فضـــــــل طلب العلـــــــم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه, ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداًعبده ورسوله صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ...
أما بعد :
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:(احرص على ماينفعك, واستعن بالله, ولا تعجز .....) إلى آخره. رواه مسلم ..
قال أبن القيم: سعادة الإنسان في حرصه على ماينفعه في معاشه ومعاده.
(والحرص):
هو بذل الجهد واستفراغ الوسع, فإذا صادف ماينتفع
به الحريص كان حرصه محموداً,وكماله كله في مجموع هذين الامرين: أن يكون حريصاً, وأن يكون حرصه على ماينتفع به.
قوله:(واستعن بالله) قال أبن القيم: لما كان حرص الإنسان وفعله إنما هو بمعونة الله, ومشيئته, وتوفيقه أمر أن يستعين به ليجتمع له مقام :(إياك نعبد وإياك نستعين) فإنحرصه -على ماينفعه- عبادة لله, ولا تتم إلا بمعونته. فأمر بأن يعبده ويستعين به. ومن أهم مايحرص عليه الإنسان رضى الله سبحانه وتعالى.
ولى يتم رضى الله سبحانه إلا بعبادته وحده لاشريك له, وبما يحبه الله ويرضاه. ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم بما يحبه الله ويرضاه. وهذا بعد توفيقه سبحانه وتعالى. فإن الله سبحانه وتعالى يقول:((فاعلم أنه لاإله إلاالله واستغفر لذنبك))
فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. وهذا يدل على فضل العلم فإن الله أمر نبيه -صل الله عليه وسلم- بالعلم قبل أن يأمره بالعمل, ويدل ايضاً على أن العلم مقدم على العمل.
ومن فضائل العلم مانقل مُهَنّاً عن الإمام أحمد, أنه قال:طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته, بأن ينوي به نفي الجهل عن نفسه, وإفادة غيره. وقال العرابي:
أيه المقبل على اقتباس العلم, إن كنت تقصد بطلب العلم المنافسة, والمباهاة, وستمالة وجوه الناس إليك, وجمع حطام الدنيا فنيتك خاسرة , وأن كانت نيتك وقصدك من طلب العلم الهداية, دون مجرد الرواية - فأبشر,, فالملائكة تبسط لك أجنحتها -إذا مشيت- رضاً بما تطلب.
فإن العلم نور القلب , ومن يرد به خيراً يفقهه في الدين , فهو أفضل الأعمال , وأقربها إلى الله , وأفضل العلوم أصول الدين, ثم التفسير , ثم الحديث, ثم أحوال الفقه ثم الفقه. والعلم النافع لاينال إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
وأنا أنصحكم وأنصح نفسي أولاً بترك الذنوب فإن علم الله لا يؤتيه عاصياً,.
فأكثروا من الإستغفار , وكثرة الدعاء والتضرع إلى الله فإنه قريب مجيب ,
وتقوى الله سبحانه وتعالى, فإن الله يقول:((واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيءٍ عليم))
وسئل أبو هريرة عن التقوى فقال: هل أخذت طريقاً ذا شوك ؟ قال: نعم, قال: فكيف صنعت ؟ قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه , أو جاوزته, وأقصرت عنه, قال:ذاك التقوى .
وأخذ هذا المعنى ابن المعتر فقال:
خل الذنوب صغيرهــــــــا * وكبيرها فهو التقى
وصنع كماشي فوق أرض * الشوك يحذر مايرى
لاتحقـــــرن صغيــــــــرةً * إن الجبال من الحصى
فؤصيكم بقيام الليل , والإستغفار بالأسحار وكثرة قراءة القرآن وتدبره.
وأنصحكم بترك التصوير, والغيبة فإن هنّ من الكبائر وهنّ مما يتساهل بهن الناس وقد ينكر على من ينكرهن ولا حول ولا قوة إلا بالله, وأسئل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يشرح صدورنا للإسلام ويذيقنا حلاوة الإيمان وأن يبلغنا درجة الإحسان , وأن يفك أسرانا وجميع أسرى المسلمين في كل مكان, وصل الله على نبيه محمد وسلم تسليماً كثيرا.
نسير إلى الآجال في كل لحظة * وأيضاً تطوى وهن مراحلُ
ولم أرى مثل الموت كــــــــأنه * إذا ماتخطته الأماني باطلٌ
وما أقبح في تفريط زمن الصبا * فكيف به والشيب شاملٌ رأسه
ترحل من الدنيا بزادٍ من التقى * فعمرك أيام وهن قلائل ُ
والســـــــلام ختـــــــام ..
|