عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-08, 01:04 AM   #2
مفكرة إسلامية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

ما معني مرجئ؟ معمي أنه مال إلي مذهب غلاة المرجئة لأن المرجئة على صنفين الصنف الأول غلاة الجهمية الذين لا يبالون بالشرائع ولا يبالون بالدين فهؤلاء يقولون يعني يكفي معرفة الله .

وإذا عرفت الله فأنت فزت الفوز الكامل وكان إيمانك كامل ومن هنا عولوا على هذا المبدأ وقالوا لا قيمة للأعمال وهم على هذا يعني لهم فلسفات كثيرة في الأعمال لعل من أشهرها لأن بعض الناس قد يقول هل يعقل المسلم ينتسب للإسلام أن يقول هذا ؟

نعم ممكن أن نسأل الله العافية يزيد في هذا ويتزندق لكن أقول أنه لهم فلسفة في هذا أغواهم الشيطان بها وزعموا أن الشرائع إنما وضعت للأناس الذين لا يتقيدون بمعني الإيمان المعرفي ما عندهم نزعة فلسفية نزعة عقلية وهم بسطاء الناس هؤلاء هم الذين يعملون بالشرع أما هذه الفئة الضالة أعني الذين قصدوا أنهم من الفئة التي فوق مستوى الشرع فيزعمون أنهم لا يحتاجون إلي ذلك كله ويكفيهم معرفة الله فلا يعني يعولون على يعني الخوف والمحبة ويكتفون بالرجاء ومنهم المرجئة ، المرجئة الفقهاء كذلك عندهم نوع يعني انحراف عن السبيل خاصة المتأخرة من المرجئة ، المرجئة الأوائل قد يكون عندهم تعظيم للأعمال وعندهم التزام لسنن الإسلام لكن متأخرة المرجئة يغلبون جانب الإرجاء يعني يستهينون بالكبائر يستهينون بالمعاصي بل أحيانا يستهينون بالشركيات الكفريات زعما منهم أن الناس تحت رجاء الله فلا يوردون بل لا يعولون كثيرا على نصوص الوعيد وإن عملوا بها يرجحون جانب الرجاء فيقعون في الخلل الذي يجعل المعاصي تكثر عندهم والفسوق والفجور والبدع ، نعم نقرأ القاعدة الرابعة :

((4) التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالله تعالى حكماً من الإيمان به رباً وإلهاً، فلا شريك له في حكمه، وأمره، وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت، واتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وتبديل شيء منها كفر، ومن زعم أن أحداً يسعه الخروج عنها فقد كفر .)



أحسنت نعم هذه أيضا قاعدة عظيمة وهي قاعدة تنبني على الأعمال القلبية أولا ثم ثمار الأعمال القلبية التي هي جزء من الإيمان ، من العبودية لله عز وجل بعد ما نتكلم عن توحيد العبادة توحيد الله الإلهية فإن الأساس الأول للعبودية يبدأ من القلب من الضمير من هذه المضغة التي وصفها النبي صلي الله عليه وسلم بأنها في الجسد ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب ، القلب لابد أن يسلم لله عز وجل ويرضى التسليم بمعني الازعان الاستعداد لقبول ما جاء عن الله تعالي وعن رسوله صلي الله عليه وسلم بمعني إن الإنسان يعني يمتلئ قلبه بالتعلق بمراد الله ماذا يريد الله منه وأن يكون قصده بذلك الاستجابة لأمر الله فإن كان أمرا أخذ به وإن كان نهيا انتهي عنه هذا التسليم يبدأ بالقلب فإذن العبودية تنبني على التسليم أولا ثم الرضا ما معني الرضا ؟ لأن ما بعد التسليم لابد أن يعني يلتزم الإنسان الشرع والالتزام أحيانا قد يثقل على النفس إذا سيطر عليها الهوى أو الشبهات أو الشهوات أو الجواذب والموانع والقواطع التي تصرف الإنسان أحيانا عن العمل الحقي والقول به وفعله فهذه الفوارس تجعله أحيانا يعني يكون عنده نوع من الاستثقال بالدين أو لبعض مفردات الدين وهذا ينافي العبودية بل مقتضى العبودية أو يخل بالعبودية بل مقتضى العبودية بعد التسليم الرضا بمعني الاستعداد والإذعان والطمأنينة طمأنينة القلب بحيث الإنسان لا يتذمر لا يستثقل أوامر الشرع يرضى يسلم بالشرع والقدر ثم يلزم من ذلك الطاعة المطلقة لله عز وجل الطاعة المطلقة في معني الاستعداد للعمل أما (كلمة غير مفهومة) فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها بحسب الاستطاعة أو الناس يظنون معني الطاعة المطلقة أن تطبق كل ما تأمر به نعم فيه من الفرائض والدين وواجبات ما يستطيع يطبقه عملي وفيها ما هو مبني على الاستطاعة ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَ﴾[البقرة: من الآية286] .

إذن الطاعة المطلقة طاعة الانقياد وطاعة الاستعداد ثم بعد ذلك العمل بالمستطاع والطاعة المطلقة تكون لله عز وجل وتكون لرسول الله صلي الله عليه وسلم لأن طاعة الرسول صلي الله عليه وسلم من طاعة الله ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾[الحشر: من الآية] أمر الله بأن نطيع رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم يلزم بذلك كله الاعتقاد والجزم بأن الله عز وجل هو الحكم ، الحكم بمعني أن ترضي بحكمه وقضائه وشرعه كما رضيت به ربا وكما ادعيت أنه إله أو سلمت بأنه إله يعني بمعني إن مقتضى الربوبية والألوهية مقتضى إيمانك بأن الله ربا وأنه أله معبود مقتضى ذلك أن ترضى بحكم الله في كل شيء في الشرع والقدر وحكم الله أحيانا يخصك وأحيانا فيما بينك وبين العباد أحكامك بينك وبين العباد كثير منها لا يقضى إلا بالأسس الشرعية ، أسس التعامل مع الخلق .

فإذن يجب أن تستعد للرضى لحكم الله عليك ، أي حكم شرع الله ، وحكم قدر الله .

ثم يتبع ذلك أنه عز وجل لا شريك له في حكمه ، والحكم قدري وشرعي ، وأمره كذلك أمره القدري وأمره الشرعي .

وتشريع ما لم يأذن به الله ، يعني إذا قلنا : أن الله عز وجل هو وحده الحكم ، وهو الحاكم وهو سبحانه الذي إليه التحاكم ، وهو سبحانه المشرع ، إذن تشريع أي شرع لم يأذن به الله ، لم يكن في كتاب الله ولا في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، أو التحاكم إلى غير الله ، إلى غير دين الله ، أو اتباع أي شرع غير شرع محمد - صلى الله عليه وسلم - كل ذلك كفر ، تشريع ما لم يشرعه الله ، والتحاكم إلى غير دين الله ، والتحاكم إلى الطاغوت ، أو اتباع غير شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى في أمر جزئي ، كما يقول بعض المسلمين : لماذا لا نأخذ بعض أحكامنا من الديانات الأخرى ؟ كيف نأخذ والله عز وجل أكمل لنا الدين ؟! ونسخ الديانات السابقة .

نعم قد يكون عند كثير من الديانات شيء من الحق ، ولكنه عندنا وزيادة ، يعني لا يمكن أن يصير (كلمة غير مفهومة) اليوم دين من الديانات شيء من الحق لا يوجد في الإسلام ، هذه قاعدة حتمية قطعية ، لا يمكن أن ينفرد دين ولا مبدأ في العالم اليوم ، سواء دين من الأديان المنزلة التي حرفت أو الأديان التي وضعها البشر أو النظم ، لا يمكن أن ينفرد دين أو مبدأ بحق أو بشرع صالح للناس يستقل به عن الإسلام ، فلابد أن يتضمن الإسلام كل ما لابد أن يخطر على بال بشر ، من معالم الحق جملة وتفصيلا ، لا يمكن أن ينفرد مبدأ بالحق من دون الإسلام ، إن وجد عند كثير من البعض من الأمور الجميلة ، في تشريعاتها في نظمها ، هذا أمر قد يعترف لهم فيه ، لكن لابد أن يوجد في الإسلام ما هو أكمل منه ، إنما التقصير يكون من المسلمين أنفسهم في كثير من الأحوال .

كذلك التبديل : هو أن يوضع نظام وضعي بدل نظام شرعي ، سواء كان هذا التبديل في الأحكام الجزئية أو الكلية فإنه الأصل فيه أن يكون كفر ، لكن قد يكون كفر مخرج أو غير مخرج بسحب أنواعه ، ومن زعم أن أحدا يسعه الخروج منها ، أي : عن الشريعة فقد كفر .

المقصود : أن من أدعى أو توهم أو ظن أو اعتقد أنه بإمكانه أن يستغني عن شيء من شرع الله فهذا يكون حكمه حكم السابقين في الصور الماضية ثم اقرءوا القاعدة الخامسة .

(5- الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفراً دون كفر .

فالأول : التزام شرع غير شرع الله، أو تجويز الحكم به .

والثاني : العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله)



نعن هذه من القضايا التي تحتاج إلى مزيد من التقعيد ؛ لأن الكثير من صورها من النوازل والمستجدات ، يعني في عهد القرون الثلاثة الفاضلة وإلى تقريبا قبل قرنين ، قبل مائتين سنة ، والمسلمون لا يعرفون النظم الشاملة التي يحكم بها بغير الإسلام ، ما عدا ما حدث من التتار وهو أمر جزئي في ظروف لم يستقر فيها نظام غير نظام الإسلام ، إنما جاء في وقت هيمنت التتار ولم تعد تدم أو تطول ، ما عدا ذلك لا يعرف المسلمون التبديل الشامل ، النظم التي توضع بدلا من شرع الله ، هذا لم يعرف إلا في العصر الحديث ، لذلك هذه من الأمور التي تحتاج إلى التقعيد .

لكنني أذكر الصور الأساسية :

أولاً : الحكم بغير ما أنزل الله ، الأصل فيه أنه كفر ، لكن مع ذلك قد يكون كفر مخرج ، وقد يكون كفر غير مخرج من الملة ، ويدخل فيه الفسق ، والظلم ، كما ورد في سياق الآيات .

ثانيا: الحكم على المعين إذا فعل ذلك يختلف عن الحكم العام ، يعني إذا الحاكم إذا حكم بغير ما أنزل الله ، فلابد أن ننظر في الحكم عليه باعتبارات كثيرة ، أولها : أن الذين يحكمون هم العلماء الراسخون ، والأمر الثاني : أنه لابد من التثبت من حاله ، والأمر الثالث : لابد من تطبيق شروط التكفير وانتفاء الموانع ، وإن كان الحال كفر ، وهذا ينطبق على كثير مما يحدث من صور في العالم الإسلامي ، فلذلك لا يجوز الاستعجال في تكفير دولة ، أو مؤسسة أو نظام ، أو حزب أو جماعة أو هيئة أو شخص ، لا يجوز التسرع بتكفيره ما لم تطبق عليه الشروط ، ويجب أن نفرق بين الحكم على المعينين ، والحكم العام الشرعي .

الحكم العام الشرعي واضح ، لكن تطبيقاته التي وقع فيها الآن كثير من الخلل والخطأ والخوف ، والافتئات على العلماء والتسرع ، ترتب على هذا أحكام حادة في التعامل مع الآخرين .

الأمر الثاني فيما يتعلق بصنفي الكفر :

الكفر الأكبر وهو : التزام شرع غير شرع الله بمعنى أن الإنسان المسلم أو حتى غير المسلم يأخذ بالشرع قصداً أن يبعد شرع الله وأن يبدله ، أو يجوز الحكم بغير شرع الله ، هذا كفر .

الثاني : أن يعدل عن الشرع بسبب هوى ، أو جهل ، أو إكراه ، أو بسبب التباس .

فالعدول عن شرع الله - عز وجل - لهذه الأسباب أو في واقعة معينة ، إنسان مثلا رد حكم قضائي ، أو رد مسألة حكم بها عالم ، وردها بهوى ، فهذه الجزيئات ، وإن كانت أحياناً تسمى حكم بغير ما أنزل الله ، فلا يلزم تكفير صاحبها لأنه لا يمكن أن يكون ذلك من الظلم أو الفسق أو الفجور أو الضلال .

((6) تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين باطل، بل كل ما خالف الشريعة من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر، وإما ضلال بحسب درجته .)

هذه أيضاً من الأمور التي قد لا تتعلق بكثير من المسلمين اليوم ولله الحمد ، لكنها موجودة عند طائفة من الفلاسفة والمفكرين وغلاة العباد الذين انبنت عقائدهم على ما ذكرناه من قبل ، إما على عبادة الله بالمحبة فقط ، أو بالرجاء فقط ، أو نحو ذلك .

هؤلاء زعموا أن الدين ينقسم على قسمين :

إلى حقيقة وهي : هذا التعامل الفردي مع الله عز وجل ، الذي يسع كل إنسان عند مواهب بزعمهم ، أن يعبد الله كما يشاء ، هذه الحقيقة هي الصلة بالله على ما يتذوقه هذا الفرد ، يقولون : هذه حقيقة لا يدركها إلا النادر من الناس ، وعليها بعض العباد وبعض الفلاسفة ، وهي تختلف عن الشريعة التي جاء بها الأنبياء عموماً ، والتي جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويزعمون أن الشريعة جاءت لعوام الناس أما الخواص ، وهم يسمون أنفسهم الخواص هؤلاء الطائفة من الزنادقة فعبدوا الله على طريقتهم الخاصة ، وظنوا أن هذه هي حقيقة الدين ، وأن المراد بالدين هو الوصول إلى هذا الحقيقة ، بل يزعمون أنهم قد وصلوا إليها وأنهم ليسوا في حاجة إلى الشرع .

طبعاً هذا من عبس الشيكان بهم ، وإلا فالدين جاء يحكم الخلق جميعاً ، والدين أنزله الله - عز وجل - على من اصطفاهم ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ﴾[الحج: من الآية75].الذين اصطفاهم الله - عز وجل- هم الذين نزل عليهم الدين .

لكن هؤلاء أصلاً نزعوا لهذه النزعة ، الذين يزعمون أنهم وصلوا على الحقيقة بالاستغناء عن الشرع ، هؤلاء أصلاً ما دخلوا الديانات السماوية ، هم من خصوم الأنبياء ، هم من المستكبرين على النبوات والشرائع ، واستمر هذا المنهج والمسلك عند كثير من الفلاسفة والعباد والمفكرين إلى اليوم ، يزعمون أن الشرع جاء للبسطاء والعوام ، ولذلك يتسمون الدين دين العوام ، ويسمون الأنبياء رعاة العوام ، وهذا ضلال مبين ، يعني تمقتهم العق السليم والفطرة فضلا عن أنه يضاض قطعيات النصوص .

إذن تقسيم الدين على هذا الأساس ، هذا ضلال مبين ، تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها ناس يسمونهم الخاصة ، وشريعة تلزم العوام دون الخاصة هذا ضلال وفسق .

كذلك فصل السياسة ، أو فصل الحياة ، أو فصل الاقتصاد ، أو فصل أي جانب من جوانب الحياة عن الدين هذا من أبطل الباطل ، بل هو جور وعدول عن شرع الله ، ومن زعم أن الدين لا يواكب الحياة فهذا مبطل ، إنما قد يعجز المسلمون عن العمل بتطبيق شرع الله ، ولو عملوا لوجدوا أن الدين لا يمكن أن يفصل هذا الأمور بعضها عن بعض ، بل ما خالف الشريعة من حقيقة وسياسة وغيرها فهو غما كفر وإما ضلال بحسب درجته .

(7- لا يعلم الغيب إلا الله وحده واعتقاد أن أحداً غير الله يعلم الغيب كفر، مع الإيمان بأن الله يطلع بعض رسله على شيء من الغيب .)

الغيب ، المقصود به : المغيب عن المخاطبين ، والمخاطبون أصناف ، منهم الملائكة ، فهؤلاء أطلعهم الله على غيب ، غيبه عن الجن والإنس لكن هناك شيء من الغيب لم يطلع عليه حتى الملائكة ، فهذا لا يمكن أن يدعى أن الملائكة تتطلع عليه ، ومن ادعى فقد وقع في الإخلال بهذه القاعدة ، وقع في الكفر .

الأمر الثاني : الجن والشياطين ، نظرا لأنهم خلق آخر ، قد يطلعون من الأمور المغيبة الإنس ، ما لم يعلمه الإنس فهذا ليس غيبا في حقهم ، ولكنه غائب عن الإنس ، فلذلك قد يرد إلى الإنس من خلال منافذ ، إما كرامات ، وإما مخارق ، وإما سحر ، وإما كهانة ، فهذا لم يعد من الغيب البحت .

فهذا المغيب عن الجن قد يغيب عن الإنس ,

أيضاً المغيب عن الإنس قد يغيب عن بعضهم شيء وقد لا يغيب عن آخر ، فلا يخل في الغيب .

فمثلاً الذي اكتشف بالعلم الحديث أو غيره أموراً غائبة عن الآخرين ، هذا ما علمه صار من عالم الشهادة ، ولو كان غائب عني ، ولا يدخل في عالم الغيب الذي اختصه الله لنفسه .

إذن الغيب الذي اختصه الله لنفسه هو : ما هو غائب عن الخلق أو عن بعض الخلق ، فما غيبه الله عم الخلق أو عن بعض الخلق فهو بالنسبة لهم غيب ولا يجوز أن ندعيه لأحد .

وعلى هذا من ادعى أنه يعلم الغيب أحداً غير الله فقد ضل ضلالاً مبينا ، مع الاعتقاد أن الله - عز وجل - قد يطلع بعض عباده على شيء من الغيب فلم يعد غيب بالنسبة لهم .

ما أطلع عليه الملائكة فهو لم يعد غيب بالنسبة لهم ، ما أطلع الله عليه بعض الرسل لم يعد غيب بالنسبة لهم ، ولذلك اطلع الله - عز وجل - نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - على أمور كثيرة من الغيب هي لا تزال غيب في حقنا ، لكنها ليست غيب في حق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا ادعيناها للرسول - صلى الله عليه وسلم - بنص ، فلم يعد هذا من الأمور المنكرة .

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أطلعه الله مثلاً : على المنافقين الخلص وهذا غيب بالنسبة لنا لكن الله أطلعه عليه فلم يعد من الغيب المغيب عنا .

فهكذا إذا الغيب هو ما ثبت أنه مغيب عن الخلق أو بعض الخلق ، فهذا لا يجوز أن ندعيه لأحد ، ومن ادعى أنه يعلمه كما يكون من بعض الكهان والمنجمين فقد كفر .

(8- اعتقاد صدق المنجمين والكهان كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة .)

هذه متفرعة عن التي قبلها ونختم بها الدرس .

يعني من اعتقد من الكهان والمنجمين يعلمون شيئا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وصدقهم في ذلك ، أو اعتقد حتى ون لم يصدقهم فقد كفر ، لأنه بذلك جعل لهم ما هو من خصائص الرب - عز وجل - فهذا كفر .

إما إتيانهم من باب حب الاستطلاع ، أو من باب الجهل كما يحدث لكثير من الناس فهذا كبيرة من الكبائر .

أيضاً ، وهذه مسألة قد تلتبس على كثير من الناس ، تصديق الكهان ، والدجالين والمشعوذين في أمر مغيب عن الناس لكن ليس مغيب عن الجن والشياطين ، هذا من كبائر الذنوب وقد لا يكون كفر ، لماذا ؟

لأن كثيراً ممن يأتي الكهان والمشعوذين والدجالين يكون عن طريق استعانتهم بالجن ، والجن فيه أمور محجوبة عنا ليست محجوبة عنهم ، وليست من الغيب المحض ، فهذا في تقديري والله أعلم أن أغلب صوره يكون من باب كبائر الذنوب .

من صدقهم في مثل هذا الأمور يكون : إما كفر دون كفر وهو الغالب ، لأن الكفر هنا أطلق ، فإذا كان يتعلق بالغيب الخالص فهو كفر مخرج من الملة ، وإذا كان يتعلق بالغيب غير الخالص ، فهو كفر دون كفر ، وعلى هذا يحمل قول النبي - صلى الله عليه وسلم - على المحملين .

إتيانهم ، كما قلت ، أعني زيارتهم من أجل الاستطلاع ، أو جهل ، أو إلى آخره هذه في الحقيقة من كبائر الذنوب ، ويجب أن يتواصى الناس .

المسلمون اليوم وقعوا في أشياء كثيرة من هذا النوع وخآصة مع كثرة الدجل والشعوذة ، وما يرتبط بها من صور كثيرة الآن تعددت على الناس وتشكلت .

يعني من الظاهر المزعجة كثرة زوار هذه البيئات الوبيئة ، فئات المشعوذين والدجالين ، وأغلب الناس متساهل ، يزور إما من باب أن يستطلع أو يجهل أو على آخره هذا كله لا يجوز .

بعضهم أيضاً يصور أو يوثق أمور ليس بحاجة إلى أن يوثقها ، فالأولى الابتعاد ن هذا عرضة للوقوع في كبائر الذنوب نسأل الله العافية .

سؤال : قلتم في الدرس السابق أن المؤمن العاصي يدخل النار ثم يخرجه الله منها ، ويدخله الجنة ، كيف نوفق بين هذا وبين قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ( لا يدخل الجنة نمام ، ولا يدخل الجنة قاطع رحم ، ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) وغيرها من الأحاديث ، جزاكم الله خيراً .

أجاب فضيلة الشيخ : هذا يجع إلى القاعدة التي ذكرتها في الدروس الأولى وهو : أن النصوص الشرعية لابد أن يرد بعضها إلى بعض ، ويفسر بعضها بعضاً ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر هذا على سبيل الوعيد ، ويقصد أنه لا يدخل الجنة ابتدأً ، يعني بعد الحساب يدخل النار لتطهيره ، والأمر الثالث ، كما ذكرت هو : أن قواعد الشرع دائماً لها استثناءات ، يعني هو ما لم يغفر الله له أثناء الحساب فإنه لا يدخل الجنة حتى يطهره الله - عز وجل - بالنار لأن مثل هذا النص لابد أن يرد على نصوص الشفاعة ، ونصوص أهل الكبائر .

نصوص الشفاعة أثبتت ، وهي قطعية : أنه لا يبقى من أهل التوحيد أحد في النار .

إذن كما قلت ، ونحمل عليه جميع النصوص التي من هذا النوع ، أن قصد النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يدخل الجنة ابتدأً ، ولكن يدخل النار ثم بعد ذلك يصير إلى الجنة .

سؤال : الخادم إذا لم يصلي وترك الصلاة من أجل أن يعمل عنده ، أو خوفاً منه ، ولم يضربه لكن يسأل عليه ، هل هذا حب للشخص الذي يعمل عنده ، وترك عبادة لله ، هل هذا من الشرك ، شرك المحبة ، شرك طاعة ، من أي أنواع الشرك ، وهذا يقع كثير أثناء المباريات في الملاعب ، وأثناء الزواجات ، وأمثلة كثيرة .

أجاب فضيلة الشيخ :

هذه صور تحدث كثيراً عند ضعف الإيمان ، وضعف التدين ، سواء عند خادم أو عند بعض الناس في بعض المواقف ، حتى لو لم يكن عليه ضغط من شخص معين ، أو الخوف من معين .

أحياناً يرهب الناس ، أو يجاملهم مجاملة تصل إلى حد طرق الفرائض ، كما يحدث عند كثير من الناس في المواقف الحرجة ، في المطارات ، والطائرات ، ويؤخرون الصلاة عن وقتها ، بل يحدث حتى من بعض المرضى في المستشفيات ، فهذا أمور أحياناً تكون عن جهل ، والجهل يرفع التكفير عن الشخص حتى يعلم.

وأحياناً تكون عن تأول ، يتأول لنفسه ، يظن أنه يسوغه ذلك ، فالتأول يرفع الكفر عن المعين وإن كان فعله كفر.

وأحياناً يكون عن تسويف ، بعض الشباب مثلاً قد تفوته الصلاة وهو ينظر إلى لعبة فيمضي الوقت وهو لا يشعر ، ويخرج الوقت .

فصور ترك الفرائض خاصة الصلاة من الناس كثيرة جداً ، لكن كأن السائل يركز إذا كان ذلك نتيجة الخوف .

أنا أقول : هذا الأمر يرجع أيضاً إلى درجة إيمان الشخص ، إذا كان الخوف يصل إلى درجة أنه يعتقد أنه يضره من دون الله ، أو انه ممكن أن يجلب له مصيبة فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا يكون شرك ، لكن هذا قليل .

إما كان هذا نتيجة ضعف إيمان ، فهذا إذا أدى إلى ترك الصلاة مطلقاً بالكلية فقد يكون كفر ، أما إذا كان في حالة معينة ، فهذا ضعف وكبيرة من كبائر الذنوب ولا نستطيع أن نكفر به الشخص ولا أيضاً نقول أنه أشرك مطلقاً .

الشرك ليس بكل خوف ، إنما هذا قد يكون عن ضعف إيمان كما قلت ، فأداه هذا إلى أن يجامل الآخر ، أو يداهن الآخر ، أو يخشاه خشية (كلمة غير مفهومة)

سؤال : قال الله سبحانه وتعالى ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ﴿26﴾ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾[الج-ن: من الآية27] ، هنا الرسول يعلم الغيب ؟

أجاب فضيلة الشيخ :

هذا لابد من ربطه بالنصوص الأخرى ، فالذي ثبت هو أن الله - عز وجل - يطلع رسله على بعض الغيب ، أما مطلق الغيب فلا .

الله عز وجل ذكر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾[لأعراف: من الآية188] .

فالله يطلع بعض رسله على شيء من الغيب المغيب عن الآخرين .

سؤال : مر معنا في أحد الدروس السابقة أن صفات الله من المحكم وقد قرأن في علوم القرآن أنها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى فيف نوفق بين الأمرين ، هل أن المحكم معنى الصفة والمتشابه في حقيقتها ؟

أجاب فضيلة الشيخ :

نصوص الكتاب والسنة فيما يتعلق بذات الله - عز وجل - وأسماءه وصفاته وأفعاله محكمة لأنها تدل على الحقائق ولا شك ، ولو كانت مشتبهة ما اعتقد (كلمة غير مفهومة) سبحان الله ، هل يليق أن الله يخاطب عباده فيما يتعلق بالرب سبحانه في تعظيمه وإجلاله أن يخاطبهم بالمتشابهات ، يضيع الدين ، وماذا يعتقدون ، ويقع الخوف والخلط .

فإذن لابد حتماً ، وهذا بدهي عقلاً وفطرة ، لابد أن يكون كلام الله - عز وجل - ، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - في القرآن والسنة عن أسماء الله وصفاته وأفعاله من المحكم البين الذي لا لبث فيه .

ولذلك الله - عز وجل - لما ذكر الخائضين في أسماءه وصفاته في أمور الغيب ، قال ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ ﴾[آل عمران: من الآية7] وهو النوع التالي فيما نتحدث عنه ، وهو التشابه في الكيفيات الغيبية ، فإذا جاء قوله - عز وجل - ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾[المائدة: من الآية64] وقوله ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [ط-ه:5] نعلم أن هذه حقائق تثبت من غير تشبيه ، لكن كيفيتها ، كيف استوى ؟ هذا أمر غيب ومشتبه ، لا يجوز السؤال عنه ، ولذلك لما سؤل مالك رحمه الله عن الكيفية ، أصابه رعب من خشية الله - عز وجل - لأنه بهذا السؤال وقع في المتشابه .

إذن فالأمر إن شاء الله بين ، والسائلة أشارت إلى شيء من الجواب .

سؤال : ما حكم الاستعانة بالجن ؟

أجاب فضيلة الشيخ :

هذا داخل في (كلمة غير مفهومة) الذي حرمه الله - عز وجل - ، أشارت على هذا بعض الآيات نحو قوله تعالى ﴿ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ﴾[الأنعام: من الآية128] على سبيل الذم على ما فعلوه ، استمتاع الإنس بالجن على أي نحو كان لا يجوز إلا إذا جاء من غير قصد ، كأن يكون الراقي سمع من الجن خبراً فاستخبره ، ومع ذلك يجب أن نأخذ خبر الجني الذي ينطق من خلال التلبس على انه خبر فاسق ، لأن الجني إذا تلبس بالإنسي فقد وقع في الظلم فهو فاسق .

كذلك الاستمتاع الآخر وهو تسميته تسمية أخرى أو غير ذلك ، هذا مجرد عبث بالألفاظ ، فكما قال الله عز وجل عن أهل الجاهلية ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَق﴾ [الج-ن:6] ، ولذلك أنا أرى حتى الرقاة الذين يستعينون بالجن في الصالحات كما يسمونه ، أراهم زادوهم رهقاً ، وربطوهم بأمور لا طاقة للبشر بها ، وأعنتوهم ، وأوقعوا الناس في مشاكل وعداوات ومصائب لا يعلم مداها إلا الله عز وجل ، فليتق الله الرقاة ، ولا يفتحوا باب الاستعانة بالجن على مصراعيه ، ولا يكون بين الراقي وبين الجن عقود وعهود ومواعيد ، هذا هو المحرم بعينه ، فما الفرق بين هذا وبين فعل الدجالين والمشعوذين وأهل الجاهلية ، إذن هذا أمر يجب تجنبه ، وأحترز : أقول : غلا إذا تطوع الجن بفائدة من غير طلب منا أو من غير قصد ، أ و عندما يتكلم ويتلبس نطلب منه مزيد معلومات لأنه أمامنا حاضر ، مثل الشاهد الحاضر ، فهذا إذا ما زاد عن هذا القدر ربما يكون من الأمور المباحة ، ومع ذلك فيه نظر ، أما تجاوز ذلك إلى ما أكثر من هذا فأخشى أن يكون داخل في الكهانة وما حرمه الله .

سؤال : ما المقصود أنه لا تقبل صلاة أربعين يوم لمن زار ؟

أجاب فضيلة الشيخ :

هذا وعيد ، ولا تقبل بمعنى لا يؤجر عليها ، ولا تكون مقبولة من حيث الأجر الذي وعد الله به المصلين ، لكن لا يعني أنها لا تجزي ، هذا والله أعلم بالمراد .

سؤال : الحكم على المعين إذا حكم بغير ما أنزل الله لو تعيدون شروط تكفيره .

أجاب فضيلة الشيخ :

لقد أشرت إليه لأن الوقت لا يتسع ، لكن نظراً لأنه من القضايا الشائكة اليوم ، فإن مشايخنا وعلمائنا يكادون يتفقون على بعض المجملات في تأصيل الحكم بغير ما أنزل الله ، والحكم فيه على الآخرين .

الحكم بغير ما أنزل الله أصلاً ضلال قد يكون كفر مخرج ، وقد يكون كفر غير مخرج ، وقد يكون معصية وقد يكون فسق إلى آخره .

إذن الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، نفرق أولا بين الحكم الجزئي والحكم الكلي ، الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، إذا وضع نظاماً أو دستوراً يحكم به بغير ما أنزل الله فهذا كفر ، كذلك ننظر في حاله سواء كان شخص أو دولة أو نظام أو هيئة أو مؤسسة أو فرقة أو جماعة ، عن كان فعل ذلك جهلاً فيدفع عنه الكفر حتى يعمل تجاهه الراسخون في العلم ما يجب ، إذا ما عملوا تجاهه لا يجب علينا نحن أفراد الأمة نفتات وأن نطلق الأحكام ، يجب العلماء أن يقيموا الحجة على هؤاء الذين يفعلون هذه الأمور ويستبينوا من حالهم ، فالبجهل وبالإكراه .

وفي الحقيقة : يبدو لي أن كثيراً ممن يقعون في الحكم بغير ما أنزل الله أحياناً ليس هذا بإرادتهم ، يأتون إلى سدة نظام ووضع له دستور أيام الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين ، قد جاء حكام يرثون هذه النظم ، قد يكون بعضهم يكره الحكم بغير ما أنزل الله ، ورأينا من البعض محاولات جادة كما كان من ضياء الحق وغيره للعودة إلى حكم الله ، ولكن ترده قوى كثيرة ، وربما يؤدي عمله إلى مفاسد عظمى تفسد أمن البلاد وتوقع في كوارث .

فإذن أنا لست بهذا أعتذر عنهم ، ولكن أقول يجب أن نحطاط في ديننا للحكم على العباد ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما )

فإذن الإكراه والتأول والجهل والالتباس أيضاً ، كل هذه موانع من تكفير المعين ، ومع ذلك يبقى الأمر واجب الأمة أن تصل إلى نتائج في هذه الأمور .

سؤال : ما هي مراتب المؤمنين في معرفة الله عز وجل ؟

أجاب فضيلة الشيخ :

المراتب الشرعية هي التي ورد ذكرها في كتاب الله - عز وجل - ، هي التقوى والإنابة ، واليقين ، والمحبة ، والرجاء ، والخوف ، وما يندرج تحت هذه المسميات الشرعية ، ولذلك أحذر طلاب العلم بخاصة وعموم المسلمين من أن يتعلقوا بوصف الإيمان وأعمال الإيمان بالمصطلحات غير الشرعية .

سؤال : لقد ورد في القرآن الكريم في غير موضع ، وكذلك في بعض الأحاديث النبوية اقتران الإيمان بالله بالإيمان باليوم الآخر ، فما تفسير ذلك ؟

أجاب فضيلة الشيخ :

لأن أكبر أمور الغيب أولاً الإيمان بالله ثم الإيمان باليوم الآخر ، وأعظم الغيب ما يتعلق بالله - عز وجل - بذاته وأسماءه وصفاته ، ثم باليوم الآخر نه هو اليوم الأبدي الذي لا ينقطع ، كونه من الغيوب في الدنيا لا تساوي شيئاً لأن الدنيا محدودة بزمن ينتهي فهي متاع كما وصفها الله - عز وجل - متاع ينتهي كالقمة التي تأكلها في مجلسك ، فلذلك حتى أمور الغيب فيها محدودة بزمن ، وحال ، ولا يستهان بها ، لكن اليوم الآخر هو الغيب الكامل الذي يتعلق بالمخلوقات ومصائر الخلق جميعاً ، المصائر الأبدية التي لا تنتهي .

سؤال : ما حكم من يحتفل بالمولد النبوي متتبعاً لعلماء البلد الذي يعيش فيه ؟

أجاب فضيلة الشيخ :

قضية المولد من القضايا الكبرى التي لجت بين السنة وخصومها ، أيضاً بين السنة وكثير من جهلة المسلمين .

الحقيقة أن هذه المسألة تخضع لقاعدة شرعية سبق أن ذكرتها ومن سلم بهذا القاعدة استراح من هذه البدع ونحوها وهي : أن محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - تكون باتباعه وبالتزام سنته - صلى الله عليه وسلم - وتكون أيضاً بمحبته في ذاته - صلى الله عليه وسلم - بأن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحب إلى المسلم من ماله وولده والناس أجمعين ثم يتبع ذلك بالاتباع للسنة ، وليس من السنة الموالد ، لا سيما وأن المولد متعلق بحق النبي - صلى الله عليه وسلم - وحق النبي - صلى الله عليه وسلم - الدين .

إذن المولد بدعة في الدين لأن بعضهم يقول هذه بدعة عادية ، وإن تعلق بحقه فهو عبادة ، ولا يجوز إنشاء عبادة لم يشرعها الله ولم يشرعها الرسول - صلى الله عليه وسلم - .

لكن أحب أن أشير على أمر : هذا الذي عمل المولد إن كان منطلق الكثير منهم وهو الحاصل محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهم يؤجرون على المحبة لكن يأثمون على البدعة ، وربما يمحق الله أعمالهم بسبب أنهم ألحقوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - ببدعة هو يكرهها ، وربما لو بعث لقاتلهم عليها ، ربما ؛ لأنهم أساؤا إليه - صلى الله عليه وسلم - لكن هذه محبة الغشيم ، تعدوا حدود المعقول ، وحدود المشروع ، فهي بدعة ، وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وما يحسن هذا إلا التسليم للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وقول ابن عباس : "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول لكم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتقولون قال أبو بكر وعمر " ، خشي ابن عباس على الأمة من أن تعاقب من ترك أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - والأخذ بأقوال الصحابة ، وكذلك المسلمون الذين يعملون بهذه البدعة نقول لهم : اتقوا الله ، ما عندكم على هذا دليل بل هذه بدعة محضة من جميع المقاييس .

ثم أنتم تحتفلون بولادته أو بموته هما في يوم واحد ، فهذا تناقض .

على أي الأحوال أرى على ضوء قواعد الشرع أن هذه بدعة ، ويجب على المسلم تجنبها ، وإن فعلها الناس ينصحهم برفق أيضاً ، لأن الناس يظنون أن من ينصحهم يبغض الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا باطل .

نسأل الله للجميع التوفيق والسداد والرشاد وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



توقيع مفكرة إسلامية
نرجو من الجميع الإطلاع عليها , والالتزام بها -بارك الله فيكن-
وَأَرْجُوهُ رَجَاءً لا يَخِيْبُ ~
مفكرة إسلامية غير متواجد حالياً