عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-08, 08:55 PM   #1
طالبة الهدى
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 10-08-2007
المشاركات: 141
طالبة الهدى is on a distinguished road
c8 السعادة في معاملة الخلق؛ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله:

(والسعادةُ في معاملة الخلق أن تعاملَهم لله، فترجو اللهَ فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم،
ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاءَ ثواب الله، لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لامنهم

كما جاء في الأثر: ( ارجُ اللهَ في الناس، ولا تَرْجُ الناسَ في الله، وخَفِ اللهَ في الناس، ولا تخف الناسَ في الله)
أي: لا تفعل شيئاً من أنواع العبادات والقُرَب لأجلهم، لا رجاءَ مدحهم، ولا خوفاً من ذمِّهم، بل ارجُ الله
ولا تخفهم في الله فيما تأتي وما تَذَر، بل افعل ما أُمِرْتَ به وإن كرهوه.

وفى الحديث: (إنَّ من ضعف اليقين أن تُرضِيَ الناسَ بسَخَط الله، أو تذمَّهم على ما لم يؤتِكَ الله)
فإنَّ اليقينَ يتضمَّن اليقينَ في القيام بأمر الله، وما وعَدَ الله أهلَ طاعته، ويتضمَّن اليقينَ بقَدَر الله وخَلقِه وتدبيره، فإذا أرضيتَهم بسَخَط الله لم تكن موقناً، لا بوَعدِه ولا برزقه.

فإنه إنما يحملُ الإنسانَ على ذلك إما مَيلٌ إلى ما في أيديهم من الدنيا فيترك القيامَ فيهم بأمر الله لما يرجوه منهم
وإما ضعفُ تصديق بما وعَدَ الله أهلَ طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة

فإنك إذا أرضيتَ اللهَ نصَرَكَ ورَزقَكَ وكَفَاكَ مؤنتَهم، فإرضاؤهم بسَخَطِه إنما يكون خوفاً منهم ورجاءً لهم؛ وذلك من ضعف اليقين.

وإذا لم يقدِّر لك ما تظنُّ أنهم يفعلونه معكَ فالأمرُ في ذلك إلى الله لا لهم.
فإنه ما شاءَ كانَ، وما لم يشأ لم يكن، فإذا ذممتَهم على ما لم يقدِّر كان ذلك من ضعف يقينك.
فلا تخفهم ولا تَرْجُهُمْ، ولا تَذمَّهم من جهة نفسك وهواك...)

مجموع الفتاوى (1/ 51، 52).




منقووووووول



توقيع طالبة الهدى
[COLOR="Red"][CENTER][SIZE="5"][SIZE="4"][SIZE="3"]وكـــم للـه مـن لـطـف خـفـــي
يدق خفــاه عـن فـهـم الـذكــي
وكــم امـر تســاء بـه صباحـاً
وتأتـيـك المســرة فـي العشـي
وكــم يسـر يأتـيـك بـعـد عسـر
يـفـرج كـربـة القـلـب الشجــي
فـإذا ضاقت بك الأحوال يومـاً
فثق بالله الواحـد الفـرد العلي[/SIZE][/SIZE][/SIZE] [/CENTER][/COLOR]
طالبة الهدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس