[~ أفياء الصيف ~]

نــــداء العفــــة



الرسالة الأولى



أختي الحبيبة .. يا من أعزك الله بدينه وجعلك مسلمة ، يقول الله عز وجل : "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن،ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" فقد أمركِ الله بارتداء الحجاب الشرعي الساتر، وما أنت عليه من اللباس لا يرضي الله، انظري إلى نعم الله عليك وتوفيقه وإكرامه لك، ألا يستحق الحمد والشكر؟!

فلِمَ تقصرين في الحمد والشكر! تذكري أختي الحبيبة أن ما أنت عليه من النعم ابتلاء وإمهال من الله لتنتبهي لمعصيتك وتتوبي إليه وتستغفريه . فبالتزامك بالحجاب تكوني درة مصونة مكنونة، فهو يحفظك من الفتن التي لا تخفى عن جميع الناس ، وكلما زدْتِ حرصا على الحجاب الشرعي زاد احترام الآخرين لك ورأوا فيك نورا لا تملكه المتبرجة.

وأنت المسلمة قدوتك أمهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله عليهن، فقد كُنًّ أسرع الناس إجابة لأوامر الله وأحكامه التي يوحيها لنبيه صلى الله عليه وسلم. قالت أم سلمة رضي الله عنها : "لما نزلت يدنين عليهن من جلابيبهن خرجت نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربات من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها" فما الذي يمنعك من ارتدائه؟! كيف تجعلي وساوس الشيطان تسيطر عليك وتمنعك من العمل بما أمر الله؟! هل تنتظري البلاء وزوال النعمة حتى تعودي إلى الله وتندمي حين لا ينفع الندم !!

تذكري حر جهنم وعذابها وأن حر الدنيا لا يساوي شيئا .. وتذكري الجنة ونعيمها وأنك سترين النعيم إن التزمتِ بأمر الله ، واعلمي أيضا أن في ارتداء الحجاب راحة وسعادة وطمأنينة لم تشعر بها إلا من جربتها ..

فكثير من الفتيات مَن أحست بفرق السعادة والراحة بعد أن هداها الله للحجاب واختارت أمر الله لنيل مرضاته ، فقد كن لا يشعرن بالراحة وتأتي لهن الهموم دون أسباب معلومة، والسبب في هذه الهموم البعد عن طاعة الله واتباع الهوى والمعاصي ورغبة الشيطان، فلا تعجبي من الهم والحزن المفاجئ وأنت بهذا الحال وهذا التبرج الذي لا يرضاه الله، فلا راحة وسعادة في معصية الله، بل فيها كل العناء والشقاء.

قال تعالى : "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" فابتعدي عن العيش الضنك واعزمي النية وتوكلي على الله وسارعي إلى التوبة والاستغفار والندم على المعاصي لتسعدي بالراحة في الدنيا وتنالي الفوز في الآخرة.