07-03-10, 11:17 PM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
صفات المراة الداعية الى الله
[IMG][/IMG]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، وبعد .. الدعوة إلى الله أمر إلهي وفرض رباني ، شمل النساء والرجال على حد سواء بأمر صريح من رب الأرض والسماء الذي قال عز من قائل في محكم التنزيل :{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿125﴾ } سورة النحل ، وقال تعالى :{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿71﴾} سورة التوبة ، والدعوة إلى الله هي عمل الأنبياء، وجهد الأتقياء ، فكان كل نبي يدعو قومه ثم إذا مات بعث الله نبياً غيره ؛ ولكن ببركة خاتم الأنبياء ألبس الله هذه الأمة تاج النبوة ، وشرف الدعوة إلى الله ، فكل مسلم مكلف بها بحسب علمه، وقدرته، وطاقته ، ولا يخفى على أحد أن اثنين من الخلفاء الراشدين دخلوا في هذا الدين عن طريق النساء وهما عمر بن الخطاب الذي فرق الله به بين الحق والباطل ، وعثمان بن عفان الذي تستحي منه الملائكة ، فياله من شرف ، وما أسماه من مجد ، وما أعظمها من غنيمة ، والقصص الثابتة عن ذلك كثيرة . المرأة داعية بطبعها وتكوينها، فقد وهبها الله حسن البيان، وحلاوة المنطق ، وعذوبة الكلام ، وليس هناك أغلى ، ولا أحلى ،ولا أثمن من كلام الداعي إلى الله - قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿33﴾ } سورة فصلت ، يقول الحسن البصري عن هذه الآية :[ هذا ولي الله ،هذا حبيب الله ، هذا صفي الله ، عرف الله وعرف الناس عليه، وأحب الله وحبب الناس إليه ] . وللمرأة الصالحة صفات عديدة يجب أن تتحلى بها كل من قالت لا إله إلا الله ، ولكنها في حق المرأة الداعية أولى وأجدر ومنها : 1- اليقين الخالص على الله والإيمان الصافي الذي لا تشوبه شائبة ، والتعلق به وإجلاله ومعرفته حق المعرفة والتوكل و الاعتماد عليه سبحانه وتعالى ،تخشاه في السر والعلن ، وتقدم أوامره ونواهيه على هوى النفس وتقلبات القلب ، فإنها إذا عرفت لمن تعمل وتدعو كان ذلك أبلغ لرسالتها وأجدى لدعوتها . 2- أن يكون لديها الإخلاص فما ارتفع عمل إلى السماء أعظم من الإخلاص ، ولا نزل شيء إلى الأرض أعظم من التوفيق ، وبقدر الإخلاص يكون التوفيق ، والله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل إلا على شرطين : 1- أن يكون موافقا أوامر الله على سنة نبيه عليه السلام. 2- أن يكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴿3﴾) سورة الزمر، والنية محلها القلب ؛ لذا فهي شديدة التقلب والانفلات ؛ فلابد من استحضار النية ، وتصحيحها قبل العمل، ومراقبتها أثناء العمل ، والاستغفار بعد العمل ، والداعية المخلصة لا تتأثر من مدح الناس أو ذمهم ولا تنتظر الأجر إلا من الله . 3- الداعية إلى الخير تبدأ من نفسها وأعمالها اليومية ، فحتى تقبل دعوتها لابد أن تحافظ على الصلاة على وقتها مع السنن الرواتب ، قراءة القرآن ، الدعاء، الصدقة ، صلة الرحم ، الأذكار اليومية المطلقة والمقيدة ، وكل أعمال الخير؛ لأن هذا ما تدعو الناس إليه فكيف تدعو إلى شيء ولا تفعله؟!!! قال تعالى :{كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿3﴾}. سورة الصف 4- الداعية إلى الله تتحرى أكل الحلال حتى يقبل الله دعاءها، فعلاقتها مع الله دعوة في النهار كما كان الأنبياء والصالحين والصحابة ، فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقضي نهاره في الدعوة ،والتعليم وتسيير شؤون الأمة ، فإذا جن الليل كان لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء، يتوسل إلى الله ، ليس طلبا لمال أو ولد أو ملك ؛ بل كان يقول أمتي أمتي ؛ فالتي تدعو إلى الله ثم لا تتبع دعوتها الدعاء ، كالذي يغرس غرسة ثم لا يسقيها الماء. 5- يجب على الداعية أن تبتعد عن الصغائر والكبائر من الذنوب، وكل عمل يقدح في دينها، ويغضب الله ، ويخالف سنة نبيه عليه الصلاة والسلام مثل الغيبة، والنميمة ،والحسد ، وأن لا يدخلها العجب لكونها داعية ، فتلك منّة امتنها الله عليها، ونعمة تفضل بها سبحانه وتعالى ، وتتذكر أنها قد التحقت بوظيفة الأنبياء والصالحين فينبغي أن تحذو حذوهم. 6- على الداعية أن تقوم بالدعوة بالآداب الشرعية المنوطة بها كامرأة،وعليها تنظيم وقتها بين واجباتها ، وترتيب أولوياتها، بين الارتقاء بنفسها إيمانيا، وتزكيتها بالعبادات، ورعاية أهل بيتها، والتواصل معهم في ظل ظروف العصر وصولا لتحقيق التوازن بين رسالتها في بيتها وبين ما يحيط بأسرتها في المجتمع الخارجي . 7- الصبر والتضحية من أجل الدعوة إلى الله ، فهذا ديدن الأنبياء والصالحين جميعا ، قتلوا وأوذوا ، ضربوا وشجوا ، وابتلوا في أنفسهم وأموالهم وأولادهم وأزواجهم ،وصبروا من أجل تبليغ دين الله،ولنا في رسول الله عليه السلام أسوة حسنة،وشرف لنا أن نؤذى من أجل الدين، ولابد من الصبر في طريق الدعوة وأن نستشعر معية الله، قال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿153﴾}. سورة البقرة 8- الداعية إلى الله لابد أن تكون قدوة في أخلاقها وتعاملاتها ، فهي تمثل دين الله وتترجم ما تدعو إليه من خلال صفاتها الشخصية وتعاملاتها الإنسانية، وأن تكون سمحة ، مشفقة ، وأن لا تبخل بالابتسامة، والكلمة الطيبة، والإكرام، وإعطاء كل ذي حق حقه من الاهتمام والرعاية، والمعاملة بالحسنى ، فهذا الرقي والسماحة في التعامل هو أول شيء جذب الناس لهذا الدين فالدعوة إلى الله دعوة حال ، ودعوة مقال، ودعوة الحال أشد و أبلغ تأثيرا في النفوس ، والدين المعاملة كما أخبر عليه الصلاة والتسليم. 9- لابد للداعية من مولّد داخلي يدفعها للدعوة إلى الله بكل قوة وجلد وهمة ، ألا وهو الهم والحرقة ؛ فهذا هو هم الأنبياء فقد كان عليه الصلاة والسلام دائم العبرة ، متواصل الأحزان على هذه الأمة ، ونحن العالم كله بحاجتنا ؛ فلابد من أن نحمل هم الدعوة لكل العالم ؛ المسلمين وغير المسلمين. 10- يجب أن تتسلح الداعية بأقوى سلاح بعد الإيمان بالله ألا وهو العلم الشرعي ، فالله سبحانه وتعالى أمر الرسول بطلب العلم والزيادة منه قال تعالى :{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴿114﴾ } سورة طه ، فالداعية يكون لها يوميا مورد عذب من القرآن والسنة وسير الصالحين،وتزداد نورا على نور ، وتوسع مداركها ، وتزيد من ثقافتها واطلاعها ، حتى لا تتخلف عن ركب مجتمعها وتعيش عالماً غير عالمها . 11- مراعاة أحوال المدعوين وتباين مستوياتهم العلمية ،و الثقافية ،و الاجتماعية ، وحتى العمرية؛ فالداعية الناجحة تخاطب الناس على قدر عقولهم ، وبما يعقلون ، فلكل طريقة ، وأسلوب ومنهجية ، ولكل قلب مفتاح ، فلنتعرف على مداخل قلوب الناس حتى نستطيع تحريك وملامسة بذرة الخير الموجودة فيه . 12- الصحبة الطيبة ، والبيئة الدينية والشرعية المباركة تستمد منها الداعية العزم، والطاقة للسير في طريق الدعوة ، فما أروع أن يكون لها أخوات يعِنَّها على الخير، ويشحذن همتها ، يتعاونّ على البر والتقوى ، يناقشن هموم الدعوة ، ويتبادلن الخبرات، والتجارب، والعبر، والعظات في هذا المجال. 13- الداعية إلى الله داعية في كل مكان وزمان ، وعلى كل حال؛ كالنحلة لا تقع إلا على الطيب، ولا تنقل إلا الأطيب ، تبذر بذور الخير أينما حلت في بيتها وعملها ،وفي الطريق، والسوق، والمستشفى وكل مكان ، ولا تنتظر النتائج؛ فهي تدعو امتثالا لأمر الله ورسوله ، أما الهداية فهي بيد الله ، ولو كانت بيد بشر لكانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم . 14- الداعية الناجحة دائما تنظر في عيوبها وتغض البصر عن عيوب الآخرين ، وتعمل على إصلاح ذاتها ، وأخلاقها ،وتعاملاتها ، وتنظر للعصاة، أو المفرطين بعين الشفقة والرحمة فهم أولى بها ، كما كانت شفقة الرسول صلى الله عليه وسلم ورحمته للناس أجمعين. وأخيرا ... فهذا غيض من فيض ، وجهد المقل؛ فالدعوة إلى الله هي أم ألأعمال ،وهي هم يضطرم في الفؤاد ،وهمة وجد في النهار، ودعاء وبكاء في الليل ، وهي شرف عظيم ، وعمل جسيم لا يعطاه إلا كريم جعلنا الله وإياكم هداة مهتدين ، وبسنته مقتدين ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. بقلم / أ . سارة السبيعي بارك الله فيها مقالة رائعة و الله [IMG][/IMG] |
08-03-10, 02:36 AM | #2 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
الحمد لله
إي والله صدقت، أكيد صفات لابد من توفرها في الداعية إلى الله نسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه خير لدينه بورك فيك ونفع بك التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 08-03-10 الساعة 02:38 AM |
08-03-10, 03:53 AM | #3 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
11-12-2008
المشاركات: 468
|
ما شاء الله مقالة رائعة
بارك الله فيكن اخواتي ونفع بكن اسال الله ان يرزقنا هذه الصفات وان يجعلنا خدام لهذا الدين الحق آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين |
09-03-10, 09:35 PM | #4 |
|نتعلم لنعمل|
|
بارك الله فيك و نفع بك اخياه
|
10-03-10, 07:04 AM | #5 |
|نتعلم لنعمل|
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: فعلاً صفات لابد من توافرهاا جـزاكِ الله خيراً |
10-03-10, 02:55 PM | #6 | |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ونفع بك أختي محبة العلم والعلماء اقتباس:
اللهم اهدنا إلى ما يرضيك عنا يارب العالمين |
|
28-10-13, 07:52 PM | #7 |
| ربِّ ابنِ لِي عندك بيتاً فِي الجنّة |
|
رفع الله قدركِ وأحسن إليكِ ،
جزاكِ الله خيراً أختنا محبّة . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فضل طلب العلم !!! | نبع الصفاء | روضة آداب طلب العلم | 0 | 15-06-07 09:44 PM |