21-02-11, 02:36 AM | #21 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته آمين واياك
جزاك الله خيراً |
21-02-11, 02:41 AM | #22 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
والآن نحيا مع النداء الخامس يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 185) يخبر تعالى بما من به على عباده بأنه فرض عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان وفيه تنشيط لهذه الأمة بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال والمسارعة إلى صالح الخصال وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصيتم بها ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال " لعلكم تتقون " فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه فمما اشتمل عليه من التقوى أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها التي تميل إليها نفسه متقربا بذلك إلى الله راجيا بتركها ثوابه فهذا من التقوى ومنها : أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه ومنها : أن الصيام يضيق مجاري الشيطان فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم فبالصيام يضعف نفوذه وتقل منه المعاصي ومنها : أن الصائم في الغالب تكثر طاعته والطاعات من خصال التقوى ومنها : أن الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين وهذا من خصال التقوى ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام أخبر أنه أيام معدودات أي : قليلة في غاية السهولة ثم سهل تسهيلا آخر فقال : " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " وذلك للمشقة في الغالب رخص الله لهما في الفطر ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن أمرهما أن يقضياه في أيام أخر إذا زال المرض وانقضى السفر وحصلت الراحة وفي قوله " فعدة من أيام " فيه دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان كاملا كان أو ناقصا وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة باردة عن أيام طويلة حارة كالعكس وقوله " وعلى الذين يطيقونه " أي : يطيقون الصيام " فدية " عن كل يوم يفطرونه " طعام مسكين " وهذا في ابتداء فرض الصيام لما كانوا غير معتادين للصيام وكان فرضه حتما فيه مشقة عليهم درجهم الرب الحكيم بأسهل طريق وخير المطيق للصوم بين أن يصوم وهو أفضل أو يطعم ولهذا قال " وأن تصوموا خير لكم " ثم بعد ذلك جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق يفطر ويقضيه في أيام أخر [ وقيل " وعلى الذين يطيقونه " أي : يتكلفونه ويشق عليهم مشقة غير محتملة كالشيخ الكبير فدية عن كل يوم مسكين وهذا هو الصحيح ] " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " أي : الصوم المفروض عليكم هو شهر رمضان الشهر العظيم الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم وهو القرآن الكريم المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية وتبيين الحق بأوضح بيان والفرقان بين الحق والباطل والهدى والضلال وأهل السعادة وأهل الشقاوة فحقيق بشهر هذا فضله وهذا إحسان الله عليكم فيه أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام فلما قرره وبين فضيلته وحكمة الله تعالى في تخصيصه قال " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر ولما كان النسخ للتخيير بين الصيام والفداء خاصة أعاد الرخصة للمريض والمسافر لئلا يتوهم أن الرخصة أيضا منسوخة [ فقال ] " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " أي : يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير ويسهلها أشد تسهيل ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله سهله تسهيلا آخر إما بإسقاطه أو تخفيفه بأنواع التخفيفات وهذه جملة لا يمكن تفصيلها لأن تفاصيلها جميع الشرعيات ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات " ولتكملوا العدة " وهذا - والله أعلم - لئلا يتوهم متوهم أن صيام رمضان يحصل المقصود منه ببعضه رفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته ويشكر الله [ تعالى ] عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده وبالتكبير عند انقضائه ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد انتهى النقل من تفسير " تيسير الكريم الرحمن " للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى رحمه الله |
21-02-11, 02:43 AM | #23 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
واسمحي لي نرتشف قليلا من تأملات معلمتنا أم هانيء
وأخواتنا بلأكاديمية قالت معلمتنا قدمنا أن تفسير السعدي تفسير محب ... فضلا : استخرجي كل ما يؤكد هذا المعنى ويعضد صحته من كلام الشيخ في تفسيره لتلك الآيات الكريمات . وأنقل لكن مماتفضلن به الأخوات: *يخبر تعالى بما منَّ به على عباده, بأنه فرض عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة عبر الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عن تكليف الله سبحانه لنا بالصيام بلفظة "من به على عباده" هذا التكليف الذي هو في نظر البعض محض مشقة و حرمان للنفس يعبر رحمه الله عنه بالمنة و لهذا اثره في تخفيف المشقة الحاصلة من العبادات *لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان اي ان الله عز و جل يشرع للناس ما فيه مصلحتهم في كل زمان وفيه تنشيط لهذه الأمة بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال والمسارعة إلى صالح الخصال وأنه ليس من الأمور الثقيلة,التي اختصيتم بها. فالصوم ليس امرا ثقيلا خصكم الله تعالى به بل فرضه على الذين من قبلكم من الامم و لهذا ينبغي لنا -كخير امة- ان ننافس غيرنا في صالح الخصال فنحن اولى بأعمال الخير *ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام, أخبر أنه أيام معدودات أي: قليلة في غاية السهولة,... ثم سهل تسهيلا آخر .... يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير ويسهلها أشد تسهيل ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله. استعمل رحمه الله تعبير "سهل" "يسر" "غاية السهولة" "تيسير" "تسهيل"... ليسهل على النفس تقبل هذا الامر و لينفي اي مشقة و اي صعوبة مقترنة بالصيام * وهذا في ابتداء فرض الصيام لما كانوا غير معتادين للصيام, وكان فرضه حتما فيه مشقة عليهم, درجهم الرب الحكيم بأسهل طريق، وخيَّر المطيق للصوم بين أن يصوم وهو أفضل, أو يطعم ولهذا قال { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ } الله سبحانه بحكمته العظيمة يشرع الاوامر بالتدريج لان النفوس لما تكون غير معتادة على امر يشق عليها في البداية التعود بسرعة لهذا انزل الله عز و جل بعض الاوامر بالتدريج تسهيلا منه سبحانه مع انه قادر جل في علاه ان ينزل الامر مباشرة لكنه حكيم عليم رحيم *فحقيق بشهر, هذا فضله وهذا إحسان الله عليكم فيه أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام. اي ان هذا الشهر الذي احسن الله علينا فيه ايما احسان فنزل فيه علينا القران اضافة الى تنزيل الرحمات و كل ما اختص به سبحانه هذا الشهر العظيم حري به ان يكون موسما للصيام و الطاعات أهــ نعم تفسير محب محب للقرآن وللتشريع وتكليف الله سبحانه فيه الرحمة والحكمة منه سبحانه "...يُرِيدُاللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " جعلنا الله وإياكن من أهل القرآن العاملين به المنصاعين لأوامره بحب ويسر آآمين |
21-02-11, 02:44 AM | #24 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
حول العمل بالآيات حب الله تعالى ففي التكاليف الشرعية وإن كان ظاهرها مشقة لكن كلها رحمة أولا: شرعها لنرتقي ونعتلي الدرجات ، كل بنيته وإخلاصه وداخلها كل الرحمة ، سهلها الله ويسرها ،وهي ممانطيق وأجمل من كل ذلك الإستعانة به سبحانه فبه نتقوى لطاعته وهو الذي أعاننا وتفضل علينا أن نكون ممن اهتدى فسبحانه أعاننا لطاعته وهو صاحب الفضل سبحانه للعمل حسبما يحب ويرضى وهوصاحب الفضل أخيرا قي تقبُلها أرأيتم كم من نعمة تحيط بنا وقليلاً مانتذكر وكما منّ على الأمم السابقة بالصيام ولنكون خير أمة فلا نحرم أجره وهوعلامة على التقوى ولنتعود على المراقبة ومجاهدة النفس والهوى بترك ماأحل الله لله وليس ذلك فقط بل أعاننا بسَلسَلَة الشياطين والمردة والجميع في طاعة مما يحث على الطاعة ومنها فضل العمل الجماعي والصحبة الصالحة التي تُعين وألا نغتر بالصحة والمال ونتذكر من هم دوننا من المرضى والفقراء فقد شعرنا بما يحسونه من الجوع والألم ولذلك أيضا لم ننساهم آخر الشهر بزكاة الفطر تطهيرا لنا وما اعتراه عملنا من نقص ومن رحمته سبحانه أنه لم يشق على المريض والمسافر بل أمره بترك التكليف بالرخصة بالفطر وكي لايفوته الفضل كله رخص له بالقضاء في أيام أُخر وسهل تسهيلا كماعبر شيخنا الجليل السعدي من لايستطيع الصيام والقضاء فعليه الفدية جبرا لخاطره ولايحزن أنه لم يستطع الصيام ومن المنح في هذا الشهر العظيم أن نزل به القرآن الذي به تحيا النفوس والدنيا بتطبيق شرائعه [ فقال ] " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " أي : يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير ويسهلها أشد تسهيل ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله" ومنه علمنا فضل التكبير لله سبحانه وأنه محبب إليه فكبرنا الله عند رؤية هلال رمضان ونكبره سبحانه عند انقضائه وبالتكبير لرؤية هلال شوال وصلاة العيد وبه نفتتح الصلوات وننتقل من ركن لركن فهوسبحانه أكبرمن كل شيء حولنا سبحااااااااااااااانه اللــــــــــــه أكبـــــــــــــــــر وفي النهاية لنشكر الله سبحانه أن منّ علينا بتلك النعم جعلنا الله وإياكن من القليل "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ"سبأ (13) آآآمين ولنتدبرالآيات ثانية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"(185) |
03-03-11, 01:04 AM | #25 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
والآن نحيا مع النداء السادس يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السّلْمِ كَآفّةً وَلاَ تَتّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ إِنّهُ لَكُمْ عَدُوّ مّبِينٌ * فَإِن زَلَلْتُمْ مّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ الْبَيّنَاتُ فَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 208-209) البقرة قال الشيخ السعدى فى تفسير هذه الآيات هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا " في السلم كافة " أي : في جميع شرائع الدين ولا يتركوا منها شيئا وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه إن وافق الأمر المشروع هواه فعله وإن خالفه تركه بل الواجب أن يكون الهوى تبعا للدين وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير وما يعجز عنه يلتزمه وينويه فيدركه بنيته ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال " ولا تتبعوا خطوات الشيطان " أي : في العمل بمعاصي الله " إنه لكم عدو مبين " والعدو المبين لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء وما به الضرر عليكم ولما كان العبد لا بد أن يقع منه خلل وزلل قال تعالى " فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات " أي : على علم ويقين " فاعلموا أن الله عزيز حكيم " وفيه من الوعيد الشديد والتخويف ما يوجب ترك الزلل فإن العزيز القاهر الحكيم إذا عصاه العاصي قهره بقوته وعذبه بمقتضى حكمته فإن من حكمته تعذيب العصاة والجناة تيسير الكريم الرحمن للشيخ ابن سعدى رحمه الله يتـــــــــــــــــــــــبع |
03-03-11, 01:36 AM | #26 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
"يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السّلْمِ كَآفّةً وَلاَ تَتّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ إِنّهُ لَكُمْ عَدُوّ مّبِينٌ فَإِن زَلَلْتُمْ مّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ الْبَيّنَاتُ فَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" يجب على المسلم الالتزام الكامل بمنهج الاسلام فى صغير الأمر وكبيره سواء كان ذلك فى الاعتقاد أو التصورات أو الأعمال أوالأقوال على المسلم أخذ الحيطة من عدوه المتربص وليعلم أنه بقدر تخلفه عن اتباع منهج الاسلام بقدر ما يكون اتباعه لخطوات الشيطان العلم واليقين يعصمان العبد بفضل الله من الزلل من زلّ بعدما علم فقد أقام الحجة على نفسه وعرّض نفسه لشدة العقوبة من الله الذى إن عصاه العاصي قهره بقوته وعذبه يجب على المسلم أن يعبد الله بالخوف كما يعبده بالحب والرجاء وأضفن قال الشيخ السعدي في تفسيره اقتباس : بل الواجب أن يكون الهوى , تبعا للدين, وأن يفعل كل ما يقدر عليه, من أفعال الخير, وما يعجز عنه, يلتزمه وينويه, فيدركه بنيته معنى ماتحته خط ذلك أنه من رحمة الله على عباده وعظيم فضله أن يكتب الأجر لمن صدقت نيته فى بلوغ الخير مع عجز جوارحه عن فعله ومن ذلك من أراد بذل الصدقات ولكن منعه ضيق ذات يده و حالت الحوائل دون ذلك كتب الله له الأجر كما فى الحديث " ...إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي ربه فيه ويصل به رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء ، .... الحديث " (1) *من أراد الصيام ولكن منعه مانع كمرض لايرجى برؤه سمعت أبا موسى مرارا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا مرض العبد ، أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ) (2) من أراد الجهاد والاستشهاد فى سبيل الله وصدقت نيته فى ذلك وحبسه عذر بلغه الله تلك المنزلة وهو على فراشه .. " من سأل الشهادة بصدق ، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ." (3) وأضافت معلمتنا أم هانئ إن أمر الشارع الحكيم جاء للمؤمن بأن يدخل في السلم كافة أي يأخذ بجميع شرائع الدين ( فالالتزام بما أمر الله ) هــو اعتقاد وجوب أو حرمة أو استحباب أو كراهة هذا الأمر الشرعي وهذا من أعمال القلب التي ينبغي وجودها عند العلم بالأمر الشرعي أما عمل الجوارح فشيء آخر ... مثال للتوضيح - فتاة لا ترتدي الحجاب ولكنها تقر بوجوبه شرعا وتعترف بالتقصير في أداء الواجب عليها شرعا ؛ لشهوة أو لتحصيل دنيا أو ............. ( هذه التزمته اعتقادا ، و تركت العمل به بالجوارح ) - وأخرى ترتدي الحجاب الشرعي مرغمة ، وهي لا تعتقد وجوبه شرعا .... ( هذه لم تلتزمه اعتقادا ، بينما عملت به بالجوارح ) - وثالثة : ارتدته معتقدة وجوبه . ( فهذه التزمته اعتقادا بالجنان وعملا بالجوارح ) * الخلاصة أن كل عمل في الشرع يستلزم اعتقاد بالقلب ( وجوب / حرمة / .... ) + عمل أو ترك بالجوارح . والسؤال : ماذا علينا ؟ تفقد القلب بخصوص كل عمل ؛ لنتأكد من التزامنا الشرعي الصحيح تجاهه . وهذا له فوائد يحضرني منها الآن 1- التروك ( من محرمات ومكروهات ) إذا التزمناها بهذا الشكل حصّلنا أجورا مثال : مسلمان لايزنيان ولا يشربان الخمر ولا يقامران - أحدهما: يترك هذه الأعمال لأنها محرمة فهو ملتزم بتركها اعتقادا للحرمة ( فيكون متقرب بالترك = عبادة ) - والثاني : يترك هذه الأعمال لأنه لم يرد على خاطره يوما فعلها . كلاهما ترك المحرمات بالجوارح ولكن أحدهما مأجور والآخر لا ؛ والفارق في الالتزام العقدي تجاه هذه الأفعال . 2- ومن الفوائد لذلك أيضا إذا كانت المعصية بالجارحة فقط دون تواطؤ القلب كانت أخف وأقل من المعصية التي تواطأ فيها القلب مع الجوارح . فمن اعتقد الوجوب أو الحرمة أو .......... وفعل بالجوارح منكسرا عالما بمعصيته لا يتساوى أبدا بمن لم يلتزم العمل عقديا بما يناسبه وأضاف إلى ذلك مخالفة الجوارح ؛ فتراه يعصي وفيه نوع علو وتكبر . ويحضرني مثالا ما غاب عن خاطري قط - عصى إبليس أمر ربه بجوارحه غير ملتزم به اعتقادا ( أبى واستكبر وكان من الكافرين ) بينما عصى آدم ربه بجوارحه ملتزما أمر ربه اعتقادا فانكسر وتاب وطلب المغفرة فتاب الله عليه . - وفي الأخير : لابد من الالتزام العقدي لما جاء في شرع الله كافة فهذا يستطيعه الجميع ، أما التزام الجوارح فلا يستطيعها الجميع لغلبة الشهوات أو المعارضات أو ... وكل ابن آدم خطاء ولا عصمة إلا للمعصومين ... اللهم ارزقنا انكسارا إذا أخطأنا آمين نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح آمين . أهـ النقل منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة ~~~ (1) الراوي: أبو كبشة الأنماري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 2325 خلاصة الدرجة: حسن صحيح ~~~ (2)الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2996 خلاصة الدرجة: [صحيح] ~~~ (3)الراوي: سهل بن حنيف المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1909 خلاصة الدرجة: صحيح |
13-03-11, 04:17 PM | #27 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (1) قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله من صدقة واجبة ومستحبة ليكون لهم ذخرًا وأجرًا موفرًا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه فتركوا الواجب من حق الله وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله فلهذا قال تعالى {والكافرون هم الظالمون} وهذا من باب الحصر أي: الذين ثبت لهم الظلم التام كما قال تعالى {إن الشرك لظلم عظيم} انتهى النقل من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
~~~ (1) البقرة 254 |
13-03-11, 04:18 PM | #28 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
نقف قليلا وماروي بتفسير ابن كثير عن قوله تعالى " وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" وقد روى ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار أنه قال الحمد لله الذي قال وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ولم يقل: والظالمون هم الكافرون حيث أن كل كافر فهو واقع فى أعظم أنواع الظلم ألا وهو الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله وليس كل ظالم إن كان ظالما للناس أوللعباد أو ظالما لنفسه بالذنوب والمعاصي كافرا فلله الحمد وله المنة الذي جعل وصف الظلم قاصرا على الكافرين خاصا بهم ولم يجعل الكفر قاصرا على الظالمين. و إلا لو كانت الاية بلفظة (والظالمون هم الكافرون ) لحكم على كل ظالم بالكفر و حيث ان الظلم لا يسلم منه أحد فكذلك لم يكن ليسلم أحد من الكفر فلله الحمد وله الشكر وله الثناء الحسن وإن كان كل عاصي فهو ظالم لنفسه على قدر معصيته ظلمها بأن أوردها المهالك وعرضها للعقاب فأعظم الظلم هو الشرك والكفر بالله " لما نزلت هذه الآية { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنه ليس بذلك ، ألا تسمعون إلى قول لقمان { إن الشرك لظلم عظيم } "(1) ننتقل إلى ما العلاقة بين الآية وخاتمتها بقوله "وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" الانفاق من افعال الخير التي تنفع صاحبها يوم لا ينفعه قريب ولا حبيب وان الكافر قد ظلم نفسه لأنه يوم القيامة يتمنى لو يفتدى نفسه بملء الأرض ذهبا لينجو من العذاب فلا يقبل منه ولو آمن وأنفق لأنقذ نفسه من عذاب الله ولوجد ذلك ذخرا له يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير ونختم بالسؤال؟ بأي شيء تلازم ذكر الأمر بالنفقة في كتاب الله كله ؟ بمعنى آخر : كلما جاء أمر بالنفقة - الواجبة أو المستحبة - في كتاب الله جاء معه تذكير معين ما هو ؟ كلما امرنا الله سبحانه بالنفقة ذكرنا أنه هو من رزقنا ذلك الكسب فيجب طاعته في ملكه فكما أعطانا رزقا يجب ان نعطي منه وإلا فاذا لم ننفق و حرمنا من رزقه فقد عدل و لم يظلمنا سبحانه والله تعالى أعلى وأعلم رزقنا الله وإياكن العمل بنداء الله سبحانه للمؤمنين وجعلنا وإياكم ممن سمع فلبى بالعمل آمين منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة بتصرف يسير ~~~ (1) الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6918 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] |
16-05-11, 05:34 AM | #29 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
والآن نحيا مع النداء الثامن { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (1) قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية ينهى عباده تعالى لطفا بهم ورحمة عن إبطال صدقاتهم بالمن والأذى ففيه أن المن والأذى يبطل الصدقة ويستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الحسنة كما قال تعالى { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }(2) فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فالسيئات تبطل ما قابلها من الحسنات وفي هذه الآية مع قوله تعالى {ولا تبطلوا أعمالكم} حث على تكميل الأعمال وحفظها من كل ما يفسدها لئلا يضيع العمل سدى وقوله { كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} أي: أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس ولا يريد به الله والدار الآخرة فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود لأن شرط العمل أن يكون لله وحده وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور فمثله المطابق لحاله { كَمَثَلِ صَفْوَانٍ } وهو الحجر الأملس الشديد {عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ} أي: مطر غزير {فَتَرَكَهُ صَلْدًا } أي: ليس عليه شيء من التراب فكذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات فإذا انكشفت حقيقة حاله زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء من عمله فلهذا {لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ } من أعمالهم التي اكتسبوها لأنهم وضعوها في غير موضعها وجعلوها لمخلوق مثلهم لا يملك لهم ضررا ولا نفعا وانصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته فصرف الله قلوبهم عن الهداية فلهذا قال {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } تفسير الشيخ السعدي رحمه الله تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ~~~ (1) (264) سورة البقرة ~~~ (2)سورة الحجرات 2 |
16-05-11, 05:35 AM | #30 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
نجانا الله وإياكن من المنّ فيضيع العمل هباء منثورا وجاء في الوعيد الشديد للمنان وردت أحاديث بالنهي عن المن في الصدقة ففي صحيح مسلم عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة . والمنفق سلعته بالحلف الفاجر . والمسبل إزاره وفي رواية : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )(1) (لا يدخل الجنة عاق ، و لا منان ، و لا مدمن خمر و لا و لد زنية )(2) إذاً ما السبل التي يطرقها الشيطان ليمنع المسلم من تحصيل الأجر والخير ؟ إن الشيطان عدو للمسلم ؛ فهو لا يألو جهدا في الإقاع به وجعله من الخاسرين ؛ لذا فهو ابتداء يبذل قصارى جهده حتى يمنعه عن عمل الخير فإن غلبه المسلم - بفضل الله -وباشر بالعمل حاول بشتى السبل إدخال مفسدات على العمل فإن نجا المسلم من هذا الشَّرك - بفضل الله - لم يتركه الشيطان ينعم بأجر ذلك العمل الخيِّر فلا يألو جهدا ولا يدخر وسعاً في محاولة إيقاعه فيما من شأنه إحباط أجره سواء بأعمال متصلة بذات العمل كالمن والأذى أو بأعمال خارجة كترك صلاة العصر أو في الامتناع عن معاشرة الزوج دون عذر الذهاب لعراف أو التقديم بين يدي الله ورسوله ..... فهو له طرق سابقة للعمل وأثناءه وبعده ونفصل.... الطرق السابقة للشيطان لمنع الانسان من تحصيل الأجر والخير ضعف نفسه وتقاعسها وماهذا الا لحب الانسان الجبلية للمال وحب الاستزادة والاستكثار منه والأثرة التردد فى الانفاق وإن همّ بالنفقة فيسول له الشيطان أن تلك النفقة سوف تسبب له الفقر كما قال تعالى " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ .. " (3) فإن أنفق فبالفتات ( أو يوسوس له الشيطان بأن أولاده وبيته أحق بتلك النفقة ..) كما فى الحديث " إن الولد مبخلة مجبنة "(4) أو يستحوذ عليه حب التملك والأثرة فلا ينفق إلا من أسوأ ما عنده فيتيمم الخبيث وأيضا الطرق السابقة و المقارنة للانفاق من وسوسة الشيطان الرياء .. الذى قد يكون سابقا للعمل فيكون هو المحرك له لأداء هذا العمل فيقوم بهذا العمل طلبا للمحمدة أو الثناء باظهار أنه يريد وجه الله وإنما قصده مدح الناس له أو الرغبة فى الاشتهار بالصفات الجميلة ليشكر بين الناس أو يقال إنه كريم .. جواد .. مسارع فى الخيرات .. ونحو ذلك أو يكون مقارنا له أما الطرق الللاحقة للعمل أن يعجب المرء بعمله وبنفقته فهى من محبطات العمل أن يمن على الله تعالى بنفقته والعياذ بالله وقد نهى الله تعالى عن ذلك فقال " وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ"(5) الصدقة تبطل بما يقارنها أو يتبعها من المن والأذى وذلك بأذية المتصدق عليه وذلك باظهار التفضل على وتذكيره عطاؤه له فيلزم على كل لبيب وفطن أن يكون دائما في حالة وجل وتحسَّب وخوف على أعماله وأجورها وقد عقد الإمام البخاري باب :( مخافة المؤمن أن يحبط عمله ) في كتاب الإيمان من صحيحه وإن من أعظم صور الخسران أن يفقد المرء ما كسبه وحصّله بجِد من أجور لأعمال صالحات وُفق إليها وتفضل عليه ربه بقبولها وإذا به يعمل من الأعمال ما يحبطها ( وهو غير شاعر ) بهذا المصاب الجلل والعقاب على ما ارتكبه من سوء وزلل وهو عن كل ذا قد نام وغفل أفلا يحق لكل لبيب أن يكون دائم الوجل والتحسب ولافتقار لربه الحفيظ أن يحفظ عليه قليل ما حصّله من حسنات في حياته بعد أن افتقر إليه سبحانه ابتداءً في توفيقه للعمل الصالح وهداه إليه ثم تضرعه للغني أن يتقبل قليل وحقير هذا العمل ويثيبه باسمه الشكور عليه نسأل الله الهدى للرشاد آمين . فتبارك من جعل كلامه حياة للقلوب وشفاء للصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير جزاهن الله خيراً ونلتقى لنعلم كيف نعمل بمقتضى النداء؟؟؟؟ ~~~ (1)الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 106 خلاصة حكم المحدث: صحيح ~~~ (2)الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني المصدر: السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 673 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره ~~~ (3) 268 البقرة ~~~ (4)الراوي: يعلى بن مرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 1989 خلاصة الدرجة: صحيح ~~~ (5) (6) المدثر |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|