|
๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-07-07, 12:13 PM | #1 |
معلمة بمعهد خديجة
|
๑¤๑ تفريغ الدرس التاسع من شرح الأربعين النووية ๑¤๑
[glow=FF0099]تفريغ الدرس التاسع
في شرح الأربعين النووية لفضيلة الشيخ / سليمان بن محمد اللهيميد[/glow] [glow=990099] *الحديث الرابع عشر :- [/glow] عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " لا يحل دم امريءٍ مسلمٍ إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ". رواه البخاري ومسلم . [glow=990099]*معاني الكلمات :-[/glow] لا يحل : لا يجوز (يحرم) . الثيب : المحصن وهو الذي جامع وهو حر مكلف في نكاح سواء كان رجلاً أو امرأة . النفس بالنفس : المراد به القصاص ؛ أي : إذا قتل إنسان إنسانًا عمدًا قتل به بشروطٍ معروفة . التارك لدينه : المرتـــد . [glow=990099] *فوائد الحديث :- [/glow] 1- تحريم قتل المسلم بغير حق ، وهذا من الكبائر وهو من أعظم الجرائم ومن أعظم الكبائر ، وقد جاءت الأدلة في تحريمه ، ومن أشهرها قول الله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذابًا عظيمًا ). فهذه الآية تبين تحريم قتل المسلم بغير حقٍ . [glow=990099]وهنا مسائل :-[/glow] - المسألة الأولى : قوله ( خالدًا فيها ) فيها إشكال يذكره العلماء عند تفسير الآية . الإشكال : أنه قال : ( خالدًا فيها ) ومعروفٌ أن المسلم لا يخلد في النار . أجاب العلماء عن قوله تعالى : ( خالدًا فيها ) بأجوبة : 1- المكث الطويل . 2- أن هذا كالمستحل . 3- أن الجملة على تقدير شرط ، أي هذا جزاؤه "إن جوزي" . 4- أن هذا سبب والإيمان مانع . هذه أربعة أجوبة ، وأصحها : المكث الطويل (الجواب الأول ) . أي معنى ( خالدًا فيها ) يمكث طويلاً ليس أبدًا ؛ لأن المسلم لا يخلد في النار ، إذن الآية تدل على تحريم قتل العمد وهو من الموبقات كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " اجتنبوا السبع الموبقات... - وذكر منها- : قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ...". وأيضًا من عظيم جرمه ، قال الله عز وجل في القرآن : ( أنه من قتل نفسًا بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا النَّاس جميعًا ). وجاء في الحديث : أي الذنب أعظم؟ قال : "أن تجعل لله ندًا وهو خلقك" ، قلت ثمَّ أيُّ؟ قال : "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك". وفي الحديث : "لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا". وهنا فائدة : قوله : ( ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا ) هذا الحكم خاصٌ بالقتل العمد . [glow=990099]* والقتل ينقسم عند الفقهاء إلى ثلاثة أقسام :-[/glow] عمد - شبه عمد - خطأ [glow=990099]- والفرق بينهما :-[/glow] - العمد : أن ينوي القتل وأن تكون الآلة قاتلة . ( بارود - سكين - سُم ) . يعني إنسان ضرب إنسان بسكين أو ساطور ، هذا قتل عمد . - شبه عمد : أن ينوي الضرب لكن الآلة غير قاتلة . إنسان ضرب إنسان بعصا صغيرة فمات ، هذا شبه عمد ، لأن الآلة لا تقتل غالبًا . [glow=990099]*الفرق بين العمد وشبه العمد :-[/glow] *العمد :- 1- الإثم العظيم ، لقوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم ) وهذا خاصٌ بالعمد . 2- القود أو الدية ، فإما أن يقتل أو يعفو الأولياء . 3- الدية على القاتل وليست على العاقلة ، لأنه لا يستحق المساعدة حيث أنه متعمد . 4- الدية معجلة . 5- لا كفَّارة فيها لأن جرمه أعظم من أن تكفِّره كفَّارة . *شبه العمد :- 1- فيه الدية . 2- فيه الإثم ؛ لكن ليس الإثم العظيم مثل العمد . 3- الدية على العاقلة . 4- الدية إلى ثلاث سنوات . 5- ليس فيه قود . [glow=990099] *أمثلة :-[/glow] - لو قتل شخصٌ أخرَ بحديدة كبيرة ---> عمد . - شخص تضارب مع شخص فضربه بعصا صغيرة فقتله ---> شبه عمد . - شخص وضع لشخص سُمًا في الطعام فمات ---> عمد . - شخص رمى بشخص على أسد ---> عمد . - مدرس يريد أن يضرب طالب فضربه بالعصا فمات الطالب ---> شبه عمد . * قتل الخطأ ---> لم ينوي قتله . مثل : حوادث السيارات - شخص رمى حمامة ببارود فأصابت رجلاً . فقتل المسلم حرامٌ وكبيرةٌ من الكبائر . [glow=990099]* الأحوال التي يجوز فيها قتل المسلم :-[/glow] يجوز قتل المسلم في ثلاث حالاث : 1- النفس بالنفس : إذا قتل إنسانٌ إنسانًا عمدًا ، فإنه يُقتل ، وهذا أجمع عليه المسلمون ، لقوله تعالى : ( وكتبنا عليهم فيها أنَّ النفسَ بالنفسِ ) . - والحكمة من القصاص : ( ولكم في القصاصِ حياةٌ يا أولي الألباب ) . فبذلك يعتبر الناس ويتعظون ، ولذلك المجتمعات التي تقيم القصاص ليس فيها قتلٌ كثير ، بينما غيرها فيها قتلٌ كثير ، فإذا أقمتم القصاص عاش المجتمع بخير ولا أحد يتجرأ على الآخر . ولا فرق فيه بين امرأة ورجل ، فلو أن رجلاً قتل امرأة عمدًا يُقتل ، ولو قتلت المرأة رجلاً عمدًا فإنها تُقتل . والقصاص له شروط يذكرها الفقهاء ليس هذا موضعها . [glow=990099]* ويستثنى من القصاص :[/glow] * الوالد : فلو أن الوالد قتل ولده فإنه لا يُقتل ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "لا يُقتل والدٌ بولده". أما إذا قتل الابن والده عمدًا فإنه يُقتل ، أما الوالد لا ، لأنه ورد الحديث ، ولأن الوالد سبب وجود ابنه . * المسلم إذا قتل كافر (من المعلوم أن قتل المستأمن حرام) لكن المسلم إذا قتله يُعَزَّر لكن لا يُقتل ، لقوله -صلى الله عليه وسلم- : "لا يُقتل مسلمٌ بكافر". 2- الثيب الزاني ---> يعني المتزوج : إنسان تزوج بنكاحٍ صحيح ثم زنا ، فإنه يُقتل رجمًا . * والرجم ثابتٌ بالإجماع : فقد رَجَمَ النبي -صلى الله عليه وسلم- الغامدية لما زنت ، ورَجَمَ ماعزًا حين اعترفَ بالزِّنا ، وقال : "واغْد يا أنيْس إلى امرأة هذا ، فإن اعترفت فارجمهــا" . [glow=990099]* الزنا ينقسم إلى قسمين :-[/glow] 1- بكر : جلد مائة جلدة ، وتغريب عام . 2- ثيب : وهو يُرجم كما ثبت في الأحاديث الكثيرة . - وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- في "الجواب الكافي" حينما تكلَّم عن الزنا وأن الله عز وجل قال : ( ولا تقربوا الزنا ) قال رحمه الله : وقد خص الله سبحانه حد الزنا من بين الحدود بثلاث خصائص : 1- القتل فيه بأشنع القتلات وحيث خففه ، جمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة . 2- أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه ، بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم فإنه سبحانه من رأفته ورحمته شرع هذه العقوبة . 3- أنه سبحانه أمر أن يكون حدهما بمشهدٍ من المؤمنين فلا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد وذلك أبلغ في مصلحة الحد وحكمة الزجر . * الحكمة من ذلك ---> حماية اختلاط الأنساب . * والقتل الحكمة فيه ---> حماية النفوس . وكل ما حدث من الرجم في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان باعتـــراف . * والرجم له مباحث موطنة كتب الفقه . ---> هنا سؤال : لو أن رجلاً أو امرأة مطلقة وزنت هل تعتبر محصنة فترجم ؟ نعم يعتبر محصن فيرجم .لا يلزم استمرار النكاح ، ما دام تزوج ولو مرة واحدة فهو محصن . يكفي أنه نكح مرة واحدة . 3- المرتد : إذا ارتد فإنه يُقتل ، لحديث الباب ، ولقوله -صلى الله عليه وسلم- : "من بدَّل دينه فاقتلوه". يُستتاب ثلاثة أيام ، فإن تاب وإلا قُتل . ولا فرق بين الرجل والمرأة ، فإن ارتدَّت المرأة وجب قتلها . والمرتد أخبث من الكافر الأصلي ، الكافر الأصلي لا نقتله ، أما المرتد فإنه عليه عقوبة ، وهي القتل ردة والعياذ بالله . فالمسلم يُقتل في هذه الثلاث . * وهناك أشياء اختلف العلماء فيها أذكرها على وجه السرعة : 1- تارك الصلاة : فإنه كما هو معلوم اختلف العلماء في تارك الصلاة تهاونًا وكسلاً ، فالجمهور أنه لا يكفر ، والحنابلة -ورجحه الشيخ ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله- أنه كــــــــــــافـــــــر . 1- اللوطي : فقد اختلف العلماء رحمهم الله في حد اللوطي ، وليس هذا موضع الخلاف ، موضعه كتاب النكاح باب الحدود ، لكن نمر عليها سريعًا : فقد اختلف العلماء في اللوطي ، هل يُقتل أم لا : - فقال بعضهم : يُقتل . - وقال بعضهم : حد الزاني . - وقال بعضهم : يُعزَّر . ثلاثة أقوال . - القول الأول : يُقتـــــل ، ونسبه ابن القيم إلى الصحابة ، بل حكاه ، لكن الصحابة اختلفوا في كيفية قتله ، قال النبي -صلى الله عيه وسلم- "اقتلوا الفاعل والمفعول". - القول الثاني : حكمه حكم الزاني ، إن كان محصن يُقتل (يُرجم) ، وإن كان غير مُحصن يغرب ويُجلد . - القول الثالث : يعزر ، والمسألة موجودة في كتاب الحدود . والذي رجحه ابن القيم أنه يُقتل ، لحديث : "فاقتلوا الفاعل والمفعول". 3- واختلفوا في الساحر . الحكمة من قتل هؤلاء ---> حفظ النفوس والأنساب والأديان . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .:..:. يتبعــ.. ---> وإلى الحديث الخامس عشر .. نفعكنَّ الباري .. بوركتم ووفقتم وسددتم .. خالص ودّي .. محبتكمـ.. [glow=FF0099]ღ عائشة ღ[/glow] |
06-07-07, 12:15 PM | #2 |
معلمة بمعهد خديجة
|
๑¤๑ الحديث الخامس عشر ๑¤๑
[glow=663333]* الحديث الخامس عشر :-[/glow] عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". [glow=663333]* معاني الكلمات :-[/glow] من كان يؤمن بالله : المراد الإيمان الكامل . [glow=663333]* فوائد الحديث :-[/glow] الفائدة الأولى : أن من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر أن الإنسان إن نطق فلينطق بخير ، وإلا يصمت . [glow=663333]* أن الكلام ينقسم إلى قسمين :-[/glow] 1- أن يكون خيرًا ، فإنه يقوله بعد تفكرٍ وتأمل . 2- أن يكون شرًا ، فإنه لا يقوله . 3- أن يكون مباحًا . قال العلماء ، كالنووي -رحمه الله- : الصمت أفضل ؛ لأنه قد يجر إلى حرام . * لذلك من علامات المسلم أن يقول خيرًا أو يصمت . يقول لقمان لابنه : "يا بني .. ما ندمت على سكوتٍ قط". وقال ابن العباس : "رحم الله عبدًا قال خيرًا فغنم ، أو سكت عن شرٍ فسلم". - وفي قوله : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر" : هذا من يصمت إلا عند خير ، هذا دليل على إيمان ، ودليل على أنه مؤمن بالله واليوم الآخر ، لأنه يخشى ذلك اليوم الرهيب العظيم . يومٌ لو علمت بهــــــــوله .:. لفررت من أهلٍ ومن أوطــــــــانِ يومٌ يشيبُ الصغيرُ لهـــــــولهِ .:. فكيف بالمقيم على الذنوبِ دهـــــــــور إن المؤمن بذلك اليوم الذي يخشى أن تسجل عليه الملائكة ، الذي يخشى من هول ذلك اليوم فإنه يصمت ولا يتكلم ولا يكثر الكلام لأنه يخشى من أهوال ذلك اليوم ، يخشى أن يقول كلمةً تُسَجَّل عليه ، يخشى أن يقول كلمةً تهوي به في النار سبيعين خريفًا .. والله المستعــــــــان .. * فلذلك من علامات الإيمان ، أن يمسك الإنسان لسانه . في الحديث ، قال -صلى الله عليه وسلم- : "إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في النارسبعين خريفًا". يقول لقمان لابنه : "لو كان الكلام من فضة ، كان السكوت من ذهب". ولذلك قال ذو النون المصري : "أحسن الناس لنفسه أملكهم للسانه". فينبغي على الإنسان أن يملك لسانه .. جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : "من صمت نجا". وقيل لبعضهم : أوصني ، فقال : إن شئت جمعت لك علم العلماء ، وحكم الحكماء ، وطب الأطباء في ثلاث كامات : - أما علم العلماء : فإذا سُئلت عما لا تعلم فقل : لا أعلم . وأما حكم الحكماء : فإن كنت جليس قومٍ فكن أسكتهم ، فإن أصابوا كنت من جملتهم ، وإن أخطأوا سلمت من خطأهم . وأما طب الأطباء : فإذا أكلت طعامًا فلا تقم إلا ونفسك تشتهيه فإنه لا يَلم بجسدك -أي لا ينزل بك- غير الموت . والجميع يعرف : "من كثر كلامه كثر سقطه". * الحث على إكرام الجار ، :"ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" ، وقد جاء في الحديث أن الوصية بالجار حتى أنه ربما يكون يرث ، قال -صلى الله عليه وسلم- :"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". * وحسن الجوار يطول الأعمار؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم- : "حسن الأخلاق وحسن الجوار يزيدان في الأعمار". * وهي من السعادة ؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "أربع من السعادة ، وذكر منها : الجار الصالح". وأوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر : "يا أبا ذر .. إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك". ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- :"والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه". وجاء في الحديث : قال رجل : يا رسول الله .. إن فلانة تكثر من صلاتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : "هي في النار". [glow=663333]* والجيران ثلاثة :-[/glow] 1- جارٌ قريبٌ مسلمٌ ---> له ثلاثة حقوق ، حق[ الجوار - القرابة - الإسلام ] . 2- جارٌ مسلمٌ غير قريبٍ ---> له حقين ، حق[ الجوار - الإسلام ] . 3- جارٌ كافرٌ ---> حق الجوار فقط . [glow=663333]وقد اختلف العلماء في حكم الضيافة :-[/glow] 1- وجوب إكرام الضيف ، "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" ، وهذا أمر ، والأمر يقتضي الوجوب ، وهذا هو الراجح . هذا هو الصحيح ، أنه واجب ، والجمهور على أنه سنة . 2- أنه واجب في حق البوادي والقرى . قال ابن حجر : "وخصه أحمد بأهل البوادي دون القرى". 3- أنه سنة مؤكدة غير واجبة . قال النووي :"وهو قول عامة الفقهاء". قال ابن حجر :"وقال الجمهور الضيافة سنة مؤكدة". *لكن هذا مقيد بيوم وليلة : لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته ، قالوا : وما جائزته؟ ، قال : يوم وليلة". فإكرام الضيف أمرٌ مطلوب ، ومن أخلاق الرجال ، ومن أخلاق الأبطال ، ومن أخلاق الإسلام التي قَلَّتْ في هذا الزمان .. نسأل الله السلامة . بعد توسع المدن وكبرها أصبح هذا الأمر قليل .. كانت العرب تتشرف بالكرم وكان الكريم هو الأمير ، وكان الكريم هو الذي يكون أكثر الناس . [glow=663333]* ويكفي في فضل الكرم :[/glow] - أن الإنفاق يحبه الله ؛ "اليد العليا خيرٌ من اليدِ السُّفلى". - وأن الكريم محبوب للناس ، محبوبٌ إلى الله. فينبغي أن نعوِّد أنفسنا على الكرم فهو من أعظم صفات المسلمين . ـــــــــــــــــــــــــــ .:..:. يتبعــ... ---> وإلى الحديث السادس .. نفعكنَّ الباري يا طالبات العلم .. بوركتم ووفقتم وسددتم .. خالص ودّي وحبّي .. ღ أم عبد الله ღ . . . |
06-07-07, 12:18 PM | #3 |
معلمة بمعهد خديجة
|
๑¤๑ الحديث السادس عشر ๑¤๑
[glow=330099]* الحديث السادس عشر :-[/glow] عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- : أوصني ، قال :"لا تغضب" فردد مرارًا ، قال :"لا تغضب". [glow=000099]* معاني الكلمات :-[/glow] أوصني : الوصية هي العهد باهتمام . لا تغضب : الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم . [glow=000099] * الفـــــــــــــــوائد :- [/glow] هذا الحديث جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب منه وصية فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا تغضب". ---> وهنا سؤال : النبي له وصايا كثيرة ، فأوصى رجل بالصلاة (لما سأله أي الأعمال أفضل؟ قال : الصلاة على وقتها) ، وأوصى آخر بالجهاد ، وأوصى آخر بذكر الله ، وأوصى آخر بالمحافظة على النوافل ، وأوصى آخر ببر الوالدين . - فما هو الجواب عند العلماء ؟. [glow=000099]الجواب من وجهين :-[/glow] أصحهما : أن وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- ترجع للذي سأل . -بعض الناس مقصر في بر الوالدين ، فماذا نوصيه؟ ، ببر الوالدين . - وبعض الناس نشيطٌ قويٌ يحب الجهاد ، وصيه بالجهاد . - وبعض الناس سريع الغضب ، نوصيه بألا يغضب . وهذا أصح الأقوال . [glow=000099] * يعني السؤال هنا : [/glow] وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- تنوعت ، فصحابي أوصاه النبي بكذا ، وصحابي أوصاه النبي بكذا ، فما الجواب؟ نقول : هذا يرجع لحال المفتي ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال : "لاتغضب" علم النبي أنه سريع الغضب (مراعاة أحوال السائل). وهذا دليل على فضل الداعية إلى الله ، فالداعية الناجح : يكلم كل قومٍ بما يستطيعونه ؛ فلو جئت إلى كبار السن ، فعن ماذا نتكلم؟ عن طلب العلم؟!! كلا ، أتكلم عن ذكر الله ، وعن تربية الأبناء . - إذا جئت إلى شباب عندهم حفظ أكلمهم عن طلب العلم . - إذا جئت إلى أناس يحبون الجهاد أكلمهم عن الجهاد . فمن علامات الداعية الناجح أن يخاطب كل قومٍ وكل سائلٍ بما يناسبه . - لماذا قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا تغضب" ؟ ---> لأنه علم أنه سريع الغضب . [glow=000099]* علاج الغضب :-[/glow] معروف أن الغضب ما حذر منه النبي إلا لأنه خطر ، فالذي يقتل بسبب الغضب ، والذي يطلق أغلبه بسبب الغضب ، والذي يسب ويشتم بسبب الغضب . فينبغي على الإنسان ألا يغضب . فعلاج الغضب :- - أولاً : الاستعاذة ؛ فقد جاء في حديث سليمان ابن صرد قال : استب رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :"إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب منه الذي يجد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". ثانيًا :تغيير الهيئة ؛ كما في حديث أبي ذر ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :"إذا غضب أحدكم وهو قائمٌ فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع". ثالثًا : الوضـــوء ؛ فقد جاء في الحديث :"أن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار وإنما تُطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ". رابعًا : السكـــوت ؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :"وإذا غضبت فاسكت". خامسًا : معرفة فضل من كتم غضبه ؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في رواية :"لا تغضب ولك الجنة". سادسًا : من صفات التقوى ؛ قال الله عز وجل : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين). قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :"ليس الشديد بالصرعة ، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". [glow=000099]* وهل الغضب كله مذموم ؟ [/glow] كلا ؛ بل هناك غضب محمود ؛ وهو ما كان لله عز وجل . ولذلك تقول عائشة -رضي الله عنها- :"ما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله". فحينما يرى الإنسان المعاصي والذنوب والمنكرات ، حينما يرى إخواننا وهم يذبحون ولا يغضب ---> هذا مذموم ، بل ينبغي أن يغضب . الغضب المذوم ---> هو الغضب الدنيوي . ---> وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- :"لا تغضب" ما معناه؟ [glow=000099]* يشتمل أمرين :-[/glow] أولاً : لا تفعل الأسباب التي تجر إلى الغضب . يعني -مثلاً- أحد الناس إذا جاء في المجلس الفلاني غضب ، فإنا نقول له : لا تذهب إليه . فمعناها : لا تفعل الأسباب التي تؤدي إلى الغضب . ثانيًا : بعد الغضب امسك نفسك ، ادفع نفسك عن الغضب . - ولذلك حُكِيَ أن الفضيل بن عياض كان إذا قيل له : إن فلان يقع في عرضك ، يقول : والله لأغيظن من أمره -يعني إبليس- ثم يقول : اللهم إن كان صادقًا فاغفر لي ، وإن كان كاذبًا فاغفر له . - وحُكِيَ أن جارية كانت تصب الماء لعلي بن الحسين فسقط الإبريق من يدها عى وجهه فشجه -جرحه- فرفع رأسه إليها ، فقالت له : إن الله يقول :( والكاظمين الغيظ ) فقال : كظمت غيظي ، فقالت : يقول ( والعافين عن الناس ) ، قال : عفوت عنكِ ، قالت : قال ( والله يحب المحسنين ) قال : اذهبي فأنتِ حرة لوجه الله . فينبغي على المسلم أن يحفظ وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه قال :"لا تغضب" ، فنربي أنفسنا على ترك الغضب . وهنيئًا لمن سمع وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- فطبقها . فوصية النبي لشخص واحد وصية للأمة بأجمعها . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . ــــــــــــــــــــــــــــــ انتهى .. نفعكنَّ الله يا طالبات العلم .. وزادكنَّ علمًا وفقهًا في الدين وهمَّةً .. بوركتم ووفقتم وسددتم ورزقتم خيري الدارين وسعادتهما .. خالص ودّي .. محبتكمـ.. [glow=000066]ღ عائشة أم عبد الله ღ[/glow] |
06-07-07, 04:15 PM | #4 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
ما شاء الله
سلمت يمينكِ يا عائشة .. وبارك الله فيكِ ونفع بكِ .. |
06-07-07, 04:20 PM | #5 |
معلمة بمعهد خديجة
|
أشكركِـ أختي الحبيبة سمية على ردكِـ العطر ..
بوركتِـ ووفقتِـ .. محبتكم .. عـــــــــائش |
06-07-07, 04:52 PM | #6 |
حفظه الله تعالى
تاريخ التسجيل:
04-01-2007
المشاركات: 82
|
شكر الله لك ما شاء الله
لكن لم أرى : امثلة ان الصحابة كانوا وقافين عند كتاب الله - وهي مهمة جدا بل أهم من الفوائد المكتوبة بالمذكرة فالرجاء من الاخت كتابة هذه الفائدة التي ذكرتها بالشريط او اخت أخرى وفقكن الله |
06-07-07, 05:02 PM | #7 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
30-03-2007
الدولة:
مصر
المشاركات: 740
|
ماشاءالله عليكِ ياعائشة
ربنا يحفظك ويفقهك فى دينه |
06-07-07, 05:02 PM | #8 |
|نتعلم لنعمل|
تاريخ التسجيل:
18-01-2007
المشاركات: 2,977
|
جزاك الله خيرا حبيبتي عائشة
أدعو الله أن يجعلك ممن ينشأ في طاعته بارك الله فيك |
06-07-07, 05:07 PM | #9 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
19-12-2006
الدولة:
إمـــــــ الحبيبة ــــــاراتي
المشاركات: 393
|
جزاك الله خير يا أخية وجعله في ميزان حسناتك
|
06-07-07, 07:04 PM | #10 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
جزاك الله خيراً
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
راااااائعه أختي عائشه بارك الله فيكي تستحقين ورد22 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|