عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-08, 05:22 AM   #355
دعاء عبد الله
~نشيطة~
Icon188 فوائد الدرس العشرون

فوائد الدرس العشرون


التضمين


الفوائد المطلوبة:


*** ما معنى التضمين؟وما هي فائدته ؟ومن يقول به من النحاة؟


التضمين كلمة تدور في كتب اللغة بين العروبيين والأدباء والنحويين والبيانيين ولكل طائفة من هؤلاء معنى خاص يفسرون به التضمين والذي يهمنا من هؤلاء هم طائفة البيانيين وكذلك بعض النحاة فالتضمين الذي نقصده هنا هو إشراب الفعل معنى فعل آخر ليدل الفعل الأول على معناه الأصلى وعلى المعنى الذي دل عليه السياق
وفائدته هي أنه يدل على معنين أو أكثر مع تضمين معنى الفعل الأصلي فيعطي نوعاً من البلاغة والفصاحة والبيان زيادة عن ما كان في الأصل
يقول به من النحاة الخليل وسيبويه وتبعهم على ذلك البصريون ونصره بن الجني في الخصائص وبن القيم في بدائع الفوائد

*** ما هي شروط استعماله حسب المجمع اللغوي في القاهرة؟
استعمال التضمين المجمع اللغوي في القاهرة بثلاث شروط
الشرط الأول: تحقيق المناسبة بين الفعلين والتي تسمى العلاقة .
الشرط الثاني: وجود قرينة تدل على المعنى الملحوظ مع الأمن من اللبس.
الشرط الثالث: ملائمة التضمين للذوق العربي.

***ما هو وجه التضمين في الأفعال التالية:

1- ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾

الفعل يشرب يتعدى بحرف (من) للدلالة على الشرب ولكن هنا جاءت الباء في الآية ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرً﴾ بدل حرف من لتضمين فعل يشرب بفعل آخر هو يروى حتى يعطي معنى أن عيناً يشرب منها ويروى بها عباد الله فجاء المقصود يشربوا ويرووا

2- ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
أصل فعل الإرادة يتعدى بنفسه ولا يحتاج إلى فعل حتى يعديه فتقول أردت كذا وكذا وأراد فلان كذا وكذا من غير حاجة إلى فعل يعديه إلى مفعوله ، وعدّيَ في الآية الفعل يُردْ بالباء ليُضَمَّنَ بفعل آخر هو "الهم" أو الإرادة حتى يكون يكون المعنى هو فمن يرد أن يهم في البيت بظلم وإلحاد فإن الله سيذيقه من العذاب الأليم

3- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾
الأصل في نصر أن يتعدى بعلى فيقال نصرت فلان على فلان ونصرت المحسنين على الكافرين فالآية هنا عدت فعل نصر بلفظ من لتضمين نصرناه بمعنى انتقمنا له فيكون المعنى انتقمنا من الذين كفروا بأن نصرناه عليهم

4-﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً﴾
الأصل في فعل أكل أن يتعدى بنفسه فتقول أكلت كذا وكذا فالآية هنا عدت فعل الأكل بحرف إلى لتضمين الأكل معنى الجمع والضم فيكون المعنى ولا تأكلوا أموالهم ولا تجمعوها وتضموها إلى أموالكم حال كون هذا الضم فيه من الإضرار ما في أكل أموالهم بالباطل إذا ليس النهي عن مجرد الأكل فقط وإنما النهي عن أي ضرر وإضرار بأموال الأيتام حتى لو لم يكن أكلاً وهذا المعنى دلت عليه كلمة إلى .

5-﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾

( يُخَالِفُونَ عَنْ )الأصل في الفعل يخالفون تعديته بنفسه وقد عدي بعن لتضمن مخالفة مع الإعراض أي يخالفون حال كونهم معرضين .
دعاء عبد الله غير متواجد حالياً