عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-08, 02:59 PM   #361
حاجة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 31-03-2008
المشاركات: 263
حاجة is on a distinguished road
افتراضي فوائد الدرس الـ23 - تابع الامثلة على المرحلة الرابعة

*** وضحي المعنى الذي دل عليه السياق في الآيات التالية مع ذكر نوع دلالة السياق في كل منها:
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾

هذه السورة من أوائل السور المكية التي نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم. بدأت بذكر أمر عظيم جدا و هو تكذيب الكافرين بيوم الدين و انتهت بأمر (قد يبدو تافها للبعض) و هو الامتناع عن الماعون (و هو ما يتعاوره الناس بينهم من اشياء) فما الرابط بينهم؟
الانسان المؤمن من يوقن بيوم الدين لا يمتنع عن مساعدة الناس و تقديم الخير سواء كان صغيرا أم كبيرا لانه يتطلع الى الثواب عند الله في يوم الدين.
هذه السورة تدعو الى مكارم الاخلاق (كشأن كثير من السور المكية) فهي بدات بالحث على التصديق باليوم الآخر (بمعنى آخر عبادة الله الواحد الاحد) و ثم الاحسان الى الناس. و هذا ما نراه في أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم:
أتيت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فصعد في النظر وصوب فقلت : إلام تدعو وعم تنهى ؟ قال : لا شيء إلا الله والرحم قال : أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا ورويت أن الناس يكذبونني فقيل لي : لتفعلن أو ليفعلن بك .
الراوي: مالك بن نضلة الجشمي المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1106
خلاصة الدرجة: صحيح

- و أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا العباس بن عبد العظيم ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة بن عمار ثنا شداد بن عبد الله أبو عمار و يحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة قال : ( فذكر دخوله على النبي صلى الله عليه و سلم بمكة قال : فقلت له : ما أنت ، قال : أدعى نبياً ، فقلت : و ما نبي ، قال : أرسلني الله تبارك و تعالى ، فقلت : بأي شىء أرسلك ، فقال : أرسلني بصلة الأرحام و كسر الأوثان ، و أن يوحد لا يشرك به شيئاً ، قلت له : فمن معك ، قال : حر و عبد قال : و معه يومئذ أبو بكر و بلال ممن آمن به ، و ذكر الحديث . رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن جعفر عن النضر بن محمد).

فمن سياق آيات سورة الماعون فهمنا انه من لا يريد ان يكون من المكذبين بيوم الدين عليه ان يلتزم بمكارم الاخلاق و يكون سباقا في تقديم الخير الى جانب التوحيد و الاخلاص في العبادة.


-﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾
هذه العبارة جاءت في نهاية آية الدين في سورة البقرة. هذه الاية الطويلة اشتملت على احكام الدين و ما الذين يجب ان يتخذه الكاتب أو القاضي من اجراءات عند توثيق الدين و سماع الشهود و متى لا يحتاج الامر الى شهود و هكذا مضت الاية في وضع احكام و ضوابط للدين. من ينفذ هذا الامر يحتاج الى ان يكون له معرفة بالامور الشرعية و معرفة بأمور الناس و أحوالهم. أي هو بحاجة الى العلم النافع الذي يتأتى من تحصيل العلم و تقوى الله. على الرغم من انه لا يوجد اداة شرط في العبارة "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ" فالواو هنا عاطفة لكن من سياق الآية فهمنا انه لابد من تقوى الله لتحصيل هذا العلم و هناك من أهل العلم يسمي هذه الواو العاطفة بواو الاقتران (اي قرنت بين العلم و تقوى الله) فهناك حالة اقتران و التزام بين العلم و التقوى في هذه العبارة من الآية.


*** ما الحكمة من التقديم والتأخير في السياق في الآيات التالية:
-﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾؟
هذه الآية جاءت في مطلع قصة البقرة مع موسى عليه السلام. ثم جاءت بداية القصة في نهاية الآيات و ذلك لانه المقصود هو جذب النظر الى المقصود الاول من سرد القصة و هو بيان شدة تعنت بين اسرائيل و رفضهم الانصياع و اعراضهم عن اوامر الله سبحانه و تعالى.


-﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾
لانه الغرض كان بيان حكم الانفال لانه الصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا فيه و ارادوا ان يوزع عليهم كما كانت توزع الغنائم فنزلت السورة بما هو اهم شيء و هو بيان حكم الانفال ثم جاءت آيات معركة بدر تبعا لذكر الانفال.


-﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ﴾
جاءت من غير ترتيب القصة لانه الله تعالى أراد فيها ان يركز على الصفة التي يجب ان يلتزم بها كل داعية و هي الاقبال على من جاء يطلب العلم كائنا من يكون. فمن جاء يسعى لطلب العلم هو أولى من غيره بوقت الداعية و جهده.

التعديل الأخير تم بواسطة حاجة ; 22-12-08 الساعة 03:05 PM
حاجة غير متواجد حالياً