عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-12, 09:29 AM   #4
أم خــالد
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 18-05-2006
المشاركات: 956
أم خــالد is on a distinguished road
افتراضي

ما هو الوقت الفاضل في رمضان ؟!
هو وقت قيامك بفريضة الصيام ، وهي أحب الأعمال ، المفروض أن يكون في وقت أحب
الأعمال أجمع ما يكون فيه قلبك ، هذا لا يمنع النوم ،
لكن ليس بهذه الصورة التي نراها، لابد أن تكون نشطا في وقت كاف قبل صلاة الظهر ، صلاة الضحى أين ذهبت ؟!


المفترض هذه كلها أوقات تنتفع بها وانظر لشخص استيقظ من النوم و ذهب يصلي الظهر،
ما حالته ؟

في الصلاة لا زال يتثاءب ، لم ينتهي من نومه بعد !! جاء عند الفريضة فماذا فعل بها ؟!

أنهكها، المفروض تجمع قلبك وتذكر الله عز وجل وتلزم لا حول ولا قوة إلا بالله
وتطلب منه الحول والقوة إلى أن تقوم إلى سنة الظهر، إلى أن تقوم إلى فريضة الظهر،
إلى أن تصلي ما بعدها من سنن كل هذا لا يمنع أن تأخذ في الوسط راحة،

راحة تعينك على القيام بالمزيد ..
طبعاً المرضى ومن في حالتهم يستثنون ...
لكننا نتحدث عمَّن رزقه الله الشباب والقوة والعافية..



اجعل رمضان نقطة تغيير لنفسك، ثم اعلم أن كثيرا من
الفرائض عندما يُحسن فيها تـُفتح أبواب النوافل،


يعطيك الله القوة و العافية أن تقوم بالنافلة، ما في أحد يضع عينه على النافلة والفريضة ما قام بها !!

ما أن تقول إياك نعبد و إياك نستعين و أنت جامع قلبك إلا و يعطيك الله على قدر صدق استعانتك فأول الأمر وأهمه أن تكون عينك على الفرائض. .

ما الفرائض التي تقوم بها برمضان؟!
نوعان : نهار رمضان تقوم فيها بفريضة الصيام ، ثم الصلاة في كل اليوم ،
هذه الفريضتين ابذل جهدك أن تصل بها إلى أعلى درجة بالإحسان،

لا تضيع وقتا أبدا في الوسط إلا وأنت قلبك متعلق به،
كلما تذكرت أنك صائم كن لربك راغباً ، ماذا يعني ؟!
أي اقفز بقلبك إلى الله ، افزع إليه ، اطلب منه أن يقبلك ، اطلب منه أن يعينك ، واطلب منه أن يجعلها كفارة لما مضى من أعمالك ، اطلب منه يثقل بها ميزانك . .

و كل ما تذكرت أعد نفس الأمر .. إلى أن ينظر الله إلى قلبك إليك وقد أحسنت صنعا
لأن هذا المكان الذي ينظر الله إليه، صحيح أنك مانع نفسك من الأكل والشرب لكن
قلبك الذي يعبد ، قلبك الذليل ،قلبك المنكسر، قلبك يريد الرضا، قلبك الذي
يطلب المنزلة العالية عند الله،
لابد أن ينظر الله إلى قلبك وأنت أشد شوقا إلى رضاه، فكلما تذكرت أنك صائم افعل العملية
هذه من أول وجديد ، وكلما زادت هذه العملية التي عملتها كلما بلغت درجة الإحسان ،

في هذه الدقيقة التي أحسنت فيها فأنت تجمع دقائق طويلة وكلها فيها إحسانا يبارك لك،
بهذه الطريقة يزيد الإيمان، لا تقل :
لا أحد يذكرني إني صائم من أجل لا أشعر بالجوع، حتى لا أشعر بكذا ،
المفروض أن تشعر بالجوع !!

من أجل أن تقول يا رب أنا أتقرب إليك بهذا الجوع إليك ، فقط ارضى عني . .
لابد أن ينظر إلى قلبك مشتاقا إلى رضاه ،
لابد أن ينظر إلى قلبك وأنت تريد تثقيل ميزانك في الآخرة ،كل تفكيرك أن هذا الصيام سبب
لإبعادك عن النار،
كل تفكيرك أن هذا الصيام سبب لتثقيل ميزانك يوم القيامة ، تلقى الله فيجازيك جزاءً لا تحتسبه ، لماذا ؟!

على قدر إحسانك يكون الجزاء فتخيل أنك عامل ، أنك ناصب ، أنك تعبان لأي سبب ،
لابد أن يكون قلبك ما به ؟
معلق، رغم هذا الجهد كله لكن مع ذلك أنتظر الأجر الكبير من الله عز وجل .

إذن اتفقنا على:

تعلم عن الله / اعتن بالأولويات [ أي بالفرائض ] / ثم بعد ذلك اعتن بالسنن النوافل /
ثم قم بهذه العبادة تعلم كيف تقرأ القرآن،


إذن هذب إحسانك بالعلم عن الله، بالعلم ان الفرائض قبل النوافل، بالعلم عن القرآن،
يعني وأنت نائم أيقظك الله التاسعة تقول شوي وأقوم أصلي الضحى إلى أن تصل الساعة 12 ،
ويأتي الظهر وتقول الضحى سنة !

نأتي الآن إلى إبرامه بالعزم، كيف تكون محسنا ؟

>> أبرم العمل بالعزم سنرى من نصوص الله عز وجل
أصلا هو نافلة ما في مشكلة !!

ما ينفع ما يصلح، نعمة أن الله أيقظك وعندك القوة والطاقة وعندك سعة من الوقت ،
أبرم العمل بالعزم ،الإبرام بالعزم هذه نقطة فيها ضعف شديد عندنا مع أن الله قد صفد عنا كبار
الشيطان ، لكن بقي علينا كما ذكر أهل العلم صغارهم ، ونحن ( الكسل ) لذلك لابد أن تعالجه بالإبرام ]
بقي علينا الأمر الخطر وهو :
تصفيته من العقم ، مما يجعله عقيما
الإنسان يأتي بحسنات أمثال الجبال ، ثم يقع من أنواع الكبائر ما تهلكه وتهلك هذه الحسنات
فانظر إلى جريمة مثل جريمة المن كثير من الناس الله عز وجل أعطاهم حب للإحسان إلى العباد، عندهم مال وعندهم فرص ويستطيعون أن يحسنوا، دائما بيوتهم مفتوحة لكن،
قلوبهم ممتلئة مناً على الناس فانظر إلى جبال الحسنات كلها تذهب بهذا المن ، انظر عندما يكون شخص عنده بستان و كله خضرة ، ثم تصيبه نارا فتحرقه ، هذا مثل حسنات عبد ، بذل الجهد، و
أطعم الطعام، ثم صلى و الناس نيام، ثم أصبح ممتنا على الخلق !


هذا المن التي هي الكبيرة ممكن أن تكون باللسان أو بالجنان طبعا الجنان أهون حالا من اللسان لكنها محرقة للحسنات،
ثم أعظم من هذا كله ما ترى من عباد صالحين ابتعدوا عن المعاصي و لزموا الطاعات فأصيبوا
بالعُجب تأتي هذه الكبيرة التي تكاد تكون قاطعة لكل أنواع الإحسان التي يعملها العبد،

تذهب بأعماله لماذا ؟!
لأن كنت تقول لا حول ولا قوة إلا بالله لا أستطيع أن أعمل شيء إلا بقوتك، يارب أنا عبد ضعيف،
ثم في ترى نفسك طائعا عابدا، أحسن واحد بإخوانك ،
لذلك نرى نوع من التنافس لم تسمح به الشريعة، لكن خدعنا به، ترى ناس كثيرون يتسابقون
و يتبارون معاً ، من أكثرهم يختم، أو يذكر،
فدائما عقلك بدلا من أن يكون معلقا برضا الله، يكون معلقا بسبقهم ثم تسبقهم فتعجب بنفسك ،

تكون أهلكت نفسك هذا كثير، لن نشوش عقولنا بهذا لأنه كثيرا ما يسبب الإحباط، لأنك تجد نفسك
محاط، في لحظة تقع بالمن،في لحظة تقع الكبر في لحظة تقع في العجب، و كل هذا من أمثال الذرة
التي تدخل فتتركها و تستجيب لها مباشرة ، ما الحل ؟!
أصبت بأحد أسباب العقم التي تقطع عليك آثار إحسانك، ماذا عليك ؟




عليك بالثلاث:
(


1) سرعة العود والتوبة وسرعة الإنابة ،، لا تبطئ،لا تطيل ، مباشرة في لحظتها ،
في لحظة شعرت أنك أحسن من هؤلاء مباشرة بدون تفكير أو تحل المسألة مباشرة أنب إلى ربك استغفره ،
اعترف بفضله ، أعد على نفسك أنا بدون حول الله وقوته لا شيء،
ذكر نفسك بأصل الأمر ضعفك و انكسارك،
و ذلك إذن ،هذه أولا السرعة بالإنابة، والإنابة عبادة بنفسها، فكثيرا ما يصاب العبد بقواطع الطريق
فيختبر هل يعود بسرعة إلى ربه أن يستمر وينسى؟

فأول الأمر أسرع بالتوبة والإنابة ذكر نفسك وأنت في هذه الحال بلا حول ولا قوة لك إلا بالله ,
أنه امتن عليك وأعطاك ، ذكر نفسك بما يجعلك ذليلا.

(2) مباشرة عالج نفسك وهذه الثغرة بعبادات زائدة:
زائدة ، لم تكن أصلا تسير بها، أنت مثلا تقرأ جزءا بعد كل صلاة، ثم أصبت بكبر ، عجب، حسدت
أحدهم وقعت بأحد هذه الكبائر المصائب ، اقرأ جزئين اقرأ ثلاثة ، تصدق، قم أحسن لأي أحد
تستطيعه، سارع إلى بر الوالدين أكثر من ذي قبل ابحث عن أي طريق تسد به خلل وقع منك،

من أجل أنك تخاف أن يغضب عليك الله فتخرج من حماه، فهذه حال شخص متعلق يريد رضا الله،
و يخاف أن زلة تمنعه عن رضاه، فيعود يتوب و يستغفر وبسرعة يقوم بأعمال عل الله عز وجل
ينظر له نظر الرحمة فيرحمه و يقبله ويقربه.

(3) كن دائما مستغفرا سواء شعرت بذنبك أو لم تشعر، لأن الخلل من طبع البشر،
و لهذا نحن بعد أن ننتهي من الصلاة ماذا نفعل؟

نستغفر الله، فكن و أنت تعمل الأعمال الصالحة و تريد أن تكون محسنا أكثِر من الاستغفار،
يُزال عنك ما لا تدرك من أخطاء، لأن هناك ما لا ندركه من أخطاء نمشي وندفع الناس ،

ونمشي بالحرم ونجد نفسنا ندفع امرأة كبيرة ودعت علينا ونحن لا ندري،
فالزم الاستغفار عل كثرة الاستغفار تكون سببا لمحو الذنب.]

الآن نختم لقاءنا بالكلام حول ماذا نفعل وقتما نجد فتورا في نفوسنا ؟!
الفتور هذا هو لحظة سكون العبد ، أي لا ينشط للقيام بالعمل الصالح لكن الذكر باللسان ،
والعبادة القلبية، تذكير الإنسان نفسه بنعم الله وشكرها ،


هذا أمر لا يحتاج منك إلى عمل وطاقة ، فأول ما تفتر نفسك الزم الذكر ، و الذكر نوعان :
1) ذكر باللسان ، وهذا معروف تقول: سبحان الله والحمد لله ... إلى آخره
2)وذكر بالقلب و الجنان
وذكر القلب هذا من أعظمه، و هو تقليب النعم
و أنت مسترخ وما عندك طاقة تفعل أي شيء ، ذكر نفسك أنك في أعظم نعمة أنك من أهل الإسلام ،
ذكر نفسك أنك في أمن وأمان وصحة وأن هذا كله أتاك من غير حول منك ولا قوة ،
ذكر نفسك أن الله عز وجل امتن عليك بوالدين ، امتن عليك ببيت ، امتن عليك بزوج ،
امتن عليك بأبناء ذكر نفسك حرك في قلبك شعورك بالنعم فترى قلبا ساجدا منكسرا
ترى قلبا ذليلا عند ربه و اعلم أن تقوية تحريك القلب بهذه الصورة لا بد على المدى الطويل
أن تنشطك للطاعة إذن أنت في حال فتور الآن ماذا ستفعل ؟ >>
فالزم الذكر
لا تستسلم ، لا تأتي عليك لحظة في رمضان وساعة أنت منقطع مبتور عن الله،
إما نائما أو عابدا ذاكراً تالياً مصلياً محسناً إلى الخلق، لابد أن تفتح على نفسك باب للطاعة
وقت فتورك،

في جهة أخرى الذكر وتقليب الذكر سواء باللسان أو بالجنان هذا نوع من جهة أخرى
<~ جهة الإحسان إلى الخلق و هذا من أقوى ما ينشط ، الخلق ،

عندي نصف ساعة أو ربع ساعة أشعر أني منهك لا أستطيع فعل شيء بها ،
في هذه الربع أو النص ساعة افتح جوالك و افتح صحيح البخاري من كتاب الدعوات
دعوة من السنة وأرسلها للقائمة,




فتران، امسك كتاب التفسير مكان ما قرأت آية و أوجد معناها، واكتب وأرسل للقائمة
في جوالك وأنت في نيتك أن تحسن لإخوانك فيحسن الله إليك ،

أن أحسنت فلا تدع فرصة للإحسان في زمان رمضان إلا فعلتها لا تعطي نفسك فرصة تفلت من الإحسان،

ثم هناك الإحسان بالإطعام ، ثم هناك الإحسان بتوجيه الأبناء وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر،
ثم هناك إحسان بتعليم الجاهل، ثم هناك إحسان بترطيب قلوب المصابين، أبواب لا نهاية لها..

المهم دقيقة لا تضيع في وقت رمضان وأنت لا تجمع قلبك على رضا الله لأن الإحسان من ميزاته
أن المحسن يطلبه طول الوقت ليس نصف النهار محسن والنصف الآخر أنت لا تدري،

لا يصلح هذا وانظر إلى الزمن أنه أنت كلما ذهب جزء ذهب جزء منك إلى الله ،
قدمت بين يديك إلى الله طريق،

فعلى هذا لا بد من اغتنام الدقائق واللحظات ، ولابد من اغتنام الأنفاس واعلم أن مقدمة هذا
الإحسان كله قبل تدخل رمضان: أن تلزم التوبة من الآن إلى أن تلقى هذا الشهر المبارك،
الزم التوبة،

لأن الذنوب هي العوائق عن الإحسان فالآن من هنا العبادة التي تقوم بها من هنا إلى رمضان
تب واستغفر وأكثر من التعلم عن الله.

~ اسأل الله أن يجعلني ويجعلكم من المحسنين في رمضان وفي غيره ~



توقيع أم خــالد
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ: "اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام
إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في مصلحة، فالسنة الإمساك عنه
لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء.
************
قيل للإمام مالك رحمه الله: ما تقول في طلب العلم؟ قال: حسن جميل..
ولكن انظر إلى الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه.

أم خــالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس