عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-09, 05:38 PM   #387
خادمة الذكر الحكيم
|نتعلم لنعمل|
a فوائد الدرس السادس والعشرون.....

*** ما هي المرحلة السادسة من مراحل فهم القرآن؟ وما المقصود منها؟

المرحلة السادسة هي جمع الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد في موضع واحد ويسمى بالمصطلح المعاصر بالتفسير الموضوعي , وهو الذي ألف فيه الإمام النووي الشنقيطي "أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن" والمقصود من هذه المرحلة أن نأخذ من كل سورة المقطع والغرض من إنزالها ليتضح لك المقصود عند جمعها مع الآيات الأخرى.


*** وضحي كيف يمكن تفسير القرآن بالقرآن في الآيات التالية:


﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾

المور في لغة العرب الإضطراب والحركة الشديدة , أي ان السماء تحركت واضطربت وتغيرت وتغير حالها فهناك اضطراب يحدث لها لم يحدث لها في الدنيا, ففي الآخرة تبدا السماء بالتغير ومن ثم تتفطر وهو بداية الإنشقاق وتفتح أبوابها وتتشقق بالغمام الأبيض لنزول الملائكة , وتطوى كطي السجل للكتب ومن ثم تزال وتكشط وتصير وردة كالدهان أي لونها وردي فيه شئ من الحمرة ولكن هذه الحمرة ليست صافية وإنما يخالطها ألوان أخرى ويكون هناك مع هذا اللون شئ من صبغة الزيت وهو المهل وهو الزيت المتقطه من الغلي.


﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ﴾

إذا قال أحد أن قوله تعالى "فاجتنبوه" لا يدل على التحريم فنرد عليه بما يأتي :

أنه إذا جمعنا الآيات التي تتحدث عن الخمر يتبين لنا حرمة شرب الخمر والحكمة من تحريمه.
ولو تأملنا كلمة فاجتنبوه في كتاب الله عز وجل والمنهيات التي نهى الله عز وجل عنها بقوله فاجتنبوه مثل قوله تعالى "ولا تقربو الزنا" وقوله تعالى"واجتنبوا قول الزور" وقوله تعالى"واجتنبوا قول الزور" فهذه أمور كلها من المحرمات وتحريمها واضح فكذلك الخمر مثلها في التحريم ولفظ الإجتناب إنما ورد في الأمر المحرم الشديد..

(ولكن إذا قيل لما جاء النهي عن هذه الأشياء بالإجتناب أما اكل الميتة ولحم الخنزير بالتحريم؟؟

فالجواب :انه ورد لفظ الاجتناب وعدم القرب في الامور التي ترغب بها النفس وتشتهيها وتطلبها لذا كان التحريم فيها غير كافي بل يجب النهي عن اتيانها وعدم اقترافها والبعد عنها فهنا امران امرا بعدم الوقوع وأمرا بالمباعدة اما ذكر التحريم فكان في الامور التي لاترغب النفس بها والتي لا تقبل النفس عليها فلاتحتاج للنهي عن اتيانها والبعد عنها لأن النفس لا ترغبها بطبيعتها فكفى فيها التحريم فالنهي بالإجتناب ابلغ من النهي بحرمت...) جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة..

أما الآيات التي ذكر فيها خمر الدنيا ومراحل تحريمها فمنها مثلا ما غاير بين السكر والرزق الحسن ليبين ان السكر ليس رزقا حسنا في قوله تعالى "ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منها سكرا ورزقا حسنا " ومنها ما نهى عن قربان الصلاة حال السكر فمن أراد أن يشربها فلا يشربها إلا بالليل وفي هذا تضييق لوقت شربها في قوله تعالى "ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى" ومنها ما دلت على حصول الإثم الكبير بها في قوله تعالى " قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس" ومنها ما صرحت بالتحريم والأمر باجتنابها في قوله تعالى "إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ" واشتملت الآيتين الأخيرتين على ثمانية أدلة على تحريم الخمر وعندما أخبر الله جل وعلا عن خمر الآخرة بقوله تعالى "لا غول فيها ولا هم عنها ينزفون" هنا نفي انها تأخذ بشدة وانها لا تسبب الأمراض مثل خمر الدنيا الذي يثبط العمل ويسبب لشاربها الأمراض فخمر الدنيا فيها غول وتنزف وتذهب عقل الإنسان وتفسده وإذا ذهب عقله ذهب عنه التكليف وهذا لايجوز.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾

مر الجهاد بمراحل حيث كان في البداية محرما أي كفوا أيديكم ثم جاء الإذن به"أذن للذين يُقاتلون" ثم قتال من يلينا فقط في قوله تعالى"يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا ان الله مع المتقين "ثم جاء الأمر بجهاد الكفار قال تعالى "فاقتلوهم حيث ثقفتموهم" ولا يعني ذلك ان الآيات السابقة قد ذهبت من اصل الإستدلال بل هي باقية وقد يحتاج لها في بعض العصور والأزمان وقد ذكر ان اكثر من سبعين آية تنهى عن القتال وتأمر بالعفو والصفح.

التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 10-01-09 الساعة 10:41 PM سبب آخر: شكر...
خادمة الذكر الحكيم غير متواجد حالياً