وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الكتب المطولة من حيث بداية القراءة فيها على نوعين:
النوع الأول: كتب تاريخية أو ثقافية، أو وعظية، وهذه يقرأ فيها طالب العلم حتى وهو في بداية الطلب، مثل: البداية والنهاية، وسير أعلام النبلاء، وطبقات تراجم المذاهب المختلفة؛ وذلك لما فيها من القصص والمواعظ والحث على طلب العلم، ومثل حلية الأولياء، وغيرها.
النوع الثاني: كتب متخصصة في علم من العلوم، فهذه لا تكون القراءة فيها إلا بعد إحكام فهم أصولها؛ وذلك ككتاب المغني لابن قدامة، والمجموع شرح المهذب للنووي، والمبسوط للسرخسي، وبدائع الصنائع للكاساني، والذخيرة للقرافي، والمحلى لابن حزم، وشرح اللمع في أصول الفقه للشيرازي، وقواطع الأدلة لابن السمعاني، وتفسير ابن جرير، وغيرها من الكتب المطولة؛ لأن فهمها في الغالب ينبني على فهم بعض المختصرات، كما أن الخوض في غمارها قبل إحكام أصولها مظنة الانقطاع وفساد الذهن.
وأما من حيث الشراء:
فإن طالب العلم الذي له نهمة في الطلب، وعنده سعة في الرزق فيشتري كل ما يرى أنه محتاج إليه، سواء كانت حاجته آنية، أو مستقبلية، فالكتاب غنيمة في ذاته، لا يعرف قدره إلا من حبب إلى نفسه العلم والتعلق به.
وأما معرض الكتاب:
فإني أجيب على هذا السؤال وقد أغلق أبوابه، وهذا من تقصيري..
وقد زرته، ولكن زيارتي له لا تبل الصدى، فما جلست فيه إلا قرابة ساعتين ونصف، بسبب ارتباطي بمجموعة من الزملاء كانوا معي..
وقد كان من عادتي أن أدور عليه كله من أوله إلى آخره، أستعرض جميع الدور المشاركة، وأقلب أغلب الكتب، وكنت أخصص له يومًا كاملا، من الصباح إلى الظهر، ثم من العصر إلى أن يغلق أبوابه..
فأما الكتب التراثية المحققة فلم أر فيه شيئا جديدًا، ولكن أهم شيء فيه كتب الرسائل الجامعية، من ماجستير ودكتوراه، في أنواع العلوم المختلفة، ففي دار النفائس، ودار القلم، والرشد وابن الجوزي وغيرها كثير..
ومن الكتب الجميلة التي اقتنيتها كتاب: هكذا تحدث ابن تيمية لعائض الدوسري، وهو من مطبوعات المكتب الإسلامي، وسبب تأليفه ما عرض على قناة المستقلة من حوار عن ابن تيمية وكان أحد المشاركين في الحوار حسن السقاف، وقد شن حملة عنيفة على ابن تيمية، فانبرى له عائض الدوسري، ثم ألف هذا الكتاب على خلفية هذا الحور، تحدث فيه عن معتقدات ابن تيمية، والمطاعن التي ذكرت فيه، ودافع عنه بنقول واضحة صريحة عن ابن تيمية نفسه..
ومن الكتب الظريفة: كتاب تاريخ الملح في العالم.
ومن الكتب التراثية: كتاب الظرائف واللطائف واليواقيت في بعض المواقيب لأبي منصور الثعالبي، جمعها الإمام أبو نصر المقدسي، وهو في الأدب، جمع فيه المؤلف بين مدح الأشياء وذمها، فيذكر مدح العلم، وذم العلم، ومدح الكلام وذم الكلام،ومدح الزواج وذم والزواج، وهكذا..
وهناك كتب أخرى تخصصية في الفقه وأصوله يطول الكلام بذكرها...
والله أعلم
|