عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-09, 02:32 AM   #428
دعاء عبد الله
~نشيطة~
Icon188 فوائد الدرس التاسع والعشرون

الدرس التاسع والعشرون






تابع الكلام عن سورةالتكوير





الفوائد المطلوبة:






*** وضحي كيف فسرالمفسرون الآيات التالية :



( وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا



أن من كان من أهل الشر والضلال والشرك سيكون من حاله في ذلك الموقف أنهعندما يُرمى في نار جهنم سيُبحث عن أقرانه، سيُبحث عن أصحابه وعن زملائه وعن منشاكلوه في هديه وعن من أعانوه على معصية ربه ثم يُرمون جميعًا في نار جهنم فيُقرنونجميعًا ﴿مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ أي يُجمعون في مكانٍ ضيِّقٍ في نار جهنم قد قُرنبعضهم مع بعض، سُلسلوا جميعًا بسلسلة واحدة.

وقالوا فيقوله سبحانه وتعالى ﴿ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ (، قالوا هو أن يُضرب بهذا المجرم في نار جهنم كما يُضرببالمسمار في الجدار، فيؤخذ هؤلاء المجرمين فيُضربوا ضربة في نار جهنم كما يُضرببالمسمار في الجدار، ثم ينظر بعضهم إلى بعض،



﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ


في يوم القيامة هناك فصل بين الخلائق وهناك حساب، يُخبر الله سبحانه وتعالى عنالموءودة، والموءودة هي الطفلة التي تُذبح وهي صغيرة، يذبحها أبوها أو أخوها أو منكان وليًا لأمرها بدون ذنبٍ جنته، وبدون شيءٍ اقترفته، أي يكون السؤال أمام الخلائق جميعًا في هذا الجرمالفظيع ، فتسأل الموءودة ربها سبحانه وتعالى: يا رب سل هذا بأي ذنبٍقتلني؟ ، فالموقف عظيمٌ وشديدٌ، وهذا ليس خاصًا بالموءودة الطفلة، وإنما أيضًا للطفل،بل يكون لكل من اعتدى على ضعيفٍ مسكينٍ فقيرٍ لا دافع له ولا عنده من يدرأ عنهفيعتدي عليه.
وهذا يبين لك عظيم حرمة الدماء فيدين الله عزّ وجلّ، فإنه من أهوال يوم القيامة –ولك أن تتأمل هذا جيدًا- أن تُسألالموءودة بأي ذنبٍ قُتلت، عجبًا لهذا الأمر!
نعم هو هولٌ من أهواليوم القيامة، لأن السؤال سيكون شديدًا، والأمر سيكون عظيمًا حينا تسأل الموءودة عمناعتدى عليها.



﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ* وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ


هذه الصحف يوم القيامة لها شأنٌ ولها حالٌ، وذلك أن الخلائقحينما يُحشرون يوم القيامة فإنه في حال حشرهم ينتظرون ماذا يُفعل بهم، وأن هناك أمور قد أُعدت لهم فيما تقدم من حياتهم الدنيا، ومن هذه الأمور أن هناكصحفًا كانت تُكتب عليهم في هذه الحياة، وهذه الصحف لا تُغادر صغيرة ولا كبيرة إلاأحصتها أبدًا، ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَاالْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا [الكهف: 49]، كل ما فعلت في هذه الحياة الدنيا من خيرٍ أو شرفإذا جاء يوم القيامة فهذه الكتبطُويت وأُعدت لك، ثم بُني عليها النتيجة، هذاالذي يحدث في يوم القيامة قريب من هذا المنظر تمامًا، أن الناس كلهم قدجُمعوا في مكانٍ واحد وفي صعيدٍ واحد، ثم أمر الله عزّ وجلّ بهذه الصحف أن تتطايربين الناس، ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾، نُشرت أي بمعنى أنها تطايرت، نُشرت علىالخلائق وفُتحت، لما تطايرت على الناس فكل إنسانٍ عندما وقع هذا الكتاب بإحدى يديهإذا هو يفتح هذا الكتاب وينشره ليقرأ، يقرأ هذا الكتاب وماذا كُتب فيه، لذلك هذه الصحف إذا ملئت والله لن يستطيع إنسانٌ كائنًا من كانأن يمحو منها شيئًا، قد أُثبتت عليك، فلن يستطيع أن يمحو منها شيئًا.
وبعد ذلك قال الله عزّ وجلّ وهو يُبين هولًا أخرة من أهوال يوم القيامة ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ


﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَاالْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ


بعد ذلك قال الله تعالى ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُسُعِّرَتْوهذه الجحيم لها أمرٌ عجيبٌجدًا في يوم القيامة، وقد أخبر الله عزّ وجلّ هنا أن الجحيم سُعرت، وهذا التسعير هوتسعيرٌ خاصٌّ يكون في يوم القيامة استعدادًا لأهل النار الذين سيُلقون فيها، وإلافإن نار جهنم –أعاذنا الله وإياكم من ذلك- كأنها قد سُعرت قديمًا، وقد ثبت عندالترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا عليه وهو في حكم المرفوع أنه قال "أوقد على النار ألف عامٍ حتى احمرت" معنى احمرت أنها بدأت تشتعل، بدأ لهبها يظهر، "ثم أوقد عليها ألف عامٍ حتى ابيضت"، معنى ابيضت أن لهبها بدأ يظهر دخانًا فغطى هذاالدخان الأبيض هذه النار، "ثم أوقد عليها ألف عامٍ حتى استودت، فهي سوداء مظلمة".
وهذه النار إذا أقبلتفي يوم القيامة وسُعرت فإن لها هولٌ عظيمٌ على الناس، ولها وقعٌ شديدٌ، يحدث للناس قنوط، يأس، خوفٌ رهيب، رهبة.
بعد ذلكتقدم الجنة، ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْتقدم جنة الله عزّ وجلّ، تقدم رحمة الله سبحانهوتعالى، تقدم هذه الجنان، هي من وراء النار ولكن يراها أهل الإيمان قد أزلفت قربت،فيرتاحون لذلك ويطمئنون، ويأتيهم من روحها ويأتيهم من ريحها فتطمئن الأنفس وتهدأالنفوس قليلا لأن جنة الله قد أقبلت، ولأن رحمة الله قد شُرعت، ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْقُربت لأهل الإيمان، وقد تزينت لقاطنيها وسكانها


﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَاأَحْضَرَتْ


ستعلم أنت ماذا أحضرت في يوم القيامة ستعلم هذه الأنفس ما الذيجاءت به إلى يوم القيامة وإذا كنا سنعلم ما الذي سنأتي به في يومالقيامة ألا نأتي بحسنات نتقرب بها إلى الله عندنا من أبواب الحسنات أشياء عظيمةعندك الصلاة عندك الصيام عند كذلك غير هذه العبادات عندك الإحسان إلى اليتيموالمسكين والصغير والضعيف، عند التسبيح والتهليل والذكر وما أسهلها وما أهونها علىالإنسان

التعديل الأخير تم بواسطة دعاء عبد الله ; 24-02-09 الساعة 02:34 AM
دعاء عبد الله غير متواجد حالياً