عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-08, 08:56 AM   #34
المزدانة بدينها
جُهدٌ لا يُنسى
c5

بدو أن (( أو )) أخذت منكنّ جهدًا ولم تصلن لمعانيها , ولذلك سأعرضها وعليكنّ التأمل فيها , للخروج بفائدة ومن ثم تسجلن الفوائد التي خرجتنّ بها من هذا الحرف .

أو
حرف عطف. ومذهب الجمهور أنها تشرك في الإعراب، لا في المعنى، لأنك إذا قلت: قام زيد أو عمرو، فالفعل واقع من أحدهما. وقال ابن مالك: إنها تشرك في الإعراب والمعنى، لأن ما بعدها مشارك لما قبلها في المعنى الذي جيء بها لأجله؛ ألا ترى أن كل واحد منهما مشكوك في قيامه. قلت: وكلاهما صحيح، باعتبارين.

و لـ( أو ) ثمانية معان:

الأول: الشك. نحو: قام زيد أو عمرو.

الثاني: الإبهام. نحو "وإنا أو إياكم لعلى هدى".
والفرق بينهما أن الشك من جهة المتكلم، والإبهام على السامع.

الثالث: التخيير. نحو: خذ ديناراً أو ثوباً.

الرابع: الإباحة. نحو: جالس الحسن أو ابن سيرين.
والفرق بينهما جواز الجمع في الإباحة، ومنع الجمع في التخيير.

الخامس: التقسيم. نحو: الكلمة اسم أو فعل أو حرف.
وأبدل ابن مالك في التسهيل التقسيم بالتفريق المجرد، يعني من المعاني السابقة.
ومثله بقوله تعالى "وقالوا: كونوا هوداً أو نصارى". قال: ولتعبير عن هذا بالتفريق أولى من التعبير عنه بالتقسيم، لأن استعمال الواو فيما هو تقسيم أجود من استعمال أو. قلت: وعبر بعضهم عن هذا المعنى بالتفصيل.
السادس: الإضراب. كقوله تعالى "وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون". قال الفراء: أو هنا بمعنى بل.
قال ابن عصفور: والإضراب ذكره سيبويه في النفي، والنهي، إذا أعدت العامل. كقولك: لست بشراً أو لست عمراً، , ولا تضرب زيداً أو لا تضرب عمراً.
قال: وزعم بعض النحويين أنها تكون للإضراب، على الإطلاق. واستدلوا بقوله تعالى "وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون"، وبقوله "فهي كالحجارة أو أشد قسوة". قال: وما ذهبوا إليه فاسد. وقال ابن مالك: أجاز الكوفيون موافقتها بل في الإضراب، ووافقهم أبو علي وابن برهان.
قلت: وابن جني، قال في قراءة أبي السمال "أو كلما عاهدوا عهداً": أو هنا بمعنى بل.

السابع: معنى الواو. كقول الشاعر: جاء الخلافة، أو كانت له قدراً أراد: وكانت. فأوقع أو مكان الواو، لأمن اللبس. وإلى أن أو تأتي بمعنى الواو، ذهب الأخفش والجرمي، واستدلا بقوله تعالى "أو يزيدون". وهو مذهب جماعة من الكوفيين.
الثامن: معنى ولا.ذكر بعض النحويين أن أو تأتي بمعنى ولا. وأنشد :
ولا وجد ثكلى كما وجدت، ولا وجد عجول، أضلهـا ربـع
أو وجد شيخ، أضل نـاقـتـه يوم توافى الحجيج، فاندفعـوا

أراد: ولا وجد شيخ.

وذكر ابن مالك أن (أو) توافق( ولا) بعد النهي، كقوله تعالى "ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً"، وبعد النفي، كقوله تعالى "أو بيوت آبائكم" الآية.
والتحقيق أن (أو ) في قوله تعالى: " أو كفوراً " هي التي كانت للإباحة. فإن النهي إذا دخل في الإباحة استوعب ما كان مباحاً باتفاق.

من كتاب الجنى الداني لحروف المعاني .
بانتظار مشاركاتكنّ البنّاءة .



توقيع المزدانة بدينها


أختي الحبيبةأم هشام ..سلمتِ وسلمَت أناملك!

التعديل الأخير تم بواسطة المزدانة بدينها ; 21-02-08 الساعة 08:58 AM
المزدانة بدينها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس