عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-08, 09:02 AM   #3
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي

ثــالثًا : موضوعه:
موضوع علم الصرف : المفردات العربية من حيث البحث عن كيفية صياغتها لإفادة المعاني , مثل : كيف نصوغ الفعل المضارع من الفعل الماضي , ومن حيث البحث عن أحوالها العارضة لها من صحة وإعلال ونحوهما .
:: ( والمراد بالمفردات العربية ) :
جمع مفردة وهي الكلمة , التي هي : الاسم والفعل والحرف .
= والصرف يدخل في اثنين منهما :
الاسم المتمكن والفعل المتصرف .
ويخرج من ذلك ثلاثة أقسام :
الاسم المبني ( غير المتمكن ) , الفعل الجامد , والحرف .

س : [ ذا , تا من أسماء الإشارة , الذي والتي من الأسماء الموصولة , وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة من المبنيات , وقد لوحظ أن العرب قد ثنتها ( ذان , تان , اللذان , اللتان ) , وصغرتهما ( ذيّا , وتيّا ) وعرف أن التثنية والتصغير ضربان من تصريف الأسماء , فكيف يصح قول : إن الأسماء المبنية لا يجري البحث عنها في علم الصرف ؟؟
ج: الجواب على ذلك من وجهين :
1.لا نسلم أن التثنية والتصغير على الحقيقة , لأن أمر هذه الألفاظ مخالف للسنن التي يجري عليه كلام العرب في التثنية والتصغير فهي صيغ وضعت من أول الأمر للدلالة على الاثنين أو على المصغر , فلو كانت ( ذان ) : ( ذين ) لكان مثنى على الحقيقة لصح قول : ( توان ) و( توين ) , ولو كان ( ذيّا ) : ( تيّا ) تصغيرًا حقيقة لانضم أولها كما انضم أول كل اسم يراد تصغيره .
2.لو سلمنا بذلك فإنها ألفاظ شاذة من حيث صورتها , ونحن نبحث في علم الصرف بحثًا قياسيًا جاريًا على الطريق المعروف والنن المطردة في عامة كلام العرب .
[ رابعًا : الثمرة ( الفائدة ) :
1. استقامة اللسان العربي :
تهيئ أداة البيان سليمة من الخطأ , بريئة من اللحن .
يقول نقرة كار : فإن من أراد أن يكون له منيحة من الكتاب الإلهي , وفيه عبقة من الكلام النبوي , فليصرف عنان همّته إلى نحو علم الصرف , ولكن لا يعرّج عليه فيجعله نُصْب الطرف – مشمرًا عن ساق الجد ليغوص في تيار بحار الكتاب الإلهي وفرائده , ويتفحص عن لطائف الكلام النبوي وفوائده فإن من اتقى الله في تنزيله , وأجال النظر في تعاطي تأويله , وطلب أن تكمل له ديانته , ويصح له صلاته وقراءته وهو غير عالم بهذا العلم فقد ركب عمياء وخبط خبط عشواء , إذ به تنحّل العويصات الأبيّة , وتعرف سعة اللغات العربية , إذ القياسية منها أكثر من السمعية , ومنه أخذت الأولى وبه يتصرف في الأخرى .
يقول الزركشي :
أما اعتبار اللغة العربية لأن شرعنا عربي ولا يتم فهمه إلا بلغة العرب , وما لا يتم الواجب فهو واجب
2.تحقق القدرة على صياغة مفردات اللغة .
يقول ابن عصفور :
( التصريف أشرف شطري العربية وأغمضهما , فالذي يبين شرفه احتياج جميع المشتغلين باللغة من نحوي ولغوي إليه أيما حاجة , لأنه ميزان العربية , ألا ترى أنه قد يؤخذ جزء كبير من اللغة بالقياس ؟ ولا يوصل إلى ذلك إلا من طريق التصريف , نحو قولهم : ( كل اسم في أوله ميم زائدة مما يعمل به وينقل فهو مكسور الأول , نحو : مطرقة , مروحة إلا ما استثني من ذلك , فهذا لا يعرفه إلا من يعلم أن الميم زائدة , ولا يعلم ذلك إلا من جهة التصريف :
ومما يبين شرفه أيضًا أنه لا يوصل إلى معرفة الاشتقاق إلا به , ألا ترى أن جماعة من المتكلمين امتنعوا من وصف الله بـ ( حنّان ) لأنه من الحنين , و( الحنّة ) من صفات البشر الخاصة بهم تعالى الله عن ذلك , وكذلك امتنعوا من وصفه بـ ( سخي ) لأن أصله من الأرض ( السخاوية ) وهي الرخوة , بل وصفوه بـ ( جواد ) لأنه أوسع في معنى العطاء , وأدخل في صفة العلاء .
= كيف يستطيع عالم أو أديب أن يفهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الولد مجبنة مبخلة "
إذا لم يدر أن ( مَفْعَلة ) صيغة تدل على سبب الفعل المشتق منه والحامل عليه والداعي إليه فـ ( الولد مجبنة مبخلة ) أي سبب يجعله والدًا جبانًا لم يشهد الحروب ليربيه , ويجعله بخيلًا يجمع المال ويتركه لولده من بعده .

كذلك قول عنترة :
( والكفر مخبثة لنفس المنعم ) أي من أنعمت عليه نعمة فلم ينشرها ولم يشكرها فإن ذلك سبب لتغير نفس المنعم من الإنعام على كل أحد .

خامسًا : النسبة :
علم لغوي وهو قسيم النحو لا قسم منه كما كان عند المتقدمين .

سادسًا : الواضع :
أبو معاذ بن مسلم العمراء تـ 187هـ , هو أول من أفرد مسائل الصرف بالبحث أو التأليف وتكلم فيه مستقلًا عن فروع اللغة العربية , والعلماء بعده اقتفوا أثره , وإن كانت درست مسائل قبله بوجه عام ومسائل في النحو بوجه خاص , فقد تناول ذلك سيبويه المتوفى عام 180هـ.
= ومما يجدر الإشارة إليه : أن هناك ظروف خاصة جعلت من النحاة يقبلون على الصرف ويتفرّعون له , فقد روي أن أبا علي الفارسي اجتاز بالموصل فمر بالجامع وأبو الفتح أبو جني في حلقة يقرئ النحو , وهو شاب , فسأله أبو علي عن مسألة في التصريف فقصّر فيها , فقال له أبو علي : تزبّبت وأنت حصرِم " أول العنب " , فأقبل على التصريف فلم يكن شيء من علومه أكمل منه في التصريف .

ثامنًا : الاستمداد :
الكلام العربي .
تا سعًا : حكم الشارع :

فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين .
يقول ابن حزم : " فمن لم يعلم اللغة والنحو لم يعلم اللسان الذي يبين الله به ديننا الذي خاطبنا به ..."
وقال : " لو سقط علم النحو لسقط علم القرآن وفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم , فمن طلب علم النحو واللغة على نية إقامة الشريعة في الفهم وليفهم كلام الله وكلام نبيه ليفهمه غيره , فهذا له أجر عظيم ومرتبة عالية لا يجب التقصير عنها لأحد , وأما من وسم اسمه باسم العلم والفقه وهو جاهل للنحو واللغة فحرام عليه أن يفتي في دين الله بكلمة , وحرام على المسلمين أن يستفتوه , لأنه ما إن له باللسان الذي خاطبنا الله به إذا لم يصلحه فحرام عليه أن يفتي بما لا يعلم.
" ولا تقف ما ليس لك به علم ..." , " وتقولوا بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم " .
س = وكيف يفتي في الطهارة من لا يعلم معنى ( الصعيد ) في لغة العرب ؟!
س = وكيف يفتي في الذبائح من لا يعرف معنى ( الذكاة ) في لغة العرب ؟!
س= وكيف يفتي في ( الدين ) من لا يعرف خفض واللام من رفعها في لغة العرب , في قوله " إن الله بريء من المشركين ورسوله " ؟!


عاشرًا : المسائل :

المسائل التي يناقشها علم الصرف :
قضاياه الجزئية :الصحة , الإعلال , الإبدال , القلب , الحذف , الزيادة والنقصان , الاشتقاق , التثنية , الجمع , النسب , التصغير , الإمالة , الإدغام , التقاء الساكنين .



توقيع أم هشام
من العجائب ، أن البركات التي تنزل على العلم ، تنزل على المجتهد حتى الذي اجتهد في تقليب صفحات الكتاب !!

******************************************
إذا حدّثت ففتش ، وإذا كتبت فقمِّش
******************************************
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس