عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-14, 01:40 AM   #2
صوفيا محمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي

تــــــــواضــــعـــــــــــي

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...

الأخوات الفضليات ..


جدد الله الإيمان في قلوبكن ، وأعاننا الله وإياكن على ذكره وشكره وحسن عبادته ، ورزقنا الاستقامة على الدرب ، وحفظنا بحفظه الذي لا يرام ، وكلأنا بعينه التي لا تنام ، وستر عوراتنا وأمَّن روعاتنا ، واصطفانا لطاعته ، إنه بالإجابة جدير ، نعم المولى ونعم النصير .

أختاه ..


هل تعلمين ما هي أفضل عبادة يمكنك أن تتقربي بها إلى الله لتجددي إيمانك ؟؟؟
هل طول القيام ؟ هل سرد الصيام ؟ هل دوام الذكر وتلاوة القرآن ؟
هل الاجتهاد في طلب العلم ؟ هل الدعوة إلى الله تعالى ؟
نعم كل هذا عظيم ، وضروري ، ولازم لكل أخت تريد الله والدار الآخرة ، ولكن استمعي لنصيحة أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فإنها قالت : "أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ التَّوَاضُعُ ."
نعم لأنه من أعظم مقامات العبودية ، لأنه ينفي الكبر والعلو في الأرض ، ويوجب الفقر والذل والمسكنة لله تعالى ، وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى
:" وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ "

لكن كيف لك أن تحققي معنى التواضع بصورة عملية :


(1) انظري للجوانب الإيجابية عند الناس واتركي سلبياتهم ، فانشغلي بفضلهم عن عيوبهم .قَالَ الْحَسَنُ : التَّوَاضُعُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مَنْزِلِك فَلَا تَلْقَى مُسْلِمًا إلَّا رَأَيْتَ لَهُ عَلَيْك فَضْلًا .
(2) جربي القيام بعمل يستحيل أن تتصوري أن تفعليه ، لاسيما في إعانة الفقراء والمساكين ، والاعتماد على النفس في قضاء الحوائج .
خرج عبد الله بن سلام من بستان له بحزمة حطب يحملها فلما أبصره الناس قالوا: يا أبا يوسف قد كان يعنى في ولدك وعبيدك من يكفيك هذا، قال: أردت أن أجرب قلبي هل ينكر هذا.
(3) إذا شعرت بتفضلك على الناس في شيء فدعي هذا الفعل تواضعًا لله .
أمَّ أبو عبيدة بن الجراح قوماً مرةً فلما انصرف قال: ما زال الشيطان بي آنفا حتى رأيت أن لي فضلاً على من خلفي، لا أؤمُّ أبداً.
(4) ابتعدي عن عبارات المدح واتفقي مع أخواتك على الابتعاد عن الإطراء الذي يفسد القلب .معاذ بن جبل قال: لن يبلغ عبد ذروة الايمان حتى يكون الضعة أحب إليه من الشرف .
(5) فري من أي صورة للكبر في حياتك .قال عمر بن الخطاب لسلمان: يا سلمان ما أعلم من أمر الجاهلية شيئاً إلا وضعه الله عنا بالاسلام إلا أنا لا ننكح إليكم ولانُنكحكم، فهلمَّ فلنزوجك ابنة الخطاب، قال: أفرُّ والله من الكبر، قال: فتفرُّ منه وتحمله عليَّ لا حاجة لي به .
(6) إذا زدت نعمة فزيدي فقرا وتواضعا وانكسارا شكرا لله تعالى
أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خُلقان، جالس على التراب، قال جعفر: وأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال فلما رأى ما في وجوهنا، قال: إني أبشركم بما يسركم، إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن الله قد نصر نبيه وأهلك عدوه، وأُسر فلان وفلان، وقُتل فلان فلان، التقوا بوادٍ يقال له بدر، كثير الأراك، كأني أنظر إليه، كنت أرعى لسيدي رجل من بني ضبة إبله، قال جعفر: ما بالك جالساً على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاق؟! قال: إنما نجد فيما أنزل الله على عيسى صلى الله عليه: إن حقاً على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعاً عند كل ما أحدث لهم من نعمة، فلما أحدث الله لنا نصر نبيه عليه السلام أحدثت لله هذا التواضع .




أختاه ..


تواضعي وانكسري لله تعالى لتفوزي بأعظم عبادة ، واجتهدي في تطبيق ما أوصيتك به ، وتعاوني مع أخواتك في ذلك ، واتقي الله تعالى في سرك وعلانيتك ، وتذكري أنك تزدادين رفعة وقربا وعزًا بذلك لله تعالى ، وذلك للمؤمنين والمؤمنات .
فمن ستصلح علاقتها بزوجها أو بوالديها أو بأخواتها وإخوتها بتواضعها ؟؟
من ستكون أبر الناس بتواضعها ؟
من ستغفر للناس أذاهم مستشعرة ذنبها وعيبها فتتواضع لله وتغفر ليغفر لها ؟
من ستتصدق اليوم صدقة لتتخلص من حب الذات وحب الدنيا وتترفق بالمساكين تواضعا لله ؟
من ستكون اليوم متصفة بصفة عباد الرحمن " يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً " ؟

من ستستغفر للمؤمنين والمؤمنات- وحتى من يؤذيها منهم - تواضعا لله ؟

والحمد لله رب العالمين
والله يتولانا ويرحم ضعفنا له وانكسارنا بين يديه . اللهم آمين


المصادر:

درس "لا تتكبري" للشيخ هاني حلمي.( بتصرف )



توقيع صوفيا محمد
اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
صوفيا محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس