العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة الفقه وأصوله

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-06-13, 03:06 AM   #1
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
c9 ملف متكامل عن" شهر رمضان المبارك "



أهلاً بالضيف العزيز

عمر عبد العزيز الحمد

يعيش العالم الإسلامي هذه الأيام حالة من الترقب وكلهم شوق ولهفة للقاء حبيبهم الغائب الذي طال انتظاره قرابة العام ليظلهم بظلاله الوافر وليغيم عليهم بريحه العاطر.
يأتي هذا الضيف الغالي ليزكي النفوس وليزودها بالإيمان والتقوى والاستعداد للدار الأخرى ( ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين).
يأتي ليروض النفس على الصبر والمصابرة، والخضوع والخشوع وترك المكابرة.
يأتي ليوحد الأمة الإسلامية في موسم واحد وفي شعيرة واحدة وفي عبادة واحدة وفي شهر واحد.
يأتي لعيد النفس الغافلة إلى ربها، وليعيد الهاجر للمساجد لرياضها، والعاقين لرحمهم لوصلها، والغارقين في شهوات النفس لكبح جماحها، والكسالى عن القيام لله رب العالمين والتضرع إليه في ساعات السحر حيث الناس نائمون أو في غفلتهم لاهون فيعيد لها نشاطها واجتهادها.
فهذا شهر رمضان, شهر الرحمة والغفران, شهر البركة والإحسان, شهر العتق من النيران, شهر تلاوة وتدبر القرآن, شهر الصيام والقيام, شهر يبر فيه الوالدان ويوصل فيه الأرحام ويزار في الأخوان والخلان.

شهر يزيد فيه عفو الرحمن، فيفتح أبواب الجنان ويغلق أبواب النيران ويصفد الشياطين ومردة الجان.
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).
فأهلاً وسهلاً بضيف الرحمن وحبيب القرآن ومرحباً بشهر الرحمة والبركة والغفران.
لقد كان سلف الأمة وأخيارها يسألون الله تعالى ستة أشهرأن يبلغهم رمضان فإذا استقبلوه أحسنوا فيه ثم سألوا الله تعالى أن يتقبل منهم ما قدموا فيه من أعمال صالحة وقربات طيبة خمسة أشهر.
فهل نفعل مثلهم وهل نستقبل هذا الشهر الكريم كما استقبلوه وهل نحسن فيه العمل كما أحسنوا؟! نرجوا ذلك.
أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد
فأد حـقـوقـه قــــولا وفــعلا وزادك فاتخـــــذه للمعــاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادمـــاً يـــــــوم الحصــاد
فهيا أخي المبارك نهيأ أنفسنا وقلوبنا وعقولنا وأرواحنا لاستقبال هذا الشهر العظيم قبل أن نهيأ أجسامنا بشراء ما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة في شهر أمر الله بصيامه لتتزكى هذه النفوس ولتقبل على باريها ولتخضع لمولاها حتى تنال رضاه.

ولكن كيف نستقبله ونحسن ضيافته؟
فأقول لعل الأمور التي ينبغي للمسلم أن يفعلها للاستعداد لموسم الطاعة كثيرة ورغبة في الغيجاز نذكر منها:
1- بتهيئة نفوسنا لاستقبال موسم مليء بالأعمال الصالحة وهي فرصة عظيمة للمسابقة في الخيرات والتزود بالطاعات وكسب العدد الهائل من الحسنات.
2- الفرح بإقباله علينا وانشراح الصدر بقربه إلينا والسرور بإدراكه فلربما نال صاحبه رحمة الله وفضله في ليلة من لياليه المباركة فضفر بسعادة الدنيا والآخرة.
3- المبادرة بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والخطايا والإستغفار عن كل تقصير في جنب الله والندم على كل ما ارتكبه العبد من الأوزار كبارها وصغارها ليبدأ هذا الشهر بداية طيبة وليملأ صحيفته البيضاء بالحسنات والحسنات فقط حتى لا تلوث بشيء سواها.
4- العزم على استغلال كل لحظة من لحظات هذا الموسم العظيم فيما يقرب إلى الله تعالى من أداء الصلوات مع الجماعة في المسجد واتمام صيامه والمداومة على القيام بلا ملل وتلاوة القران وبر الوالدين وصلة الأرحام والصدقة والإحسان وغيرها من الأعمال الجليلة .
5- دعاء الله تعالى قبل دخول الشهر بأن يبلغك إدراكه وأن يعينك على اتمام صيامه وقيامه وأن يتقبل ذلك منك وأن يجعل ذلك سبباً في مغفرة الذنوب ورفعة الدرجات والعتق من النار.
6- ان تحمد الله تعالى وأن تشكره وتثني عليه ليلاً ونهاراً إذا مد في عمرك وبلغك هذا الشهر المبارك ويسر لك صيامه وقيامه.
7- تهيئة البيت لاستضافة الزائر العزيز وحث أهل البيت للاستعداد له أيما استعداد، فيخرجوا جميع المنكرات بأنواعها ليكون البيت نظيفاً مهيئاً ليعمر بالطاعة والعبادة وتوفير العدد الكافي من المصاحف.
8- حساب مقدار النصاب المفروض من الزكاة لمن يحول عليه الحول في رمضان أو لمن اعتاد إخراجها فيه وتجهيزها للمبادرة لإخراجها لمستحقيها خلال الشهر الكريم.
9- المبادرة في قضاء الأيام التي في ذمة من أفطر شيئاً من رمضان الفائت وعدم التساهل في ذلك حتى يدخل عليه رمضان الآخر فيكون آثماً بتفريطه.
أسال المولى تبارك وتعالى أن يبلغنا وجميع المسلمين هذا الشهر العظيم وأن يعيننا على صيامه وقيامه وأن يتقبله منا ..... آمين
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..



التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 20-06-13 الساعة 04:26 PM
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-13, 03:08 AM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
a وبلغنا رمضان

تأملات في شهر الصيام ... (1)
وبلغنا رمضان
أبو عبد الرحمن المدني

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا ... أما بعد :
وهكذا دارت الأيام وتعاقبت الأسابيع وتوالت الشهور ، تمهيدا لشهر الخير والبركات ، نعم ... تمهيدا لشهر رمضان ، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يترقبونه قبل ستة أشهر ثم يبكونه بعد فراقه ستة أشهر كذلك .
ولي وقفة مع ما أخرجه البزار والطبراني في الأوسط أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
وهنا سؤال ... ما ذا كان يفعل هذا الدعاء في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم عند سماعهم له من النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لا شك أنه التشويق ، والإعداد لذلك الشهر العظيم ، وتلك الغنيمة الكبرى التي لا تعوض

ولذا... فيجب علينا أن نعد لهذا الشهر الكريم خير إعداد ونخطط له خير تخطيط، لا لجلب الطعام و الشراب، ولا لمراجعة المدفوعات والمشتريات، ولكن الإعداد الإيماني والإعداد الدعوي، والإعداد العلمي، وماذا يمكن أن أقدم لنفسي ولإخواني في هذا الشهر الفضيل .
وإذا كان أعداء الإسلام يخططون لإفساد هذا الشهر على المسلمين أيما تخطيط ، فيضعون برامج الفسق والمجون عند تجمع كل الناس في بيوتهم وعند نزول المغفرة والرحمات ، عند إفطار الصائمين ، وهم كذلك يكرسون جهودهم في أوقات السحر وعند صلاة التراويح بالبرامج والمسلسلات الماجنة ، لتخريب المسلمين .
فنحن أولى بالمحافظة على شهرنا من عبث العابثين وحقد الحاقدين
فيا حبذا أن يقوم كل واحد منا من الآن بعمل برنامج له في استغلال شهر رمضان المبارك ، ورفع رصيده الإيماني ، وأن يقوم الدعاة إلى الله والمربون والمخلصون ، بوضع برامج دعوية وعبادية لعامة المسلمين ، ليس لحفظ أوقاتهم فقط ؛ بل لرفع رصيد حسناتهم _ بإذن الله _ وللرقي بهم إيمانيا وتربويا ، بإقامة حملات للعمرة ، وإقامة حلق للعامة لقراءة كتاب الله وتصحيح التلاوة ، وإقامة الدروس في تدبر كتاب الله وتفهمه وتسهيله للناس ، وإعداد الأمسيات لجمع الشباب والقرب منهم والتعرف على مشاكلهم ، وتبيين مخططات أعداء الإسلام ، وإشعارهم أنهم جزء في حل هذه المشكلة .
إلى غير ذلك من سبل التخطيط النافعة والمفيدة .
فلنبادر من الآن لإعداد هذه البرامج لنا ولمجتمعاتنا وندعو الله جميعا
(( أن يبارك لنا في بقية شعبان وأن يبلغنا رمضان ))
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-13, 04:31 PM   #3
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي ضيف جديد .. هل من مـرحب ؟؟

ضيف جديد .. هل من مـرحب ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يسرنا ويسركم . ويسر كل مسلم أن يكون هذا الضيف بين أظهرنا ..
لكنه - وللأسف - لن يطيل المقام بينكم .. لأسباب لا يعلمها إلا عالم الغيب والشهادة .
فنسأل الله العظيم المنان أن يعيننا على إكرامه ..

فحي هلاً نتعرف عليه :

- عرف بنفسك أيها الضيف المبارك :
أنا شهر رمضان المبارك . شهر الرحمة والغفران .. والعتق من النيران .
وأنا شهر الصيام ، والصيام : هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .

- متى فرضك الله علينا ؟
أولاً أنا الركن الخامس في الإسلام ..
فمن ضيعني فليس له حظ في الإسلام .. بل يكون مرتداً يستتاب من هذا الذنب أويقتل .
وقد فرضني الله على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة ..

- وكم أدرك صيامك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أدرك تسع سنوات .

- كيف يثبت دخولك حتى نصوم ؟
بأمرين :
1) برؤية الهلال ،،،
2) إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً .

- هل تحدثنا عن القرآن وأنت شهر القرآن ؟
الله المستعان .. يقول جل شأنه : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }
ويقول : { إنا أنزلناه في ليلة القدر }

ومن السنة تلاوة القرآن في هذا الشهر والإكثار منها ، ومدارسة القرآن ..
ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم من أجود الناس ، وكان أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ))

وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ..
وكان للشافعي ستون ختمة في هذا الشهر غير مايقرأه في الصلاة !!
ويقول الزهري : إذا دخل رمضان فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام .
ويقول محمد بن كعب : كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه ؛ يشير إلى سهره وطول تهجده .
وقال وهيب بن الورد : قيل لرجل : ألا تنام ؟ قال : إن عجائب القرآن أطرن نومي .

وأنشد ذو النون :

مــــــنع القـــرآن بوعده ووعيــــده *** مقل العـــيون بليلها لاتهجـــعُ

فهمــــوا عن الملك العظـــيم كلامـــه *** فهماً تذل له الرقـــاب وتخضعُ

- الله أكبر .. وهل تذكر لنا من السنة ما يرغب في القرآن والصيام ..
نعم ، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ؛ يقول الصيام : أي رب .. منعته الطعام والشهوات بالنهار ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان )) حسنه الألباني .

نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن ، وأن يعيننا على الصيام والقيام ..
حسناً .. هل تخبرنا عن الدروس التي سنستفيدها منك إن شاء الله ؟
دروس الصيام كثيرة .. لا أستطيع في هذه العجالة إستيفاءها
ولكن نشير إشارةً لبعض منها بإيجاز ..

1- الصبر
2- الأمانة
3- الرحمة والمواساة وقضاء حوائج الناس .
4- التعاون على البر والتقوى .
5- ضبط النفس .
6- التقوى .
7- رقة القلب .
8- أعطي في هذا الشهر منهجاً رائعاً للتغير ..

- ماذا عن فضل تفطير الصائم ؟
أما عن تفطير الصائم فسأذكر حديث وأثرين فقط ؛ لأن الوقت بدأ يدركنا ..

قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الترمذي : (( من فطر صائماً فله مثل أجره ))
وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .
وكان كثير من سلف هذه الأمة يؤثرون غيرهم بفطورهم ؛ وربما باتوا طاوين .
- وماذا تقول للسفهاء الذين يبغظونك ؟
- أقول : كيف يكرهونني وفيني يغفر الله الذنوب !! ويقيل العثرات !!
ويستجيب لهم الدعوات ، ويرفع لهم الدرجات !! سبحان الله .
أقول من كانت هذه حاله ؛ فالبهائم أعقل منه ..
وقبح الله تلك الوجوه .
- نسأل الله أن يهديهم .. حسناً ؛ ما الأشياء التي تكرهها أنت وغيرك ..
أو تلاحظها على بعض الناس في هذا الشهر ؟؟
ما أكثرها .. وسأشير إلى بعضها :
1- الكسل الشديد ، وكثرة النوم .
2- كثرة السهر لغير حاجة ، أو في معصية الله .. هذا ملاحظ جداً .
3- تضييع الأوقات .
4- كثرة الأكل في الإفطار مما يثقل عن صلاة التراويح .
5- اجتهاد كثير من الناس في أول الشهر ، وفتورهم في آخره .
6- ما يعرض من مسلسلات وفوازير على أجهزة الإعلام ، وانتشار الغناء ..
وغير ذلك كثير ، نسأل الله أن يصلح أحوالنا ..
نسأل الله أن يبارك لنا فيك يا رمضان ، وأن يلحقناك ، ويعيينا فيك على الصيام والقيام

جاء شهر الصوم بالبركات *** أكرم به من زائرٍ هو آتي


وننتقل الآن إلى الأسئلة :


- هذا سائل يسأل عن من يجب عليه الصوم ؟


الجواب ،، الحمد لله .. يجب على كل من :


المسلم العاقل البالغ القادر مقيم غير مسافر خال من الموانع ..


فلا يصوم الكافر .. ولا المجنون .. ولا العاجز .. ولا المريض مرضاً طارئاً


ولا الحامل والمرضع .. ولا المسافر .. والله اعلم .

- وهذا سائل يسأل : هل يعتمد الحساب الفلكي في إثبات الشهر ؟؟


الجواب .. لا يجوز اعتماد الحساب في إثبات الشهر .. وبذلك أفتى


الشيخ بن باز رحمه الله ،، بل قد حكى ابن تيمية رحمه الله الاجماع على عدم جوازه ..

- سائل يسأل : ما هي مفسدات الصوم ؟


مفسدات الصوم ثمانية :


1- الجماع


2- الأكل والشرب المتعمد .


3- إنزال المني يقظة إستمناءٍ أو مباشرة .


4- حقن الإبر ( المغذية ) التي يستغنى بها عن الطعام . أما الإبر التي لا تغذي فلا تفطر ، سواءً استعملها في العضلات أو في الوريد ، وسواء وجد طعمها في حلقه أم لم يجد .


5- حقن الدم ..


6- خروج دم الحيض والنفاس .


7- إخراج الدم من الصائم بحجامة أو فصد أو سحب للتبرع به أو لإسعاف مريض .


فأما خروج الدم بلا إرادة ؛ كالرعاف أو خروجه بقلع سن ونحوه .. فلا يفطر .


8- التقيئ عمداً .

- أحسن الله إليكم ،،ما الأشياء المباحة للصائم والتي لا تضر بصومه ؟


الجواب :


يباح للصائم أمور :


1- بلع اللعاب ،، فلا يفطر به . أما البلغم الغليظ فيجب إخراجه وعدم بلعه .


2- خروج المذي أيضاً .. لا يضر بالصوم .


استعمال الطيب للصائم يجوز ، أما البخور فإنه لا يجوز استنشاقه ؛ لأن له جرماً يصل إلى المعدة وهو الدخان المنبعث منه .


3- يجوز للصائم استعمال معجون الأسنان ؛ لكن ينبغي التحرز منه .


4- يجوز إستعمال قطرة العين والأذن في أصح قولي العلماء .


5- يجوز إستخدام بخاخ الفم المستخدم في علاج الربو .


6- أخذ الدم اليسير يجوز للتحليل ونحوه .


7 - أخذ الحقنة الشرجية للصائم يجوز ، ولا يؤثر على الصوم .


8- يجوز تذوق الطعام لحاجة .. بأن يجعله على طرف لسانه ، ليعرف حلاوته ، أو ملوحته .. ولكن لايبتلع منه شيء .


9- تقبيل الزوجة ممن يملك نفسه ولايضر صيامه ، فإن أنزل بطل الصوم .

حقيقةً .. الحديث ذو شجون ،، والعرض شيق ولكن الوقت ضيق ..


وقبل الختام نود منكم كلمة أخيرة ..


أقــــــول :

يا من ضيع عمره في غير الطاعة يا من فرط في شهره بل في دهره وأضاعه ! يا من بضاعته التسويف والتفريط ، وبئست البضاعة ..

كل صيام لا يصان عن قول الزور والعمل به ، لا يورث صاحبه إلا مقتاً


كل قيام لا ينهى عن الفحشاء والمنكر ، لا يزيد صاحبه إلا بعداً ..


رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، وقائم حظه من قيامه السهر ..

يا قوم !! أين آثار الصيام ؟ أين أنوار القيام ؟


هذا - عباد الله - شهركم الذي أنزل فيه القرآن ، وهذا كتاب الله يتلى ويسمع !!


وهو القرآن .. الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً يتصدع .. ومع هذا .. فلا قلب يخشع !! ولا عين تدمع !! فهذا رمضان آتاكم .. وفي قدومه للعابدين مستمتع


وخذ في بيان الصوم غير مقصر *** عبادة سر ضد طبع معود

وصبر لفقد الإلف في حالة الصبا *** وفطم عن المحبوب والمتعود
فثق فيه بالوعد القديم من الذي *** له الصوم يُجزى غير مخلف موعد
وحافظ على شهر الصيام فإنه *** لخامس أركان لدين محمد
تغلق فيه أبواب الجحيم إذا أتى *** وتفتح أبواب الجنان لعبدِِِِِ
وقد خصه الله العظيم بليلة *** على ألف شهر فضلت فلترصد



التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 20-06-13 الساعة 04:33 PM
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-13, 04:37 PM   #4
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي أقبلت يا شهر الصيام

أقبلت يا شهر الصيام


الحمدلله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد ....
لقد أقبل شهر الصيام بفضائله ، و فوائده، و هباته، و نفحاته ...
أقبل بأنفاسه العطرة، و ثغره الباسم، ووجهه المشرق ...
أقبل وهو ينادي ويقول : يا باغي الخير أقبل .. ويا باغي الشر أقصر ...
أقبل وهو يصرخ محذرا: (( ورغم أنف امرىء دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له))
أقبل فتفتحت بإقباله أبواب الجنان ... وغلقت أبواب النيران، و سلسلت الشياطين ..
أقبل و المسلمون يتشوقون الى صيام نهاره و قيام ليله ..
فيا له من شهر عظيم .. وموسم .. كريم .. و تجارة رابحة لن تبور .

وخذ في بيان الصوم غير مقصر = عبادة سر ضد طبع معود
وصبر لفقد الإلف في حالة الصبا = وفطم عن المحبوب و المتعود
فثق فيه بالوعد القديم من الذي = له الصوم يجزى غير مخلف موعد
وحافظ على شهر الصيام فإنه = لخامس أركان لدين محمد
تغلق أبواب الجحيم إذا أتى = وتفتح أبواب الجنان لعبد
تزخرف جنات النعيم و حورها = لأهل الرضا فيه و أهل التعبد
وقد خصه الله العظيم بليلة = على ألف شهر فضلت فلترصد
فأرغم بأنف القاطع الشهر غافلا = و أعظم بأجر المخلص المتعبد
فقم ليله و اطو نهارك صائما = و صن صومه عن كل لغو ومفسد
فيا عباد الله ! هذا شهر الصيام قد أقبل فماذا أنتم فاعلون ؟
يا أيها المقصر ! هذا الشهر - والله- فرصه لا تعوض للتوبة و الانابة و الرجوع الى الله عز و جل .. فإذا جاء رمضان و لم تتب فمتى تتوب؟ و إذا أقبل شهر الصيا و لم تعد فمتى تعود؟

الذين يكرهون رمضان
إياك - أخي - أن تكون من الذين يكرهون رمضان، لأنه يمنعهم من شهواتهم و مألوفاتهم، فإن هؤلاء لا حظ لهم من صيامهم الا الجوع و العطش..
كيف يكرهون رمضان وفيه تغفر ذنوبهم ..
كيف يكرهون رمضان وفيه تقال عثراتهم ..
كيف يكرهون رمضان وفيه تستجاب دعواتهم ..
كيف يكرهون رمضان وفيه ترفع درجاتهم ..
* قال الامام ابن رجب في " لطائف المعارف ": ولربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل رمضان يراد به اغتنام الأكل، لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام، ولهذا يقولون : هى أيام توديع الأكل، و تسمى تنحيسا، واشتقاقه من الأيام النحسات.
ذكره ابن درستويه النحوي، و ذكر أن أصل ذلك متلقى من النصارى، فإنهم يفعلونه عند قرب صيامهم، و هذا كله خطأ و جهل ممن ظنه.
وربما لم يقتصر كثير منهم على اغتنام الشهوات المباحه، بل يتعدى الى المحرمات، و هذا هو الخسران المبين، و أنشد بعضهم في هذا :

إذا العشرون من شعبان ولت = فواصل شرب ليلك بالنهار
و لا تشرب بأقداح صغار = فإن الوقت ضاق على الصغار
يقصد شرب الخمر و العياذ بالله و قال آخر:
جاء شعبان منذرا بالصيام = فاسقياني راحا بماء الغمام
ومن كانت هذه حاله، فالبهائم أعقل منه، و له نصيب من قوله تعالى:
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) -الأعراف 179-
وربما تكَره كثير منهم بصيام رمضان، حتى أن بعض السفهاء من الشعراء كان يسبه، و كان للرشيد ابنٌ سفيه، فقال مرة:

دعاني شهر الصوم لا كان من شهر = و لا صمت بعد شهرا بعده آخر الدهر
فلو كان يعديني الأنام بقدرة = على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر
فأخذه داء الصرع، فكان يصرع في كل يوم مرات متعددة ، و مات قبل أن يدركه رمضان آخر.
فكثير من هؤلاء الجهال لا يصلي إلا في رمضان إذا صام، فيطول عليه ، و يشق علي نفسه مفارقتها لمألوفها، فهو يعد الأيام و الليالي ليعود إلى المعصية.
و هؤلاء مصرون على ما فعلوا و هم يعلمون ، فهم هلكى، و منهم من لا يصبر على المعاصي، فهو يواقعها في رمضان.
فمن أراد الله به خيرا حبب اليه الايمان ، و زينه في قلبه، و كره اليه الكفر و الفسوق و العصيان، فصار من الراشدين.
ومن أراد الله به شرا خلى بينه و بين نفسه ، فأتبعه الشيطان، فحبب اليه الكفر و الفسوق و العصيان ، فكان من الغاويين ..
فالحذر الحذر من المعاصي ..
فكم سلبت من نعم ..
وكم جلبت من نقم ..
وكم خربت من ديار ..
وكم وكم أخلت ديارا من أهلها .. فما أبقى منهم ديّار.
وكم أخذت من العصاة بالثار.
وكم محت لهم من آثار.

يا صاحب الذنب لا تأمن عواقبه = عواقب الذنب تُخشى وهي تُنتظر
فكل نفس ستُُجزى بالذي كسبت = وليس للخلق من ديّانهم وَزر (1)
حال السلف
أين حال هؤلاء الحمقى من قوم كان دهرهم كله رمضان ؟! ليلهم قيام ، و نهارهم صيام ..
*
باع قومٌ من السلف جارية ً .. فلما قرب شهر رمضان ، رأتهم يتأهبون له ، ويستعدون له بالأطعمة و غيرها .. فسألتهم ، فقالوا : نتهيأ لصيام رمضان. فقالت : و أنتم لا تصومون إلا رمضان؟ لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ... ردوني عليهم !!
*
و باع الحسن بن صالح جارية له ، فلما انتصف الليل قامت فنادتهم: الصلاة الصلاة ... قالوا: طلع الفجر ؟ قالت : و أنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟ ثم جائت الحسن فقالت : بعتني إلى قوم سوء، لا يصلون إلا المكتوبة؟ .. ردني .. ردني ..
*
و كان أيوب السختياني يقوم الليل كله و يخفي ذلك، فإذا كان عند الصباح رفع صوته، كأنه قام تلك الساعة..
*
كان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، و بعضهم في كل عشر.
*
كان قتادة يختم في كل سبع دائما، و في رمضان في كل ثلاث، و في العشر الأواخر في كل ليلة.
*
و في حديث السائب بن يزيد قال: كان القارىء يقرأ بالمئين - أي المئات من الآيات- حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، و ماكانوا ينصرفون إلا عند الفجر.
*
قال علقمة بن قيس: بت مع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ليلة، فقام أول الليل يصلي، فكان يقرأ قراءة الامام في مسجد حيه، يرتل و يسمع من حوله ، و لا يرجع صوته حتى لم يبق من الغلس الا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها، ثم أوتر.
قال بعض السلف: صم الدنيا، و اجعل فطرك الموت.
الدنيا كلها شهر صيام المتقين، يصومون فيه عن الشهوات المحرمات، فإذا جاءهم الموت فقد انقضى صيامهم ، و استهلوا عيد فطرهم.

وقد صمت عن لذات دهري كلها = و يوم لقاكم ذاك فطر صيامي
من صام عن شهواته ، أفطر عليها بعد مماته، و من تعجل ما حرم عليه قبل وفاته، عوقب بحرمانه في الآخرة و فواته، و شاهد ذلك قوله تعالى: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ) {الأحقاف 20}
وقول النبي صلى الله عليه و سلم: ((من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة)) - متفق عليه-، و (( من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)) - متفق عليه

أنت في دار شتات = فتأهب لشتاتك
و اجعل الدنيا كيوم = صمته عن شهواتك
و ليكن فطرك عند الله = في يوم وفاتك
عباد الله ! بلوغ شهر رمضان و صيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، و كيف لا يكون ذلك و قد جعل الله أجر الصيام بغير حساب كما قال تعالى في الحديث القدسي: (( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي و أنا أجزي به)) - متفق عليه-، و في رواية مسلم: (( كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها غلى سبعمائة ضعف، قال تعالى: إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به))
إخواني ! من رُحم في شهر الصوم فهو مرحوم، و من حرم خيره فهو محروم، ومن لم يتزود فيه لمعاده فهو ملوم ..

أتى رمضان مزرعة العباد = لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولا و فعلا = و زادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب و ما سقاها = تأوه نادما يوم الحصاد
فهنيئا لكم أيها الصائمون الأجر و المغفرة و العتق من النيران، ففي حديث أبي أمامة مرفوعا: (( ....و لله عتقاء من النار في كل ليلة)) - رواه الترمذي و ابن ماجة و حسنه الألباني.
وهنيئا لم استجابة دعواتكم ، و حصولكم مطلوبكم، فقد قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : (( إن لكل مسلم في كل يوم و ليلة - يعني في رمضان - دعوة مستجابة )) - رواه البزار، و قال الألباني: صحيح لغيره-
أما أنت أيها المحروم ، فما أردأ رأيك، و ما أخسر صفقتك، و أحقر فكرك ..
أتبيع الدر بالبعر و تزعم أنك عاقل ؟
أتطيع الشيطان و تعصي الرحمن و تتبجح بالفهم و المعرفة ؟
أتترك جنة عرضها السماوات و الأرض لأجل جيفة قذرة و تعد نفسك فطنا ذكيا أريبا؟!

فيا من طالت غيبته عن ربه، قد قربت أيام المصالحة.
يا من دامت خسارته .. قد أقبلت أيام التجارة الرابحة.
من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح؟ و من لم يقرب فيه من مولاه، فهو على بعده لا يبرح.
كم ينادي : حيّ على الفلاح و أنت خاسر !!.
كم تدعى إلى الصلاح و أنت على الفساد مثابر !!.
كم ممن أمّل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله، فصار قبله الى ظلمة القبر....
كم من مستقبل يوما لا يستكمله، و مؤمل غدا لا يدركه.
إنكم لو أبصرتم الأجل و مسيره ، لأبغضتم الأمل و غروره.

جاء شهر الصيام بالبركات = أكرم به من زائر هو آت
وصلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
دار الوطن
-------------
(1) وزر : ملجأ


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-13, 04:41 PM   #5
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي على أبواب رمضان يعتصرني الألم ويحدوني الأمل

على أبواب رمضان
يعتصرني الألم ويحدوني الأمل
سليمان بن عبدالكريم المفرج

الحمد لله شق النور ، وعلم هواجس الصدور ، نافذ أمره ، دائم بره ، شديد بطشه ، واجب حمده ، فتبارك اسمه وجل ذكره ، محمود بكل لسان ، معبود بكل زمان ، مقصود بكل مكان ، أشهد أن لا إله إلا الله الرحمن الرحيم وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بالقرآن رحمة للعالمين الداعي غلى التوبة والإيمان صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله وصحبه في كل حين وآن . أما بعد ....
فما أسرع الأيام تمر كلمح البصر وإنها والله نذير للبشر لا يفرح الانسان بمرورها بقدر ما يحزن على فواتها ، ففي تصرمها نقضاء للعمر وفي زوالها تقريب من الحفر .

إذا تم شيء بدا نقصه ****** ترقب زوالاً إذا قيل تم
وفي هذه الأيام نستقبل أيام رمضان الغالية والعزيزة على النفس بعد أن طويت منذ عام كامل بما أودعناها من أعمال ستشهد علينا غداُ أمام الله تعالى .
فأهلاً وسهلاً بك أيها الضيف الحبيب حللت أهلاً ووطئت سهلاً وحيا الله الهلال الذي يبشر بقدومك .
بحلولك تستأنس النفوس وبنزولك تطمئن القلوب لك في الخيال ذكرى وفي النفس شجى وفي الصدر شوق وفي الأعمال حنين .
جفت مآقينا يا رمضان فأدركها ، وارهقت كاهلنا الذنوب فخففها ، وتلاحقت النكبات على أفئدتنا فواسها وتقلبت أحوال الضمائر والنيات فطهرها وتعرضت الأجساد لسخط الجبار فأنقذها وتوالت صيحات الاستغاثة فأغثها .
أظلمت الدنيا في وجهي طويلاً بحثثت عن سر السعادة فلم أجدها ، نمت قمت .... شربت نشوت ... أكلت شبعت ... صاحبت سهرت ... عشقت نلت ... مشيت سرت .... أنفقت بذرت ... فرطت جهلت .... وأخيراً نعبت وندمت وخسرت .
جربت كل شيء فلم يسعدني ، فعلت كل شيء فلم يرحني .
إليك يا رمضان أبوح بخلجات الصدر ، لن أجد من أئتمنه لنقلها كما هي سوى الثغر ، فهو أسهل وسيلة للتغيير ، فلقد سئمت حياة المعاصي والتقصير وأسرفت على نفسي بشكل منقطع النظير ، ولكن إذا أراد الله فليس عليه عسير .
والآن ذقت طعم السعادة بعد أن عدت إلى الله عودة صادقة بإذن الله ، إني أرى الضوء أخضر ، والحياة وردية ، والأيام بيضاء ، فلعلك يا رمضان تكون خير معين لي على طاعة ربي ، فأنت موسم البركات ، في ظلك أتفيؤ ظلال المغفرة والرحمات ، أنت شهر إقالة العثرات ، والتعرض من الله لأطيب النفحات ، أعاهدك يا رمضان أن أبدأ صفحة جديدة مع الله وأفتح سجلاً ناصع البياض فلا تراني إلا محافظاً على الصلاة مع الجماعة في الصف الأول وإذا بحثت عني ، فأنا مشغول بتكحيل عيني بتلاوة كتاب الله ، أو تلمس الطريق لأصل إلى أهل العوز والحاجة ، لأنفق عليهم وأقوم بتفطير الصائمين ، وإن فترت فلا أفتر عن الدعوة إلى سبيل ربي ، أو الاستغفار في وقت اسحر عن سابق معصيتي أو الدعاء بأن يتقبل الله توبتي ويغسل حوبتي وإذا نام الأنام صففت الأقدام في جنح الظلام لأقوم الليل خاشعاً باكياً وإن شاء الله سأزور بيت الله العتيق وأعتمر وأعتكف ، لعلي أنسى الماضي الأليم وأرجع بوجه وضاء جديد .
إني شاكر لنعم ربي التي طالما عصيته بها فيما مضى خلفت الدنيا ورائي وطلقتها ثلاثأ بلا رجعة بعد شدة لجاج وغضب ، فهي التي كانت تحركني ، وتتحكم في قلبي وعاطفتي .
ما أجمل العودة إلى الله ! لقد أيقنت أن السعادة في طاعة الله وأن للإيمان طعماً حلواً لم يتذوقه كثير من الناس ، وأن في دنيانا هذه جنة من لم يدخلها ، لم يدخل جنة الآخرة ، وقد تاه أكثر عباد الله عن بابها .

إن رمضان فرصة للإنابة ومحاسبة النفس ، والدنيا دار بلاء مشحونة بالمتاعب ، مملوءة بالمصائب ، طافحة بالأحزان ، يزول نعيمها ، ويذل عزيزها ، ويشقى سعيدها ، ويموت حيها ، مزجت أفراحها بأتراح ، وحلاوتها بمرارة ، فلا تدوم على حال ، ولا يطمئن لها بال ، والموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ولا يستأذن أحداً ولباسه لا يستثني جسداً ، فأدعوا نفسي وكل من يقرأ ما تخطه بناني إلى التوبة ، اتركوا القدة والمنام ، واهجروا المعاصي والإجرام قبل تصرم الآجال ، وليردد الإنسان في هذا المقام :
يا رب إن عظمت ذنوبــي كثرة ***** فلقد علمت بأن عفوك أعظــــم
إن كان لا يرجــوك إلا مــــحسن ***** فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعاً ***** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحـــم
مــالي إليك وســيلة إلا الدعــــــا ***** وجميل عفوك ثم أني مسلـــم
يا رمضان سأنتقل فيك من طاعة إلى طاعة ، يعصرني الألم على ما مضى من التفريط ، ويدوني الأمل في مواصلة الصالحات ، وتجديد العهد ورجاء الفبول من الله ، وأتمنى أن تطول أيامك يا رمضان ، فلقد أبهجت قلبي ، وأنقذت حياتي بروحانيتك وأجوائك وحلاوة أوقاتك وخصوبة أرضك .
فلا تلمني إذا ذرفت عيني لفراقك ، ولا تؤاخذني إذا تحشرج صوتي متقطعاً في لظات وداعك .

يا راحلاً وجميل الصب يتبعه *** هل من سبيل إلى لقياك يتفق
ما أنصفتك دموعي وهي دامية *** ولا وفى لك قلبي وهو يحترق
عذراً يا رمضان .... إن البكاء ليس كله للفراق ، فهناك شيء أكبر بكثير !! إنه القبول ، فهو الذي يقض مضجعي ، وينغص حياتي ، فلا أدري أغفر لي ربي أم تركني غارقاً في لجة ذنوبي ؟ فإن كان الأول فيا فوزي وسعادتي ، وإن كان الثاني فيا خسارتي وبؤسي .
اللهم امنحني ولا تمتحني ، وأعطني ولا تحرمني وتب علي وسامحني ، اللهم اجعل قلبي مملوءاً بحبك ولساني رطباً من ذكرك ، ونفسي مطمئنة لأمرك مستسلمة لقضائك .
يا من وثقت بعفوه هفوات المذنبين فما قطعها وخرقت السبع الطباق دعوات التائبين فسمعها وما ردها .
إلهي أطرقت من جلال هيبتك وخجلت حياءً من عظمتك ، وقفت سائلاً بباك ، ولذت فقيراًبجنابك ، ورست سفينة المسكين على ساحل كرمك ترجو الجواز إلى ساحة رحمتك ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت .
إلهي بالإساءة أقررت ، والتقصير اعترفت ، ولبابك قرعت ، ، ولمعروفك تعرضت ، ولرحمتك خضعت ، ومن فضلك سألت ، فارحم ذل مقامي وضعف قوتي ، وقلة حيلتي وسلطاني واجبر كسر قلبي ، واختم بالصالحات عملي ، وأقر برؤيتك فيى الآخرة عيني .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه أجمعين .

رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وماذا بعد رمضان ؟؟ رقية مبارك بوداني روضة الفقه وأصوله 4 20-08-13 08:16 AM


الساعة الآن 06:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .