عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-10, 09:33 PM   #10
رحيـل الغد
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 04-11-2008
المشاركات: 193
رحيـل الغد is on a distinguished road
افتراضي

وعليكُــم السَّــلام ورحمــةُ اللهِ وبركاتُــه..

قصة رائعة بكل تفاصيلها -اللهم بارك- جزاكِ الله خيرًا أختي الفاضلة..
قد نراها في بيوت كثيرة فاسمحي لي بتعليق ربما يطول ولكنه تحليل لجوانب القصة وأحداثها كما قرأتُها وأنتظر تصويبك بارك الله فيكِ.

الخطأ واقع من الزوج في أكثر من موضع في القصة كما أوردتِها أختي الفاضلة، وأما الزوجة فلها وعليها وأبدأ بما لها إن شاء الله.

الزوجة أولًا نجدُها في المطبخ تعدّ العشاء كأي أم وربة منزل.
لم تسمح لصغيرها أن يقلل من احترامه لأبيه، بل وعوضته التقصير الذي يشعر به في حق والده,
لم تقصّر في حسن التبعّل لزوجها من تزيّن وإعداد البيت والطعام وتهيئة الأولاد لاستقباله، بينما نجد الزوج لم يكترث لكل هذا، بل تذمّر عندما غضبت –ولها الحق- ثم وعد ولم يوفِ، وما اعتذر بل أغلق الموضوع وكأن شيئًا لم يكن.. وأما رَدُّ الزوجة فكان الصمت وحسرة في القلب.
حتى في تذكر حياتها السابقة معه كانت تحاسب نفسها ألا تكون ممكن يكفرن العشير وأن تكون منصفة قدر الإمكان، ونُلاحظ تذكرها لدرس العقيدة: [تذكَّرتْ في درس العقيدة أنَّ نفي الصِّفات المحْض ليس مدحًا] مما يوحي أنها طالبة علم.

وأما ما عليها فالمواقف أولًا كالتالي:
تخيل الزوجة زوجها في موقف يثير الضحك وهي في قمة غيظها، فلكأنها تلجأ للتنفيس عن غضبها في أحلام اليقظة وتعبيرها عن ذلك بالضحك الفعلي.
ثم عدم معرفتها بزوجها جيدًا لدرجة ألا تعرف كيف تتعامل معه في الاجازة التي قرر أن يقضيها في البيت لغاية في نفسه طبعًا.
طريقة تعاملها مع تقصيره في حقها وحق أطفالها.

هذا كله يوحي ببرودة العلاقة بينهما وانعدام الحوار –وإن كان الخطأ في هذا من جانب الزوج- إلا أن الزوجة أيضًا ملومة على استكانتها لذلك الوضع،، أولم تقولي يا غالية أن الصبر مدافعة البلاء وليس مجرد الإستكانة! فأين هي من قلب زوجها؟ وأين ذلك الحب الميت بينهما؟
نجدها أيضًا وقد تنازلها عن حقها بكل سهولة، ربما الوضع لم يكن يحتمل النقاش، ولكنه يحتمل وعدًا بعدم ترك الموضوع يمر هكذا دون عتاب، فهنا حق لها تنازلت عنه، وكم من حق لها تنازلت هي عنه حتى كانت النتيجة عدم اكتراث الزوج وكأنه لا يلقِ لها بالًا، فهي ستصمت وتتحسر وحسب فلا مشكلة لديه. وهكذا تطورت المسائل إلى أن وصلت لإعلانه الزواج وبكل وضوح، بل ويؤيد قراره بأن فيه صلاح الأمة وحل مشاكلها.
وأما هي فتعود لذات الموقف السلبي ولا أجده واقعيًا في الحقيقة فأي زوجة ستدفعها الغيرة حينها -ولو لحظيًا- وربما أرادت الكاتبة منه إلقاء الضوء على وصول العلاقة بينهما لأسوأ وضع.

وجوانب أخرى في القصة:
شوق الصغير الواضح في غير موضع من القصة والذي لفت انتباهي فعلًا فهل طفل بعمر ست سنوات متعلق بأبيه -الذي لا يكاد يراه- لهذا الحد!! ويفتقده ويعبر عن حاجته بهذا الشكل..!
ربما لا نشعر بأطفالنا ولا نوفّي مشاعرهم قدرها ! وهذا جانب مهم من القصة وإن كانت أحداثها قائمة على الزوج والزوجة.
وأيضًا موقف الصغير في المطالبة بحقه على النقيض من موقف الزوجة من زوجها في التنازل عن حقوقها وهذا إن دلّ فإنما هي عفوية التعامل الطفولي الجميل والصحيح في نفس الوقت.

وأما الحل فكما قالت أم لين -بارك الله فيها- وكما أشرتِ إليه أيضًا في القصة -بارك الله فيكِ- [لا بدَّ أن يستمرَّ البيت وتغيظ الشَّيطان] فبعد برود العلاقة بهذا الشكل لابد من الصبر ولعل بيان سبب تدهور العلاقة يكون به العلاج أيضًا فتتنبه وتسعى والله المستعان.


جزاكم الله خيرًا .. وأعتذر -مجددًا- للإطالة : )



توقيع رحيـل الغد
[CENTER][IMG]http://dc181.4shared.com/img/203382990/905e329/__online.jpg?rnd=0.91608126967391&sizeM=7[/IMG][/CENTER]
رحيـل الغد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس