عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-09, 08:25 AM   #26
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
a تابع تفريغ الشريط السابع والاخير ....

ضمير الفصل
هو حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل , يقع بين المبتدأ والخبر اذا كانتا معرفتين
اذن هو حرف لا محل لها من الاعراب لان الحروف لا تعرب وانما يُعرب بها , فلا يمكن ان تجد حرفا يعرب ابدا , حتى النحويين قالوا في قول القائل :حضرت بلا كتاب ....الباء : حرف جر
لا : نافية وهي حرف لا يمكن ان تقول انها في محل جرولا يضاف .
الخلاصة إذا قيل المرلف لم يبين المؤلف هل لضمير الفصل محل من الإعراب أم لا؟

الجواب : قد بين لأنه قال هو حرف ، والحرف لا يمكن أن يكون معربا.
....................
يقع ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر اذا كانا معرفتين سواء كانا منسوخين بأدوات النسخ ام لا , فتقول :
زيد كان هو الغاضب : منسوخين بـ ( كان )
يقول تعالى :
-( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )- [الشعراء/40]

وقوله اذا كانا معرفتين , علم من ذلك انه اذا لم يكونا معرفتين فانه لا يأتي ضمير الفصل , نقول
زيد قائم
لا يصح ان نقول : زيد هو قائم ,, لانه نعرب هو المبتدأ قائم : خبر
وجملة ( هو قائم ) صارت خبر للمبتدأ زيد .

ويكون بضمير المتكلم , كقوله تعالى :
-( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )- [طه/14]

القائل هو الله عز وجل يخاطب موسى , يقول :
انني انا الله : اي لا غيري ,
لا اله الا انا : اول ما كلمه بالتوحيد , لا : نافية للجنس
اله : اسمها , وخبرها محذوف , والتقدير (حق
الا : اداة حصر
انا : بدل من الخبر المحذوف
وكذلك ايضا :
-( وإنا لنحن الصافون )- [الصافات/165]
القائل هو الملائكة , وفي هذا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام :
ألا تصفّون كما تصف الملائكة عند ربها .
الضمير في الآية : نحن ,
لو كانت الآية : ( وإنا للصافون ) كانت صحيحة , ولكن أضيف ضمير الفصل لفوائد .
...................
ويأتي بضمير المخاطب , كقوله تعالى :
-( كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )- [المائدة/117]
كما يأتي بضمير الغائب , كقوله
-( وأولئك هم المفلحون )- [البقرة/5]

يقول تعالى :
-( وإن جندنا لهم الغالبون )- [الصافات/173]
والأصل ( وان جندنا للغالبون )
..................

لضمير الفصل ثلاثة فوائد

1" التوكيد
ان قلت زيد هو أخوك , تكون أوكد من قولك : زيد أخوك .

2" الحصر
وهو اختصاص ما قبله بما بعده ,
فان قولك المجتهد هو الناجح , يفيد اختصاص المجتهد بالنجاح .
المجتهد هو الناجح والمهمل ليس بناجح

3" الفصل
اي التمييز بين كون ما بعده خبرا او تابعا
فان قولك : زيد الفاضل تحتمل ان تكون الفاضل صفة لزيد والخبر ننتظر ان نقوله , اي مثلا نقول : زيد الفاضل قادم , وتحتمل ان تكون الفاضل خبرا للمبتدأ زيد , نقول : زيد ٌ الفاضل .
فان قلت : زيد هو الفاضل , تعين ان تكون الفاضل خبرا لوجود ضمير الفصل .




المتن :



الالتفات


الالتفات : تحويل أسلوب الكلام من وجه إلى آخر ، وله صور منها :


1- الالتفات من الغيبة إلى الخطاب كقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(الفاتحة) فحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب في قوله : إياك .


2- الالتفات من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ )(يونس: الآية 22) فحول الكلام من الخطاب إلى الغيبة بقوله وجرينا بهم .


3- الالتفات من الغيبة إلى التكلم ، كقوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً)(المائدة: الآية 12) فحول الكلام من الغيبة إلى التكلم في قوله وبعثنا .


4- الالتفات من التكلم إلى الغيبة ، كقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ) فحول الكلام من التكلم إلى الغيبة بقوله : لربك .


وللالتفات فوائد منها :


1- حمل المخاطب على الانتباه لتغير وجه الأسلوب عليه .


2- حمله على التفكير في المعنى ، لأن تغيير وجه الأسلوب ، يؤدي إلى التفكير في السبب .


3- دفع السآمة والملل عنه ، لأن بقاء الأسلوب على وجه واحد ، يؤدي إلى الممل غالبا .


وهذه الفوائد عامة للالتفات في جميع صوره أما الفوائد الخاصة فتتعين في كل صورة ، حسب ما يقتضيه المقام .


والله أعلم . وصلي الله وسلم على بينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . تم لله الحمد رب العالمين .





شرح الشيخ :




الالتفات هو ليّ العنق يمينا او يسارا , لكنه في الاصطلاه : هو تحويل اسلوب الكلام من وجه الى آخر


قال تعالى


-( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل )- [المائدة/12]


ولقد أخذ الله : غيب


بعثنا : حضور ,ضمير متكلم


هذا هو الالتفات


وله صور منها


الالتفات من الغيبة إلى الخطاب


مثال


-( الحمد لله رب العالمين )- [الفاتحة/2]


-( الرحمن الرحيم )- [الفاتحة/3]


-( مالك يوم الدين )- [الفاتحة/4]


كلها غيبة ثم قال :


-( إياك نعبد وإياك نستعين )- [الفاتحة/5]


صار خطاب , فهذا التفات , ولو لم يكن التفات لقال :


إياه نعبد وإياه نستعين


ما الفائدة من هذا الالتفات؟


انه لما أثنيت على الله بأنه رب العالمين ... كأنه استحضرته في قلبك وكأنه امامك تخاطبه ,


فقلت : إياك .


ثانيا : ايهما أبلغ في التأثير : إياه نعبد ؟ ام إياك نعبد ؟


طبعا إياك نعبد



2-الالتفات من الخطاب الى الغيبة


قوله تعالى :


-( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين )- [يونس/22]


هنا حول الكلام من الخطاب الى الغيبة , في قوله : وجرين بهم


ولم يقل : حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بكم


لماذا ؟


من اجل ان يستحضر الانسان كونه في البحر , لانه لو قال (جرين بكم ) وانت بالبر ما تتصور الامر كما ينبغي


(جرين بهم ) أي براكبيها الذين في البحر



الالتفات من الغيبة الى التكلم


كقوله تعالى


-( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل )- [المائدة/12]


حول الكلام من الغيبة الى التكلم في قوله ( وبعثنا )



4-الالتفات من التكلم الى الغيبة


كقوله تعالى


-( إنا أعطيناك الكوثر )- [الكوثر/1]


-( فصل لربك وانحر )- [الكوثر/2]



حول الكلام من التكلم الى الغيبة, إنا أعطيناك : المتكلم


ثم قال : فصل لربك , ولم يقل فصل لنا ,لكنه تحول من التكلم الى الغيبة


وفائدته الاشارة الى عناية الله تعالى به


حيث قال فصل لربك , وان ربوبيته تبارك وتعالى لرسوله الكريم ربوبية خاصة تقتضي العناية


.....................


هذه اربعة انواع من الالتفات



وله فوائد منها


1-حمل المخاطب على الانتباه لتغير وجه الأسلوب عليه .


وهذه عامة في كل التفات ان الانسان ينتبه, لان الكلام اذا كان على وتيرة واحدة فربما يأتي انسان من النوم , فاذا تغير الكلام انتبه


قال تعالى


-( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )- [المائدة/69]


الصابئون : لماذا صارت مرفوعة وهي معطوفة على منصوب ؟


حتى ينتبه


قال تعالى


-( لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما )- [النساء/162]



يقول المقيمين : تاتي في طيات الكلمات المرفوعة وذلك للانتباه, فتغير الاسلوب لا شك انه يوجب انتباه المخاطب ,



2" حمله على التفكير في المعنى ،
لأن تغيير وجه الأسلوب ، يؤدي إلى التفكير في السبب


فيسأل لماذا التفت الله عز وجل في خطابه من كذا الى كذا ؟ ويحاول ان يلتمس العلة الموجبة



3" دفع السآمة والملل عنه
لأن بقاء الأسلوب على وجه واحد ، يؤدي إلى الممل غالبا



ومن ذلك ذهب بعض القراء الى تغيير الاسلوب بالصوت , بعضهم يكون على وتيرة واحدة واذا به ينتقل اما بالزجر الشديد واما بالترتيل واما بالسرعة ,


ومن ذلك ايضا ان بعض الناس صار في خطبة الجمعة اذا مر بالآية يقرؤها تلاوة مرتلة , وهذا ما فيه باس لانه يؤدي الى انتباه , ولكن قد يعارض هذا الانتباه مضرة وهي تشويش السامع , فاذا أتى بالآية مرتلة على غير وتيرة الخطبة , يتسائل السامعون هل هذا يجوز ؟



وهذه الفوائد عامة للالتفات في جميع صوره أما الفوائد الخاصة فتتعين في كل صورة ، حسب ما يقتضيه المقام


والله اعلم



نسال الله ان يختم لنا ولكم بخير وان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا واسعا .
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الشريط 7.Doc‏ (116.8 كيلوبايت, المشاهدات 1407)

التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 12-03-09 الساعة 02:04 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً