عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-09, 03:29 AM   #391
حاجة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 31-03-2008
المشاركات: 263
حاجة is on a distinguished road
افتراضي فوائد الدرس الـ28 - القواعد المرجحة لمختلف التفاسير

*** وضحي كيف يمكن الترجيح من خلال لغة القرآن؟
الترجيح بلغة القرآن – مفردات القرآن:
إن تكررت مفردة في كتاب الله في أكثر من موطن, ثم جاءت هذه المفردة بمعنى محدد في موضع معين حصل فيه الاختلاف بين المفسرين يكون الحل القياس أي نقيس هذا الموضع المحدد على بقية المواضع التي جاءت فيها المفردة. مثل كلمة الزينة التي وردت في سورة النوؤ و التي درسناها من قبل و تعلمنا انها تدل على الزينة الظاهرة.
مثال آخر:
(قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا)
كلمة البأس تشير الى البأس الدنيوي و الذي رجح ذلك هو انه (البأس) تكررت كثيرا في كتاب الله عز و جل و في الفاظ كثيرة (بأسنا, بأسا, بأسه, بأسهم, البأساء, بأسكم) و كلها تشير الى البأس الدنيوي. و هناك من قال ان هذا في بأس الدنيا و الآخرة و هذا من سعة الكلام و بسطه. لانه بالنسبة للآخرة لا يكون مقصودا بنفس العبارة و بلفظ الكلمة انما يكون مستنبطا من سعة اللفظ لانه النذارة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة لكن لفظة (البأس) لم تأتي في كتاب الله عز و جل إلا في الدنيا. و الى ذلك أشار الطاهر بن عاشور.


***وضحي الفرق بين التفسير الموضوعي ولغة القرآن.
التفسير الموضوعي هو ان نأتي بكل الآيات التي تتحدث عن الموضوع و نتأمل فيها للاستنباط, مثل موضوع ما سيحدث للسماء عند قرب قيام الساعة. أما التفسير بلغة القرآن أو مفردات القرآن فيكون بتتبع الكملة حيثما وردت في القرآن ثم التأمل في هذه الآيات للاستنباط.


*** اذكري أقوال المفسرين في الآيات التالية مع ذكرالمرجحات لذلك :
(لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ)
تم شرحها في السؤال الاول

(حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا)
هذا ما يسمى بالترجيح بالقراءات:
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)
هناك قراءة أخرى (كُذِّبُوا) بتشديد الذال.
و ورد في ذلك 3 تفاسير:
1) حتى إذا استيئس الرسل من قومهم و ظن القوم ان الرسل قد كذّبوا. (لانه الضمير هنا يعود الى أقرب مذكور و هو "قومهم"). هذا بتشديد الذال.
2) حتى إذا استيئس الرسل من قومهم ان يؤمنوا بهم و ظنت الرسل ان قومهم قد كذبوا. وذهب الحسن و قتادة الى هذا المعنى. فيكون الضمير في (ظن و كذبوا) يعود على الرسل. وضعف هذا الطبري لمخالفته لجميع أقوال الصحابة رضى الله عنهم.
3) حتى إذا استيئس الرسل من قومهم ان يستجيبوا لهم و ظن القوم ان قومهم قد كذبوهم. فيعود الضميران في ظن و كذبوهم الى الموصل اليهم و هم (القوم).

التفسير الاول هو الاصح و الى ذلك ذهب ابن عباس و ابن مسعود و سعيد بن جبير. و به نرد التفسير الذي يعود بالضمير الى (ظنوا و كذبوا الى الرسل) فيصبح معنى الاية (حتى اذا استيئس الرسل من ايمان قومهم و ظنت الرسل انهم كذبوا فيما وعدوه من النصر). و يؤيد أقوالهم حديث أمنا عائشة رضي الله عنها:
‏ قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْد بْن صَالِح عَنْ اِبْن شِهَاب قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَة بْن الزُّبَيْر عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ وَهُوَ يَسْأَلهَا عَنْ قَوْل اللَّه تَعَالَى " حَتَّى إِذَا اِسْتَيْأَسَ الرُّسُل " قَالَ : قُلْت أَكُذِبُوا أَمْ كُذِّبُوا ؟ قَالَتْ عَائِشَة كُذِّبُوا قُلْت فَقَدْ اِسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمهمْ كَذَّبُوهُمْ فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ ؟ قَالَتْ أَجَلْ لَعَمْرِي لَقَدْ اِسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ فَقُلْت لَهَا " وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا " قَالَتْ مَعَاذ اللَّه لَمْ تَكُنْ الرُّسُل تَظُنّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا قُلْت فَمَا هَذِهِ الْآيَة ؟ قَالَتْ هُمْ أَتْبَاع الرُّسُل الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْبَلَاء وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمْ النَّصْر "



(فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان)
هناك الآن صورة منشرة لنجم أو كوكب قد انفجر و شكل وردة حمراء لامعة عند الانفجار فقالوا هذا ينطبق على هذه الآية أو أن هذه اشارة الى ما سيحدث للسماء في يوم القيامة. الشيج أجاب ان هذا لا يمكن ان يحدث في الآن في الحياة الدنيا لانه سبحانه و تعالى قال (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ) و هناك آيات اخرى كلها تدل على متن سماء الدنيا و ما سيحدث للسماء من انشقاق و مور و اضطراب و انفطار...الخ انما سيكون عند قرب اقتراب الساعة.


*** ما السر في تكرار العدد سبعة في العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية؟
مفهوم المخالفة للعدد عند الاصولين ضعيف. ورد العدد سبعة و سبعين كثير في الآيات و السنة و ليس المقصود منه التحديد بل التكثير مثل (اجتنبوا السبع الموبقات) و (من صام يوما في سبيل الله زحزحه الله عن النار سبعين خريفا) ....الخ و في القرآن الكريم (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) فليس المقصود هنا الرقم بعينه و لكن المقصود هو التكثير. فقد يزيد عن سبعة بل حتى قد يقل. و هذا في الثواب و الجزاء و العقاب. اما السماوات السبع و الاراضين السبع و الطواف سبع فهذه مسلم بها انها سبعة لا اكثر و لا اقل.
حاجة غير متواجد حالياً