عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-10, 08:26 PM   #16
أم ايمان
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

(هَذَا هُدًى)
س/ أليس المقصود بالإعراض عن الآيات الشرعية؟ نعم ، الآيات الشرعية والآيات الكونية كذلك ؛ لأن الآيات الكونية منصوبة لتدل على الله تبارك وتعالى (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) [يونس : 101] ، فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن ننتظر في آيات الله الكونية ، فالذي يعمي بصره ويصم آذانه عن سماع الآيات ، آيات الله الكونية –كما قلنا- وآيات الله الشرعية ، فهذا في ضلال مبين ، يدخل في زمرة هؤلاء الذين توعدهم الله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة ، يقول الله عز وجل: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت : 20] ، فالنظر في الكون ، في آيات الله عز وجل ، وكما قلنا ما أودع من أسرار فيه مطلوب شرعا ، فالذي يرى الآيات ويعرض عنها يدخل في زمرة هؤلاء الذين توعدهم الله بالعذاب الأليم .
تعبير بالسمع (يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا) نعم، آيات الله الكونية ، إذا سمع ، الله سبحانه وتعالى يأمره الآن أن يتدبر وينظر في آيات الله الكونية ، فهو لما سمع النداء من الله عز وجل والأمر من الله عز وجل أن ينظر في الآيات من حوله في النفس وفي الآفاق ، فلم يسمع لهذا النداء ، لم يسمع لهذا الأمر، ولم يطبق هذا الأمر في واقع حياته حتى ينتفع به ، هو داخل في الوعيد ، نعم يسمع آيات الله ، طيب كيف نستدل على الله سبحانه وتعالى ، الله هو الذي أمرنا أن ننظر في هذه الآيات ، الآيات الكونية ، فالآيات الشرعية هي التي دلتنا على النظر في الآيات الكونية ، هي التي عرفتنا بالله تبارك تعالى بأسمائه وصفاته وبآثار أسمائه وصفاته خلقًا وتدبيرًا وصنعًا وتكوينا وتصويرًا ، فالطريق الأول هو طريق النظر في آيات الله الشرعية ومن ثم النظر في آيات الله الكونية ، وإن كان المقصود ابتداءً هو سماع آيات الله الشرعية ، لكن يقودنا ذلك إلى آيات الله الكونية.
هنا.. الله تعالى بعد ذلك قال: (هَذَا هُدًى) طبعًا هنا الإشارة هنا إلى الهدى إلى الكتاب الكريم الذي بين أيدينا (هَذَا هُدًى) هذا الذي أنزل الله على محمد –صلى الله عليه وسلم- ، هذا الكتاب العظيم فيه الهدى وفيه النور ، وفيه كل المصالح المادية والمعنوية ، (هَذَا هُدًى) هذا القرآن يهدي إلى الطريق المستقيم ، يهدي إلى صراط الله العزيز الحكيم ، هذا القرآن وما اشتمل عليه من الخيرات وأحكام وتشريعات ، وما اشتمل عليه من الخير لا ينتفع به إلا أهل الإيمان ، (هَذَا هُدًى) ، هو هدى لهم وبشرى ورحمة لمن؟ للمؤمنين ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) طيب ، ثم بعد ذلك ، الله تبارك وتعالى بعدما توعد هؤلاء الذين صموا آذانهم وأغلقوا آذانهم عن سماع الحق بالعذاب الشديد ، رجع جل وعلا يُذكر بإنعامه وأفضاله وإحسانه على عباده جل وعلا ، وأن يتفكروا فيما أعد لهم من الخير الكثير العظيم فيما حولهم ، بفضله ورحمته ، ألا يستحق جل وعلا أن يعبد دون سواه.
(اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ..) إذن من جملة هذه الآيات التي ذكر الله سبحانه وتعالى بعضها في أول السورة، بدأ يفصل جل وعلا بعض نعمه وفضله وإحسانه ، هذه الآيات النعم على عباده ، (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ) لكم أيها الناس ، كما قال جل وعلا في أول سورة البقرة : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) [البقرة : 29] ، فالله سبحانه وتعالى ما خلق هذه الطيبات وهذه الأرزاق ، وما هيأ هذه الأسباب التي تعين الإنسان على حياة هانئة في الأرض فجعل الأرض فراشًا والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً مباركًا فأجراه أنهارًا عذبة على الأرض ، وسلكه ينابيع في الأرض ، وسخر البحار بما فيها من المياه ، محفوظة بحفظه تعالى مالحة ، محفوظة بقدرته جل وعلا ، وأسكن فيها من مخلوقات لا يعلمها إلا الله جل وعلا ، (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ..) بما فيه من الخيرات ، وبما فيه من الآيات ، ومن آيات الله سبحانه وتعالى في البحار أن تجري الفلك بقدرته على الماء فلا تغرق فيه (لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ) وبقدرته (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) هذه الآية عظيمة ، خلق البحار ثلاثة أرباع سطح الأرض مياه ، واستودع كبير الماء ، فالماء هو سر الحياة ، كما قال الله عز وجل (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) [الأنبياء : 30] فالماء من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان في الأرض ، ولا وجود لحياة بدون الماء ، ولذلك الله عز وجل حفظ الماء على سطح الأرض بما سخره جل وعلا من الملوحة الشديدة ، ليكون محفوظًا أن يأسن وأن يفسد ، وحفظه كذلك في مكان في الأرض بقدرته جل وعلا ليستخرجه الإنسان ، فيتفجر عيونًا عذبًا زلالًا بقدرة الله سبحانه وتعالى ، (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) .
ثم قال جل وعلا بعد ذلك: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ..) كل ما في السماوات وما في الأرض مسخر بقدرة الله سبحانه تعالى لنا نحن العباد ، فالحمد لله رب العالمين (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، إذن الشيء المهم الذي ينبغي على الإنسان المؤمن أن يعلق النظر فيه ، أن ينظر في آيات الله سبحانه وتعالى الكونية ، إذا جلس أمام الفاكهة ، وضعت بين يديه، ينظر في خلق الله فيها ، في ألوانها الزاهية الجميلة الحسنة ، هذا أصفر وهذا برتقالي ، وهذا أخضر وهذا أحمر، هذا مدور ، وهذا مثلث ، وهذا بيضاوي ، بأشكال وألوان وطعوم شتى ، كل هذا من آيات الله سبحانه وتعالى ، من الذين خلقها؟ ، من الذي سخرها ؟ الله بقدرته ، لمن؟ للإنسان ، فينبغي على الإنسان وهو يستمتع بالنظر إلى هذه الفاكهة ، ويستمتع بأكل هذه الفاكهة أن يتذكر فضل الله سبحانه وتعالى ، فضل المنعم جل وعلا عليه بما وهبه من هذه الخيرات ، وسخره بفضله ورحمته له ، فيشكر الله سبحانه وتعالى عبادةً وذلًا وانكسارًا وطاعة ، حتى تدوم هذه النعم بين يديه (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ) طبعًا يدخل في التفسير كذلك حتى السنن الكونية التي يستفيد منها الإنسان في تسيير مراكب هوائية وتسيير مركبات على الأرض ، ومركبات في البحار ، كل هذه وفق سنن أودعها الله خلقه في الكون ، هذه من ضمن –أيضا- ما سخر الله جل وعلا ، لولا وجود هذه السنن الدقيقة المحكمة ما استطاع الإنسان أبدًا أن يسير مركبة فضاء ، أو أن يتجاوز حدود الأرض بحال من الأحوال ، أو يسير مركبة تسير على الأرض ، لكن الله العزيز الحكيم خلق السنن وأودعها في الأرض وسخرها للإنسان ، وكشفها بفضله ورحمته للإنسان ، فاستفاد منها وانتفع منها في صنع هذه الآلات ، وصنع مختلف المنافع المادية التي نراها مبثوثة في الكون بقدرة الله سبحانه وتعالى ، تدخل في ضمن ما سخر الله جل وعلا للإنسان ، كيف لا ، والله تعالى يقول: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [الصافات : 96] ، وقال جل وعلا: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [النحل : 8] كل هذا فضل من الله سبحانه وتعالى ورحمة ، والحمد لله.

إذن يذكر الله سبحانه وتعالى بنعمه العظيمة التي أغدقها علينا ، ويذكرنا بالآلاء –كما قلنا- المبثوثة من حولنا ، ويذكرنا بالآيات الشرعية ، كل هذه تقود للإيمان ، تقود لليقين ، وتحمل المؤمن على مزيد من الذل والخضوع والانكسار لله سبحانه وتعالى والرغبة فيما بيديه الكريمتين ، والحمد لله رب العالمين .
فالآيات الكريمة من أول السورة تركز على أنه ينبغي للمؤمن أن ينتفع بالنظر في آيات الله الشرعية وآيات الله الكونية وبالنظر فيما سخر الله سبحانه وتعالى للإنسان من نعم عظيمة ظاهرة وباطنة ، الكبيرة والصغيرة ، في القليل والكثير مما نرى ونبصر في خلق الله جل وعلا في مختلف أشكاله وصوره ، آية منه ورحمة ، فالحمد لله رب العالمين.
طيب .. الآن بعد هذه المرورة السريعة من فاتحة السورة ، الآن أريد تدبر أخواتي الكريمات معي في الآيات الكريمة ، فاتحة السورة ، من قوله جل وعلا (حم) إلى قوله جل وعلا (هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) ، تعليق الأخوات الكريمات على هذه الفاتحة.
طبعًا ، إذن فاتحة السورة تنوه بشأن الكتاب العظيم ، وتدعو إلى التفكر والنظر في آيات الله الكونية ، التي تقود إلى الإيمان واليقين ، وتحذر كل من يسمع أو ينظر في هذه الآيات فلم ينتفع بها بأنّ الله سبحانه وتعالى سيعاقبه بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، هذا مجمل ما اشتملت عليه الآيات فاتحة السورة.
طبعًا من الملاحظ في كتاب الله عز وجل : حيثما وجدنا الحروف المقطعة في أول السورة نجد إشارة بعدها إلى الكتاب الكريم ، (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ..) ، (حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)) ، وهكذا..
قال العلماء: ما الفائدة من مثل هذا الربط؟ ، بعد الآيات المقطعة يأتي الحديث عن الكتاب الكريم ، ماذا نستفيد من ذلك؟
1- الإعجاز ، ماذا أيضًا؟ : أنه معجز بألفاظه ، العلماء طبعًا اختلفوا في موضوع الحروف المقطعة : هل لها معنى أو ليس لها معنى؟ هل يمكن أن تفسر أو أن الله سبحانه وتعالى استأثر بعلمها؟ والذي عليه جمهور العلماء: أن الله سبحانه وتعالى استأثر بعلم هذه الحروف ، ونحن كما قررنا في الدرس الأول ، قلنا: الحروف على ثلاثة أنواع : حرف مبنى ، وحرف معنى ، وحرف لا مبنى ولا معنى ، فهذه الحروف المقطعة في أوائل سور الكتاب الكريم لا يمكن أن نقول إنها حرف مبنى ؛ لأنها ليست كحروف المباني في "تَنْزِيل" التاء والنون والزاي ،لا ،"حـم " نقرؤها هكذا: حا ميم ، "ألـمـ" ألف لام ميم ، ولا حرف معنى مثل واو القسم أو تاء القسم أو "من" الجارة ، وهكذا ، ليس من حروف المعاني ، فهو ليس حرف مبنى ولا حرف معنى ، إنما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه ، فهو من المتشابه يرد علمه إلى الله ، وهذا هو الأظهر ، والله أعلم.
2- لأمر الآخر : أن الله سبحانه وتعالى ذكر هذه الحروف المقطعة ، ولو جمعناها نجد أنها تشكل تقريبًا نصف الحروف العربية أو قريبًا من ذلك ، وهي من أكثر الحروف تكرارًا في الكلمات العربية ، ولله سبحانه وتعالى الحكمة في ذلك ، من أرق الحروف وأجمل الحروف التي تدور في بناء الكلمة العربية ، ففيه إشارة إلى أن هذا الكتاب الكريم مكون من هذه الأحرف ، فأيها العرب ! ، أيها الناس! ، أيها المكلفون! ، أيها المخاطبون من الإنس والجن! ، ائتوا بمثل هذا القرآن من جنس هذه الأحرف ، كَوِنوا كلمات وجملًا من جنس هذه الكلمات التي نزل بها الكتاب الكريم ، وانظموا وائتوا بمثله ، ففيه إشارة وتحدٍ للناس جميعًا.
ماذا نستفيد من قول الله عز وجل: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) ؟
1- أنَّ القرآن منزل ليس مخلوق ، هذا صحيح..
2- ثانيًا: مكانة القرآن العالية.
3 – { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ } [الشعراء:193-194]
فنَزَل و التنزيل وأُنْزل يدل على العلو وهذا يُصدق أنّ الله سبحانه وتعالى في العلوفي السماء فلا يحويه مكان ولا يجري عليه الزمان فهو خالق الزمان وخالق المكان جل وعلا لكنه في الجهة العليا سبحانه وتعالى في جهة تليق بجلاله وعظمته
اثبات علو الله جل وعلا على خلقه تنزيل الكتاب من الله العلي العظيم العزيز الحكيم....
طيب الأن تعريف تنزيل الكتاب: ماذا نستفيد من تعريف الكتاب و تنزيل الكتاب ؟
هل هناك كتب أخرى نزلت غير الكتاب الكريم ؟ بالطبع نعم التوراة والإنجيل والزبور، فما المقصود من تنزيل الكتاب؟ "ال" في الكتاب ماذا نسميها ؟
الكتاب هل هي جنسيةأوعهدية ؟
هي "ال" التعريف صحيح ولكن ال التعريف لها معان كما تعلمن بنياتي
ال التعريف إذا دخلت على "ال" النكرة يكون لها معان منها لام العهد ولام الإستغراق ولام الجنس هي أنواع...لا يمكن أن نقول أنها لام استغراق هنا، لا تصلح
هنا تنزيل الكتاب هي لام العهد ، الكتاب المعهود هو الكتاب الكريم ، تنزيل الكتاب ، هذا الكتاب الكريم الذي نزل على محمد عليه الصلاة والسلام.
تنزيل الكتاب ، الكتاب الذي بلغ في العلو وفي الشرف الغاية و ليس بعده كتاب بلغ مثل هذا المبلغ من الشرف و العلو والمكانة والاشتمال على كل خير، فهو الكتاب الذي يستحق أن يسمى الكتاب وما سواه فليس بكتاب ولا يستحق أن يسمى بالكتاب.
الكتاب الكامل في الهداية والخير ، الكامل في النفع ، والكامل في النور هو الكتاب الكامل والمهيمن على جميع الكتب.
(تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) ويستحق أن يكون كذلك لأنه من العزيز الحكيم جل وعلا.
ماذا نستفيد من قول الله عز وجل تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم؟ الله تعالى ذكروصفين للكتاب العزيز والحكيم ماذا نستفيد منه؟
- لأنه محكم في آياته ، هذا صحيح أ نزله الحكيم فهوحكيم و محكم والدليل من الكتاب
{ الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود:1]
- والدليل أنه حكيم من كتاب الله عزوجل، وصف الكتاب بأنه حكيم ، قال تعالى { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الزخرف:4]
إذا الكتاب حكيم وآياته محكمة وأنزله الحكيم إذن هم مشتمل على الحكمة يقول الله تعالى { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } [البقرة:269] من أوتي القرآن فعلمه وعمل به فقد أوتي الحكمة { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} الفقه في الدين العلم ، الحكمة هي وضع الشيء في موضعه ، الحمد لله رب العالمين.
إذا أراد الإنسان الحكمة ، أراد العلم ، أراد الخير فعليه بالقرآن إذا حتى يضع الشيء في موضعه ويعمل على هدى وعلى نور ويُهدى إلى الخير ويُسجّد ويعان و يستثمر العمل في الخير أن يعمل وعمله مسجد و يكون له ثمرة يجب أن يكون على الهدي ، هدي الكتاب و السنة أحسنت (تعليق الطالبة) ماشاء الله
طيب والعزيز ماذا نستفيد من ذكر وصف الله العزيز؟ ماذا ننتفع من { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }
- لا غالب لأمره ولا يغلب جل وعلا هذا صحيح ...
- تعظيم القرآن هذا صحيح ، ماذا أيضا
- حفظه من التحريف، صحيح وأيضا
فهذا الكتاب مادام أنزله العزيز واراد العزة فعليه أن يأخذ بهذا الكتاب
ما بال الأمة تعيش الأن في مهانة وذل؟ لأنها تخلت عن هذا الكتاب الكريم { مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [فاطر:10] فيه إشارة إلى المؤمنين عليهم أن يأخذوا بهدي هذا الكتاب إذا أرادوا العزة ، إذا أرادوا العزة فعليهم بهذا الكتاب العزيز لأنه أنزله العزيز، وإذا أرادوا الحكمة وأرادوا الخير والسداد فعليهم بأخذ هذا الكتاب الكريم ، وإذا أرادوا الرفعة ويُمكن لهم وأن يكونوا السادة القادة في الأرض فعليهم بهذا الكتاب الكريم
{ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }
{ وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون: 8]

فكيف نعيش الآن، للأسف الأمة تعيش في ذلة ببسبب تخليها عن منهج الله تبارك وتعالى
{ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت:41-42]
الله عزيز ووصف الله الكتاب بأنه عزيز، ومن أراد العزة فليأخذ بهذا الكتاب.
إذا الكتاب حكيم وآياته محكمة وأنزله الحكيم
والكتاب عزيز أنزله العزيز ومن أراد العزة فليأخذ بهذا الكتاب
الحمد لله رب العالمين ، ما شاء الله تبارك الله.
طيب ،الأن الله تبارك وتعالى شرع في حفز وارشاد العقول إلى النظر في آيات الله عز وجل بعدما أمرنا بالنظر في آيات الله الشرعية في الكتاب الكريم
في آيات الله الكونية { إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ } الجاثية
لماذا بدأ الله عزوجل بالسماوات قال { إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ } مع أن الأرض أقرب إلينا والسماء بعيدة عنا ؟؟؟
والآية القريبة يكون الإعتبار بها أكبر وأظهر ، والسماء بعيدة عنا بأجرامها نحتاج إلى مكبرات ومناظير كبيرة حتى ننظر في أعماق الكون وننظر ما فيه
- لأنه على مستوى نظر الإنسان، ممكن ماذا أيضا

بدأ الله بالسماوات وثنّى بالأرض { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [غافر:57]
- لأنها أعظم المخلوقات
طيب ما الدليل على أنها أعظم المخلوقات ؟؟
لأنها زاخرة بالآيات التي تدعوا للتفكر كيف؟
لا حظنا معي ، جواب آخر قامت بغير عمد أحسنت يا بنتي ، هذه المسالة مهمة جدا
الأية الدالة على ذلك من الكتاب بأن السماء قامت بغير أعمد ...
{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }[لقمان:10]
{ للَّـهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [الرعد:2]

طيب ما فائدة جملة ترونها - بغير عمد ترونها - فلو قال خلق السماوات بغير عمد وسكت لفهم المخاطب بأن السماء خلقت بغير أعمدة ، فما فائدة جملة ترونها ؟؟؟
- لأن هناك عمد لا نراها ، نعم هذه فائدة عظيمة
خلق السماء بغير عمد ، ممكن تحمل على وجهين :
- أن هناك أعمدة ولكن لا ترى
- أو أنه لا أعمدة أصلا
بغير عمد تكون تأكيد أنها لا ترى أبدا
الأن العلماء وهم يدرسون الأفلاك والأجرام السماوية وكيف تدور وفق نظام دقيق جدا، كيف أنها لا تتصادم وجدوا انه فعلا أن السماوات بما فيها من أجرام ممسوكة بحبال شديدة وقوية جدا فلا ينفلت جرم أبدا من فلكه أو من مداره بقدرة الله سبحانه وتعالى يمسكه والعلماء ينظرون ويفكرون لأن الله تعالى قال (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت:53]
بدأ بالأفاق ، ينفقون المليارات من الدولارات ويدرسون عالم الكون، لماذا؟
ليقيم الله تعالى الحجة عليهم وليصدق الله سبحانه و تعالى كتابه الكريم بما يجريه من الآيات على أيدي هؤلاء الناس ، يظهر صدق الله الكريم فينفقون المليارات من الدولارات ، ويسيرون المراكب العظيمة في الفضاء الخالي البعيد ليكتشفوا كيف وُجد هذا الكون ، فيوم بعد يوم يكتشفون آيات عظيمة تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى وقوته ...
فسبحان من أحكم هذا الكتاب الكريم وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم
طيب ، بنياتي إذا السماوات أعظم خلق ، أعظم مخلوقات الله عزوجل ، فيها آية عظيمة أنها رغم اتساعها وما فيها من الأعداد الهائلة الكثيرة جدا ، الملايين من النجوم ، كيف وهي معلقة هكذا من يمسكها ؟ الله تعالى
أحجامها كبيرة جدا جدا جدا ، أضعاف وأضعاف ملايين أضعاف حجم كوكب الأرض ، وهي أجرام مشتعلة ، من الذي أشعلها على مدى هذه الأزمان المتعاقبة ، ملايين السنوات الضوئية والله على كل شيء قدير ولذلك الله سبحانه وتعالى قال (إن في السماوات...) جمع ، يدل على أنها أطباق ،طبق فوق طبق ،ثم قال (...وفي الأرض ) أفرد كلمة الأرض وقال أنها لآيات للمؤمنين

طيب حسن في هذه الكريمة قال تعالى (إن ما في السماوات والأرض ) بينما في آيات أخرى نجد أن الله تعالى يكرر الجار والمجرور يقول ( إن في السموات وفي الأرض آية ....بغير هذا الموضع نجد أن حرف الجر في الظرفية يكرر وهنا أُفرد (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) ما السر؟
ماسبب إفراد حرف الجر هنا ؟
جواب : لأن هناك آيات مشتركة بين السماء والأرض ، نعم هذا ممكن ، ماذا أيضا
طيب ، كل هذه الإشارات حتى نستثمر عطاءات الكلمة في القرآن ، كيف توظف وما الدلائل
أولا : في ، تفيد الظرفية (في السماوات) ماذا نستفيد منها؟ لم يقل الله تعالى إن ما على الأرض وعلى السماوات بل قال (إن ما في السماوات) مع أننا إذا نظرنا على الأرض لوجدنا الآيات المنصوبة على الأرض أظهر ...
في الأرض ، أي الآيات أظهر للأبصار ؟ ما كان على الأرض ؟ أو ما كان في جوف الأرض ؟
طيب ، كما قلت يا أخوات ما كان على الأرض اظهر ، الجبال ، الأنهار، البحار والأطيار أكثر الآيات على الأرض فلم يقل في السماوات وعلى الأرض ، إذا تأملتم ماذكرت قبل الآية
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً) [البقرة: 29]
بينما نجد الذي على الأرض هو الذي الأظهر والأكثر ما فائدة الظرفية "في" هنا وفي افرادها ؟ هيا بنياتي
جواب : للتأمل فيما خفي ، هذا جميل وحسن
لأن الآية وإن كانت ظاهرة تحتاج إلى تأمل ، فكلما تأمل الإنسان وتعمق في النظرفيها وصل إلى سرها وانتفع بهذا السر
جواب طالبة : أخذ العبرة والعظة ،كلام جميل ، أحسنت يا بنتي ، ماذا أيضا
الآن لو سألت ، نحن الآن جلوس أمام الشاشة ، نحن في الأرض أو على الأرض ؟
كلاهما؟؟؟؟ كيف كلاهما؟
هذا من أسرار اللفظ القرآني ، ومن بلاغة القرآن ، كتاب محكم ، غاية الإحكام ، غاية الدقة موظف بطريقة معجزة ، له دلائل عظيمة جدا.
الآن العلماء لما درسوا الأرض ومكونتها وجدوا أن الغلاف الجوي المحيط بالأرض الذي قلنا أنه يمتد حوالي 360 كلم حول الأرض هو في الحقيقة جزء من الأرض لأنه خرج من الأرض ، فهو محيط بالأرض وهو منها ، فهو الأرض ، الغلاف الجوي بكل مافيه ، في الحقيقة جزء مُكون للأرض ولا يمكن أن ينفصل عنها وهو مشدود إليها بقوة بقدرة الله عز وجل ، ففي الحقيقة نحن في الأرض ، فالغلاف الأرض الجوي بما فيه من العناصر الحياة من أوكسجين وكربون وكل العناصر، وكما قلنا أن بسبب هذه العوالق خلقها الله تعالى وأوجدها في الغلاف الجوي ، لما أشعة الشمس تنفذ إلى الغلاف الجوي يحصل تأيل ويحصل الشعاع الأبيض الذي نراه في النهار.
لولا هذه العوالق الترابية وغيرها مما خلق الله سبحانه وتعالى في هذا الغلاف الجوي ما أمكن أن نرى النور الأبيض على الأرض بقدرة الله سبحانه وتعالى.
في الحقيقة نحن في الأرض ولسنا على الأرض ، ويجوز أن نقول نحن على الأرض، ونقول في الأرض كما قالت الأخت الكريمة وهذا صحيح
(إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) انظرنا إلى الإبداع والإعجاز في نظم القرآن الكريم ، كل حرف يعطينا دلالة عظيمة ، كذلك بنياتي لو تأملنا بعمق أكثر
سؤال : هل تأتي في بمعنى على؟
نعم ، بعض العلماء يقولون حروف الجر تتناوب ولكن لو أبقينا الحرف على دلالته الأصلية وكان فيه دلاله مصحوبة معه أخرى لكان أفضل وأولى ، تتناوب ، تتعاقب ، الأفضل أن نقول يضمن الفعل ، معنى فعل آخريتعدى لتعدية -على- مثلا ونحافظ على دلالة الحرف وهذا أفضل يكثف المعنى أكثر ويعطيه دلالة أقوى
فيه لطيفة بيانية جميلة أيضا بنياتي في قول الله عز وجل (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ) نسأل لو تأملنا هذه الجملة ، ما نوع هذه الجملة ؟ والمؤكدات التي فيها ؟
إنّ ولام التوكيد، أحسنت وماذا أيضا
اسمية الجملة
التقديم والتأخير أحسنت
إذن إذا أردنا إعادة بناء الجملة كما تعلمن ، آيات اسم إنّ مؤخر
إنّ الآيات في السماوات والأرض للمؤمنين ، حصل تقديم
ما سر التقديم والتأخير ولام التوكيد واسمية الجملة ...؟
تفيد الحصر، لا ليس هذا المراد
المؤمن ينتفع بها أكثر ، لا ليس ذلك
عظم المؤكد، ممكن

يخاطب المُنكر، نعم ، طيب كيف يكون هذا الإنسان منكر ؟ المؤمن لا ينكر
يعني هذه الآيات المنصوبة على ظهورها وعظمتها وكثرتها الناس لا ينتفعون بها فنُزِّلوا منزلة من يُنكرها فجيء بهذه التوكيدات الكثيرة للأسف هذه الآيات رغم ظهورها وبروزها وكثرتها في السماوات والأرض لا ينتفع بها الناس ونقصد الإنتفاع هي أن تقود الإنسان إلى مزيد من الذل لله تبارك وتعالى والطاعة والعبادة والخضوع والعمل بأمره تعالى واجتناب ما نهى ، يجد الآيات كثيرة وعظيمة يراها ويبصرها ويتأثر بها لكن لا يعمل بها ، لايخاف الله تعالى ، يعصي الله عز وجل ويصر على المعصية فلا يقلع علن المعصية ، رغم أن الآيات يراها ويبصرها، ويعظم الله سبحانه وتعالى ، يسبح الله ويرى الآية ، فالآية التي تقود الناس إلى المزيد من الإيمان و اليقين و طاعة الله عزوجل ، في الحقيقة و إن كانت قائمة ومشهودة فلا ينتفع بها.
(إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ)
يأيها المؤمنون ، يا أيها المكلفون ، يا أيها العقلاء ، انظروا إلى الآيات التي خلقتها لكم في السماوات والأرض ، انتفعوا بها ، نفع مؤمن يريد ما عند الله عز وجل من خير ، نفع مؤمن يعمل بأمر الله تعالى في حياته فيكون هاديا مهديا ، صالحا مصلحا ، راشدا ، نافعا لنفسه وللناس أجمعين .
(إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ )
إذن الخطاب للمؤمنين ، للناس جميعا على أنه يجب عليهم أن يوظفوا عقولهم في النظر في هذه الآيات لأنها حتما ستقودهم إلى اليقين والإيمان وإلى المزيد من الذل لله تبارك وتعالى .

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرزقني وإياكم حسن العلم والعمل ، وأن يوفقنا لطاعته وأن يربط على قلوبنا برباط الحق ، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ، إنه جواد كريم.
إن قلت من صواب فمن الله ، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ، والله ورسوله منه بريئان ، وصل الله على نبينا محمد وسلم .



توقيع أم ايمان
أم ايمان غير متواجد حالياً