل تبلغ إرادته إلى تحصيل كل مراد ؟ أبدا ، فقد يريد أشياء فلا يستطيع تحقيقها فيعيش في أماني وان الله تبارك وتعالى يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر
(( يريد اله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) وان الله يريد الإحسان وإتمام النعمة على عباده (( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما )) (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )) وهكذا الكلام ، فالله تبارك وتعالى يصف نفسه من الكلام بأعلى أنواعه مثل ماذا ؟ الكلام فيه صدق وفيه كذب وحق وباطل فالله يصف نفسه من الكلام بأعلى أنواعه بالصدق (( ومن اصدق من الله حديثا )) والعدل ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) والحق وهكذا أيضا الفعل ؟
يصف نفسه منه بأكمله أفعال الرب تبارك وتعالى الفعل يكون حسنا ويكون قبيحا فالأفعال التي تصدر من الله عز وجل هي أحسن الأفعال العدل الحكمة النعمة وما إلى ذلك وهكذا المحبة
المحبة أنواع وهي درجات كثيرة فالله تبارك وصف نفسه منها بأعلاها وأشرفها فقال
(( يحبهم ويحبونه )) ((يحب التوابين ويحب المتطهرين)) يحب المحسنين ويحب الصابرين ولن يصف نفسه تبارك وتعالى بغيرها من العلاقة والميل والصبابة والعشق والغرام وما إلى ذلك مما يدخل تحت أنواع وصور المحبة .
ولهذا الذين يقولون الله عاشق ومعشوق وما إلى ذلك من أهل البدع هؤلاء لم يتأدبوا مع أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته الأدب اللائق ، فصفة المحبة هي اشرف وأكمل من هذه المسميات فجاءت في حقه بهذه اللفظة المحبة وهكذا ....
جميع ما أطلقه على نفسه من صفاته العلى تجده إذا نظرت فيه وتأملته أكمل من جهة اللفظ والمعنى مما لم يطلقه , العليم الخبير أكمل من الفقيه العارف ولهذا تقول الله عليم , هل تقول : الله عارف ؟ لا .. فالمعرفة كما ذكر بعض أهل العلم هي علم حادث طارئ لم يكن ..
يقول عرفت أما العلم فلا يلزم فيه ذلك وهكذا ، الكريم ابلغ من السخي كما اشرنا في المرة الماضية , وقد ذكر بعض أهل العلم فروقات بين الكريم والسخي قالوا السخاء لا يكون دائما في المنزلة العالية بخلاف الكرم ولهذا ما جاء ذلك في أسمائه السخي ..
والكلام في الأدب اللائق الذي يجب على الإنسان أن يتأدبه مع أسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وصفاته العلى مرتبط كل الارتباط بما يأتي بعده من ذكر الإلحاد فيها فان الإلحاد فيها يتنافى تماما م التأدب معها ..
الثـــــــــــــــــــــــــــالث عــــــــــــــــــــــــــــــشر :
الإلحاد في أسمائه وصفاته :
أصل الإلحاد في اللغة من اللحد وهو الشق الذي يكون في جانب القبر كما هو معلوم ومن معانيه في اللغة الميل والجور والظلم .
وفي الاصطلاح يمكن أن يعبر عنه ويقال : هو العدول بأسماء الله الحسنى وحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها ..
فالإلحاد في أسماء الله عز وجل أنواع :
1- أن تسمى الأصنام بهذه الأسماء كما قيل بأنهم سموا اللات من الإلهية , والعزة من العزيز , وكذا يسمون الصنم والشجر والحجر الذي يعبدونه يقولون له اله ..
طبعا هنا ليس محل اتفاق أن المناة من المنان وان العزة من العزيز , من أهل العلم من قال غير ذلك لكن على هذا الاعتبار ..
الإلحاد هنا : عدول بأسماء اله عز وجل إلى أوثانهم سموها اله وسموها بهذه الأسماء اللات والعزة ومناة ، وهكذا من الإلحاد أن تسمي احد باسم مختص لله تبارك وتعالى , لو احد سمى نفسه الرحمن مثل : مسيلمة الكذاب الذي يلقب نفسه برحمن اليمامة .. لا يجوز هذا اسم مختص ..
وهكذا أيضا من قال بل سمعت في هذه الأوقات أن رجل اسمه الرحمن في بعض النواحي في هذه البلاد في البادية وهذا عجيب لأنه لا يتجرأ احد على أن يسمي نفسه بهذا الاسم فهذا مختص بالله تبارك وتعالى وهكذا ما يعبر به بعضهم يقول عن طبيب الأطفال مثلا : اله الأطفال .. بعض من لا خلاق لهم يعبرون بمثل هذه العبارات وهكذا ,, مثل ملك الملوك , قاضي القضاة , حاكم الحكام , سلطان السلاطين , وذكر بعض أهل العلم أمير الأمراء
2- النوع الثاني من الإلحاد في أسمائه تبارك وتعالى أن يسمى بما لم يسمي به نفسه ولا سماه به رسوله صلى اله عليه وسلم .
فأسمائه توقيفية وتسميته بغير ما سمى به نفسه لا شك انه إساءة أدب مع الله تبارك وتعالى .. الآن لو جاء احد وسماك باسم لم يسميك به أبوك فهل تقبل هذا منه ؟ الجواب لا ، فالفلاسفة مثلا يسمونه بالعلة الفاعلة ، النصارى يسمونه الأب ، الماسونيون يسمونه المهندس الأعظم أو بعض الناس يقول الله فنان مثلا ، فهذا كله لا يجوز وهكذا أيضا إذا سمي بما لا يليق مثل : الفاتن المظل المستهزئ الكايد كما ظن بعضهم انه يشتق من كل فعل من أفعال الله أسماء فسموه بهذه الأسماء فهذا خلاف الأدب .
3- الثالث من الإلحاد فيها وصفه تعالى بما يتقدس ويتعالى عنه من النقائص مثل قول اليهود انه فقير أو انه استراح بعد خلق الخلق وكقولهم يد الله مغلولة ..
4- الرابع من الإلحاد في أسمائه أن ينكر شيئاً من هذه الأسماء أو ينكرها جميعا أو ما دلت عليه من الصفات والأحكام ، وهكذا أيضا من يثبت الأسماء ولكن ينكر ما تضمنته ودلت عليه من اللوازم والصفات الكاملة ..
5- الخامس من الإلحاد أيضا في أسمائه هو أن تشبيه الأوصاف التي تضمنتها هذه الأسماء بصفات المخلوقين فالله (( ليس كمثله شي وهو السميع البصير )) الحافظ ابن القيم رحمه الله جمع الكثير من هذه الإلحاد النونية يقول :
أسمائه أوصاف مدح كلها مشتقه قد حملت لمعاني
إياك والإلحاد فيـــــها انه كفــر معــاد الله من كفران
وحقيقة الإلحاد فيها الميل بالإشراك والتعطيل والنكران
فالملحدون إذا ثلاث طوائف فعليهم غضب من الرحمن
المشركون لأنهم سموا بها أوثانهم قالوا : اله ثاني
سموها اله
هم شبهوا المخـــلوق بالخلاق عكــس مشبــه الخلاق بالإنسان
نـاس شبهــوا المخــلوق جعلوا له مرتبه الإلهية وناس شبهوا الله عز وجل بخلقة إلى أن قال
و الملحــد الثــاني فـذو التعطــيل إذا ينفي حقائقــها بـلا برهــان
مــا ثم غير الاســم أوله بمــا ينفــي الحقيقة نفي ذي بطــلان
إلى أن قال
هذا وثـالثهم فـنـافـــيها ونـافي مـا تدل عــليه بالبهتان
هذا ما يتعلق بالإلحاد وبالأسماء والصفات .
حبيباتي إلىِ هنا انتهى الدرس وبقيت الأسئلة أرجو سماعها من الشريط
هذا وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والعمل بالعلم

التعديل الأخير تم بواسطة سلوى حسين ; 20-04-08 الساعة 08:44 AM
سلوى حسين غير متواجد حالياً  
قديم 17-03-08, 08:44 AM   #5
سمية ممتاز
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمن الغربة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي طالبات السلسلة هذا هو التفريغ
ولكني افضل ان يتم تحميل ملف الوورد لانه منسق
وشكلة يشجع على القراءة او انتظروا بدر الدجى تنسقة

طيب غاليتي قريباً بإذن الله يصلكم الدرس مدقق ومنسق
بارك الله فيك يا زمن الغربة ..
سمية ممتاز غير متواجد حالياً  
قديم 17-03-08, 11:15 AM   #6
ام زياد السلفية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 27-11-2007
المشاركات: 242
ام زياد السلفية is on a distinguished road
a



جزيت الفردوس الاعلى زمن الغربة



توقيع ام زياد السلفية
[FONT="Arial Black"][SIZE="5"][COLOR="Red"]أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنـال بهـم شفاعـة[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[IMG]http://bsa6.com/up/pic/3369.gif[/IMG]
ام زياد السلفية غير متواجد حالياً  
قديم 17-03-08, 01:18 PM   #7
نور الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 29-08-2007
المشاركات: 352
نور الصباح is on a distinguished road
f

الحمد لله اخواتي
وجزيت خيرا زمن الغربة على سبقك للخير
فقد بدأت بتفريغ الشريط فوجدت تفريغك بارك الله فيك وفي وقتك
واتمنى اخواتي زمن الغربة - بدر الدجى
ان اتواصل معكن واتعاون معكن في تفريغ الدروس ولكني لااعرف كيف ممكن ارسل لكن بالخاص فمن تعرف ترشدني بوركتم ارجوووو الرد



توقيع نور الصباح
[SIGPIC][/SIGPIC]
نور الصباح غير متواجد حالياً  
قديم 17-03-08, 02:50 PM   #8
سمية ممتاز
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

حياك الله نور الصباح
كنت قد اتفقت أنا وزمن الغربة على أن نقسم الدرس السابع بيننا
لكن بما أنك تريدين أن تشاركينا في التفريغ
فذلك خير وأفضل
وجزاك الله خيرا
لكي ترسلي لي رسالة خاصة
اضغطي على اسمي وتجدين مكتوب ارسال رسالة خاصة
فتواصلي معي عن طريقها
واذا لم تستطيعي فلا بأس أن نتواصل هنا غاليتي
ووفقك الله وجزاك خيرا
سمية ممتاز غير متواجد حالياً  
قديم 17-03-08, 04:05 PM   #9
سمية ممتاز
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

أخواتي من أرادت منكن المشاركة في تفريغ الدرس السابع فلتخبرني هنا لكي ننسق الأمر فيما بيننا
سمية ممتاز غير متواجد حالياً  
قديم 17-03-08, 04:17 PM   #10
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
افتراضي

جزاكن الله خيرا حبيباتي
هكذا تكون الهمة في العلم
وهكذا تكون المسارعة الى الخيرات
تقبل الله منكن.



توقيع أم أسماء
قال ابن القيم رحمه الله:
(القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية
ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة)
أم أسماء غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لأول مرة:شرح عمدة الفقه من المجد العلمية بجودة عالية@@تـضاف تـبـاعا @@ فرشى التراب مكتبة طالبة العلم الصوتية 3 20-09-06 10:20 PM


الساعة الآن 03:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .