عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-09, 09:44 PM   #782
أمـة الخبيـراللطيف
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

يقول تعالى: ﴿إِنّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ الإنسان: 2, والمفسرون كافة بلا استثناء على أن النطفة الأمشاج هي حصيلة ماء الرجل والمرأة والأمشاج أخلاط من الجنسين, وقبل اكتشاف المجهر بعد عصر تنزيل القرآن بأكثر من عشرة قرون لم يكن يعلم أحد بتكون الجنين من بويضة مخصبة Fertilized egg تماثل "نطفة" أي قطيرة ماء غاية في الضآلة ذات أخلاط تحتوي على مكونات وراثية من الأبوين نسميها اليوم كروموزومات Chromosomes.

ويقول تعالى: ﴿يَأَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ﴾ الحجرات 13, قال القرطبي (ج: 16 ص: 342و343): "بيَّنَ الله تعالى في هذه الآية أنه خلق الخلق من الذكر والأنثى.. وقد ذهب قوم من الأوائل إلى أن الجنين إنما يكون من ماء الرجل وحده، ويتربى في رحم الأم ويستمد من الدم الذي يكون فيه.. والصحيح أن الخلق إنما يكون من ماء الرجل والمرأة لهذه الآية؛ فإنها نص لا يحتمل التأويل".
وتبدأ مراحل خلق الإنسان بتكون الحوين المنوي عند الأب لأن جميع بويضات الأم مكونة أساسا وهي جنين, والسائل المنوي يماثل ماء عديد النطف أي القطيرات, وهو ما يكشفه القرآن الكريم بالنص الصريح, قال تعالى: ﴿وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ. ثُمّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مّن مّآءٍ مّهِينٍ﴾ السجدة 7و8, وقال تعالى: ﴿أَلَمْ نَخْلُقكّم مّن مّآءٍ مّهِينٍ﴾ المرسلات 20،

2-
الإعجاز الطبي في عجب الذنب
مقدمة :
لقد جئنا من عالم وسننتقل إلي عالم الغيب مرة أخري، ولكل عالم سننه الخاصة به والانتقال من عالم إلى عالم يصحبه تحول في السنن التي تحكمنا أثناء ذلك الانتقال.
ألا تري أن السنن التي تحكمنا ونحن أجنة في بطون أمهاتنا تختلف عن السنن التي تنتظرنا خارج الرحم، بل إن السنن التي تحكم سكان الأرض على سطحها تختلف عن السنن التي تحكم رواد الفضاء خارج الأرض، فكيف بالسنن التي تنتظرنا بعد موتنا وخروجنا من الحياة الدنيا ولا يستطيع أحد أن يخبرنا خبراً يقينا قاطعاً عن مستقبلنا الذي نسير إليه إلا الذي ينقلنا إليه وهو الله سبحانه وتعالي عن طريق رسوله محمد صلي الله عليه وسلم الذي أرسله الله تعالي لإخبارنا عن مستقبلنا وطبيعة الحياة والسنن التي ستواجهنا في تلك المرحلة من الحياة بعد الموت.، قال الله تعالي " يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون لايخفي على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " ( 15-16) سورة غافر.وقد اتفقت دعوة الرسل جميعاً على أن هناك حياة أخري غير هذه الحياة، وأن الله تعالي قد جعلها دار جزاء على الأعمال الصالحة والأعمال السيئة.
والإيمان برسل الله عليهم الصلاة والسلام يتبعه الإيمان بكل ماجاؤا به واهم ماجاءوا به الدعوة إلي الإيمان بوافتراء. يتبعه من حساب وجزاء وعلى هذا فالإنكار لليوم الآخر تكذيب لرسل الله عليهم الصلاة والسلام الذين شهد الله بصدقهم،بل هو تكذيب لله عز وجل وهذا كفر والعياذ بالله وقد اثبت الله عز وجل حقيقة البعث والنشور في آيات كثيرة لا يحتاج الإنسان معها إلي حجة وبيان، إذا جاء فيها من تفاصيل البعث والنشور والحساب والجزاء وبيان أحوال المؤمنين والكافرين في اليوم الآخر الشيء الكثير.
ومن أهم ما جاء في هذا الشأن إقامة البراهين الكافية لإثبات البعث بما يدفع كل لبس وشبهة ويسقط معها كل جدل وافتراء.


فريق العطاء

أمـة الخبيـراللطيف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس