اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء السنية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد مزيدًا من الايضاح حول الجمع بين حديث : "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر " و حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه : يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني " ...
معاني الضرر في اللغة العربية معاني لا تليق بالاله عز جل من الخسارة و الأذى
هل يستلزم من الضرر الوصول للمضرور ؟أم لا ؟لله عز و جل المثل الأعلى لكن أنا إن تضررت سيصل إلى هذا الضرر !
هذا سؤالي و أسأل الله أني عو عنا و جزاكم الله خيرًا.
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
اطلع الشيخ على السؤال وأجاب عنه حفظه الله :
فرّق العلماء بين الأذى والضرر ، فقالوا : الأذى لا يصل إلى المُؤذى بخلاف الضرر فيصل إلى من يتضرَّر به واستدلوا بقوله تعالى " لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى"
والحديث جاء بإثبات الأذى " يؤذيني ابن آدم يسب الدهر " وقال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا"
وقال بعضهم في معنى " يؤذيني ابن آدم " يعني التصرف هو تصرف الأذى ؛ أي من ناحية الفعل لكن ليست من ناحية إيصاله إلى الله سبحانه جل وعلا ، لأنه لا يمكن إلحاق الضرر بالله جل وعلا ،ولايضره شيء سبحانه فهو الغني عن عباده قال تعالى " إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً"
وبعضهم قال : معنى يؤذيني أي يعاملني معاملة من يريد الأذى أو معاملة المُؤذي لكن لا يلحقه أذى ولا ضرر
ومثال للتقريب فقط - ولله المثل الأعلى - لو أمرت ولدك أمرًا فقلتُ له : يا بنيّ اذهب فصلِّ ؛ ولم يصلِّ ابنك ؛ فهذا أذاك ؛ أي أحسست بأذى كونه لم يستجب أمرك ، ولكن لا يلحقك ضرر بعدم صلاته ؛ أي لا يَصِلُ إليكَ .
فالأذى لا يلحق من أوذي بخلاف الضرر؛ ولذلك الملائكة تتأذى من الرائحة ولكن لا تتضرر بها.
. ولهم فيها أوجه أخرى .
ومنهم من يقول أن الأذى والضرر بمعنى واحد ، ولكن لا يُقال أن الله يُضرّ..
لكن الأقرب أن هناك فرقًا بين الأذى والضرر للأدلة السابقة .
والله أعلم بالصواب.
تنبيه : الإجابة كانت إملاء من الشيخ -حفظه الله- وأنا قمتُ بتحريرها؛ فأي خطأ نحوي أو إملائي فهو مني .