عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-10, 02:08 PM   #2
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي



4- ما عوائق طلب العلم في هذا الزمان؟
أولا: الكسل والخمول الذي يعتري الكثير من الناس عن الاهتمام بالتعلم، فهو يؤثر النوم أو الانطراح على الفراش، أو الجلوس والانزواء منفردا.

ثانيا: الميل إلى المجالس العادية التي تمتلئ بالخوض فيما لا أهمية له من القيل والقال، مما يضيع به الزمان سبهللا.
ثالثا: الانكباب على سماع الملاهي في الإذاعات، والنظر في الأفلام والصور عبر الشاشات، مما يذهب وقتا ثمينا.
رابعا: الانشغال بقراءة الصحف اليومية، أو المجلات، وتتبع ما ينشر فيها، وهي مما يعوق عن التعلم المفيد.
خامسا: الاهتمام بالألعاب الرياضية، ومشاهدة المباريات، وتتبع أخبار اللاعبين، وفيه إضاعة الوقت الثمين، الذي كان الأولى استغلاله في طلب العلم.
سادسا: تقليد العصاة والمعرضين الزاهدين في التعلم والمحتقرين لأهل العلم الصحيح.

5- يحتاج الطالب إلى ما يثير حماسه، ويقوي عزيمته على الطلب فهل هناك منظومات توصون بقراءتها وحفظها في هذا الباب؟

قد أكثر العلماء من النظم والنثر في الحث على العلم وذكر آدابه، وأخلاق العلماء، والنصائح والمواعظ، لمن حمل العلم، ومن أحسن ما رأيت قصيدة رجزية ذكرها ابن عبد البر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) في باب مدح التواضع، وذم العجب، وطلب الرياسة، وأولها قول الناظم -رحمه الله تعالى-
واعلـم بأن العلــم بـالتعلـم والحــفظ والإتقــان والتفهــم والعلـم قـد يـرزقـه الصغـير فــي ســنه ويحــرم الكبــير وإنمــا المــرء بأصغريــه ليس برجليــــه ولا يديــــه لســانه وقلبـــه المـــركب فـي صــدره وذاك خـلق أعجـب والعلــم بــالفـهم وبالمـذاكرة والـدرس والفكــرة والمنــاظرة فـالتمس العلـم وأجمل في الطلب والـعلــم لا يحســن إلا بـالأدب والأدب النــافح حسـن الصمـت وفـي كثـير القـول بعض المقت فكـن لحسـن السـمت مـا حييتا مقـارنـا تحـمد مـــا بقيتـا والصمــت فـاعلم بـك حقا أزين إن لم يكن عنــدك علـم متقـن إيــاك والعجـب بفضـل رأيكـا واحــذر جواب القـول من خطائكا كـم مـن جـواب أعقـب الندامة فـاغتنم الصمت مــع السـلامة العلــم بحـــر منتهـاه يبعـد ليس لـه حــد إليـه يقصــد وليس كــل العلـم قـد حويتـه أجــل ولا العشــر ولـو أحصيته ومــا بقـي عليـك منـه أكـثر ممــا علمــت والجــواد يعـثر فكـن لمــا سـمعته مسـتفهما إن أنت لـم تفهم منـه الكلمــا القــول قــولان: فقـول تعقلـه وآخــر تســمعه فتجهلـــه وكـل قــول فلــه جــواب يجمعـــه البــاطل والصــواب لا تــدفع القــول ولا تـــرده حــتى يـؤديك إلـى مــا بعـده فـربمــا أعيــا ذوي الفضـائل جــواب مـا يلقـى مـن المسائل فيمسـكوا بالصمت عن جوابـه عنـد اعـتراض الشـك في صوابه ولــو يكـون القـول في القياس مـن فضـة بيضـاء عنـد النـاس إذًا لكـان الصمت عين من ذهب فـافهم هــداك الله آداب الطلــب

وهي خمسة وثلاثون بيتا في فضل العلم الصحيح وآداب الطلب، وهكذا من أحسن القصائد قصيدة طويلة على قافية الميم، للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- وهي مطبوعة عدة طبعات، وأولها:
الحـمد للـه رب العالمين على آلائه, وهو أهل الحمد والنعم
وعنوانها (المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية)، وأبياتها تقرب من المائتين، وهناك قصائد مختصرة يوجد كثير منها في كتاب (جامع بيان العلم وفضله) لابن عبد البر وفي غيره من الكتب.

6- ما العلم الذي لا يسع المرء جهله ويعتبر آثما إذا قصر في طلبه؟
هو العلم الذي يعرف به كيف يعبد ربه، وكيف يعمل في حياته، وذلك مثل معرفة الأصول الثلاثة التي هي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه بالأدلة، ثم معرفة حق الله -تعالى- على العبد، وهو الإخلاص، ومعرفة الشرك وما يتصل به، حتى يتركه، ومعرفة وجوب الولاء والبراء وما يتصل بذلك، وهكذا تعلم واجبات الدين كالطهارة وموجباتها، وكيفية رفع الحدث الأصغر والأكبر بالماء أو التراب، ومعرفة النجاسات وإزالتها، ومعرفة صفة الصلاة وما يلزم فيها، وشروطها، وأركانها، وواجباتها، ومبطلاتها، وهكذا الصوم وما يلزم فيه، ثم معرفة المحرمات كالربا، والزنا، والمسكرات، والسرقة، والقتل ونحوها، ويلزم المرأة معرفة ما يختص بالنساء كالطهارة من الحيض والنفاس، وما يتصل بذلك، ومن لزمه الحج تعلم صفته ومكملاته، ومحظورات الإحرام، ومن أراد سفرا لزمه تعلم ما يفعله المسافر، وما يرخص له فيه، وهكذا من يتعاطى التجارة، أو بعض الحرف يلزمه معرفة ما يلزم التجار من المعاملات المباحة والمحرمات، وهكذا يقال في النكاح ونحوه.
* الفنون التي تستحق الأولوية:

7- أي الفنون ترون أنها تستحق الأولوية في العناية بها وتوصون بإكثار الاطلاع والقراءة والحفظ فيها؟
تختلف الفنون باختلاف العباد والبلاد، فهناك دول وقرى يوجد عندهم الشرك بعبادة ودعاء الأموات، وعبادة القبور، فنوصيهم بالتوغل في دراسة كتب التوحيد العملي وأدلة وجوبه، والرد على القبوريين، ومعرفة شبهاتهم الموجودة في كتب الرد عليهم، كالرد على النبهاني والرد على الشيخ ذحلان والرد على علوي الحداد والرد على جميل أفندي الزهاوي العراقي ونحوهم، وهناك من يبتلى في بلاده بمذهب التعطيل كالمعتزلة، والأشاعرة، فنوصيه بقراءة كتب السلف كالسنة للإمام أحمد ولابنه عبد الله وللخلال ولابن أبي عاصم وكتب ابن تيمية وابن القيم في الرد على الجهمية، وهناك من يكثر التصوف في مجتمعه، فنوصيه بقراءة الرد على الصوفية لابن الجوزي وغيره، ونحو ذلك من المذاهب.
8- كيف يتدرج طالب العلم في الفنون التالية: (التفسير- التوحيد- الفقه- الحديث- السيرة- اللغة)؟
على الطالب أن يبدأ بالأهم، فالأهم هو العلوم الشرعية، فإن العلم كثير، والعمر قصير.

فيبدأ في (العقيدة) بالأصول الثلاثة ونحوها حفظا وفهما، ثم بما تيسر من الشروح عليها، مما يوضح معناها للعامة والخاصة، ثم بكتاب التوحيد، يحفظ منه ما تيسر، ويستمع إلى شرحه عند أحد العلماء، ويقرأ ما يمكن من شروحه المطبوعة لمعرفة مدلول تلك الأدلة ومفهومها، ويقرأ بعد ذلك في الردود التي كتبها أئمة الدعوة وأتباعهم على من أنكر عليهم من المعاندين والمكذبين، مثل (صيانة الإنسان) في الرد على دحلان (وغاية الأماني) في الرد على ( النبهاني )، والرد على ( علوي الحداد )، وعلى ( جميل أفندي الزهاوي )، وعلى ( ابن جرجيس العراقي ) ففيها إبطال شبهاتهم، وأكاذيبهم.
أما (التفسير) فيبدأ فيه بقراءة غريب الكلمات، ومفردات الألفاظ، ثم بالتفاسير المختصرة، كتفسير ابن عباس، وتفسير ابن مسعود، وكذلك تفسير الجلالين، والنسفي مع التحفظ عن التأويلات الموجودة فيها، ثم بالتفاسير الموسعة كتفسير ابن أبي حاتم وابن جرير والبغوي وابن كثير وابن سعدي والجزائري وليحذر من تفاسير المعتزلة، والمعطلة، والصوفية، والقبوريين، ونحوهم.
أما في فن (الفقه) فهو الذي تشعبت فيه المذاهب، وكثر الخلاف في فروعه؛ لأنه مجال للاجتهاد، ويفضل أن يحفظ المبادئ وهي شروط الصلاة، وواجباتها، وأركانها، ثم يقرأ من عمدة الفقه حفظا أو فهما، ثم شرحها الصغير، ثم زاد المستقنع، مع شرحه الروض المربع، ثم بعده شرح الزركشي على الخرقي ثم المغني، وبعده له التوسع في كتب الخلافات، كزاد المعاد، وإعلام الموقعين ونحوها.
أما (الحديث) فيبدأ بحفظ الأربعين النووية، ويقرأ شرحها، ثم عمدة الأحكام، ومختصر شرحها، ثم البلوغ وشرحه، ثم المنتقى وشرحه، مع قراءة الصحيحين ونحوهما.
أما (السيرة) فيقرأ مختصرها للشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم لابنه عبد الله ثم لابن هشام

أما (اللغة) فمتن الآجرومية وما علق عليه، ثم ملحة الأعراب والألفية.
9- هل تنصحون المبتدئ إذا أراد أن يتعلم الفقه أن يدرسه دراسة فقه مقارن، أم يدرسه كـ (فقه مذهبي)؟
معلوم أن الفقه الاصطلاحي يختص بالعبادات، ثم المعاملات، ثم النكاح وما يلحق به، ثم الجنايات والحدود وما بعدها، وهذه العلوم قد أولاها العلماء عناية كبيرة، وكثرت فيها الخلافات المذهبية، وصنف أهل كل مذهب فيما ترجح عندهم، فننصح المبتدئ أن يقتصر على أحد المختصرات التي تناسبه، ثم يقرأ شروحها، ثم ينتقل إلى الكتب الواسعة التي تحوي مسائل كثيرة، وتذكر الأدلة والتعليلات، فبعد ذلك له أن ينتقل إلى قراءة المذاهب الأخرى للاطلاع عليها، والمقارنة بين المذاهب، ومعرفة الخلافات وأسبابها.

ففي المذهب الحنبلي إذا بدأ بقراءة مختصر الخرقي وحفظ من متنه ما تيسر، وقرأ شرحه للزركشي أو الآمدي فإنه يعرف مجمل المسائل الفقهية في المذهب الحنبلي، ويتمكن بعد ذلك من معرفة محتويات بقية الكتب المذهبية، كمؤلفات ابن قدامة -رحمه الله تعالى- فإنه كتب العمدة للمبتدئين، ثم المقنع لمن بعدهم، ثم الكافي لمن أراد التوسع في المذهب، ثم المغني لمن أراد الاطلاع على المذاهب الأخرى وأدلتها ومناقشها.
وأما في بقية المذاهب فإن علماءهم كتبوا فيها مختصرات ومطولات، ليتدرج الطالب من مبادئ العلوم إلى ما بعدها، حتى يصل إلى مرتبة القدرة على الاختيار، ومعرفة الراجح من الخلاف في مذهب واحد، أو في المذاهب الأخرى، وقد أكثروا من المتون والشروح والتفريعات، وإن كان الكثير منهم وقعوا في التعصب والتشدد في نصر المذهب الخاص بهم، وتكلفوا في رد من يخالفه من الأدلة بنوع من التأويل البعيد، كما فعل الطحاوي رحمه الله في شرح معاني الآثار، وابن التركماني في الرد على البيهقي وهكذا ما يوجد في بعض كتب المالكية من صرف الأدلة التي تخالف المذهب بنوع من التكلف والله المستعان.
10- يحرص الطالب على طلب العلم ويهتم به، لكنه ينظر بعد حين إلى مقدار ما جناه من العلم فيجد ذلك قليلا.. فربما مل وضجر ورأى طول الطريق وصعوبة المواصلة؟ فتوقف، فما توجيهكم؟
عليه أن يستمر ويجد ويجتهد في الطلب، ولا يمل ولا يضجر من مواصلة الطلب، فإن الإنسان محل النسيان:

وما سمي الإنسان إلا لنسيه ولا القلـب إلا أنـه يتقلب
فالنسيان طبيعة الإنسان، ولو لم يحصل النسيان لاكتفى المرء بدراسته شهرًا أو شهرين، وحفظ كل ما مر عليه من العلوم، ولكن من حكمة الله -تعالى- أن يحصل له نسيان بعض العلوم التي مرت به، حتى كأنه لم يكن قرأها ولا سعها، وعليه مع ذلك تكرار القراءة والمذاكرة، فإنه بذلك يحصل رسوخ المعلومات في القلب، وتأخر النسيان، وعليه أيضا الحرص على حفظ المتون والمختصرات، ثم تعاهد الحفظ وترداده، فإن الحفظ وسيلة إلى بقاء المعلومات، واستمرار تذكرها زمنا طويلا، وكذا الحرص على فهم المعاني، وتصور تلك المسائل، ومعرفة ما تدل عليه، فإن الكلام الذي لا يفهم معناه يتلاشى ويذهب من الذاكرة سريعا، وقد مثل بعضهم الكلام المفهوم بالإنسان الحي الذي يمشى معك ويساعدك، وما لا يفهم بالإنسان الميت يحمله الإنسان على رأسه ثم يمل منه ويلقيه، ثم لا بد من الصبر والتحمل على الاستمرار، ولو طال الزمن كما قال الشاعر:
أخي لــن تنال العلم إلا بستة سـأنبيك عـــن تفصيلهـا ببيان ذكاء, وحرص, واجتهاد, وبلغة وصحبـة أسـتاذ, وطـول زمـان

فلا تستطل ما أمضيته في التعلم، فإن من وصايا بعض الفقهاء قولهم: طلب العلم من المهد إلى اللحد. وكان بعضهم يقول: من المحبرة إلى المقبرة. أي أن تشتغل بالكتابة واستصحاب المحبرة، وهي الدواة التي فيها المداد، ولا تتخلى عن ذلك حتى الموت، وذلك لأن العلم لا نهاية له، كما ورد في الأثر عن ابن عباس وابن مسعود والحسن البصري قالوا: منهومان لا يشبعان؛ منهوم في العلم لا يشبع منه، ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها

تابع





توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس