[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
فالحمد لله رب العالمين، أولا وآخر، وظاهرا وباطنا، فله الحمد كله، وله الشكر كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، هو القائل جل وعلا: {الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}.
فالحمد الله الذي هداك لدينه، ولصراطه المستقيم، وحبب إليك العلم، والعمل به، ثم جعل في طريقك هذه المعوقات ليرفعك بالصبر عليها، ومحاولة التغلب عليها، حتى يجعل لك بعد هذا التمحيص الفرج والمخرج بإذنه جل وعلا، وأنت أكثر علما، وأقوى يقينا، وأربط جأشًا، وأحسن حالا، وأثبت إيمانًا..
إن من نعم الله على عبده أن يدله على الطريق المستقيم في ظلمة الجهل الذي حوله، ويصطفيه لذلك، وهذه نعمة لا تساويها نعم الدنيا كلها، فالهداية إذا وجدت فقد فاز صاحبها، وإذا فقدت فقد خسر فاقدها، ولو كانت الدنيا كلها بيده.
ونحن في هذا الملتقى يسرنا أن نرى مثلك معنا، نتعاون معك على البر والتقوى، ونتعلم وإياك العلم النافع، الذي يثمر العمل الصالح.
واعلمي بارك الله فيك أن العلم ليس هو كثرة الرواية، ولا كثرة المعلومات، ولا كثرة النقاشات، وإنما العلم الخشية من الله، وعبادته على بصيرة، والدعوة إليه على علم وبينة، وأنصحك بالاستماع لمحاضرة قواعد منهجية في طلب العلم الشرعي، وهي موجودة في صفحتي التابعة لهذا الموقع المبارك.
وأرى أن تدخلي في الدوارت التي يقيمها المنتدى، وتتدرجي في العلم حتى تعرفي ما يجب عليك من أمر دينك.
وأما ما يحصل لك من أهلك فإن الله جاعل لك منه فرجا ومخرجا، ولكن عليك بالصبر، وحسن معاملة أبويك، وطاعتهم في غير معصية، والدعاء لهم بالهداية والتوفيق.
وأكثري من الصلاة والدعاء، وثقي بالله فهو خير معين وناصر.
وفقك الله لكل خير، وصرف عنك كل شر، وجعلك مباركة أينما كنت، ورزقك الزوج الصالح، والذرية الطيبة..