عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-09, 08:23 AM   #3
المشاعر
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 14-09-2008
الدولة: في دنيا فانية
المشاركات: 1,328
المشاعر is on a distinguished road
افتراضي

ثالثاً : سنن تتأكد في غير رمضان
- صيام التطوع وفضله .
المقصود بالتطوع : ما سوى الفريضة فيدخل في التطوع صوم النفل المطلق كصيام أيام مطلقة .
ويدخل فيه صوم النفل المعين ، كصوم يوم عرفة لغير الحاج ، وصوم يوم عاشوراء وهو أفضل من النوع الأول .
وأما صوم الفريضة فهو صوم شهر رمضان ويدخل فيه صوم النذر وصوم الكفارة كالظهار ومن جامع في نهار رمضان وصوم القضاء .
- فضل الصوم :
1 – أن الله سبحانه وتعالى اختصه من بين العبادات ، كما في حديث أبي هريرة t في الصحيحين أن النبي قال : قال الله تعالى : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " [ واختلف في معنى (إلا الصوم فإنه لي وأنا جزي به) أورد ابن حجر أقوال في الفتح 4/107 ومنها :أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره ، وقيل : المقصود مقدار الثواب لا يعلمه إلا الله ولم يُطلِع الناس عليه ، وقيل : الإضافة إلى الله إضافة تشريف وتعظيم ، وقيل : أنه أحب العبادات المقدَّم عندي وغيرها ]
2 – أن النوافل عامة سبب في محبة الله ومنها الصوم كما في حديث أبي هريرة عند البخاري قال النبي : قال الله تعالى " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه "
3 – أن في صوم التطوع ترقيع ما يحصل من خلل ونقص في صوم الفريضة كما في حديث أبي هريرة عند أبي داود والترمذي مرفوعاً :" إن أول ما يحاسب عنه العبد من عمله الصلاة فإن كان فيها نقص قال الله لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوع ... ثم يكون سائر عمله على ذلك "
4 – عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال :"من صام يوماً في سبيل الله بعَّدَ لله وجهه عن النار سبعين خريفاً"متفق عليه .
5 – عن سهل عن النبي قال : "إن في الجنة باباً يقال له الريَّان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد "متفق عليه .
6 – الصوم يجمع أنواع الصبر الثلاثة ففيه صبر على طاعة الله ، وصبر عن معصيته ، وصبر على أقداره , وقد قال تعالى " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "[ الزمر : 10] هذه بعض فضائل الصوم .
- مايُسن صيامه :
1- ثلاث أيام من كل شهر .
من صام ثلاثة أيام من كل شهر يحصل له أجر صوم الدهر ، وهو سنة الصيام التي كان يحافظ عليها النبي
ويدل على ذلك :
1 – حديث عبدالله بن عمروt قال : قال رسول الله : " صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله " متفق عليه.
2 – حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي " كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، ولم يكن يبالي من أي الشهر يصوم " رواه مسلم .
3 – أوصى النبي بصيام ثلاثة أيام من كل شهر أبا هريرة كما في الصحيحين ، وأبالدرداء كما في مسلم ، وأبادر كما في النسائي .
- والأفضل أن يجعل هذا الأيام الثلاثة هي الأيام البيض وهي : اليوم الثالث عشر من الشهر والرابع عشر والخامس عشر .
ويدل على مشروعيتها : حديث أبي ذرأن النبي قال له : " إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر " رواه الترمذي وحسنه ورواه أحمد والنسائي ، وهذا الحديث مداره على موسى بن طلحة وقد اختلف عليه .
فائدة : سُميت الأيام البيض بهذا الاسم لابيضاض لياليها بنور القمر .

2- الإثنين والخميس .
أما صيام يوم الاثنين فثابت في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن النبي سُئل عن صوم يوم الاثنين فقال : " ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت فيه أو أُنزل عليَّ فيه " فكأن النبي بيَّن أن صيام يوم الاثنين مطلوب لما فيه من الفضائل ، ولذلك الدليل في صوم الاثنين قوي جداً .
وأما صيام يوم الخميس فقد جاء فيه أحاديث اختلف فيها من أشهرها ما رواه أبو داود والنسائي عن أسامة بن زيد لما سئل النبي عن يومي الاثنين والخميس قال : " هما يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين وأحب أن يعرض عملي وأن صائم " لكن جاءت شواهد عديدة لهذا الحديث منها حديث أبي هريرة عند الترمذي وابن ماجة ، وحديث عائشة عند الترمذي والنسائي وابن ماجة وحديث حفصة عند أبي دواد والنسائي ، ومجموع هذه الأحاديث يدل على الاستحباب ، واستحاب صيام الاثنين والخميس محل اتفاق عند الفقهاء .

3 – ستة أيام من شوال .
ويدل على استحبابها حديث أبي أيوب الأنصاري عند مسلم أن النبي قال :" من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر " .
- قوله r " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال " ظاهر الحديث أنه لابد من إتمام صوم رمضان وعليه فمن كان عليه قضاء من رمضان فيبدأ به حتى ينتهي أيام القضاء ، ليصدق عليه أنه صام رمضان كاملاً ثم يتبعه بست من شوال كما هو ظاهر الحديث ، وعلى هذا فالمرأة إذا أفطرت أياماً من رمضان بسبب حيضِها فإنها تبدأ بالقضاء ثم تتبعها بصيام ست من شوال .
وعلى هذا القيد يَرِدُ إشكالاً وهو معنى هذا أن عائشة رضي الله عنها لم تكن تصوم ستة أيام من شوال دائماً لأنها تقول : " كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان "
والجواب على هذا يقال : يحتمل أن عائشة رضي الله عنها نقلت في حديث القضاء عن حالها في سنة من السنوات أو سنتين ولم تستطع وقتها أن تصوم من شوال وليس معنى أن هذا ديدنها في القضاء كل سنة , ويُحتمل أنها نقلت عن حالها في القضاء قبل مشروعية صيام ستة أيام من شوال .
- قال الشيخ ابن عثيمين ( في الممتع 6/ 466 ) : " ثم إن السُنَّة أن يصومها بعد انتهاء قضاء رمضان لا قبله ، فلو كان عليه قضاء ثم صام الستة قبل القضاء فإنه لا يحصل على ثوابها ، لأن النبي r قال " من صام رمضان " ومن بقي عليه شيء منه فإنه لا يصح أن يقال إنه صام رمضان ، بل صام بعضه "
- يجوز صيام هذه الأيام الستة في أي أيام شوال سواء كانت متتابعة أو متفرقة ، والأفضل أن تصام بعد يوم العيد مباشرة لما في ذلك من المسارعة إلى الخيرات.

4 – شهر الله المحرم .
الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم مستحب، وصومه أفضل الصيام بعد رمضان .
ويدل على ذلك : حديث أبي هريرة أن النبي قال :" أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم " رواه مسلم .
وهذا الشهر آكد الأيام فيه صوماً اليوم العاشر ( عاشوراء ) ثم التاسع .

5 – عاشوراء .
وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم ، وكان صيامه واجباً أول الإسلام ثم نُسخ وبقي استحبابه فيُسنُّ صيامه " لأنه يوم نجَّى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه " كما جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى وثوابه أنه يُكفِّر السنة التي قبله .
ويدل على ذلك : حديث أبي قتادة أن النبي سئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال : أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله " رواه مسلم .
- قال ابن القيم في زاد المعاد 2/66 : " وأما صيام يوم عاشوراء فإنه كان يتحرى صومه على سائر الأيام ، ولما قدم المدينة وجد اليهود تصومه وتُعظِّمه ، فقال : " نحن أحق بموسى منكم " فصامه وأمر بصيامه ، وذلك قبل فرض رمضان ، فلما فُرض رمضان قال : " من شاء صامه ومن شاء تركه "
- يستحب صيام اليوم التاسع مع العاشر .
ويدل على ذلك : حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال : " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر " رواه مسلم ، و (قابل ) أي إلى عام قابل .
- ولا يكره إفراد اليوم العاشر بالصيام وبإفراده ينال الثواب المترتب على صيامه لثبوت النص به.
قال شيخ الإسلام في الاختيارات (صـ110ـ) : وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة ، ولا يكره إفراده بالصوم ، ومقتضى كلام أحمد أنه يكره "
فائدة : حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً : " خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده " رواه أحمد وابن خزيمة ، وعند البيهقي : " يوماً بعده ويوماً قبله" وهو حديث ضعيف في سنده ابن أبي ليلى وهو سيء الحفظ.
ورواه عبد الرزاق والبيهقي موقوفاً بسند صحيح عن ابن عباس بلفظ " صوموا اليوم التاسع والعاشر وخالفوا اليهود "

التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 15-08-09 الساعة 11:19 PM
المشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس