|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-02-07, 10:00 PM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
قصة ريم الحزينة
بسم الله الرحمن الرحيم...
استقيظت مبكرة كعادتي .. بالرغم من أن اليوم هو يوم إجازتي , ـ صغيرتي ريم كذلك ، اعتادت على الاستيقاظ مبكرا, ـ كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي وأوراقي. ـ * ماما ماذا تكتبين ؟ * اكتب رسالة إلى الله . ـ * هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟ * لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب أن يقرأها أحد. ـ خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها اعتادت على ذلك , ـ فرفضي لها كان باستمرار.. ـ مر على الموضوع عدة أسابيع , ذهبت إلى غرفة ريم و لأول مرة ترتبك ريم لدخولي... ـ يا ترى لماذا هي مرتبكة؟ * ريم .. ماذا تكتبين ؟ * زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما , أنها أوراقي الخاصة.. ـ ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه؟!! ـ * اكتب رسائل إلى الله كما تفعلين.. ـ قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟ * طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ.. ـ لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت إلى راشد كي اقرأ له الجرائد كالعادة , كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ راشد شرودي .. ظن بأنه سبب حزني .. فحاول إقناعي بأن اجلب له ممر ضة .. كي تخفف علي هذا العبء.. ـ يا الهي لم أترد أن يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي أنا وابنته ريم, ـ واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك.. وأوضحت له سبب حزني وشرودي... ـ ذهبت ريم إلى المدرسة, وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة. ـ وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف , تناسيت أن ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها أن الطبيب أكد لي أن قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث أسابيع , انهارت ريم ، وظلت تبكي وتردد: ـ * لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟ * ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب أن تتحلي بالشجاعة , ولا تنسي رحمة الله ، انه القادر على كل شئ.. فأنت ابنته الكبيرة والوحيدة. ـ أنصتت ريم إلى أمها ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت : ـ * لن يموت أبي . ـ في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي . ـ غمره حزن شديد فحاول اخفاءة وقال: ـ * إن شاء الله سيأتي يوما واوصلك فيه يا ريم.. ـ وهو واثق أن أعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة.. ـ أوصلت ريم إلى المدرسة , وعندما عدت إلى البيت , غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله , بحثت في مكتبها ولم أجد أي شئ.. ـ وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى أين هي ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟ ربما يكون هنا .. لطالما أحبت ريم هذا الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه وأعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة ... وكلها إلى الله! * يا رب ... يا رب ... يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني!! ـ * يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها هن قططها التي ماتت !!! ـ * يا رب ... ينجح ابن خالتي , لاني احبه !!! ـ * يا رب ... تكبر أزهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها معلمتي!!! ـ والكثير من الرسائل الأخرى وكلها بريئة... ـ من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها : ـ * يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا , لأنها أرهقت أمي .. ـ يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كاب جارنا منذ اكثر من أسبوع! , قطتنا اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق, كبرت الأزهار , ـ ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها ... ـ يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! .... ـ شردت كثيرا ليتها تدعوا له .. ـ ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني : ـ سيدتي المدرسة ... ـ * المدرسة !! ... ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟ أخبرتني أن ريم وقعت من الدور الرابع هي في طريقها إلى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة ... وقعت الزهرة ... ووقعت ريم ... ـ كانت الصدمة قوية جدا لم أتحملها أنا ولا راشد... ومن شدة صدمته أصابه شلل في لسانه في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام . ـ * لماذا ماتت ريم ؟ لا أستطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة... ـ كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب إلى مدرستها كأني أوصلها , كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها , أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها, ـ وكأنه اليوم ... ـ في صباح يوم الجمعة أتت الخادمة وهي فزعة وتقول! أنها سمعت صوت صادر من غرفة ريم... يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا جنون ... ـ * أنت تتخيلين ... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم.. ـ أصر راشد على أن اذهب وارى ماذا هناك.. ـ وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ... فتحت الباب فلم أتمالك نفسي .. ـ جلست ابكي وابكي ... ورميت نفسي على سريرها , انه يهتز .. آه تذكرت قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت أن اجلب النجار كي يصلحه لها ... ولكن لا فائدة الآن ... ـ لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي , التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها, ـ وحين رفعتها كي أعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه يا الهي إنها إحدى الرسائل ..... ـ يا ترى , ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات .. ـ ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة .. ـ إنها إحدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم إلى الله , ـ كان مكتوب , ـ . . . . . . . . . · يا رب ... يا رب ... اموت أنا ويعيش بابا ... ـ ريم...براءة الطفولة |
11-02-07, 10:43 PM | #2 |
~ كن لله كما يُريد ~
|
سبحان الله ..
لم أتوقع النهاية هكذا .., قصة معبرة .. و ما أروع البر .. رزقنا الله وإياك ِ يا أخية بر والدينا .., جزيتِ خيراً ........ |
12-02-07, 07:26 AM | #3 |
ღ ماكان لله يبقى ღ
|
معبــره .. مؤلمه .. . . . . . ....لاتعليــق .... |
13-02-07, 10:16 PM | #4 |
إدارة عامة
|
سبحان الله..قصة ذات شجون وألم..
وكل يرى هذه القصة من جانب معين.. لكن تعرفين أختي:: دانة::..صحيح أن كل ماحدث بقدر الله.. لكن التربية لها دور في غرس المفاهيم الصحيحة لدى الأطفال.. "ريم"عمرها 9سنوات ..ليست صغيرة جدا..بالعكس لو أن الأم من الأساس علمتها كيفية الدعاء علمتها أن الله رحيم بعباده..قادر أن يشفي والدها بين يوم وليله..كانت لها قدوة في الصبر والثبات والقوة..لما فكرت البنت بهذه الطريقة ..فدفعها لكي تدعو على نفسها..أو على الأقل ماكنت لتكون حزينة ويائسة.. مشكلتنا أننا نراهم صغارا ولايستوعبون... في حين أن سلفنا الصالح كان له نهج مميز في التربية منذ الصغر.. ولعلنا لاننسى ..عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أم المؤمنين..حيث تزوجها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهي بنت ست أو سبع سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين... أو تتوقعون أنها كانت طفلة لاتعلم شيء!! بالعكس فقد نشأت منذ صغرها على تحمل المسؤولية وعلى أن تكون أما صالحة في المستقبل.. جزاك الله خير أختي الحبيبة "دانة".. فعلا..هذا الموضوع لامس جرحا ..وهو تربية أجيال الأمة.. ولانريد أن تكون هناك "ريماً" أخرى حزينة.. |
14-02-07, 03:10 PM | #5 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
شـــــــــــــــكر خـــــــــــــــــااااااااااااااااااااااااص
شكر الله لكن أخواتي ..........أم أسامة
..........إبتكار ..........عابرة سبي ل وتعليقاتكن الرائعة التي تجعل الموضوع أنفع وأجدى للطرح أسأل الله أن يفهمنا ويعلمنا كل مايحب ويرضى..........آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين |
15-02-07, 01:19 AM | #6 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
13-01-2007
المشاركات: 341
|
السلام عليكم ورحمة الله
أختى من فضلك هل هذه القصه حقيقية |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
درس مفيــد : كيف تحفظ القرآن؟ | أم أســامة | روضة القرآن وعلومه | 25 | 26-07-10 03:39 AM |
قصة علي بن الجهم مع المتوكل: قصة لا تصح! | أم عمر الأثرية | روضة اللغة العربية وعلومها | 4 | 13-10-06 08:49 PM |
قصة مؤثرة | salafia | روضة سير الأعلام | 3 | 23-08-06 07:47 PM |