بسم الله الرحمن الرحيم
مما قرأت في إحدى الدوريات عن الإعجاز العلمي في القرآن ماورد في الآية {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون}.
فجميعنا يفهم من هذا المثل أن وهن بيت العنكبوت يكمن في سرعة تلف هذا البيت الذي لا يحمي من برد الشتاء ولا يقي حر الصيف !
ولكن ، أثبتت الأبحاث العلمية أن نسيج خيوط العنكبوت تعتبر من أقوى الأنسجة بل إنه من قوتها تستخدم في القمصان الواقية من الرصاص !
فأي تعارض هذا !
هنا نجد فهمنا القاصر هو الذي ساقنا إلى تلك النتيجة التي خالفت الحقيقة العلمية .
بعد التمعن في معنى الآية والتمحيص اللغوي لمعنى كلمة (بيت) في اللغة ، تبين أنه من معانيها الأفراد ، أي أهل البيت ، وبدراسة الحياة الاجتماعية لهذا الكائن (العنكبوت) تبين أن هذا الكائن يعيش حياة تفكك اجتماعي ، بل إن حياته تكمن في نظرية البقاء للأقوى. فالعنكبوت (الأنثى) هي الرأس الأكبر للبيت (وانظروا للإجاز القرآني ، قال تعالي (اتخذت) وليس اتخذ ، ونحن الان فقط نعلم ان انثى العنكبوت هي المدبرة والمدمرة)، تنسج النسيج وتحرسه ، بل إنها بعد التزاوج تأكل الذكر ، أو تتركه ليأكله أبناؤها ، وكذلك تجدها هي تأكل الأب والأبناء ! فلن تجدوا حياة أشد تفككا من بيت العنكبوت ، سبحان الله ، لا أمان و لا ملجأ.
فقال الله فيمن اتخذ من دول الله أولياء أن حياته كحياة هذه العنكبوت المفككة التي بنيت على اساس المصالح ، وحتى ان نال صاحب المصلحة مصلحته لابد أن يأتي من تكون مصلحته بالقضاء عليه. وهذا حال المتعلقين بغير الله ، فمن تعلق بشيء وُكل إليه . فتجده يجد في الدعاء للولي الفلاني ، ولا يجني من هذا الأمر إلا ثبورا ، بل غضب من الله ينال به عقاب الدنيا والآخرة.
أعود إن شاء الله بالإعجاز الثاني
الفريق الوردي
|