عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-08, 10:11 PM   #2
صالح الحصين
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 02-04-2008
المشاركات: 275
صالح الحصين is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ثمرة الاعتقاد بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي: طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
مذهب المعتزلة في كلام الله أنه مخلوق وشبهتهم أن اثبات الكلام لله يلزم منه التشبيه لأن المخلوق يتكلم، واستدلوا بقوله تعالى:{ الله خالق كل شيء} فشيء عامة فيدخل فيها الكلام.
والجواب:
أن كلام الله هو كلام يليق بجلاله فلا يلزم من كون المخلوق متكلما التشابه مع الخالق لأن الله ليس كمثله شيء فنحن نؤمن بأن الله يتكلم لكن نجهل كيفية ذلك كما قال تعالى:{ اليوم نختم على افواههم وتكلمنا أيديهم} فنحن نؤمن بكلام اليد لكن نجهل كيفيته فكذلك نؤمن أن الله يتكلم لكن نجهل كيف يكون كلامه.
وأما استدلالهم بالآية فيقال لهم: المراد بها أي أن الله خالق لكل شيء مخلوق وكل موجود سوى الله مخلوق وكلام الله صفة من صفاته فلا تكون مخلوقة فلا تدخل في هذا العموم وهذا يفهم من سياق الكلام كما في قوله تعالى:{ تدمر كل شيء} أي كل شيء قابل للتدمير فلم تدخل في ذلك الجبال ونحوها.
ومذهب المعطلة: أنهم نفوا صفة الكلام وزعموا أن إثبات الكلام يلزم منه التشبيه والرد عليهم كما سبق في الرد على المعتزلة، ويقال لهم أيضا أن التشابه في الاسم لا يلزم منه التشابه في المسمى فأنتم تقرون أن الله موجود، وكذلك العبد موجود لكن شتان بين وجود الخالق ووجود المخلوق، وكذلك الجنة فيها أنهار وعسل ولبن والدنيا فيها أنهار وعسل ولبن وفرق في المسمى بينهم.
واستدلوا بقوله تعالى:{ لا تدركه الابصار} على نفي رؤية الله وهذا مذهب باطل فإن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما ثبت في الآيات والأحاديث الصريحة، والمنفي في هذه الآية هو الادراك وليس الرؤية وفرق بينهما فإنه لا أحد يدرك الله عز وجل، ألا ترين أنه لو مرت عليك سيارة مسرعة فأنت ترينها لكن هل تستطيعين أن تحددي كم عدد ركابها وتحددي جميع أوصافها فهذا هو الادراك، ففرق بين الرؤية وبين الادراك.
وانصحك بالرجوع إلى كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ففيه تفصيل أكثر. والله الموفق.
صالح الحصين غير متواجد حالياً