عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-08, 09:43 PM   #2
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
إن من أعظم نعم الله تعالى على عبده أن يشرح صدره لتدبر كتابه ومعرفة معانيه، والتفسير هو أعظم أبواب التدبر، إذا كان المفسر ممن علم بسلامة منهجه، واتباعه للقواعد العلمية الصحيحة في التفسير، وتفسير ابن عثيمين رحمه الله من هذا الباب.
والجواب عن الأسئلة كما يلي:
الجواب عن الأول: اختلف أهل العلم في الخضر هل هو نبي، أو ولي، أو رسول.
فعلى القول بأنه نبي فلا إشكال في معنى الرحمة التي أعطيها.
وعلى القول بأنه ولي وليس بنبي ولا رسول؛ فإن المراد بالرحمة رحمة الولاية وعلمها.
وأما إطلاق الرحمة على النبوة في بعض الآيات فإنه لا يستلزم أن تكون الرحمة هنا هي رحمة النبوة؛ لأن الرحمة لفظ شامل للنبوة وغيرها.

الجواب عن السؤال الثاني:
لا أعلم ما استدلوا به على كونه ليس بنبي

الجواب عن السؤال الثالث:
من يرى عدم وجود المجاز في القرآن يستدل بأنه يلزم منه عدد من المحاذير، منها:
1- أن يكون في القرآن ما يصح نفيه، أي أن يثبت القرآن شيئا، ويجوز لنا أن ننفيه بناء على أنه مجاز؛ لأن أظهر علامات المجاز جواز نفيه، فإذا قلت: رأيت أسدًا راكبًا فرسًا، صح أن تقول: ليس بأسد، ولكنه رجل، وكذلك إذا قال الله تعالى: {ليهلك القرى}، لم يهلك القرى وإنما أهلك أهلها، ومعنى ذلك أن يكون الخبر كذبًا.
2- قد يتوصل بإثبات المجاز إلى نفي صفات الله جل وعلا، كما في قوله: {وجاء ربك} يقول بعضهم هو مجاز، والمعنى: جاء أمر ربك، وهكذا.
3- يتخذ بعضهم المجاز أداة لهدم القرآن، وتأويل معانيه الظاهرة إلى معاني باطنية لا علاقة لها باللفظ الظاهر.

لكن من قال بالمجاز من أهل السنة والجماعة اشترطوا له شروطًا تمنع وقوع مثل هذه المحاذير.

الجواب عن السؤال الرابع:
معنى سربا: أي أن الموضع الذي سلكه الحوت بقي فارغا ليس فيه ماء، وقيل: أن الماء الذي مر عليه الحوت جماد فصار كالسرب، وقيل: إن أثره جرية الحوت في الماء كأثره على الصخر مثل الطاق.
والله أعلم.
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً