المحاور: سيدنا السؤال: هل ترى في المسلمين الموجودين الذين رأيتهم روح التمكين وعلو الإسلام والهمة العالية ، ماذا رأيت ؟
الشيخ: إطلاقًا أنا لم أرى شيئًا من هذا ، أنا أرى تفسخًا ، وأنا لا أفهم ما الذي يغريهم أن يجلسوا ، وأنا كل ما يأتيني وفد من الوفود وأنا حريص حتى الآن ، ويمكن لم ألتق بكثير من المسلمين ، لأنني حريص على ألا يعرف أحد مكان مسكني وألا يعرف أحد مكان المستشفى الذي أكون فيه ، لأنني أعمل إزعاج ، لأن من ضمن الحاجات الملفتة لما كنت في المستشفى ، حتى أبين لك حالة الغرب ، تخيل مثلاً أنا الغرفة الوحيدة التي كانت تزار ، والذين يجلسون وكان فيه رجل يجاورني في الغرفة لا أحد يزوره ، ونفس الممرضات والممرضين والأطباء وغير ذلك يتعجبون أن أحدًا ممكن يزور أحد بهذه الكثافة مع أنني حاجز اسم المستشفى منعه تمامًا ومخبأه ، ولا أحد يزور أحد هنا إطلاقًا .
والمسلمون هنا الذين جالستهم ليس لأحد لهم هنا عمل ، ما التمكين الذين هم يبحثون عنه ، التمكين إنما يكون بالتمسك بالدين ، وهنا حاجز اللغة حاجز كبير جدًا ومعكر على كل حاجة ، تصور الرجل لا يستطيع أن يقرأ آية في كتاب الله ، أنا لا أفهم كيف يتم له التمكين وهو بهذه الحالة .
المحاور: سيدنا وأنت في هذه الغربة وفي هذه الأجواء ، هل من نصيحة لأبناء المسلمين وكنت قبل أن أتصل بحضرتك أقول أن المسلم يفرح ويحمد ربنا بأن الله خلقه مسلم وأنه ولد مسلم من أبوين مسلمين ، وأنه ولد على أرض مسلمة من بيئة مسلمة وهذه نعمة أخري وأنه يتعلم ويعرف يتكلم اللغة العربية هذه نعمة ثالثة ، فهل من نصيحة لأبناء المسلمين بهذه النعم ؟
الشيخ:والله أنا أقول لهم لو رأيتم الحرمان لعلمتم قدر النعمة التي أنتم فيها أولادنا الذين نحاول أن نحفظهم القرءان ويهربوا من الشيوخ ولا يعرفون أن يحفظوا وهذا الكلام ، لو يعرفون حجم المحنة التي يعيشونها المسلمين هنا حتى الذين استيقظوا منهم ، فهناك رجل من سنة ألف وتسعمائة وستين في ألمانيا وهو هنا في ألمانيا ، قلت له ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ قال: كرامتي ، قلت له وما كرامتك ؟ قال: ذهبت إلى بعض البلاد العربية وكان يعمل في المقاولات كعامل ، فأصر على أن يأتي إلى هنا ، يقول أنا من سنة ألف وتسعمائة وستين وأنا هنا ، وأكبر غلطة أخطأتها في حياتي أني أتيت إلى هنا وتركت بلدي وكان عندي أن أبتلع التراب وأضرب بالنعل في بلدي ، كان أهون علي من كثير من أن يكون هناك حاجزًا بين أولادي وبين العربية ، بين أولادي وبين القرءان .
فهو الحمد لله على نعمة الإسلام وكفي بها نعمة ، ومسألة أنك تستطيع أن تقرأ في كتاب الله بلا حاجز ، وأن تفهم كلام العلماء نعمة كبيرة جدًا ، وأنا ذهبت إلى أكثر من بلد في الغرب لكن لم أرى حجم المحنة مثلما رأيتها هنا في ألمانيا الحقيقة ، وأنا حتى الآن لم اختلط بسبب الظروف الصحية ، لم أختلط بعدد كثير من الناس ، لكن أنا أعزم إن شاء الله إن وفقني الله تعالي أن أطوف في بعض البلاد الألمانية بدعوات جاءتني عندما ما وصلت إلى هنا ، إن استطعت أن أذهب إلى هناك سأذهب وأسدد وأقارب وانصح لهم .
وأنا أقول لهم دائمًا ارجعوا إلى بلادكم وكونوا فاعلين فيها .
المحاور: جزاكم الله خيرً يا سيدنا ، لكن لماذا صارت ألمانيا ألم تكن ألمانِيِا ؟
الشيخ: والله يا أخي لا أعرف نحن في تجويدنا نقول ألمانيا ، لأن النون والألف والترقيق وغير ذلك ، لكن هو أنا درستها هكذا منذ كنت في كلية الألسن ، وأنا أرجوا أن أحد لا يتصور أن أنا لساني صار به عوج لما أتيت هنا لمدة أسبوعين ، لا أنا أقولها منذ كنت في الجامعة ، وهي تنطق هكذا ونجعلها هكذا ألمانيا .
المحاور: ربنا يتم عليك الصحة والعافية ونسأل الله أن يشفيك شفاءًا لا يغادر سقمًا ، مصطفى صادق الرافعي يقول: كبار العلماء ككبار المرضي يُعدُون بالقوة ، يعدي الناس بقوته نريد منك الآن عدوى للمرضى ، نصيحة للمرضي في التصبر والرضا وحب الله وقبول القضاء ؟
الشيخ:والله كما يقول عطاء بن رباح- رحمه الله-: إذا كان أحدهم بالبلاء أفرح من أحدكم بالعطاء وإني لأرجو أن أكون أنا وكل مبتلى يصبر على ما فيه حقيق قول النبي- صلي الله عليه وسلم-: " إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه " والبلاء والله نعمة كبيرة والعجز عن معصية الله نعمة والحمد لله الحمد لله كثيرًا على ما نحن فيه لكن الواحد كما تعرف أن الواحد كآدمي كما قال علي بن حاتم السلمي- رضي الله عنه-( وأنا رجلٌ من بني أدم أسف كما يأسفون ).
الأسف الذي ينتابني الآن هو أنني قصرت في حق دعوتي ، هذا هو الذي أشعر بالأسف فيه كنت أود أكثر من هذا .
المحاور: أنت لم تقصر شيخنا ، لم تقصر .
الشيخ:لا والله أنا أشعر حقيقة أنني كان يمكن أن أبذل أكثر من هذا وبيني وبين نفسي عهد لئن سلمني الله- سبحانه وتعالي- لأبذلن أكثر من هذا ولئن رجعت أدنى من هذا لأبذلن صبابة عمري في الدعوة إلى الله – سبحانه وتعالي- ، وهذا هو الشرف البالغ وأنا لست متصور حياتي بلا دعوة ، وأنا أتعجب أنني أعيش هكذا بلا دعوة ، ولذلك أنا اصطحبت معي الصحيحين صحيح مسلم وصحيح البخاري معي هنا ومعي بطاقات كثيرة على أساس أن أنا عندي مشروع كنت أريد أن أكمله وهو رجال البخاري ورجال مسلم وعدة ما لكل راوٍ من الرواة من الأحاديث وغير ذلك ، اصطحبت هذا معي حتى أتمم مشروعي وأشعر بالحياة .
الحقيقة هذا الذي يؤسفني ، إن أسفت على شيء لا أسف إلا على هذا .
المحاور: ربنا يكرمك يا شيخنا بالعكس أنا أرى غزارة عطائك أثناء هذا المرض كانت أكثر ، لأن المرض نفسه كان دافع لك إلى مزيد من العمل ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، وهذه فائدة أيضًا من اتصالنا بفضيلة الشيخ لكل طلبة العلم وكل الدعاة أننا ينبغي أن نجتهد في هذه الفرصة ، رسالة من الشيخ إلى حمله الكتب معه والبطاقات ، جزاك الله خيرًا يا شيخ ، فهذه دعوة أيضًا وكلامك هذا دعوة ننتفع منه ونتعلم منه ، جزاك الله خيرًا وينفع بك ويزيد مشروعاتك ، لكن نحن نقترح عليك ونحن علي الهواء ونسجلها للتاريخ أن جنب كل راوي من الرواة فائدة .
الشيخ: والله المعجم الذي أنا أعمله لرجال الصحيحين وبدأته منذ خمسة عشر سنة ، ولكن حالت مشاريعي والدعوة وغير ذلك عن إتمام هذا المشروع الغالي النفيس الذي يجعل الصحيحين كالمرآة ، بحيث أن كل راوي من الرواة تستطيع أن تعرف عدة ماله من الأحاديث ، كيف خرج له البخاري ، وخرج له مسلم ، هل خرجوا له احتجاجًا أو متابعةً ، وأنا أتمنى أن أتمم هذا المشروع خدمة للسنة النبوية وعطاء لأبناء أمتي الذين يأتون من بعدي سيستفيدون من هذا المشروع ، فهو كتاب في الحقيقة أكاديمي أكثر منه ترجمة ، أن نترجم الرواة .
المحاور: عممه ، اجعله ينفع الأمة في التربية بأن يكون فائدة من حياة كل راوي من الرواة ، فائدة فقط سواء كان في روايته أو كانت من أخلاقه أو كانت من أقواله أو كانت من أعماله ، لكي نحن نريد طلبة الحديث وهو يقرأ عن هذا الراوي يستمد شيء منه أو من علو همته أو إلى أخره .
الشيخ: هو طبعًا الخطوة التي أعملها هي أصعب الخطوات كلها وما تقترحه تكون سهله تستطيع أن تراجع كتب الرجال وتنتقي أعز الفوائد في ترجمة كل راو ، هذه تكون سهلة .
المحاور: أنت فاكر زمان منذ خمسة وعشرين سنة لما كنت تعمل كتاب وكنت أقول لك أكتب اسمي إن أنا أعمل لك الشاي .
الشيخ:لا يا مولانا كيف هذا ، أنت نسيت الدراجة التي كنت تأتي بها لزيارتي مشكورًا من عندكم إلى حتى منشية ناصر .
المحاور: الله يكرمك يا سيدنا ويبارك فيك .
الشيخ:رحمة الله على الدراجة .
المحاور: والله كانت أيام كلها عز .
الشيخ:الحمد لله ويمكن كانت أكثر من خمسة وعشرين سنة أيضًا .
المحاور: الحمد لله رب العالمين ،ربنا يكرمك سيدنا ، وسعدنا ،وشققنا عليك
الشيخ: لا والله أنا سعيد جدًا بتواصلي معك وتواصلي مع إخواني المشاهدين وأشكر الأستاذ على سعد جزاه الله خيرًا والحقيقة دائم الاتصال بي ، والسؤال عني ، أشكره وأشكر كل إخواننا في قناة الناس المخرجين والعمال والذين يتصلون بي على طول وأشكركم جميعًا وأنت على رأسهم .
المحاور: جزاك الله خيرًا يا سيدنا ، خادمك وأنا أحبك في الله .
الشيخ: ربي يحبك الله يبارك فيك .
المحاور: آمين ، يارب يحبنا ويسترنا ويرضي عنا ويعفوا عنا ، وربنا يتم عليك الصحة والعافية يا سيدنا ويجزيك عنا خير الجزاء ، الله يكرمك يا سيدنا .
الشيخ: جزاك الله خيرًا .
المحاور: أنت جزاك الله خيرًا وأحسن الله إليك وشكر الله لك يا سيدنا وجزاك الله خيرًا .
تمت بحمد لله أم محمد الظن ( نسألكم الدعاء)
|