الخاتمـــة
& ..............&
&..وصــــف الجنــــة.. &
{
أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا }
وبعد هذه الرحلة مع صفات
عباد الرحمن يأتي الحديث عن جزائهم من الله الكريم فقال تعالى:
{
أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)
خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) } (سورة الفرقان)
& ..............&
لما ذكر تعالى أوصاف عباده المؤمنين قال:
(
أُولَئِكَ ) المتصفون بهذه الصفات.
(
يُجْزَوْنَ ) يوم القيامة.
(
الْغُرْفَةَ ) وهي الجنة ، والغرفة
في اللغة: البناء فوق البناء، وهذا كناية أن جزاء المؤمن هو الدرجة الرفيعة، كالأعلى ما يكون في البنيان،
فهؤلاء لهم الغرفة عند ربهم أي أعالي الجنات.
الفردوس الأعلى من الجنة ، نسأل الله أن يجعلنا من أهلها.
(
بِمَا صَبَرُوا ) على القيام بذلك
(
وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا )
أي: في الجنة.
(
تَحِيَّةً وَسَلَامًا )
أي: يبتدرون فيها بالتحية والإكرام ، ويلقون فيها التوقير والاحترام ، فلهم السلام وعليهم السلام ، فإن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب ،
سلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار.
(
خَالِدِينَ فِيهَا )
أي: مقيمين ، لا يحولون ولا يموتون ، ولا يزولون عنها ولا يبغون عنها حولا.
وقوله (
حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا )
أي: حسنت منظرا وطابت مقيلا ومنزلا.
& ..............&
&...
وصف نعيم أهل الجنة:
إن الحديث عن الجنة يسوق النفوس إلى رحاب الملك القدوس ، الجنة هي دار النعيم والجزاء الجزيل الذي أعده الله لأهل طاعته ، وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص ولا يعكر صفوه كدر ، لا نكد فيها ولا خصام ،لا مرض ولا أسقام ،لاهم ولا غم ولا حزن ولا تعب ولا نوم .
أحزان قلبي لا تزول ** حتى أبشر بالقبول
وأرى كتابي باليمين ** وتقر عيني بالرسول
قيل للإمام أحمد: متى الراحة ؟
قال: عند وضع أول قدم في الجنة.
& ..............&
يقول جل وعلا: {
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً *
عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً *
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً *
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً *
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً *
إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً *
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً *
وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً *
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً *
وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً *
وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا *
قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً *
وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً *
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً *
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً *
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً *
إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً } (الإنسان:5-22)
وفي الصحيحين عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: « قال الله عزَّ وجلَّ: أعْدَدْتُ لعبادي الصالحينَ مَا لاَ عَيْنٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ
ولا خطرَ على قلب بَشَر. وأقْرَؤوا إن شئتُم {
فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } » (السجدة: 17)
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجنة يوماً لأصحابه فقال: (هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، ونهر مضطرب، وقصر مشيد، وزوجة حسناء جميلة،
وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، وحلل كثيرة، ثم
قال صلى الله عليه وسلم: ألا من مشمر للجنة؟
فقال الصحابة: نحن المشمرون لها يا رسول الله؛
فقال صلى الله عليه وسلم لهم: قولوا إن شاء الله عز وجل).
أخرجه ابن ماجه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
وقال أبو هريرة: قلنا: يا رسول الله! حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟
فقال صلى الله عليه وسلم: لبنة من ذهب، ولبنة من فضة ملاطها المسك – أي مونتها- ، وحصباؤها -الحصى- اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران،
من دخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه) أخرجه أحمد.
& ..............&
يتبع بإذن الله مع ...
& ...صفة أهل الجنة:
.
.