العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-12, 04:04 PM   #1
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي درر مـن كتاب الفوائد للأمام ابن قيّم الجوزية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حبيباتي هيا ننتفع بكتاب قيم ذو فائدة عظيمة

من كتاب الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية

كتاب في الوعظ فريد من نوعه، فقد عودنا مؤلفه الإبداع بكل مؤلفاته، فابن قيم الجوزية في هذا الكتاب يتناول آية أو جزء آية فيفسرها تفسيرا لم يسبقه أحد إليه أو جزءا من حديث أو حتى كلمة فيه فيبرع في إخراج المعاني القيمة والحكم المفيدة بسبك رائع وأسلوب عظيم راق .
بإذن الله نتدارسه على أجزاء متتالية



قال الشيخ الإمام, محي السنّة قامع البدعة, أبو عبد الله الشهير بابن قيّم الجوزيّة رحمه الله تعالى :

قاعدة جليلة ( شروط الانتفاع بالقرآن)
إذا أردت الإنتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك وأحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليهفإنه خطاب منه لكَ على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم : قال تعالى


(سورة قّ الآية-37 )
وذلك أن تمام التأثير لمَّا كان موقوفا على 1- مؤثر مقتض 2- ومحل قابل 3- وشرط لحصول الأثر 4- وإنتفاء المانع الذي يمنع منه , تضمّنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدلّه على المراد :
فقوله تعالى { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى } (قّ:37) إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى ههنا , وهذا هو المؤثر .
وقوله تعالى { لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ } فهذا هو المحل القابل , والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله كما قال تعالى { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا }(يس:69-70) أى حي القلب .
وقوله تعالى : { أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ } أى وجه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له , وهذا شرط التأثر بالكلام .
وقوله تعالى { وَهُوَ شَهِيدٌ } أى شاهد القلب حاضر غير غائب .

قال ابن قتيبة ""استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولا ساه ""وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له والنظر فيه وتأمله .
فإذا حصل المؤثر وهو القرآن والمحل القابل وهو القلب الحي ووجد الشرط وهو الإصغاء وانتفى المانع وهو إشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شىء آخر حصل الأثر وهو الإنتفاع والتذكر.



صاحب القلب الحي
( فإن قيل ) إذا كان التأثير إنما يتم بمجموع هذه فما وجه دخول أداة أو في قوله تعالى { أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ } والموضع موضع واو الجمع لا موضع أو التى هي لأحد الشيئين . قيل هذا سؤال جيد والجواب عنه أن يقال خرج الكلام بأو باعتبار حال المخاطب المدعو فإن من الناس من يكون حي القلب واعيه تام الفطرة فإذا فكر بقلبه وجال بفكره دله قلبه وعقله على صحة القرآن وأنه الحق وشهد قلبه بما أخبر به القرآن فكان ورود القرآن على قلبه نوراً على نور الفطرة وهذا وصف الذين قيل فيهم { وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقّ } (سبأ :6) وقال في حقهم


(النور: 35)

فهذا نور الفطرة على نور الوحي . وهذا حال صاحب القلب الحي الواعي .

قال ابن القيم وقد ذكرنا ما تضمنت هذه الآية من الأسرار والعبر في كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطّلة الجهميّة :
فصاحب القلب يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن , فيجدها كأنها قد كتبت فيه , فهو يقرأها عن ظهر قلب .
ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد ,واعي القلب ,كامل الحياة فيحتاج إلى شاهد يميّز له بين الحق والباطل ,ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وزكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحي الواعي , فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام , وقلبه لتأمّله , والتفكر فيه , وتعقل معانيه , فيعلم حينئذ أنه الحق .
فالأول : حال من رأى بعينيه ما دُعِيَ إليه وأُخْبِرَ به .
والثاني : حال من علم صدق المخبر وتيقنه وقال يكفيني خبره فهو في مقام الإيمان , والأول في مقام الإحسان .
هذا قد وصل إلى علم اليقين وترقى قلبه منه إلى منزلة عين اليقين , وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الإسلام .

فعين اليقين نوعان : نوع في الدنيا ونوع في الآخرة : فالحاصل في الدنيا نسبته إلى القلب كنسبه الشاهد إلى العين . وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار وفي الدنيا بالبصائر فهو عين يقين في المرتبتين .

بإذن الله نلتقي في جزء آخر


مما راق لي....



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-12, 04:25 PM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

تفسير العي والشاهد عليه
ثم انتقل سبحانه إلى تقرير النبوّة بأحسن تقرير, وأوجز لفظ , وأبعده عن كل شبهة وشك ,
فأخبر أنه أرسل إلى قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون رسلا فكذّبوهم, فأهلكهم بأنواع الهلاك
قال تعالى:



الآية( 12-14) ق
, وصدق فيهم وعيده الذي أوعدتهم به رسله إن لم يؤمنوا , وهذا تقرير لنبوّتهم ولنبوة من أخبر بذلك عنهم , من غير أن يتعلّم من معلّم ولا قرأه في كتاب , بل أخبر به إخبارا مفصّلا مطابقا لما عند أهل الكتاب .
ولا يرد على هذا إلا سؤال البهت والمكابرة على جحد الضروريات , بأنه لم يكن شئ من ذلك , أو أن حوادث الدهر ونكباته أصابتهم كما أصابت غيرهم , وصاحب هذا السؤال يعلم من نفسه أنه باهت مباهت جاحد لما شهد به العيان, وتناقلته القرون قرنا بعد قرن, فإنكاره بمنزلة إنكار وجود المشهورين من الملوك والعلماء والبلاد النائية .
ثم عاد سبحانه إلى تقرير المعاد
بقوله:{ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ } ق15,
يقال لكل من عجز عن شئ : عيي به فلان بهذا الأمر, قال الشاعر:
عيـوا بأمرهـم, كمـا ------ عـيت ببيضتـها الحمـامة

ومنه قوله تعالى:{ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ } الأحقاف33.
قال ابن عبّاس : يريد أفعجزنا, وكذلك قال مقاتل.
قلت: هذا تفسير بلازم اللفظة, وحقيقتها أعم من ذلك,
فإن العرب تقول: أعياني أن أعرف كذا وعييت به إذا لم تهتد لوجهه ولم تقدر على معرفته وتحصيله
فتقول: أعياني دواؤك إذا لم تهتد له, ولم تقف عليه . ولازم هذا المعنى العجز عنه .
والبيت الذي استشهدوا به شاهد لهذا المعنى , فان الحمامة لم تعجز عن بيضتها, ولكن أعياها إذا أرادت أن تبيض أين ترمي بالبيضة, فهي تدور وتجول حتى ترمي بها , فإذا باضت أعياها أين تحفظها وتودعها حتى لا تنال , فهي تنقلها من مكان إلى مكان وتحار أين تجعل مقرّها,
كما هو حال من عي بأمره فلم يدر من أين يقصد له ومن أين يأتيه, وليس المراد بالإعياء في هذه الآية التعب, كما يظنّه من لم يعرف تفسير القرآن ,
بل هذا المعنى هو الذي نفاه سبحانه عن نفسه في آخر السورة
بقوله:{ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ } ق38.
ثم أخبر سبحانه أنّهم:{ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } ق15.
أي أنهم التبس عليهم إعادة الخلق خلقا جديدا, ثم نبههم على ما هو من أعظم آيات قدرته وشواهد ربوبيّته وأدلّة المعاد وهو خلق الإنسان, فإنه من أعظم الأدلة على التوحيد والمعاد .


تفسير قوله أقرب إليه من حبل الوريد


( الآية 16 ق )
وأي دليل أوضح من تركيب هذه الصورة الآدميّة بأعضائها وقواها وصفاتها, وما فيها من اللحم والعظم والعروق والأعصاب والرباطات والمنافذ والآلات والعلوم والإرادات والصناعات , كل ذلك من نطفة ماء.

فلو أنصف العبد لاكتفى بفكره في نفسه, واستدل بوجوده على جميع ما أخبرت به الرسل عن الله وأسمائه وصفاته . ثم أخبر سبحانه عن إحاطة علمه به , حتى علم وساوس نفسه , ثم أخبر عن قربه إليه بالعلم والإحاطة وأن ذلك أدنى إليه من العرق الذي داخل بدنه , فهو أقرب إليه بالقدرة عليه والعلم به من ذلك العرق . وقال شيخنا: المراد بقول " نحن", أي ملائكتنا ,
كما قال تعالى :{ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } القيامة18.
أي إذا قرأه عليك رسولنا جبريل.
قال: ويدل عليه قوله :{ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ } ق17.
فقيد القرب المذكور بتلقّي الملكين, ولو كان المراد به قرب الذات لم يتقيد بوقت تلقي الملكين فلا حجة في الآية لحلولي ولا معطّل .
ثم أخبر سبحانه أن على يمينه و شماله ملكين يكتبان أعماله وأقواله, ونبه بإحصاء الأقوال وكتابتها على كتابة الأعمال , التي هي أقل وقوعا, وأعظم أثرا من الأقوال, وهي غايات الأقوال ونهايتها .

ثم أخبر عن القيامة الصغرى فقال تعالى :

(الآية 19 ق)

, وهي سكرة الموت , وأنها تجيء بالحق , وهو لقاؤه سبحانه وتعالى , والقدوم عليه , وعرض الروح عليه , والثواب والعقاب الذي تعجل لها قبل القيامة الكبرى .


استشهاد الله الحفظة على العبد من أكمل العدل

ثم ذكر القيامة الكبرى بقول:

( الآية 20 ق )

ثم أخبر عن أحوال الخلق في هذا اليوم, وأن كل أحد يأتي الله سبحانه وتعالى ذلك اليوم ومعه سائق يسوقه , وشهيد يشهد عليه , وهذا غير شهادة جوارحه , وغير شهادة الأرض التي كان عليها له وعليه , وغير شهادة رسوله والمؤمنين .

فإن الله سبحانه وتعالى يستشهد على العبد الحفظة والأنبياء والأمكنة التي عملوا عليها الخير والشر, والجلود التي عصوه بها , ولا يحكم بينهم بمجرّد علمه , وهو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين .

ولهذا أخبر نبيه أنه يحكم بين الناس بما سمعه من إقرارهم, وشهادة البيّنة , لا بمجرّد علمه فكيف يسوغ لحاكم أن يحكم بمجرد علمه من غير بيّنة ولا إقرار.

ثم أخبر سبحانه أن الإنسان في غفلة من هذا الشأن الذي هو حقيق بأن لا يغفل عنه , وأن لا يزال على ذكره وباله ,
وقال: { فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا } ق22,
ولم يقل عنه , كما قال: { وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ } هود 110،
ولم يقل في شك فيه , وجاء هذا في المصدر وإن لم يجئ في الفعل فلا يقال غفلت منه ولا شككت منه كأن غفلته وشكه ابتداء منه, فهو مبدأ غفلته وشكّه, وهذا أبلغ من أن يقال في غفلة عنه وشك فيه, فإنه جعل ما ينبغي أن يكون مبدأ التذكرة واليقين ومنشأهما مبدأ للغفلة والشك.

ثم أخبر أن غطاء الغفلة والذهول يكشف عنه ذلك اليوم
فقال تعالى:

( الآية 22 ق)

كما يكشف غطاء النوم عن القلب فيستيقظ , وعن العين فتنفتح . فنسبة كشف هذا الغطاء عن العبد عند المعاينة كنسبة كشف غطاء النوم عنه عند الانتباه .

ثم أخبر سبحانه أن قرينه , وهو الذي قرن به في الدنيا من الملائكة , يكتب عمله .
فقال تعالى:

( الآية 23 ق)

وقوله يقول لمّا يحضره: هذا الذي كنت وكّلتني به في الدنيا قد أحضرته وأتيتك به , هذا قول مجاهد. وقال ابن قتيبة: المعنى: هذا ما كتبته عليه وأحصيته من قوله وعمله حاضر عندي. والتحقيق أن الآية تتضمّن الأمرين, أي هذا الشخص الذي وكلت به وهذا عمله الذي أحصيت عليه .
فحينئذ يقال:{ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ } ق24,
وهذا إما أن يكون خطابا للسائق والشهيد , أو خطابا للملك الموكل بعذابه وإن كان واحدا. وهو مذهب معروف من مذاهب العرب في خطابها, أو تكون الألف منقلبة عن نون التأكيد الخفيفة , ثم أجري الوصل مجرى الوقف .

رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-12, 04:27 PM   #3
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

اختصام الإنسان وشيطانه أو ملكه
ثم ذكرسبحانه وتعالى صفات هذا الملقى فذكر له ست صفات:

(أحدها) أنه كفّار لنعم الله وحقوقه, كفار بدينه وتوحيده وأسمائه وصفاته, كفّار برسله وملائكته, كفار بكتبه ولقائه .

(الثانية) أنه معاند للحق يدفعه جحدا وعنادا.

(الثالثة) أنه منّاع للخير, وهذا يعم منعه للخير الذي هو إحسان إلى نفسه من الطاعات والقرب إلى الله والخير الذي هو إحسان إلى الناس, فليس فيه خير لنفسه, ولا لبني جنسه كما هو حال أكثر الخلق.

(الرابعة) أنه مع منعه للخير معتد على الناس, ظلوم غشوم معتد عليهم بيده ولسانه .

(الخامسة) أنه مريب, أي صاحب ريب وشك, ومع هذا فهو آت لكل ريبة, يقال: فلان مريب, إذا كان صاحب ريبة .

(السادسة) أنه مع ذلك مشرك بالله , قد اتّخذ مع الله إلها آخر يعبده, ويحبه, ويغضب له, ويرضى له, ويحلف باسمه, وينذر له, ويوالي فيه, ويعادي فيه,

فيختصم هو وقرينه من الشيطان, ويحيل الأمر عليه, وأنه هو الذي أطغاه وأضله.
فيقول قرينه: لم يكن لي قوّة أن أضلّه وأطغيه, ولكن كان في ضلال بعيد, اختاره لنفسه, وآثره على الحق,
كما قال إبليس لأهل النار: { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي } إبراهيم 22.

وعلى هذا, فالقرين هنا هو شيطانه, يختصمان عند الله. وقالت طائفة: بل قرينه ها هنا هو الملك , فيدعي عليه أنه زاد عليه فيما كتبه عليه وطغى , وأنه لم يفعل ذلك كله, وأنه أعجله بالكتابة عن التوبة, ولم يمهله حتى يتوب,

فيقول الملك: ما زدت في الكتابة على ما عمل ولا أعجلته عن التوبة: { وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ } ق27.
فيقول الرب تعالى:{ لا تَخْتَصِمُوا لَدَي } ق28.

وقد أخبر سبحانه عن اختصام الكفار والشياطين بين يديه في سورتي [الصافّات] 27-38, و [الأعراف]37-39.
بسم الله الرحمن الرحيم












الصافات (27-38)

بسم الله الرحمن الرحيم



الأعراف (37-39)

رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-12, 04:30 PM   #4
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

وأخبر سبحانه وتعالى عن اختصام الناس بين يديه في سورة [الزمر]56-60.
بسم الله الرحمن الرحيم
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسرَتَى عَلىَ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ(56)




الزمر (56-60)

وأخبر سبحانه عن اختصام أهل النار فيها في سورة[الشعراء] 96-104, وسورة[ص] 59-65.
بسم الله الرحمن الرحيم









الشعراء(96-104)

بسم الله الرحمن الرحيم







ص(59-65)


ثم أخبر سبحانه أنه لا يبدّل القول لديه, فقيل: المراد بذلك قوله:{ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس أَجْمَعِينَ } هود119.ووعده لأهل الإيمان بالجنة, وأن هذا لا يبدل ولا يخلف.
قال ابن عبّاس: يريد ما لوعدي خلف لأهل طاعتي ولا أهل معصيتي. قال مجاهد: قد قضيت ما أنا قاض. وهذا أصح القولين في الآية.

وفيها قول آخر: أن المعنى ما يغيّر القول عندي بالكذب والتلبيس كما يغيّر عند الملوك والحكّام. فيكون المراد بالقول قول المختصمين, وهو اختيار الفراء وابن قتيبة,
قال الفراء: المعنى ما يكذب عندي لعلمي بالغيب.
وقال ابن قتيبة:أي ما يحرف القول عندي ولا يزاد فيه ولا ينقص منه.قال:لأنه قال القول عندي, ولم يقل قولي, وهذا كما قال لا يكذب عندي.
فعلى القول الأوّل يكون قوله:{ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } ق29, من تمام قوله:{ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيّ } ق29.في المعنى,
أي ما قلته ووعدت به لا بد من فعله.ومع هذا فهو عدل لا ظلم فيه ولا جور.
وعلى الثاني يكون قد وصف نفسه سبحانه بأمرين. أحدهما: أن كمال علمه واطلاعه يمنع من تبديل القول بين يديه وترويج الباطل عليه. وكمال عدله وغناه يمنع من ظلمه لعبيده.

ثم أخبر سبحانه عن سعة جهنّم وأنها كلّما ألقى فيها : { وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } ق30. وأخطأ من قال أن ذلك للنفي, أي ليس من مزيد,
والحديث الصحيح يردّ هذا التأويل. الحديث:[عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم: "يلقى في النار وتقول هل من مزيد, حتى يضع قدمه فتقول: قط قط"]البخاري 8\460 رقم 4848,4849[وكذلك في صحيح مسلم. وعن أبي هريرة يرفعه," يقال لجهنّم هل امتلأت؟ وتقول هل من مزيد؟ فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قط قط"].
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-12, 04:35 PM   #5
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

ونستكمل الفوائد للإمام ابن قيّم الجوزية ( سورة ق )



بسم الله الرحمن الرحيم




سورة ق(31-33)
ثم أخبر سبحانه وتعالى عن تقريب الجنة من المتقين,
وأن أهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع:
(إحداها): أن يكون أوابا, أي رجّاعا إلى الله من معصيته إلى طاعته, ومن الغفلة عنه إلى ذكره.
قال عبيد بن عمير: الأوّاب الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها. وقال مجاهد: هو الذي إذا ذكر ذنبه في الخفاء استغفر منه.
وقال سعيد بن المسيّب: هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.

(الثانية): أن يكون حفيظا قال ابن عبّاس لما ائتمنه الله عليه وافترضه.
وقال قتادة: حافظ لما استودعه الله من حقّه ونعمته.
ولما كانت النفس لها قوّتان: قوة الطلب وقوة الإمساك, كان الأواب مستعملا لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته. والحفيظ مستعملا لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه.

فالحفيظ الممسك نفسه عما حرّم عليه, والأوّاب المقبل على الله بطاعته.

(الثالثة) قوله: { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْب } ق33, يتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد.
ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه.
ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه, فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله.

(الرابعة) قوله : { وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ } ق33. قال ابن عباس : راجع عن معاصي الله, مقبل على طاعة الله .
وحقيقة الإنابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه .

ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله:


سورة ق (34-35)


ثم خوّفهم بأن يصيبهم من الهلاك ما أصاب من قبلهم وأنهم كانوا أشد منهم بطشا ولم يدفع عنهم الهلاك شدّة بطشهم, وأنهم عند الهلاك تقلّبوا وطافوا في البلاد, وهل يجدون محيصا ومنجى من عذاب الله؟. قال قتادة: حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركا.

بسم الله الرحمن الرحيم


سورة ق(36)

وقال الزجاج : طوّفوا وفتّشوا فلم يروا محيصا من الموت. وحقيقة ذلك أنهم طلبوا المهرب من الموت فلم يجدوه.



ثم أخبر سبحانه أن في هذا الذي ذكر:

سورة ق(37)

ثم أخبر بقوله تعالى :

سورة ق(38)
أنه سبحانه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام ولم يمسه تعب ولا إعياء تكذيب لأعدائه من اليهود, حيث قالوا أنه استراح في اليوم السابع .


ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالتأسي به سبحانه وتعالى في الصبر على ما يقول أعداؤه فيه, كما أنه سبحانه صبر على قول اليهود أنه استراح: "ولا أحد أصبر على أذى يسمعه منه".

ثم أمره بما يستعين به على الصبر بقوله تعالى :


سورة ق(39-40)
وهو التسبيح بحمد ربه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وبالليل وأدبار السجود. فقيل هو الوتر. وقيل: الركعتان بعد المغرب.
والأول قول ابن عباس, والثاني قول عمر وعلي وأبي هريرة والحسن بن علي وإحدى الروايتين عن ابن عباس .

وعن ابن عباس رواية ثالثة أنه التسبيح باللسان أدبار الصلوات المكتوبات .



ثم ختم السورة بذكر المعاد بقوله تعالى :


سورة ق(41-42)
ونداء المنادي برجوع الأرواح إلى أجسادها للحشر. وأخبر أن هذا النداء من مكان قريب يسمعه كل أحد:{ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَق }42 ق . بالبعث ولقاء الله تعالى : { يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ }44 ق .
كما تشقق عن النبات, فيخرجون: سراعا من غير مهلة ولا بطء : ذلك حشر يسير عليه سبحانه .

ثم أخبر سبحانه وتعالى بقوله :
سورة ق (45)
أنه عالم بما يقول أعداؤه, وذلك يتضمّن مجازاته لهم بقولهم إذا لم يخف عليه, وهو سبحانه يذكر علمه وقدرته لتحقيق الجزاء.
ثم أخبره أنه ليس بمسلط عليهم ولا قهّار ولم يبعث ليجبرهم على الإسلام ويكرههم عليه, وأمره أن يذكر بكلامه من يخاف وعيده فهو الذي ينتفع بالتذكير, وأما من لا يؤمن بلقائه ولا يخاف وعيده ولا يرجو ثوابه, فلا ينتفع بالتذكير.




سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
مع فوائد آخرى بإذن الله

رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-12, 04:46 PM   #6
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي


فائدة جليلة
قوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم

المُلك (15)

أخبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقّها والبناء عليها, ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك منها.
وأخبر سبحانه أنه جعلها مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا (بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم من قول الشعبي) .
وأخبر أنه دحاها وطحاها وأخرج منها ماءها ومرعاها, وثبّتها بالجبال, ونهج فيها الفجاج والطرق, وأجرى فيها الأنهار والعيون , وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها, ومن بركتها أن الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها.
ومن بركتها أنك تودع فيها الحب تخرجه لك أضعاف أضعاف ما كان ومن بركتها أنها تحمل الأذى على ظهرها وتخرج لك من بطنها أحسن الأشياء وأنفعها, فتوارى منه كل قبيح وتخرج له كل مليح. ومن بركتها أنها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه وتواريها وتضمّه وتؤويه, وتخرج له طعامه وشرابه, فهي أحمل شئ للأذى وأعوده بالنفع, فلا كان من التراب خيرا منه و أبعد من الأذى وأقرب إلى الخير.

والمقصود أنه سبحانه جعل لنا الأرض كالجمل الذلول الذي كيفما يقاد ينقاد. وحسن التعبير بمناكبها عن طرقها وفجاجها لما تقدّم من وصفها بكونها ذلولا, فالماشي عليها يطأ على مناكبها وهو أعلى شئ فيها, ولهذا فسرت المناكب بالجبال كمناكب الإنسان وهي أعاليه.
قالوا: وذلك تنبيه على أن المشي في سهولها أيسر.
وقالت طائفة: بل المناكب الجوانب والنواحي, ومنه مناكب الإنسان لجوانبه, والذي يظهر أن المراد بالمنكب الأعالي. وهذا الوجه الذي يمشي عليه الحيوان هو العالي من الأرض دون الوجه المقابل له, فان سطح الكرة أعلاها, والمش إنما يقع في سطحها, وحسن التعبير عنه بالمناكب لما تقدّم من وصفها بأنها ذلول.

ثم أمرهم أن يأكلوا من رزقه الذي أودعه فيها, فذلّلها لهم ووطّأها, وفتق فيها السبل والطرق التي يمشون فيها, وأودعها رزقهم فذكر تهيئة المسكن للانتفاع والتقلب فيها بالذهاب والمجيء, والأكل مما أودع فيه للساكن.


ثم نبّه بقوله:{ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } المُلك 15, على أنّا في هذا المسكن غير مستوطنين ولا مقيمين بل دخلناه عابري سبيل فلا يحسن أن نتخذه وطنا ومستقرّا, وإنما دخلناه لنتزوّد منه إلى دار القرار, فهو منزل عبور لا مستقر حبور, ومعبر وممر, لا وطن مستقر.

فتضمّنت الآية الدلالة على ربوبيّته ووحدانيّته, وقدرته وحكمته ولطفه, والتذكير بنعمه وإحسانه, والتحذير من الركون إلى الدنيا, واتخاذها وطنا ومستقرا, بل نسرع فيها السير إلى داره وجنّته. فلله ما في ضمن هذه الآية من معرفته وتوحيده, والتذكير بنعمه, والحث على السير إليه , والاستعداد للقائه , والقدوم عليه , والإعلام بأنه سبحانه يطوي هذه الدار كأنها لم تكن , وأنه يجيء أهلها بعدما أماتهم وإليه النشور.

رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-12, 04:48 PM   #7
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

حياكن الله أخواتي الحبيبات


فائدة

سورة الفاتحة تضمنت كمال الإنسان وسعادته




للإنسان قوتان: قوة علمية نظرية, وقوة عملية إرادية.
وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والإرادية .

واستكمال القوة العلمية إنما يكون بمعرفة فاطره وبارئه ومعرفة أسمائه وصفاته ومعرفة الطريق التي توصل إليه ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها. فبهذه المعارف الخمسة يحصل كمال قوته العلمية. وأعلم الناس أعرفهم بها وأفقههم فيها.

واستكمال القوة العملية الإرادية لا تحصل إلا بمراعاة حقوقه سبحانه على العبد, والقيام بها إخلاصا وصدقا ونصحا وإحسانا ومتابعة وشهودا لمنّته عليه, وتقصيره هو في أداء حقّه.
فهو مستحيي من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقّه عليه ودون ذلك. وأنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته. فهو مضطر إلى أن يهديه الصراط المستقيم الذي هدى إليه أولياءه وخاصّته, وأن يجنّبه الخروج عن ذلك الصراط, إما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال, وإما بفساد في قوّته العملية فيوجب له الغضب.
فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور, وقد تضمنّتها سورة الفاتحة وانتظمتها أكمل انتظام.

فإن قوله تعالى :{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }الفاتحة(2-4) , يتضمّن الأصل الأوّل وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله.
والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى, وهي اسم ( الله والرب والرحمن). فاسم (الله) متضمّن لصفات الألوهيّة, واسم (الرب) متضمّن لصفات الربوبية, واسم (الرحمن) متضمن لصفات الإحسان والجود والبر. ومعاني أسمائه تدور على هذا.

وقوله :{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } الفاتحة5, يتضمّن معرفة الطريق الموصلة إليه, وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبّه ويرضاه, واستعانته على عبادته.

وقوله :{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }الفاتحة 6, يتضمّن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم, وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة إلا بهداية ربه له كما لا سبيل له إلى عبادته إلا بمعونته ، فلا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته .

وقوله :{ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ } الفاتحة7, يتضمّن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم, وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد, والانحراف إلى الطرف الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل .


فأوّل السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة.
وحظ العبد من النعمة على قدر حظّه من الهداية, وحظّه منها على قدر حظّه من الرحمة, فعاد الأمر كلّه إلى نعمته ورحمته.والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيّته, فلا يكون إلا رحيما منعما وذلك من موجبات الهيّته, فهو الإله الحق, وإن جحده الجاحدون وعدل به المشركون.


فمن تحقّق بمعاني الفاتحة علما ومعرفة وعملا وحالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب, وصارت عبوديّته عبوديّة الخاصّة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبّدين, والله المستعان.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-12, 04:57 PM   #8
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


فائدة
الرب سبحانه وتعالى يدعو عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين:
أحدهما: النظر في مفعولاته.

ثانيهما: التفكر في آياته وتدبّرها, فتلك آياته المشهودة وهذه آياته المسموعة المعقولة.
فالنوع الأوّل كقوله:
بسم الله الرحمن الرحيم

البقرة (164)
وقوله:
بسم الله الرحمن الرحيم

آل عمران (190)
وهو كثير في القرآن.
والثاني كقوله:{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن } النساء82.
وقوله:{ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْل } المؤمنون68.
وقوله:{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِه } ص29, وهو كثير أيضا .
فأمّا المفعولات فإنها دالّة على الأفعال, والأفعال دالّة على الصفات.

فإن المفعول يدل على فاعل فعله, وذلك يستلزم وجوده وقدرته ومشيئته وعلمه لاستحالة صدور الفعل الاختياري من معدوم أو موجود لا قدرة له ولا حياة ولا علم ولا إرادة. ثم ما في المفعولات من التخصيصات المتنوّعة دالّة على إرادة الفاعل, وأن فعله ليس بالطبع بحيث يكون واحدا غير متكرر.
وما فيها من المصالح والحكم والغايات المحمودة دال على حكمته تعالى.
وما فيها من النفع والإحسان والخير دال على رحمته.
وما فيها من البطش والانتقام والعقوبة دال على غضبه.
وما فيها من الإكرام والتقريب والعناية دال على محبّته.
وما فيها من الإهانة والإبعاد والخذلان دال على بغضه ومقته.
وما فيها من ابتداء الشيء في غاية النقص والضعف ثم سوقه إلى تمامه ونهايته دال على وقوع المعاد.
وما فيها من أحوال النبات والحيوان وتصرف المياه دليل على إمكان المعاد.
وما فيها من ظهور آثار الرحمة والنعمة على خلقه دليل على صحّة النبوّات.
وما فيها من الكمالات التي لو عدمتها كانت ناقصة دليل على أن معطي تلك الكمالات أحق بها.
فمفعولاته أدل شيء على صفاته وصدق ما أخبرت به رسله عنه, فالمصنوعات شاهدة تصدق الآيات المسموعات, منبّهة على الاستدلال بالآيات المصنوعات .
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم

فصّلت (53)
أي أن القرآن حق فأخبر أنّه لا بد أن يريهم من آياته المشهودة ما يبيّن لهم أن آياته المتلوّة حق. ثم أخبر بكفاية شهادته على صحة خبره بما أقام من الدلائل والبراهين على صدق رسوله .
فآياته شاهدة بصدقه, وهو شاهد بصدق رسوله بآياته, فهو الشاهد والمشهود له, وهو الدليل والمدلول عليه .
فهو الدليل بنفسه على نفسه كما قال بعض العارفين: كيف أطلب الدليل على ما هو دليل لي على كل شيء؟ فأي دليل طلبته عليه فوجوده أظهر منه.
ولهذا قال الرسل لقومهم: { أَفِي اللَّهِ شَكٌّ }إبراهيم 10, فهو أعرف من كل معروف, وأبين من كل دليل.

فالأشياء عُرفت به في الحقيقة وإن كان عُرف بها في النظر والاستدلال بأحكامه وأفعاله عليه .



لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-12, 05:03 PM   #9
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


- من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه .

- للعبد ستر بينه وبين الله, وستر بينه وبين الناس, فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله, هتك الستر الذي بينه وبين الناس .

- للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه, فينبغي له أن يسترضي ربّه قبل لقائه ويعمّر بيته قبل انتقاله إليه .

- إضاعة الوقت أشد من الموت, لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها .

- الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر .

- محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا, ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا.

- أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها .

- كيف يكون عاقلا من باع الجنّة بما فيها شهوة ساعة .

- يخرج العارف من الدنيا ولم يقضي وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه, وثناؤه على ربّه .

- المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه, والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه .

- لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين .

- دافع الخطرة, فإن لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة, فان لم تفعل صارت شهوة. فحاربها, فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة, فإن لم تدافعها صارت فعلا, فإن لم تتداركها بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.

- التقوى ثلاث مراتب: إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات. الثانية: حميتها عن المكروهات. الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني. فالأولى تعطي العبد حياته, والثانية تفيد صحته وقوته, والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته .

غموض الحق حين تذب عنه """"""" يقلل ناصر الخصم المحق
تضل عن الدقيـق فهوم قوم """"""" فتقضي للمجلّ على المدقّ

بالله أبلـغ ما أسعى وأدركـه """"""" لا بي ولا بشفيـع لي من النــاس
إذا أيست وكاد اليأس يقطعني """"""" جاء الرجاء مسرعا من جانب اليأس

- من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره, ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات .

- لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها. اقرأ الآيات
بسم الله الرحمن الرحيم







الأعراف (19-24)


- ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤية لبث فيها بضع سنين.اقرأ الآية


يوسف 42

- إذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد:
الأوّل:مشهد التوحيد, وأن الله هو الذي قدّره وشاءه وخلقه, وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
الثاني: مشهد العدل, وأنه ماض فيه حكمه, عدل فيه قضاؤه.
الثالث: مشهد الرحمة, وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه, ورحمته حشوه (أي ظاهره بلاء وباطنه رحمة ) .
الرابع: مشهد الحكمة, وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك, لم يقدّره سدى ولا قضاه عبثا.
الخامس : مشهد الحمد, وأن له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه .
السادس: مشهد العبوديّة, وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده, فيصرفه تحت أحكامه القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة, فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه .

- قلّة التوفيق وفساد الرأي, وخفاء الحق, وفساد القلب, وخمول الذكر, وإضاعة الوقت, ونفرة الخلق, والوحشة بين العبد وبين ربّه, ومنع إجابة الدعاء, وقسوة القلب, ومحق البركة في الرزق والعمر, وحرمان العلم, ولباس الذل, وإهانة العدو, وضيق الصدر, والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت, وطول الهم والغم, وضنك المعيشة, وكسف البال... تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله, كما يتولّد الزرع عن الماء, والإحراق عن النار. وأضداد هذه تتولّد عن الطاعة .

تنبيه ( ذكر حكم بالغات )
اللــــهم وفقنا لما تحبه وترضاه يارحمن يارحيم

التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 02-07-12 الساعة 05:08 PM
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-12, 05:14 PM   #10
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين




اللــه لا إله إلا هو الحي القيوم
ما هو أعجب العجاب !!!
من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه .

وأن تسمع داعيه, ثم تتأخر عن الإجابة .
وأن تعرف قدر الربح في معاملته, ثم تعامل غيره .
وأن تعرف قدر غضبه, ثم تتعرّض له.
وأن تذوق ألم الوحشة ثم لا تطلب الأنس بطاعته .
وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه, ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته .
وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره, ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه , والإنابة إليه .
وأعجب من هذا علمك أن لابد لك منه , وأنك أحوج شيء إليه , وأنت عنه معرض , وفيما يبعدك عنه راغب .
اللــه لا إله إلا هو الحي القيوم



ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين:
إحداهما: سوء ظنه بربه, وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حلال ,
والثانية: أن يكون عالما بذلك , وأن من ترك لله شيئا أعاضه خيرا منه (أعطاه خيرا منه), لكن تغلب شهوته صبره, وهواه عقله .
فالأول من ضعف علمه,
والثاني من ضعف عقله وبصيرته .
قال يحيى بن معاذ: من جمع الله عليه قلبه, في الدعاء لم يرده
قلت : إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته, وقوي رجاؤه, فلا يكاد يرد دعاؤه .




اللهم اِهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وقِنا واصرف عنا شر ما قضيت , إنك تقضي ولا يُقضى عليك ..
إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت , تباركت ربنا وتعاليت , لك الحمد على ما قضيت , ولك الشكر على ما أعطيت ,
نستغفرك اللــهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك .




رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ أم البتول روضة آداب طلب العلم 13 11-12-13 01:03 AM
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ أم الخطاب78 روضة آداب طلب العلم 12 07-03-11 05:39 PM
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM


الساعة الآن 07:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .