قال ابن عوف رحمه الله:
عجبت من مُعجبٍ بصورته *** وكان بالأمس نطفةً مَذِرة
وفي غدٍ بعد حُسْنِ صورته *** يصير في اللحد جيفة قذرة
وهـو على تِيهه و نَخْوَته *** ما بين ثوبيه يحمل العذرة
كان السلف رضي الله عنهم يحذرون من العجب أشد التحذير
وكان يحيى بن معاذ يقول :إياكم والعجب فإن العجب مهلكة لأهله،وإن العجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب
و في القاموس : العجب بالضم : الزهو والكبر
وقال في تفسير الكبر : هو معظم الشيء والشرف ويضم , والإثم الكبير , كالكبرة , بالكسر الرفعة في الشرف والعظمة , والتجبر كالكبرياء , وقد تكبر واستكبر وتكابر , وكصرد جمع الكبرى . انتهى .
فقد فسر العجب بالكبر فظاهره أنهما شيء واحد , وكذا فسره كثير من العلماء .
والتحقيق أن بينهما فرقا دقيقا ذكره المحققون , منهم الإمام الحافظ ابن الجوزي في تبصرته فقال : أعلم أن الكبر خلق باطن يصدر عنه أعمال , وذلك الخلق هو رؤية النفس فوق المتكبر عليه , ويفارقه العجب من جهة أن الكبر لا يتصور إلا أن يكون هناك من يتكبر عليه , والعجب يتصور , ولو لم يكن أحد غير المعجب .
والمتكبر يرى نفسه أعلى من الغير فتحصل له هزة وفرح , وركون له إلى ما اعتقده , وذلك نفخ الشيطان كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه كان يتعوذ من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه قال : همزه الموتة , ونفثه الشعر , ونفخه الكبرياء } . .
وقال أحد السلف ( لآن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا )
أسباب تضخم الذات ووجود الصنم
مما لا شك فيه ان هناك اسباباً عديدة من شأنها أن تهيئ المناخ المناسب لتسلل داء العجب الى النفوس من أهمها:
1. الجهل بالله عز وجل
2. الجهل بالنفس
3. إهمال تزكية النفس
4. كثرة الاعمال الناجحة
5. كثرة المدح
6. علو اليد ونفوذ الأمر
7. قلة مخالطة الاكفاء
8. تربية الابوين ( النشأة الأولى )
9. وجود نقاط ضعف في شخصية الفرد
10. الاشتهار بين الناس.
-----
من نفس المصدر السابق
ويرجع للكتاب لمن أراد التفصيل
يسقط من عيني رجلٌ متكبرٌ قطُّ كرجلٍ يزدريك ويزلقك ببصره بسبب مظهر ثيابك أو لون جسدك أو نوع دابتك التي تقلك , حتى إذا عرف أنك على صلة بالجهة الفلانية التي يحتاج عاملاً فيها , أو من العشيرة الفلانية التي يحتاج رجلاً منها , أو لك صلةٌ بفلانٍ الذي يتمنى معرفة من يوصله له أو تحملُ له توصيةً من عزيز عليه أو رئيسٍ له في عمله أو غير ذلك حتى تراه كالمسحور الذي لا يملك تصرفات نفسه فيتحول بغضه حباً وبعده قرباً وكبرهُ تواضعاً وانبساطاً وشزر نظراته تبسماً وإقبالاً فأفٍّ لذلك ما أدناه وأحقره.
ألا اكتَـفى بوصية الله تعالى ورسوله إياه بالضعفاء وذوي الحاجة أياً كانوا بدل أن يشهدك ويشهد الله وملائكته على أنه عبدٌ للدنيا ومصالحها فمن كانت له رحمُ مصلحةٍ دنيوية بلَّها وأغرقها ببلالها ومن كان غيره لن يبالي به ولو كانأصلح الصالحين.!!