|
06-03-11, 04:53 PM | #1 |
|طالبة في المستوى الثاني1 |
|
حتى يقول ولدك : " لا " للفساد
حتى يقول ولدك : " لا " للفساد
يعاني كثير من الآباء و الأمهات من بعض تصرفات أولادهم ذكوراً و إناثاً ، و وقوعهم في بعض المناهي الشرعية ، و عدم احترازهم من الفساد بمختلف صوره ، و يتساءلون : لماذا تنجح بعض البيوت في إعطاء الحصانة بينما تفشل أخرى ؟! و السبب في ظني يعود - بعد توفيق الله - إلى نوعية و رقي التعامل مع الأولاد في السن المبكرة على وجه التحديد . من الأمور المهمة : إيجاد قناة اتصال مع الأولاد بصفة يومية ، فحديثك معهم عن كل شيء في حياتهم يزرع في عقولهم ارتباطاً قوياً بك ، و يجعلهم يفضون كثيراً بما يعانونه من مشكلات ، سواء في المدرسة أو مع أصدقائهم ، و لا يمكن أن يتحدثوا إليك ما لم تبدأ أنت بالكلام و تشعرهم بأهمية آرائهم ، و تطلب رأيهم ربما فيما يخصك من أمور ، و تخبرهم أحياناً بما حصل لك في العمل ، و تحكي لهم بعض المواقف التي مرَّت بك ، و تكثر من الثناء على مواقفهم التي أحسنوا فيها . و بناء الثقة في نفوس الأولاد بإشعارهم بأهميتهم و أهمية آرائهم عندك مقدِّمة لجعلهم يتقبلون ما تحثُّهم عليه من التزام بقيم عليا و مبادئ لا يمكن أن يتنازلوا عنها حتى و لو كانوا بعيدين عنك . و كذلك من خلال تعليمهم مواجهة المواقف الصعبة و وضعهم أحياناً - و بطريقة ذكية - أمام أحدها ، و ترك المجال لهم ليتصرفوا بطريقة عفوية ، و مراقبة تصرُّفهم ، و بالتالي مكافأة المحسن ، و التنبيه على المخطئ .. ربما في وقت آخر و بعيداً عن التعنيف ، مع الحذر من الزجر و اللهو أمام إخوانهم و زملائهم . من الوسائل الفعالة كذلك : معرفة أصحابهم ، و التعرف على آبائهم ، و الحرص على ضمِّهم لدائرة معارفك . وأمر آخر ذو علاقة هو : ما يقع فيه الكثير من الآباء و الأمهات من الاستعجال في التوجيه المباشر عندما يكتشفون تصرُّفاً خاطئاً ، و عدم التفكير في نتائج التوبيخ السريع على تصوُّرات الولد ، و عدم إدراكهم لأنه سوف يلجأ في المرَّات القادمة إلى الظهور بمظهر الطيِّب المطيع الذي يفعل أمامهم ما يريدون و يرغبون ، بينما هو مع زملائه شخصية أخرى مختلفة تماماً . و من أسباب جعل الأولاد يقولون " لا" للفساد : كثرة سجودك ، و حُسْن عبادتك لربِّك ، و تضرُّعك بين يدي الله عز و جل أن يصلح أولادك و يجنِّبهم المزالق ، و قد كان الأنبياء يدعون لذريَّاتهم . و من الأشياء المؤثِّرة على جعل الأبناء يقولون " لا" للفساد ، بطواعية : شعورهم الحقيقي بمحبَّتك لهموحرصك عليهم ، فتواجدك معهم دائماً ، و حرصك على مهاتفتهم يومياً إذا كنتَ مسافراً ، أو الاتصال بهم من مكان العمل للسؤال عنهم ، أو أن تطلب منهم الاتصال بك من وقتٍ لآخر إلى مكان العمل ، و التصرُّف الحضاري معهم كما كان الرسول صلى الله عليه و سلم يعمل مع الصغار و الكبار ، و تكرار شكرهم و التلطُّف عند طلب شيء منهم .. باستخدام كلمات مثل : " من فضلك " أو : " لو سمحت " أو " أرجو ألا أكون أزعجتك " ، لها أثرٌ بالغٌ في تمتين العلاقة بين الوالد و ولده ، حتى لو كانت هذه العبارات موجَّهة لطفلٍ لا يتجاوز السادسة من عمره . كذلك من الأمور المهمة : العناية بالرصيد العاطفي و العلمي لهم ، فتحرص أثناء دخولك البيت على ضمِّهم و تقبيلهم ، و أثناء الطعام على الكلام معهم عن المدرسة ، و سؤالهم أسئلة محدَّدة ، مثل : " ماذا قال مدرِّس العلوم ؟ " و ما شابه ذلك ؟ و أيضاً إشعار الأولاد بأنهم يستحقون الاحترام ، و عدم وصفهم بالجهل و الغباء ، و البعد عن إذلالهم ، و محاولة تصحيح أغلاطهم على انفراد ، و تقديم الاعتذار لهم عند الخطأ معهم ، و إخبارهم دائماً أنَّ هناك حدوداً لا يمكن القبول بتجاوزها .. كل هذا يساعد كثيراً على بناء شخصيَّة قوية تقول : " لا " للفساد ، بكلِّ شجاعةٍ و بصيرةٍ . يقول ابن خلدون - في مقدمته ، نقلاً من وصية الرشيد لمعلم ولده - : " لا تمرنَّ بك ساعة إلا و أنت مغتنم فائدة تفيده إياها ، من غير أن تحزنه فتميت ذهنه ، و لا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ و يألفه ، و قوِّمه ما استطعت بالقرب و الملاينة ، فإنْ أباهما فعليك بالشدة و الغلظة " اهـ و من الأمور التي ينبغي أن يحذر منها الآباء : الأخذ بـ مبدأ إقناع الطفل بالأمر ؛ فإذا اقتنع فطيِّب ، و إذا لم يقتنع تركوه على ما يريد ! و هذا من الطرق التربوية الغريبة التي ثبت فشلها في الواقع . و الإقناع مهم ، و لكن إذا لم تنفع الوسائل المختلفة فلا بد من اتِّباع وسائل أخرى حتى تستقيم طباع الولد . المشكلة في نظري هي عندما يقول الأب أو الأم أو كلاهما : " نعم " للفساد ... !! أليس كذلك؟! د. رقية بنت محمد المحارب |
08-03-11, 02:29 AM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
11-12-2008
المشاركات: 468
|
ماشاء الله موضوع رائع
افادني كثيرا بارك الله فيك |
08-03-11, 07:15 AM | #3 |
|نتعلم لنعمل|
|
جزاك الله خيرا
موضوع متميز |
08-03-11, 07:32 AM | #4 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
10-03-2009
المشاركات: 98
|
جزاك الله خيرا
|
08-03-11, 11:19 AM | #5 |
مسئولة فريق العمل الفني
|
صدقتِ يا غالية في كل كلمة نقلتيها
وليس شرطا ان ننتظر بلوغ الطفل للسادسة لنعلمه ذلك بل اصبح الان الطفل ذو الثلاث سنوات له القدرة على قول لا للفساد فهناك من الأولاد اللهم بارك من تعلموا من سن السنتين ان الموسيقى والأغاني حرام وبالتالي كلما سمعوها في أي مكان فإنهم يرددون بلغتهم الركيكة ان الاغاني حرام وربنا هيزعل من الولد اللي شغلها وهيروح النار |
08-03-11, 11:53 AM | #6 | |
جُهدٌ لا يُنسى
|
جزاكِ الله خير أختنا الفاضلة وأحسن إليكِ
اقتباس:
جزاكِ الله خير الجزاء |
|
08-03-11, 10:41 PM | #7 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
20-02-2011
المشاركات: 17
|
جزاك الله خيرا
|
16-03-11, 03:54 PM | #8 |
|طالبة في المستوى الثاني1 |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله قلوبكن وأعانكن على تربية الاولاد جزاكم الله خير |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
92 طريقة لتعويد أولادك على الصلاة | السلفية | مكتبة طالبة العلم المقروءة | 29 | 23-01-14 02:06 PM |