عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-14, 09:04 PM   #10
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

الحلقة التاسعة

صيام المسافر
السؤال( 39): فضيلة الشيخ، ما حكم صيام المسافر إذا شق عليه؟
الجواب:
إذا شق عليه الصوم مشقة محتملة فهو مكروه؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد غلب عليه، والناس حوله زحام فقال: (( ما هذا؟)) قالوا: صائم، قال: (( ليس من البر الصيام في السفر)) (1) ، وأما إذا شق عليه مشقة شديدة فإن الواجب عليه الفطر؛
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما شكا إليه الناس أنهم قد شق عليهم الصيام أفطر ثم قيل له: إن بعض الناس قد صام، فقال: (( أولئك العصاة، أولئك العصاة))(2).
وأما من لا يشق عليه الصوم فالأفضل أن يصوم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ،
حيث كان كما قال أبوالدراء رضي الله عنه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان في حر شديد وما منا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة (3)
***
السؤال (40): فضيلة الشيخ، هل للفطر في السفر أيام معدودة؟
الجواب:
ليس له أيام معدودة.
***
السؤال (41): فضيلة الشيخ، يعني لو كان الإنسان يريد أن يسافر مثلاً أو يبقى في مدينة غير مدينته أكثر من خمسة أيام أو ستة أيام؟
الجواب:
نعم له أن يفطر؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لما فتح مكة دخلها في رمضان في العشرين منه، ولم يصم بقية الشهر
كما صح ذلك من حديث ابن عباس رضي الله عنه فيما أخرجه البخاري عنه،
وبقي بعد ذلك تسعة أيام أو عشرة فبقي عليه الصلاة والسلام في مكة تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة ويفطر في رمضان.
***
حكم صيام المعتمر
السؤال(42): فضيلة الشيخ، كثير من المسلمين يعتمر في شهر رمضان المبارك،
لكنه يتحرج عن الإفطار؛ لأنه ذهب لعبادة، فما حكم صيام المعتمر في رمضان أثناء بقائه في مكة؟
الجواب:
حكم صيامه أنه لا بأس به، وقد سبق لنا قبل قليل أن المسافر إذا لم يشق عليه الصوم فالأفضل أن يصوم،
وإن أفطر فلا حرج عليه، وإذا كان هذا المعتمر يقول: إن بقيت صائماً شق عليّ أداء نسك العمرة،
فأنا بين أمرين:
- إما أن أؤخر أداء أعمال العمرة إلى ما بعد غروب الشمس وأبقى صائماً،
- وإما أن أفطر وأؤدي أعمال العمرة حين وصولي إلى مكة،
فنقول له: الأفضل أن تفطر وأن تؤدي أعمال العمرة حين وصولك إلى مكة؛ لأن هذا - أعني أداء العمرة من حين الوصول إلى مكة - هذا هو فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
***
السفر في رمضان من أجل الإفطار
السؤال (43): فضيلة الشيخ، ما حكم السفر في شهر رمضان من أجل الإفطار؟ وكيف يكون ذلك؟
الجواب:
الصيام في الأصل واجب على الإنسان، بل هو فرض وركن من أركان الإسلام كما هو معروف، والشيء الواجب في الشرع
لا يجوز للإنسان أن يفعل حيلة ليسقطه عن نفسه، فمن سافر من أجل أن يفطر كان السفر حراماً عليه،
وكان الفطر كذلك حراماً عليه، فيجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ، وأن يرجع عن سفره ويصوم، فإن لم يرجع وجب عليه أن يصوم ولو كان مسافراً.
وخلاصة الجواب: أنه لا يجوز للإنسان أن يتحيل على الإفطار في رمضان بالسفر، لأن التحيل على إسقاط الواجب لا يسقط به،
كما أن التحيل على المحرم لا يجعله مباحاً.
***
قضاء الفائت من رمضان
السؤال(44): فضيلة الشيخ، ما حكم قضاء الفائت من رمضان، ومتى يكون ذلك؟
الجواب:
المبادرة بقضاء رمضان أفضل من التأخير؛ لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له، كونه يبادر ويقضي ما عليه من دين الصوم أحزم وأحرص على الخير
،ولولا حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان يكون عليّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان(4) .
لولا هذا الحديث لقلنا بوجوب المبادرة، وهذا الحديث يدل على أن من عليه شيء من رمضان لا يؤخره إلى رمضان التالي وهو كذلك ،
فلا يجوز لشخص عليه قضاء من رمضان أن يؤخره إلى رمضان آخر إلا من عذر،
كما لو بقي مريضاً لا يستطيع، أو كانت امرأة ترضع ولم تستطع أن تصوم، فلا حرج عليها أن تؤخر قضاء رمضان الفائت إلى ما بعد رمضان التالي.
***
السؤال (45): فضيلة الشيخ، هناك بعض المسلمين يعتبرون العبادة إذا فاتت أنها تسقط، فإذا فاتت الصلاة عن مكانها لا تؤدى،
وإذا فات رمضان أو فات شيء من رمضان لا يصومونه ، فما حكم صيام الفائت من رمضان؟
الجواب:
سبق أن ذكرنا قاعدة وهي:
أن العبادات الموقتة إذا أخرجها الإنسان عن وقتها بغير عذر فإنها لا تصح منه أبداً،
لو كررها ألف مرة، وعليه أن يتوب، والتوبة كافية، أما إذا كان ترك صيام رمضان لعذر من مرض أو سفر أو غيرهما فعليه القضاء
كما قال الله تعالى: ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر)(البقرة: 185).
***
السؤال (46): فضيلة الشيخ، إذا أفطر الإنسان في شهر رمضان ثم أتى رمضان الثاني دون عذر في قضاء هذا الفائت
فهل يلزمه شيء مع الأداء؟
الجواب:
القول الراجح أنه لا يلزمه إلا القضاء فقط، وأنه لا يلزمه الإطعام؛ لعموم قوله تعالى: ) وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر)
فذكر الله تعالى عدة من أيام أخر ولم يذكر إطعاماً،
والأصل براءة الذمة حتى يقوم دليل يدل على الوجوب.
***
الفرق بين الأداء والقضاء في شهر رمضان
السؤال(47): فضيلة الشيخ، هل هناك فوارق بين الأداء والقضاء في شهر رمضان؟
الجواب:
نعم، بينهما فوارق عظيمة القضاء كما قلت آنفاً موسع إلى رمضان الثاني، والأداء مضيق لابد أن يكون في شهر رمضان.
ثانياً: الأداء تجب الكفارة في الجماع فيه، والقضاء لا تجب الكفارة في الجماع فيه،
ثالثاً: الأداء إذا أفطر الإنسان في أثناء النهار بلا عذر فسد صومه، ولكن يلزمه الإمساك بقية اليوم احتراماً للزمن،
وأما القضاء فإذا أفطر الإنسان في أثناء اليوم فسد صومه ولكن لا يلزمه الإمساك؛ لأنه لا حرمة للزمن في القضاء، إذ إن القضاء واسع في كل الأيام.
***
حكم من مات وعليه قضاء من رمضان
السؤال (48): فضيلة الشيخ، ما حكم من مات وعليه قضاء من شهر رمضان؟
الجواب:
إن مات وعليه قضاء من رمضان فإنه يصوم عنه وليه وهو قريبه أو وارثه،
لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من مات وعليه صيام صام عنه وليه))(5)
فإن لم يصم وليه أطعم عنه عن كل يوم مسكيناً.
***
السؤال (49): فضيلة الشيخ، إذا صام المسلم بعض رمضان ثم توفي عن بقيته، فهل يلزم وليه أن يكمل عنه؟
الجواب:
لا يلزم وليه أن يكمل عنه، ولا أن يطعم عنه؛ لأن الميت إذا مات انقطع عمله
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))(6)
فعلى هذا إذا مات فإنه لا تقضى عنه ولا يطعم عنه، بل حتى لو مات في أثناء اليوم فإنه لا يصام عنه ولا يطعم عنه.

_________________________

(1) أخرجه البخاري، كتاب الصوم ، باب قول النبي صلي الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد الحر..، رقم( 1946)، ومسلم ، كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، رقم (1115)

(2) تقدم تخريجه
(3) تقدم تخريجه
(4) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب متى يقضي قضاء رمضان؟ رقم (1950)، ومسلم، كتاب الصيام ، باب قضاء رمضان في شعبان ، رقم (1416).
(5) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم، رقم(1952) ومسلم ، كتاب الصيام، باب قضاء الصيام عن الميت، رقم (1147).
(6) تقدم تخريجه
....

انتهى بفضل الله ومنَّه
رحم الله الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ورفع درجته في المهديين
والحمد لله رب العالمين



توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 12-06-14 الساعة 10:12 PM
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً