عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-07, 06:36 AM   #17
عابرة سبيل
إدارة عامة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى فاضل أحمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فائدة من الشريط الخامس لسلسلة الأيام النضرة في السيرة العطرة للشيخ صالح بن عواد المغامسي

لا يجوز محاربة المسلمين وقتلهم إلا بالحق

الحِب بن الحِب " أسامة بن زيد " إنه الصحابي الجليل أسامة بن زيد - رضي الله عنه -، وهو ابن مسلمين كريمين من أوائل السابقين إلى الإسلام ، فأبوه زيد بن حارثة ، وأمه السيدة أم أيمن حاضنة رسول الله ( ومربيته) .
كان شديد السواد ، خفيف الروح ، شجاعًا ، رباه النبي وأحبه حبًّا كثيرًا ، كما كان يحب أباه فسمي الحِبّ بن الحبّ ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذه هو والحسن ويقول: " اللهم أحبهما فإني أُحِبُّهما " [أحمد والبخاري].

وذات يوم تلقى أسامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم درسًا لا ينساه أبدًا ، يقول أسامة: بعثنا رسول الله إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم ، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمح حتى قتلته ، فلما قدمنا بلغ النبي فقال: يا أسامة أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله ؟ قلت كان متعوذًا، فما زال يكررها الرسول حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم . ثم قال أسامة للرسول : إني أعُطى الله عهدًا، ألا أقتل رجلا يقول: لا إله إلا الله أبدًا ، فقال النبي : ( بعدى يا أسامة ؟ ) قال: بعدك. [متفق عليه].

وهذا يدل على أن من قال لا إله إلا الله يوكل أمره إلى الله إلا بحق شرعي ظاهر كما هو معمول به عند علماء المسلمين كما قال تعالى : " َالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً " [الفرقان : 68] وكما قال صلى الله عليه وسلم : " لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة " متفق عليه ، والطريق الشرعي عن طريق المحاكم عبر القضاء ليس عبر أمور أخرى يضعها الإنسان كيف يشاء .

ثم إن أسامة رضي الله عنه استفاد استفادة عظيمة من هذه الحادثة فلما جاءت حروب علي رضي الله عنه مع خصومه ، فكان أسامة يحب علي وعلي يحب أسامة فتعجب علي أن أسامة لم يدخل معه الحرب فقال له علي : ما كنا نظنك إلا واحد من آل البيت ! فقال له أسامة : يا أبا الحسن لو أخذت بمشفر الأسد ( أي فمه ) لأخذت بمشفره الآخر حتى نموت جميعا أو نحيا جميعا ، أما هذا الأمر الذي أنت فيه فلا أدخل فيه أبدا ، أي بمعنى أطلب مني ما تشاء إلا أنني أدخل معك في حرب ضد المسلمين ، فقد أخذها من قسوة عتاب النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له كيف تصنع بلا إله إلا الله يوم القيامة ، ما أحب أن يكرر الخطأ مرة أخرى ، ولزم أسامة داره فترة النزاع حتى لا يقتل مسلمًا .

فمسألة أن يأتي أحد بدماء المسلمين تحت أي تأويل - خاصة في الفتن - كما يحدث الآن في العراق وغيره من البلدان هذا كله من الجهل فيجب علينا أن نعلم أن من قال لا إله إلا الله يكف السيف عنه إلا بالحق وبطريقة شرعية ، أما أن يتولى الإنسان قتل الناس بحجج واهية في ذهنه هذا لم يفقه ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ولو كان النبي ملتمسا عذرا في هذه القضية لأحد لشخصه للتمس لأسامة رضي الله عنه ولو كان ملتمسا لرجل يجوز له أن يقتل لجاز قتل ذلك المشرك الذي كان إلى لحظات لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر وإنما عندما رأى السيف مشهورا على رأسه رمى السيف وقال لا إله إلا الله ليحمي بذلك دمه ومع ذلك لما قتله أسامة عنفه النبي صلى الله عليه وسلم .

فأين نحن من هذا الفقه في هذه الأيام ؟

اللهم ثبتنا على الطريق المستقيم

يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ

ورد22 ورد22 ورد22

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

بارك الله فيك أختي"نهى" على هذه الفوائد الطيبة،

سبحان الله حادثة أسامة بن زيد رضي الله عنه تنبهنا على عدم التسرع في إصدار الأحكام على أحد،

فربما ظلمناه بمجرد شك وظن لا أساس له من الصحة،،

وهذا مايحدث كثيرا في بلاد المسلمين والله المستعان،فما ان يسمع احدهم بأمر عن أخيه إلا بادره

بسوء الظن وإصدار الإشاعات عليه وربما يصل الأمر عند أحدهم بتكفير أخيه،والله المستعان..

أسأل الله أن يرفع البلاء والكرب عن امتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه..

وفقك الله أخية..
عابرة سبيل غير متواجد حالياً