[ضفــ الكوثرــاف]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خير خلقه أجمعين
وبعد،،
قرأت الموضوع [كيفية الشروع في عمل مواضيع الإنشاء] والذي أثرتنا به الأستاذة الفاضلة أم هشام -نفع الله بها- فأثار لدي رغبة للكتابة وقد كنت توقفت عنها لفترة غير يسيرة ، فجزاها الله عنا خير الجزاء.


أنقل إليكن أخياتي وجهة نظر شخصية وتجربة ذاتية أنتهجها أحيانا في كتابة موضوع محدد ، وأعلمها لتلميذاتي وأدربهن عليها ، ولا أظنها شيئا جديدا بقدر كونها تخطيطا واضحا يعين بعد الله على كتابة موضوع إنشائي منظم ، وشيئا من التيسير ورسم خطوط عريضة لما نشرع في كتابته.سائلة المولى -جل وعلا- أن يجعل فيها الفائدة والنفع .

أولا
نحدد عنوان الموضوع بحيث يكون واضحا في ذهن العازم على كتابته بداية ،فلايكون فضفاضا ولا يحتمل غير ما ننوي تسليط الضوء عليه.

ثانيا
نستنفر كل طاقتنا لحصر أكبر قدر من العناصر التي نظن أنها تخدم الموضوع ، وندونها أمامنا حسب ما يتبادر إلى الذهن منها ، ولا نهتم مبدئيا بالترتيب المنطقي لها كأفكار.قد نجد أن العناصر أمامنا قد تجاوزت العشرة وربما العشرين إن كان الموضوع ثريا .. وربما أقل (لايهم العدد في هذه المرحلة)

ثالثا
نستعرض جميع العناصر أمامنا سنجد بعضها مكررا مع اختلاف الصياغة ، وآخر فرعيا يغني عنه غيره الأكثر شمولا. وعلينا الآن أن نختار من بينها ما نراه أولى بالاهتمام وأقربها مساسا بالموضوع وأكثرها خدمة له، ونستبعد العناصر الفرعية أو المكرره.

رابعا
نرتب العناصر حسب تسلسلها المنطقي من الأعم إلى الأخص (كما يمكننا أن نترك هذه الخطوة للمرحلة النهائية).

خامسا
الآن علينا أن نمسك بأقلامنا ونبدأ الكتابة . نكتب عن كل عنصر على حدة بحيث يشكل كل عنصر فكرة أساسية في فقرة مستقلة بذاتها (نتجنب التطرق لعنصر آخر خلال الكتابة عن عنصر بذاته - كما نتجنب تشتيت الكتابة عن العنصر الواحد في أكثر من فقرة واحدة) وكذلك نستمر في الكتابة عن بقية العناصر (كل عنصر في فقرة مستقلة).

سادسا
أصبح لدينا مجموعة من الفقرات كل فقرة تحمل فكرة رئيسية واحدة تدور حولها . فلننظر الآن إلى جميع الفقرات نظرة شاملة ولنتأكد من أن كل فقرة تبدأ بجملة مفتاحية تقود إليها أوتربطها بسابقتها حتى لا يبدو الموضوع مفككا .

سابعا
الآن علينا قراءة الموضوع كاملا ، فربما وجدنا أنه يحتاج لإضافة مقدمة عامة مقتضبة ، أو خاتمة ملخِصة لما سبقها ، أو ربما احتجنا لتقديم فكرة أو فقرة على الأخرى ، وربما وجدنا أنه يجب الدمج بين فقرتين وفكرتين متقاربتين ، بل ربما وجدنا أن بعض الفقرات لا داع لها أو أن غيرها يغني عنها فنحذفها .. وهكذا .

أصبحنا الآن أمام موضوع متكامل يمكننا أن ننشره أو نعرضه لتعم الفائدة والمنفعة.

ملحوظة
بالتأكيد لا يحتاج الجميع لهذه الطريقة فالبعض يكتب تلقائيا ثم يرتب زوايا وفقرات وعناصر موضوعه فيقدم ويؤخر حسب ما يراه أفضل لإخراجه النهاية . لكن الطريقة السابقها أظنها مجدية بشكل خاص للمبتدئين في الكتابة الإنشائية ، كما أنها كذلك قد تيسر على الكاتب المتمكن حال كونه يكتب ولأول مرة عن موضوع لم يعتد طرقه من قبل.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.