س/ ما المقصود بالإيمان بالقدر ؟
الإيمان بالقدر: أن تؤمن بأن الله قدر كل شيء من الخير، والشر ابتلاء وفتنة، كما قال الله
تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35] .
س/ ماهي مراتب القدر ؟
المرتبة الأولى:
العلم الكامل، الشامل، الوافي في كل شيء ومعنى العلم أن تؤمن، وتوقن بأن الله -عز وجل- بكل شيء عليم، ما كان، وما يكون، وما سيكون كيف يكون، كل ما يحدث في الخلق من صغير، وكبير فالله به عليم؛ ولذلك الله -عز وجل- ذكر بأنه - سبحانه وتعالى - عليم بذات الصدور ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [التغابن : 4] .
المرتبة الثانية:
الكتابة ومعناها: أن يعتقد المسلم كما ثبت في النصوص أن الله كتب مقادير كل شيء على الإطلاق من صغير، أو كبير، ماض، ومستقبل.
المرتبة الثالثة:
وهو أن كل شيء بمشيئة الله، بتقدير الله، كل شيء يحدث في الكون أنه بمشيئة الله، وأن ما شاء الله كان، ولا يكون شيء إلا بتقديره، ومشيئته.
المرتبة الرابعة:
الإيمان والجزم بأن الله خالق كل شيء، قدر و خلق الخير، والشر كما قال - سبحانه وتعالى - وتعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ .
س: شبهة: قد يأتي الشيطان ويخنس، ويوسوس لبعض الناس ويقول له إذا كان الله
-عز وجل- قدر الضلالة على بعض الخلق إذًا كيف يحاسبهم؟
الله -عز وجل- حين قدر الهداية لبعض العباد، وقدر لهم الخير ووعدهم بالفضل
والجنة فإن ذلك مبني على علمه - سبحانه وتعالى-- بماذا سيصنعون؟، الله - سبحانه
وتعالى - علم أن هؤلاء من البشر، ومن الجن سيعملون خيرا، وسيختارون طريق الهدى،
والخير، وقدر لهم ذلك، وبنيت أحكامهم على ذلك. فالله قدر الخير، والهدى، وشرعه أرسل فيه
الرسل، وأنزل فيه الكتب، وبين طريق الخير والهدى، وجعل عند الإنسان التمييز فيه،
أقدره على فعل الخير، وأمره به، وحثه عليه، ووعده ثم أنه -عز وجل- قدر الضلالة،
وشرع النهي عنها، وبين خطرها، وحذر منها، وأقدر العباد عليها ابتلاء وفتنة، ثم
توعدهم بعد ذلك، وتحقق عليهم وعده.
س/ هل يمكن أن يكون الله -عز و جل- خلق الشر؟
هذا ناتج عن جهل، فالله -عز وجل- قدر الشر ابتلاء، وفتنة، فهو في حقه حكمة، لأنه يتميز الخير من الشر، والهدى من الضلال، ولا يتميز الصالح من الطالح إلا بالابتلاء بالخير والشر، وأن الله تعالى قدر الخير والشر وخلقهم بإرادته - سبحانه وتعالى - من باب الابتلاء،والفتنة.
س/ ما المقصود بالجبلة ؟
أن الله -عز وجل- جبل المكلفين على الحق، والهدى، وجبلهم على قبول الضلالة هذا أمر قدري؛ ولهذا الله عز وجل قال: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾[البلد: 10]، ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3]، ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف] .
س/ ما الذي تبني عليه المشيئة ؟
المشيئة مبنية على بيان طريق الحق بوضوح، وطريق الباطل بوضوح، وإعطاء الإنسان الفسحة، والاختيار، فإن اختار طريق الضلالة باختياره فليتحمل مسئولية ذلك، وإن اختار طريق الهداية فهو موعود بالخير، هذا كله في سابق علم الله ؛ولا يمكن أن يظلم العباد، وليس بظلام للعبيد ، فيجب أن نوقن بعدل الله، وحكمته