ما معنى قول الشيخ كن سلفيا؟
هنالك صورتان لذلك :
الصورة الأولى :
الإنتساب بالإسم ، بأن يذكر أسمه الذي يكنى به ومن ثم يضيف كلمة السلفي أو الأثري ...الخ
الصورة الثانية :
أن يكون سلفيا بالحقيقة وإن ترك الإنتساب إليهم بالإسم.
وهذا هو مقصد الشيخ ، فمعنى كلام الشيخ كن سلفيا أي بالحقيقة لا بالصورة وذلك بالإتباع وينبغي هنا التحذير من التعصب للإسم .
فهناك جماعات قد تنتسب لهذا الإسم ويكون منهم التعصب والولاء المذموم للإسم ... وهناك من ينتسب للسلف ولا يحقق شئ من هذه النسبة فكم فرقت هذه الأسماء بين المسلمين !! فأدعو إلى حقيقة مذهب السلف دون إنتساب بالإسم فقط وهذا أصل عظيم .
ونجد كثير من يجادل في ذلك ويطالب الانتساب إلى السلف بتبيين ذلك بالإسم ولكن نحذر التسمية بذلك :
- لما فيه من التزكية والمدح.
- التفرقة بين المسلمين :
( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [الأنعام : 159]) ، وذلك بالإنتساب لأناس بأعيانهم فيقول أنا أنتسب للشيخ الفلاني ، ومن ثم قلده غيره فينتسب إلى بدعة ! وفي آخر سورة الحج آية عظيمة وكونها ذكرت في الحج تعني أن الناس باجتماعهم في الحج واختلافهم وتعدد أوطانهم وانتمائهم .. (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج : 78])، فليس لنا إسم ننتمي إليه إلا صفة الإسلام فقط وقد أمر النبي أن يقول : قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام : 163,162,161] فأمر الرسول بأن يقول بأنه أول المسلمين
من هم السلف؟
السلف هم أهل السنة المشتغلون بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم المعرضون عن كلام الناس وأهم باب هو باب التعليم فما أجمل أن يعلم الناس العقائد بأدلتها من الوحي مجردة عن كلام الناس وجدالهم وإختلافهم وهذا أدعى لقبولهم لها وإنتفاعهم بها. وربما يحضر الشيطان هنا ويدخل في النفس أن من الإنتصار للحق التفاخر بهذا الإنتساب ودعوة الناس إليه
علينا أن ندعوا إلى الله عز وجل وليس إلى أسماء بل حقائق دل عليها الله عز وجل .
قال الذهبي رحمه الله تعالى :
“وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” ا هـ.
نقل الشيخ هذا الحديث عن الدار قطني لماذا؟
وذاك ليدل على جواز أن يوصف ويمدح الإنسان بالسلفي ، ولكن لا يصف نفسه وإلا دخل في مدح نفسه.
من ضمن اسئلة الأخوات : هل الفلاسفة يدخلون من ضمن المذمومين في علم الكلام؟
جواب الشيخ نعم ، لأنهم يشتغلون بكلام الناس والأولى الإنشغال بكلام رب الناس.