عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-09, 05:51 PM   #400
إشراقة النور
|نتعلم لنعمل|
 
تاريخ التسجيل: 18-01-2007
المشاركات: 2,977
إشراقة النور is on a distinguished road
افتراضي

الفوائد المطلوبة من الدرس الثاني والعشرون:

***أين تكمن أهمية دلالة السياق في فهم الآيات ؟ ومن نص عليها من أهل العلم؟
إن دلالة السياق مهمة في فهم الآيات لأن النظر في معنى الآية بمفردها يعطي معنى جزئي أما المعنى الكاما للآية فلا يتضح إلا بفهم دلالة السياق فهذه الآية لم تأتي مبتورة منفردة وإنما هي حلقة في سلسلة فإذا انفردت الحلقة ينخرم المعنى .
وقد نص عليه كثير من أهل العلم منهم مسلم بن يسار وسليمان بن يسار وصالح بن كيسان وابن جرير والطبري وابن تيمية وابن القيم والزركشي.

***ما دلالة السياق في قوله تعالى :

-في سورة النازعات: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ مع باقي آيات السورة؟

إن الآيات في سورة النازعات تتحدث عن النزع والموت وما بعد الموت من الرادفة ثم الحافرة ثم الساهرة ثم جاء ذكر قصة موسى عليه السلام في هذه الآيات وبالنظر في دلالة السياق فهناك ربط بين قصة موسى عليه السلام وبين ماقبلها وما بعدها من الآيات وهو أن الله تعالى لما ذكر تكذيب أهل مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإنكارهم للبعث واستبعادهم لقيام الأرواح بعد الموت جاء في الآيات تأكيد من الله تعالى بامر البعث في قوله تعالى ( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة) ثم جاء من الله تعالى تذكير بشيء من حال الأمم السابقة وفي هذا تهديد لمشركي مكة إن استمروا على تكذيبهم وإنكارهم للبعث وردهم لخبر الرسول الله صلى الله عليه وسلم فسيصيبهم مثل ما أصاب هؤلاء المعاندين الكافرين الذين كذبوا موسى عليه السلام ولم يذكر الله تعالى من قصة موسى عليه السلام في هذا الموطن إلا مايناسبه وهو ذكر خبرهم ثم ذكر جزاؤهم فقال تعالى :( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى)
ونكال في أصل اللغة هو الرجوع وهو العذاب الشديد الذي فيه تأديب ويكون عبرة لغيره فيرده عن سلوك طريقه أي أن الله تعالى أخذ فرعون وقومه أخذاً شديد فيه عذاب شديد فكان عبرة وعظة لغيره وسبب لرد غيره ورجوعه عن سلوك هذه الطريق .

-في سورة الصف ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ مع باقي آيات السورة؟
سورة الصف من أولها إلى آخرها تتكلم عن الجهاد والنكول عن الجهاد ثم ذكرت هذه الآية التي لو نظرنا إلى معناها منفردة لفهمنا أن موسى عليه السلام يشتكي إلى الله تعالى من قومه ويخاطب قومه فيقول لم تؤذنوني وأنتم تعلمون أني رسول من الله تعالى إليكم وهذا معنى جزئي أما المعنى الكامل فنفهمه من دلالة السياق فهذه الآية الكريمة هي إشارة لقصة موسى عليه السلام مع قومه في سورة المائدة في قوله تعالى ( ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) ففي هذه الآيات دعا موسى عليه السلام قومه إلى الجهاد وإلى دخول الأرض المقدسة وأخبرهم أن الله تعالى سيعطيها لهم ولكنهم خذلوه في أشد المواقف وقالوا ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) فردوا عليه رد في غاية الخزي والخسة وقلة المروءة فجاءت هذه الآية الكريمة لتحذير أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتنبيههم حتى لا يقع منهم ما وقع من قوم موسى عليه السلام فلا بد أن يردوا على رسول الله صلى عليه وسلم رد يليق بمقامه إذا دعاهم إلى الجهاد في سبيل الله وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم هذا التنبيه واستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعاهم للجهاد وقالوا اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون.

***ماالمراد بالخنس في قول الله تعالى : ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾؟
ما هو القول المرجح مع توضيح سبب ترجيحه؟
هناك اختلاف في المراد بالخنس فجاء عن العباس وعلي رضي الله عنهما أن المراد بها النجوم والكواكب وجاء عن البعض أن المراد بها الظباء في البراري والصحاري لأنها تخنس إذا رأت الإنسان وتختبيء فالخنوس هو الإختباء والإختفاء بعد التأخر والكنس أي تكنس أي تعود للمكان التي تختبيء به.
والمعنى الأول هو الراجح لأن هو ما دل عليه دلالة السياق فالآيات من أولها تتكلم عن السماء والليل والنهار والنجوم فالأنسب للسياق أن يكون معنى الخنس النجوم والكواكب لأنها تخنس وتختبيء حينا وتظهر حيتا ثم تعودوتكنس وتبيت في مكان لا يعلمه إلا الله تعالى ثم تعود لخلوصها.
إشراقة النور غير متواجد حالياً