العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . بوابة الملتقى . ~ . > موسـميات > قســـم الحـــج

الملاحظات


قســـم الحـــج أحكام، فتاوي، أشرطة، كتب متعلقة بالحج

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-09, 12:21 PM   #1
عابرة سبيل
إدارة عامة
افتراضي مذكرات حاج ياباني: سرّ الإيمان يكمن في الحج!

أدى الفريضة قبل 68 عاماً


قبل 68 عاماً أدى الحاج الياباني (تاكيشي سوزوكي)، والذي أصبح يعرف فيما بعد بإسمه الجديد الحاج محمد صالح، أدى فريضة الحج للمرة الثالثة في حياته. وكتب مذكراته في الحج وأصدرها في كتاب عنوانه بالياباني (سيتشي مكة جورنيي) وتعني (الحج الى مكة المكرمة). وقامت في عام 1999 مكتبة الملك عبد العزيز بإصدار الكتاب تحت عنوان (ياباني في مكة)، وترجمه الدكتور سمير عبد الحميد إبراهيم وسارة تاكاهاشي.


لا يقف الكتاب على الجانب الحرفي لأدب الرحلات، ولكنه يجيد تصوير مشاعر مسلم من بيئة مختلفة تلامس قلبه وروحه معاني الحج الانسانية فيستجيب لها بشغف ويتلمس معانيها بشاعرية. فمناسك الحج وشعائره المختلفة تمثل ثقافة مختلفة يسعى الياباني الى استيعابها فاتحاً قلبه لسيل متدفق من المضامين التي قد لا يعيها آلاف الحجاج الآخرون.

في تلك الرحلة التي كانت في عام 1938 سافر (تاكيشي سوزوكي) إلى مكة المكرمة بالباخرة من مرفأ كوبة في اليابان وأنتقل إلى مصر مروراً بقناة السويس على باخرة مصرية، ثم صوب وجهه نحو السعودية لأداء مناسك الحج والإحرام.

في الفصل الثاني يتحدث عن وصوله للجزيرة العربية، وارتدائه ملابس الاحرام، يصف لحظة ارتدائه لملابس الاحرام: (حين حانت ساعة ارتداء ملابس الاحرام، كان جميع الحجاج في سعادة غامرة، وانطلقت السنتهم بالتلبية والتكبير، بينما كانت دموع الفرح والسعادة تنهمر أحياناً من عيون بعضهم.. لا يمكن أن أشاهد في أي مكان آخر مثل هذه المشاعر الجياشة، والأحاسيس العميقة، والعواطف الحارة، إلا في هذا المكان، وفي تلك اللحظات بالذات.. كان الحجاج يرتدون ملابس الاحرام، لا فرق بين غني وفقير، كنا جميعاً نرتدي نفس الملابس، المصنوعة من قطعتين من القماش الأبيض، ففي الحج يتساوى الجميع). في طريقه من الفندق الذي سكنه بجوار البيت الحرام، كان يمشي في درب ضيق تحيطه الجبال والبيوت، ويقول أنه كان يتلمس الأرض بخشوع وهو يستحضر التاريخ الاسلامي ويشعر أن (هذا الطريق الضيق المظلم موجود منذ 1330 سنة يقود المسلمين المؤمنين الى طريق الكعبة. (في الطواف، كما في المسعى بين الصفا والمروة، يطلق الحاج الياباني مخيلته لكي تتعقب ما وراء الأعمال التي يؤديها الطائفون والساعون، فهذه الأعمال ليست مجرد حركات رياضية، فهو يشاهد مجموعات (البدو تهرول بينما شعورهم بدت منكوشة، وكان هناك أناس أصابهم التعب الشديد، فأخذوا يتحركون بصعوبة، وهناك عجوز محمول داخل شيء أشبه بالقفص، وهناك رجل غطاه العرق الغزير المتساقط من أعلاه لأسفله، وزوجة تتساند على كتف زوجها، وشاب يحمل أمه العجوز التي بدت على حافة الموت.. هذه هي قوة الإيمان، هذا هو سرّ الإيمان، من ذا الذي يستطيع أن يجد تفسيراً لكل ما يشاهد هنا؟)!

في الكتاب أيضاً اقتراب من الثقافة العربية، فالحاج الياباني تعرف في رحلة الحج على علماء وثقافات وانماط سلوكية في العالم العربي وفي الجزيرة العربية بنحو خاص، فهو يكتب عن طبيعة الزواج في الجزيرة العربية ويقول: بشكل عام، لا يسمح للفتاة العربية بأن تظهر نفسها أمام الآخرين، حين تبلغ الثامنة من عمرها، ويجب أن تقضي معظم وقتها في غرفة الحريم، فإذا ما خرجت من البيت يجب أن تلتزم بالحجاب، والأسرة المتمسكة تماماً بتعاليم الإسلام لا تسمح للمرأة بالخروج من البيت.

يتحدث فيما بعد عن رحلة الحج الى المشاعر، فقد كانت السيارة التي اقلتهم الى عرفات تعلق بالرمل في كل مرة، وكانت أحياناً تصطدم بالجمال التي تنقل الحجاج الى عرفة، وكان هذا الحاج من بين عدد قليل من الحجاج الذين توفرت لهم سيارة تقلهم في ذلك الوقت، ويصف باعجاب ان خيام عرفة تستوعب 150 الف حاج.

وكما في كل الكتاب، فإن الحاج الياباني يحاول وهو يتحدث عن المشاعر أن يأخذ لقطات (فلاش باك) من التاريخ الاسلامي، فهو تارة يتحدث عن معاناة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأخرى عن كفاحه لنشر الدعوة، وكيف حطم الاصنام، وماذا كانت عادة العرب في جاهليتهم وفي صدر الاسلام، وهكذا.
يصف مشهد الزوال في عرفة: بعد أن ارتقت الشمس في السماء، اشتدت حرارتها أكثر فأكثر، وظهر الناس الذين صعدوا قمم المرتفعات على جبل عرفات كالنمل الأبيض، وكنا نحن أيضاً ضمن هذا النمل، حاولنا أن نصعد جبل الرحمة وسط هذا الزحام الشديد.. ففي أعلى قمة جبل الرحمة يوجد المكان الذي وقف فيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليلقي خطبة الوداع، وهذه معلومة أوردها الحاج الياباني وليس لها مصدر ثابت، بل ان المصادر تتحدث أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) خطب في بطن الوادي وليس في اعلى الجبل.

ثم يتحدث عن مزدلفة، وهي أيضاً خليط من أدب الرحلات ووصف طبيعة العمل وتاريخيته وراهنيته التي تحفر في النفس معاني مفعمة بالشفافية، وهكذا الحال في رحلته في اليوم التالي الى منى، ورمي جمرة العقبة.

في ختام المذكرات، يفرد عنواناً للحديث عن المطر في مكة، فالرياح الجافة الحارقة في الجزيرة العربية، تجعل التنفس من الصعوبة بمكان، وكان حالنا كحال القطة في الصيف، لا تريد أن تتحرك كثيراً، ولكننا بعد فترة نشعر بضرورة الحركة. كنا نشتاق الى المطر.. قال بعض الناس: لم نر المطر منذ سبعة أعوام!، لكننا فوجئنا برعد وبرق، وهطول أمطار شديدة جدا بعد منتصف الليل، (...) كانت الرياح تعصف، وتندفع الينا من النافذة، شعرنا بشدة الريح، وشعرنا بالسعادة التي لا أجد كلمات للتعبير عنها، فقد شعرنا كما لو كنا في فصل الخريف الياباني.. الهواء نقي طازج يميل الى البرودة المنعشة. أشعر براحة شديدة لم يخامرني مثل هذا الشعور حين رأيت المطر من قبل، لا يوجد ما هو أغلى وأثمن من أمطار الصحراء، لقد أصابنا اليأس، وفقدنا الأمل من امكانية مشاهدة الأمطار هنا وكان هذا المطر حقيقة رحمة من عند الله، كنت أحاول ان احتضن الأمطار، لكننا سمعنا بعض الناس يتصايحون على سطح المنزل ، ماذا حدث؟ أعتقد أن أهل مكة سعداء بالمطر!.



توقيع عابرة سبيل


العلم..قوة!
عابرة سبيل غير متواجد حالياً  
قديم 01-11-09, 12:32 PM   #2
عابرة سبيل
إدارة عامة
افتراضي

وبمناسبة الحديث عن اليابانين

دعوني أضع لكم قصة أول حاج ياباني!

عمر ياما أوكا ..

المصدر : مجلة الحج والعمرة ، 2 صفر 1429

قصص رحلات الحج ومايرافقها من مشاق يبقى لها طابع خاص ، وتزول متاعب الرحلة عند الوصول إلى الديار المقدسة والدخول في أداء المناسك. والحديث عن أوائل المسلمين اليابانيين وجهودهم ومعاناته من أجل نشر الإسلام في تلك البلاد لها خاصية استثنائية أيضا ، وذلك لتأخر وصول الإسلام إلى الشعب الياباني مقارنة بدول المنطقة الأخرى.
والحاج عمر ياما أوكا من أوائل المسلمين اليابانيين ، حيث كانت رحلته لأداء فريضة الحج عام 1909 م ، 1327هـ سبباً في اعتناقه الإسلام ، وبذلك يعتبر أول مسلم ياباني يذهب إلى الحج ، وحتى تاريخ وفاته ظل الحاج عمر ياما أوكا يكتب ويلقي المحاضرات في العديد من المدن اليابانية عن الإسلام ورحلته التاريخية إلى مكة..

حياته واعتناقه الإٍسلام:-
ولد الحاج عمر ميتسو تارو ياما أوكا في عام 1879م في مدينة فوكوياما التابعة لمحافظة أوكاياما. أكمل تعليمه الأبتدائي والثانوي في نفس المحافظة ثم ألتحق بجامعة طوكيو للغات الأجنبية حيث درس اللغة الروسية في أحد أقسامها. وفي تلك الفترة كانت العلاقات اليابانية الروسية سيئة وربما كان هذا هو السبب الذي شجع عمر ياما أوكا على دراسة اللغة الروسية. وبعد تخرجه من الجامعة عمل مترجماً حربياً في منشوريا (شمال شرق الصين) في قسم اللغة الروسية التابع للجيش الياباني ، وقد كانت الحرب اليابانية الروسية قد بدأت وذلك في عام 1904 وأشترك ياما أوكا في الحرب ومنح وسام " الشمس المشرقة". وفي منشوريا التقى بالجنود المسلمين (من آسيا الوسطى) في الجيش الروسي وكانت هذه بداية اتصاله بالإسلام. وبفضل أجادته للغة الروسية إستطاع أن يفهم تعاليم الإسلام بشكل جيد ، وكان هذا هو العامل الرئيسي لدخوله الإسلام بعد بضع سنين من أتصاله بالجنود المسلمين. كان عمر ياما أوكا الإبن الوحيد لوالدية ولم يتزوج طوال حياته.
أسلم عمر ياما أوكا في بومباي الهند على يد الداعية التتاري الشيخ عبد الرشيد إبراهيم وذلك في 9 مايس 1909م ، وكان الشيخ عبد الرشيد راجعاً من رحله له إلى اليابان وفي طريقة إلى الديار المقدسة لأداء الحج. وخلال فترة بقاء الشيخ عبد الرشيد في اليابان لعدة شهور ، أسلم على يده العديد من اليابانيين ، ويبدوا أن تلاميذ الشيخ من اليابانيين هم الذين أرسلوا عمر ياما أوكا إلى الهند ليلتقي معه ويسلم على يديه ويرافقه في رحلة الحج. وذكر الشيخ عبد الرشيد إبراهيم في مذكراته أنه لقن عمر ياما أوكا الشهادة ثلاث مرات وأسماه عمراً تفاؤلاً بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقام الشيخ بتعليم عمر ياما أوكا أركان الإسلام والوضوء وأفعال الصلاة وكان يدعوه صديقي عمر أفندي..
وبعد قضاء عدة أيام في بومباي كانت هناك رغبة عند عمر أفندي للذهاب إلى المسجد وفعلاً توضأ في احد الأيام وصحب عبد الرشيد ابراهيم إلى المسجد الميمني في بومباي، وصلى عمر ياما أوكا صلاة العصر جماعة لأول مرة في حياته ويقول عبد الرشيد إبراهيم أنه على يقين بأنه لم يسبق لأي ياباني أن أدى صلاة الجماعة على هذا النحو. كان عمر ياما أوكا فرحاً ومسروراً بعد زيارته للمسجد وأداءه لصلاة الجماعة وقد شكر الشيخ لمرافقته في هذه الزيارة كما أبدى أعجابه بنظافة المسجد وتصميمه وكثرة عدد المصلين فيه..
وخلال فترة الشهر الذي أقامة عمر ياما أوكا في بومباي ألتقى بالعديد من المشايخ وطلبة العلم في المساجد والمدارس وتعلم العديد من أمور الدين فقد تمكن من أجادة أفعال الصلاة وتعلم الجزء الهام مما يجب الأعتقاد به . وكان عمر أفندي يحاول تعلم كل شيء عن الإسلام ولكن الشيخ عبد الرشيد كان دائما ينصحه بالتدرج في التعلم وعدم الإستعجال ، ويذكر عبد الرشيد إبراهيم : أنه من يفكر في أحوال عمر أفندي هذه يتيقن بأنه يسعى ليكون مسلماً كامل الإيمان.

رحلة عمر ياما أوكا إلى الحج:-


في السابع من ذي القعدة 1327هـ بدأت رحلة عبد الرشيد إبراهيم وعمر ياما أوكا إلى الحج حيث ركبا الباخرة من بومباي ، وبعد سبعة أيام وصلت الباخرة إلى عدن وكانت مدينة تابعة للدولة العثمانية في تلك الفترة. في نفس اليوم أبحرت الباخرة باتجاه البحر الأحمر لترسوا في السابع عشر من ذي القعدة في ميناء قماران على البحر الأحمر وهي مدينة تابعة للدولة العثمانية أيضا. وفي هذه المدينة يتم أنزال الحجاج القادمين من الهند ووضعهم في المحجر لمدة أسبوع قبل أن يحصلوا على الموافقة للسفر إلى ميناء جدة. والسبب في وضع الحجاج في المحجر هو للكشف على عليهم والتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية وخصوصاً الكوليرا. وأثناء إقامة الحجاج في قماران طلب القنصل الأنجليزي في المدينة مقابلة عمر ياما أوكا والتعرف عليه وسبب قدوم ياباني مسلم للحج. رفض عمر ياما أوكا مقابلة القنصل الأنجليزي وقال نحن الآن في أرض تابعة للدولة العثمانية ولا حاجة لي بلقاء أنجليزي.
وفي الثالث والعشرين من ذي القعدة رست الباخرة في ميناء جدة ، وأمضى الشيخ وعمر أفندي الليلة فيها عند أحد أصدقاء الشيخ. وفي الصباح الباكرأنضم الشيخ وصديقه الياباني إلى القوافل المتجهة إلى مكة المكرمة ليصلا بعد المغرب في نفس اليوم الى المدينة المباركة ، وبسبب الأرهاق والمرض فقد مكث عمر ياما أوكا للراحة عند الشيخ مراد أفندي الذي استقبلهما عند دخولهما مكة.
وأثناء أقامتهم في مكة التقى الشيخ وصديقه الياباني بالعديد من الشخصيات الإسلامية ووجهاء المدينة ، وكان الحديث دائما عن اليابان وضرورة تحرك المسلمين لنشر الدين الحنيف في تلك الديار.
وفي اليوم الثامن من ذي الحجة المعروف بيوم التروية ، تحرك الحجاج من مكة متوجهين إلى عرفات أحد أركان الحج وأولها. وكان عدد الحجاج في تلك السنة يقدر بحوالي ثلاثمائة ألف حاج. وأثناء مكوثهم في منى قام الشيخ التتاري وصديقة الياباني بالتجول في منى والتعرف على الحجاج القادمين من شتى البلدان.
بعد الأنتهاء من مناسك الحج أنضم الشيخ والحاج عمر ياما أوكا الى قافلة متجهة إلى المدينة المنورة . وبعد أربعة عشر يوما من السفر وفي اليوم التاسع من محرم الحرام 1328هـ ، وصلت القافلة إلى مدينة رسول الله صلوات الله عليه وسلم . وبعد أن أتما زيارة قبره صلى الله عليه وسلم كان هناك لقاء بالعديد من العلماء والأشراف وقد طار خبر وصول الشيخ وصاحبه الياباني إلى المدينة مما دفع بالكثير من أهلها بالتوافد للسلام والتعرف عليهم.
وبدعوة من محافظ المدينة المنورة علي رضا باشا عقد أجتماع كبير في باب العنبرية إذ أمتلأ شارع العنبرية بالحاضرين من المشايخ وعليه القوم والعامة ، وتحدث الحاج عمر ياما أوكا في الأجتماع عن الترحيب والإكرام الذي لقيه في مكة والمدينة ، وعن أهداف جمعية " آسيا غي كان " التي تأسست في طوكيو ، وعن مزايا أتحاد الشرق ، وكان حديثاً وافياً ومطولاً وفريداً ، كما تحدث عن مستقبل الإسلام وتشرفه باعتناق هذا الدين ونطق بالشهادتين في موضع إظهار الشكر لله ، وأنه يحس بالإنشراح والرضا وكرر كلمة التوحيد ثلاث مرات قبل أن يغادر منصة الخطابة ، وقد أبكى الحاج الياباني بخطابه الكثير من الحاضرين ، كما علم أن الكثير من النساء في البيوت المجاورة بكين تأثيرا بخطاب الحاج عمر.
وأثناء مكوثة في المدينة أيضا أقام وجهاء المدينة المنورة وليمة خاصة على شرف الحاج عمر ياما أوكا ، وكرمه السيد علوي بافقيه والسيد أحمد برزنجي وغيرهما من كبار القوم. وأقام الحاج عمر في المدينة قرابة أسبوع كان خلالها في حوار مستمر مع الشباب التتاري بسبب أجادته اللغة الروسية. وبعدها قرر الحاج عمر السفر إلى أسطنبول بمفرده ، ويذكر الشيخ عبد الرشيد إبراهيم في مذكراته لحظة الوداع مع صديقة الياباني قائلا:
"كان عمر أفندي ياما أوكا رجلاً جلداً متحملاً للشدائد إلا أن عيناه دمعت أثناء مغادرة البلدة الطيبة ، وأعترته حالة من الحزن ولعل ذلك بتأثير من مجيء أهل المدينة لتوديعة ، وكانت كلمته الأخيرة :
"لي الفخر بأن أكون أول ياباني تشرف بزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

حياة الحاج عمر ياما أوكا بعد الحج:-
بعد عودته من رحلة الحج سافر عمر ياما أوكا إلى تركيا ، ثم روسيا ، ومنشوريا عائداً إلى اليابان ، ثم سافر مرة أخرى إلى مصر وتركيا ، وعاش مدة طويلة في مصر وتركيا . وبفضل رحلاته الطويلة في أنحاء عديدة من العالم استطاع أن يتعرف على تلك المناطق وذلك قبل وبعد الحرب العالمية الأولى وكان يعمل مراسلاً خاصاً لصحيفة أساهي اليومية وقد زار كل مناطق أوربا وأمريكا اللاتينية ايضا. وظل يقوم بدعم الحركة الإٍسلامية في منشوريا ومصر وتركيا بعد الحرب العالمية الثانية ، ثم عاد إلى اليابان عام 1947م.
ألف الحاج عمر ياما أوكا حوالي عشرة مؤلفات أخرها كان " الإسلام واليهودية" ضمنه مخالفات ومؤامرات اليهود ضد الرسالات السماوية وخاصة الإسلام. ويذكر الشيخ أبو بكر موريموتو أن عمر ياما أوكا تنقل بين جزر اليابان المختلفة يحاضر عن الإسلام ، ويتحدث عن رحلته التاريخية إلى الحج ، وزيارته للجزيرة العربية وبلاد الشام وغيرها ، وكان يعقد الندوات ، ويدير مناقشات عن رحلته للأماكن المقدسة ، وكتب عام 1912م عدة كتب عن رحلته إلى الجزيرة العربية وعن أداء فريضة الحج وعن موسم الحج.
عاش الحاج عمر ياما أوكا في منطقة ناكانو أحدى ضواحي طوكيو ، وأعتاد أن يحضر الإجتماع الشهري لجمعية مسلمي اليابان لكنه اختفى فجأة ثم ظهر عام 1954 في مدينة أوساكا. كانت لحيته بيضاء طويلة ويضع على رأسه طاقية تركية ، وكانت ينتعل حذاءاً عسكرياً قديماً ، ويرتدي ملابس شبه عسكرية ، كان يبدوا إنساناً غريباً بالنسبة لليابانيين.
ولم يكن الحاج عمر ياما أوكا مغروراً بالشهرة التي نالها ولا بجمع الثروات ، بل كان همه تعريف ونشر الإسلام في اليابان ، وأدخال أكثر عدد ممكن من اليابانيين ، ولم تكن له هوايات غير السفر تقريبا. وبالرغم من رحلاته العديدة لم يزر أستراليا بينما أغلب مناطق العالم الأخرى تشهد على مروره بها ، كما لم يصيبه مرض خلال الرحلات كلها ولم يمكث في المسشفى ولو مرة واحدة فقد كان قوي البنية وسليم الحواس.
في آخر حياته كان الحاج عمر ياما أوكا يقيم في دار للمسنين في مدينة أوساكا ، ينهض من الساعة الرابعة والنصف صباحاً ، فيخرج من حجرته فيصلي الفجر ثم يبدأ في تلاوة القرآن الكريم.
وفي خريف عام 1959م ، لفظ عمر ياما أوكا أول حاج ياباني أنفاسه الأخيرة ، حيث لم يترك عند وفاته شيئاً يذكر ما عدا حزمتين : واحدة سوداء والأخرى خضراء ، وفيهما حوالي ألف صفحة من كتاباته وأوسمة حصل عليها بعد الحرب اليابانية الروسية ، ورسائل من كبار الشخصيات وبطاقاتهم وكذلك مذكراته...
رحم الله الحاج عمر ياما أوكا وجزاه الله خير الجزاء على جهوده الكبيرة في نشر الإسلام في اليابان وإفناء عمره من أجل هذه الغاية السامية...


رحمه الله رحمة واسعه وأدخله فسيح جناته..
عابرة سبيل غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[إعلان] صفحة مدارسات مادة الثلاثة الأصول(مراحل قديمة) إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس أرشيف الفصول السابقة 315 21-12-13 08:21 PM
** حلاوة الإيمان** مسلمة لله روضة السنة وعلومها 0 13-09-06 05:44 AM


الساعة الآن 09:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .